آراء
السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠١٣
أكاد أختتم هذا المساء بإذن الله قراءة (يوميات) الكاتبة السعودية، سارة مطر عن سيرتها الشخصية كطالبة في جامعة البحرين، تحت العنوان المثير بعاليه الذي يشرح بكل وضوح وصراحة هذا التباين في التقابلية المذهبية في قلب مجتمع واحد. وأنا هنا أكتب (البحرين) كمثال وأنموذج على سلاسة أو حدية التعايش المذهبي، وما البحرين سوى أنموذج لعشرات المواقع والأماكن على هذه الخريطة المسلمة. وحين سبحت في يوميات سارة مطر عرفت بكل صفاء ونقاء أن العقود الأخيرة الثلاثة من الزمن قد شهدت هذا الشحن المذهبي وهذا الاحتشاد الطائفي البغيض مثلما شهد آلاف الأدبيات المغلفة بخطاب ديني ولكن، ومن السذاجة والغباء: تحت دفع الغطاء السياسي.. الباكورة هي الثورة الإيرانية. متى عرفت البحرين، أنا، بشكل شخصي؟ كنت طالباً، منتصف الثمانينات من القرن الماضي، عندما تم اختياري لتمثيل طلاب جامعة الملك سعود في لقاء طلابي خليجي استضافته ذات (جامعة البحرين) حيث يوميات سارة مطر بعد ربع قرن من الزمن. وفي الليلة الخامسة والأخيرة من البرنامج كان في الجدول قضاء المساء الأخير في سهرة شعبية أخاذة داخل قرية خارج المنامة، قبل سنوات زرت ذات القرية ووقفت في ذات الساحة (لاسترجاع الذكريات) ثم عرفت بعد ربع قرن أن مساء سهرتي القديم كان داخل قرية شيعية خالصة. كنا في ذات البرنامج الجامعي القديم ما يقرب من ثلاثين طالباً، أمضينا الأسبوعين…
آراء
السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠١٣
أثناء الطريق لحضور اجتماع، قرأتُ تغريدة وضعها أحدهم عن خمس قواعد مهمة لإدارة الشركات. فتحتُ الرابط المُرفق وبدأتُ أقرأ المقال في مجلة "رائد الأعمال" الأميركية الشهيرة. أعجبني وقلت في نفسي: هذا عالمي الحقيقي.. لا بد أن أركز في عالم الأعمال. دخلت غرفة الاجتماعات وكان بها مجموعة من علماء الشريعة والأصول مِن المُجددين الذين درسوا المنطق ووظفوه لفهم النصوص الشرعية باعتدال ينم عن ذهن منفتح. دار حديث شيق وعميق حول الحاجة إلى فهم مقاصد الشريعة، وكيف يمكن للأمة الإسلامية اليوم أن تتجنب كثيراً من الفتن والقتل والصراعات لو أن الدهماء كانوا أكثر تَبصُراً،. ولو أن كثيراً من دعاة الفضائيات كانوا أقل تسطيحاً للفكر حين يُخاطبون المجتمع، وأكثر تأملاً في النصوص واستنباط آليات لتكييفها مع حال الأمة وحاجاتها. خرجتُ وقد تقزّمت فكرة ريادة الأعمال في نفسي التي حدثتني بأن مجال التجديد الفكري وتهذيب الخطاب الديني هو العالم الحقيقي. في المساء عدتُ إلى "الآي باد" لأستكمل قراءة بعض كتب التراث الأدبي، وانكببتُ على قراءة المراسلات الفلسفية بين أبي حيان التوحيدي وابن مسكويه، اللذين يُعدان من أجمل الأدباء والفلاسفة المسلمين. فوجدتني أغوص في بحر لا شاطئ له، تلاطمت فيه العبارة الندية مع الفكرة الذكية والمعنى المُحتجب عن قُراء الأخبار العابرة في الصحف والمجلات. راودتني نفسي بعد قراءة تلك السِجالات الأدبية، وقالت: عليك أن تركز…
آراء
السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠١٣
ينتابنا الهلع كلما لاحت في أفق السياسة مصالحة أميركية - إيرانية، مثلما هو حاصل هذه الأيام في نيويورك، حيث يتقاطع الرئيسان الإيراني حسن روحاني ونظيره الأميركي باراك أوباما في أروقة مبنى الأمم المتحدة ولكن لا يلتقيان، بعضنا يذهب إلى حد «المؤامرة»، فهو مقتنع أن ثمة حلفاً خفياً وتعاوناً بين الطرفين ولن يلبث إن يصعد إلى السطح، ويعلن رسمياً الحلف الأميركي - الإيراني الجديد على حسابنا نحن في السعودية والخليج، لنسقط من «الحجر» الأميركي بعدما يتربع عليه الإيراني، فندفع الثمن غالياً من مصالحنا وحقوقنا. أعتقد أننا جميعاً بحاجة إلى جلسات علاج نفسي، ودورات في علم «السياسة الحقيقية» حتى نستعيد ثقتنا بأنفسنا، وأننا أقوى مما نعتقد، وأستعير عبارة رئيس الاستخبارات السعودية السفير السابق الأمير تركي الفيصل أن «إيران نمر من ورق»، فقط نحتاج إلى بعض من التركيز والتخطيط لنحدد من هم حلفاؤنا الاستراتيجيون، وما هي مصالحنا الثابتة، وأن الشرق الأوسط الذي استوعب يوماً «القوى العظمى» مملكة فارس والروم، ثم وجد عرب الصحراء مكاناً لهم في التاريخ بينهما، بل أكثر، يستطيع أن يستوعب كل دول المنطقة بما فيها إيران وتركيا، وأن ندرك أن المصالحة مع إيران هي مصلحة للجميع، وأننا يجب أن نسعى إليها أكثر مما يسعى إليها الأميركيون، ولكننا نحتاج إلى تشكيل جبهة من حلفاء لا تغيرهم مصالح ضيقة، وإنما يشاركوننا رؤية…
آراء
السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠١٣
أشاعت لقاءات الرئيس حسن روحاني نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فضلاً عن خطاب أوباما، أجواء من التفاؤل في الأوساط السياسية والديبلوماسية المعنية بمسائل الشرق الأوسط، وانتقادات وصلت إلى حد اتهام الرئيس الأميركي بالضعف أطلقها بعض حلفائه. فهل تغيرت إيران أم الغرب تغير؟ صحيح أن للرئيس الإيراني، أي رئيس، رأيه وتأثيره في السياسة الخارجية لبلاده، لكنه يبقى جهة تنفذ خطط المرشد وتوجهاته. والاستنتاج المنطقي يؤكد أن خامنئي ليس بعيداً عن الحراك الديبلوماسي الذي يقوده روحاني. وأن التغيير بدأ في أعلى هرم السلطة في طهران، له أسبابه المختلفة عما يشاع عن تحول إيران إلى الاعتدال، وكأن هذا التحول حصل من دون مقدمات، أو كأن الرئيس الجديد انتقل ببلاده فجأة من «محور الشر» إلى «محور الخير»، مستلهماً الغيب في رسم سياساته. الواقع أن إيران التي خاضت الحرب في بلاد الشام بكل قواها أدركت أن تراجع الولايات المتحدة وحلفائها عن الهجوم العسكري على سورية شكل نقطة تحول في سياسة هذا المحور، أوضحه أوباما في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حين شدد على الحلول السياسية، بالتعاون مع روسيا ومجلس الأمن، وأشار إلى إمكان تسوية قضية الملف النووي الإيراني، من دون اللجوء إلى القوة. وإلى وضع حد للحروب في سورية من خلال الحوار مع…
آراء
السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠١٣
لابد أن جميعكم قد مرّ بتلك التجربة الجميلة التي يتذكرها بابتسامة عريضة وتنهيدة «راحوا الطيبين» الشهيرة.. تبدأ أعراض الحالة عندما تطلب من شمس الدين، وهو ذلك الشاب الكيرالي الذي يفعل كل شيء في المؤسسة ويتقاضى «شروي نقير»، أن يعد لك كوب «الكرك» اليومي، فتفاجأ بأنه استبدل عبارة «حاضر أرباب» بعبارة «شوي بعد»! هنا تعلم أن الأمور لم تعد كما كانت. تأخذ جولة في الإدارة فتفاجأ بأن النظرات تجاهك لم تعد كما كانت، هي نظرات من نوع آخر، تدرك مرة أخرى كم كنت أحمق حينما قضيت لياليك في البحلقة في الكتب بدلاً من العيون الكحيلة.. من لي بفهم ما يختبئ خلف هذه العيون.. مزيج من الحزن والشفقة والتحفز والسعادة، تصل إلى مكتبك لترى الظرف الذي يحمل شعار المؤسسة وتوقيع مدير الشؤون الإدارية الذي يكون عادة الرجل الأكثر شعبية، فتعلم بأنك قد وصلت إلى نهاية اللعبة! كلما ارتفعت في السلم الوظيفي أصبح عدد الكراتين الفارغة التي تحملها معك في اليوم الأخير أكثر، ففي حالة «الفنش» الأولى ستحمل معك عدداً من الأوراق ودباسة «بابا سنفور» الشهيرة، لكنك بعد الترقي الوظيفي ستحتاج إلى حمل عدد كبير من البحوث والدراسات، والملفات والعروض ورحلة العمر، وستلجأ مرة أخرى إلى شمس الدين ليؤدي لك خدمة أخيرة بمساعدتك على حمل كل تلك الذكريات! في «فنشي» الذي يتكرر كل…
آراء
الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠١٣
ثمة ثلاثة تحديات تواجه صناعة الكتاب العربي، ورابع تجده في نهاية المقال. أولها الرقابة، فالرقيب العربي لا يزال يعمل ببيروقراطية مملّة، أكوام من الكتب أمامه، لا تستحق انتظاراً طويلاً وتدقيقاً، ولكنه يتعامل معها مثلما يتعامل موظف البلدية مع رخص البناء، يعمل مسترخياً بمنطق «هي الدنيا طايرة»؟ بينما الكتاب كالمجلة والصحيفة، لا بد أن يصل ساخناً للقارئ، متواكباً مع الاهتمام الذي يريده المؤلف والناشر، يصل الكتاب إلى الصحافي فيكتب عنه ناقداً، ولكنه لا يصل إلى القارئ لأن الرقيب يشكو من كثرة الكتب وقلة المراقبين، بل يشكو أحياناً هو ووزارته من المتطوعين الذين يطالبونه بحظر هذا الكتاب أو ذاك، لأنه لم يوافق هواهم، لأنهم يرونه ضاراً على الناشئة، ولا يثقون بحصافة القارئ وقدرته على تمييز الطيب من الرديء، يريدون أن يكونوا أوصياء ليس على العقل فقط بل حتى على ما يتلقاه العقل، النتيجة أن الرقيب يشتري وجع دماغه فيشبع الكتاب بحثاً وتمحيصاً حتى يموت بين يديه، كل هذا يحصل في زمن الإنترنت الذي جعل الفكر عابراً كل المساحات وكل أشكال الرقابة. التحدي الثاني هو الإنترنت، ابحث عن كتاب لم تجده في أقرب مكتبة إليك، وقد تجده مصوراً بصيغة «بي دي إف» فتحمله إلى جهازك اللوحي وتوزعه على أصدقائك ومحبيك دون أن تدفع قرشاً واحداً للمؤلف ولا للناشر، والنتيجة إفقارهما معاً، وقتل الصناعة…
آراء
الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠١٣
لا ينبغي الاستخفاف بقرار القضاء المصري فرض الحظر على جمعية (جماعة) الإخوان المسلمين بالبلاد. ليس لأن القرار أو الحكم له جوانب سياسية؛ بل لأنها ليست المرة الأولى التي يحصل فيها ذلك: فقد حصل الأمر نفسه بعد اتهام أعضاء بالتنظيم الخاص لـ«الإخوان» بقتل رئيس وزراء مصر في الأربعينات من القرن الماضي. أما القرارات الأخرى ضد الجماعة عامي 1954 و1965 فقد كانت سياسية وسيادية. وفي الحالتين المذكورتين فقد كان الاتهام المشاركة في أعمال إرهابية ضد أمن الدولة والنظام العام. أما هذه المرة (أي بتاريخ 2013/9/23) فقد كانت التهمة قيام الجمعية ذات الطابع «الخيري والاجتماعي» بنشاطات سياسية، ووجود أسلحة بمقراتها، وتحريض قادتها على العنف ضد خصومها من المتظاهرين السلميين. سيقول كثيرون (بينهم عرب ومسلمون وغربيون) إن هذا الحكم القضائي سياسي الدوافع، لأنه جاء بعد إقصاء الرئيس محمد مرسي، وإصرار «الإخوان» وحلفائهم على الاعتصام والتظاهر والاشتباك مع قوات الأمن والجيش من أجل استعادة «الشرعية والشريعة». ومصطلحا الشرعية والشريعة في نظري هما الخيط الذي ينبغي التقاطه لفهم ظاهرة الإسلام السياسي السني والشيعي خلال العقود الماضية. فالذي لا يعرف أصول الحركات والتنظيمات الإسلامية المسلحة وغير المسلحة سيتجاهل مفردة «الشريعة» في الشعار المرفوع، وسيعتبر أن «الشرعية» هي المعروفة شروطها في العالم المعاصر مثل الدستور والانتخابات الحرة، وفصل السلطات، والأحزاب السياسية المتنافسة في المجتمع السياسي المتعدد والمفتوح. و«الإخوان»…
آراء
الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠١٣
من منا قادر على أن يحصي عدد المؤتمرات والندوات والاجتماعات وورش العمل، التي أوصت في نهاية أعمالها بتضمين عشرات المسائل في مناهج التعليم، إما للقضاء على ظواهر سلبية متفشية في المجتمع، أو للتثقيف والتوعية والتعريف بمسائل بات الجهل بها أو تجاهلها سببا في معاناة الدولة والشعب جراء تداعياتها، مثل المخدرات والجريمة والعنف الأسرى والانتحار وقتلى حوادث السير والغش والاحتكار وغياب الإخلاص واستشراء الفساد وضياع الذمة. أنا على يقين أن الدولة لو أخذت بتلك التوصيات ووجهت وزارة التربية والتعليم بتضمينها في مناهج التعليم لفاقت الكتب المخصصة لها عدد كتب المناهج المعتمدة، ولما أتت هذه السياسة بما عولت عليه تلك التوصيات، بل أجزم أن النتائج ستكون عكسية، ولعل منهج "الوطنية" خير شاهد على ذلك فهو منهج غير مرحب به لدى الطلبة، ولم يحقق الأهداف التي كانت وراء فرضه، فالفجوة الكبيرة الموجودة في فكر ونفسيات جل الطلبة تجاه التعليم ذاته وتجاه المدرسة كافية لاتخاذ الطلبة موقفا سلبيا من مناهج التعليم كلها، وبالتالي لن تكون للمناهج الإضافية مساحة قبول. وكل السلوكيات والممارسات الخاطئة والظواهر الخطيرة التي نشكو منها ومن فاعليها كان إجماع الناس في مجالسهم ونقاشاتهم، وكذا ما يتم تناوله عبر وسائل الإعلام، أنه لا حل لها إلا من خلال مناهج التعليم. ولن أحدثكم ولن أحصي لكم عدد المنشآت والمشاريع المباشرة وغير المباشرة التي…
آراء
الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠١٣
ـ تحتاج بعض فروع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى إصلاح شامل وفوري لا يشبه الإصلاح العربي الإخواني أجلَّكم الله، وليس فيه مرسي ولا بديع ولا شاطر ولا رجة ولا رجفة، ولكنه إصلاح للعقلاء الراشدين الذين لا يرون المواطن تهمة تمشي على قدمين، ولا يتعاملون معه كحالة اشتباه أو ترقيم محتمل! ـ المطاردات الهوليودية التي يقوم بها بعض كوادر الهيئة الميدانيين الممانعين للإصلاح لم تعد قضية أخطاء موسمية يمكن تبريرها بالحماس الزائد أو قلة الخبرة الميدانية كما جرت العادة؛ بل أصبحت كما يبدو طبيعة عمل روتينية جداً لدى هؤلاء، ولذلك آن للهيئة أن تقف مع هؤلاء الممانعين للإصلاح، وألاَّ تعيد حديث الإعلام عن أخطائهم الكارثية إلى المتربصين الدائمين كما تزعم في كل وقت. ـ إصلاح كوادر الهيئة الذي أطالب به هو استحقاق متأخر، ولكنه الآن أصبح ملحاً كي تمارس عملها بمنتهى الانضباط والرشد المتصالح مع مستجدات العصر، وأول هذا الرشد ألاَّ تنظر إلى المواطنين كمشبوهين تجب مطاردتهم؛ فالمواطن ليس شبهة في المبدأ، ولكنه إنسان محترم ويجب التعامل معه على هذا الأساس، وفقاً لتوجيهات الرئيس العام للهيئة وعلى هذا الأساس فقط حتى يثبت العكس. ـ كنت ما أزال من المؤمنين والمؤيدين للهيئة في قضايا الستر والتعامل مع المبتزين للبنات بفاعلية مشكورة؛ أما مطاردات هؤلاء على طريقة الأفلام الأمريكية التي تشوه…
آراء
الخميس ٢٦ سبتمبر ٢٠١٣
ـ 1 ـ للذئب في المخيال العربي حضور مدهش منذ بدأ زمن الحفظ مشافهة أو تدويناً، وما زالوا حين يصفون شخصاً بالجرأة وعدم الخوف يقولون إنه "ذيب". ولعل ذئب الشاعر الصعلوك الشنفري أشهر "ذيب" جاهلي وهو الذي جاء ذكره في لامية العرب: ولي دونكم أهلون: سيدٌ عملّسٌ وأرقط زهلولٌ وعرفاء جيألُ ـ 2 ـ استمر حضور الذئب بعد زمن الجاهلية، مثل حضور بيت الأحيمر السعدي في الأذهان، وهو ممن عاشوا في العصرين الأموي والعباسي، وفيه يقول: عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى وصوَّت إنسان فكدتُ أطـيرُ ولا تقل قصيدة الفرزدق عن الذئب شهرة عن بيت الأحيمر، خاصة لو تأملنا الحوارية البديعة التي نسجها مع الذئب: وأطلسَ عسّالٍ ، وما كان صاحباً دعوتُ بناري موهناً فأتاني فلما دنا، قلت: ادنُ دونكَ، إنني وإياك في زادي لمشتركانِ ومع تلاحق العصور يظل الذئب مصاحباً للشعراء، كما هو حال البحتري بقوله: تسربلته والذئبُ وسنانُ هاجعٌ بعين ابن ليل ما له بالكرى عهدُ ـ 3 ـ وبرغم أن الذئب في المنام ليس فألاً حسناً في مخيال العرب لكن ذكره يأتي إيجابياً على الأغلب في وصف أحدهم لآخر، فابن سيرين يفسر الذئب في الحلم بأنه "عدو ظلوم كذاب لص غشوم من الرجال غادر من الأصحاب مكار مخادع، فمن دخل داره ذئب دخلها لص". ـ 4 ـ…
آراء
الخميس ٢٦ سبتمبر ٢٠١٣
منذ سنوات ـ وفي يوم ربيعيّ جميل ـ ورد إليّ طلب إضافة اسم " خليفة المظلوم " على حسابي الخاص في الفيس بوك ، بطبيعة الحال ضغطت على زر Accept ، ظناً مني بأن هذا الشخص هو أخي الأصغر ( خليفة ) ومضى الحوار معه طبيعياً ـ يومذاك كنت أدرس في الخارج ـ لكني اكتشفت بعد أيام أن صاحب الحساب ليس أخي (خليفة ) بل هو شخص أخر اسمه : خليفة محمد عيد المظلوم. ولعَلّه من المؤسف حقاً بل والمحرِج أيضاً أن أقول : لقد كانت المرة الأولى التي أعرف فيها أن لدى ابن عمي محمد ولدا اسمه خليفة ..! ولعلّ ما يدعو للعجب و الدهشة أنّ هذه المفاجأة السارة حصلت على الفيس بوك .. !! الواقع الذي يجب الاعتراف به ، هو: إنني عانيتُ وما زلتُ أعاني من هذه المسألة ( صلة الأرحام ) ولهذا قطعتُ على نفسي عهداً بالتواصل مع ذوي الأرحام أسبوعياً ، سواء كان ذلك بالزيارة أم بالاتصال على أقل تقدير ، وخصوصا أنني أتذكر دائماً قول النَّبِىّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِى رِزْقِهِ، وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِى أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ". تعرفت على خليفة أكثر فأكثر ، وبعد أن أنهيت دراستي وعدت إلى أرض الوطن ، سرعان…
آراء
الخميس ٢٦ سبتمبر ٢٠١٣
لا يمكن النظر لما حدث ليلة اليوم الوطني، من قتل شاب وجرح آخر من قبل كوادر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باعتباره حالة فردية وخطأ غير مقصود، فالمطاردة التي شهدتها شوارع الرياض ليلتها تجاوزت في مخيلتنا كل مشاهد الإثارة الدرامية التي اختزنتها مخيلتنا من أفلام المطاردات الأميركية ومطاردات العصابات. لن أناقش الأسباب التي قد تكون دفعت تلك الكوادر لمطاردة الشابين، وصدم سياراتهم مرارا حتى دفعتها للسقوط من مرتفع ومن ثم الهروب من المكان، ليلقى شاب حتفه ويبقى الثاني في العناية المركزة، وأدعو الله أن يلطف به، ولكني سأناقش وأطرح مجموعة أسئلة لا بد من تناولها والتعاطي معها رسميا وشعبيا للحد من التجاوزات التي يقوم بها بعض المنتسبين لهذا الجهاز من أجل تحويله من جهاز يرى نفسه أنه فوق القانون إلى جهاز يخضع للقانون ككل مؤسسات الدولة. لا بد من الاعتراف أولا أن الأنظمة الداخلية للهيئة لا تعتمد المحاسبة الداخلية وفق الأسس المطبقة في باقي المؤسسات الأمنية، والتي تتضمن المحاكم العسكرية أو السجن الانفرادي، وهو أمر ينبع في تقديري من كون الهيئة لم تكن في الأساس مؤسسة أمنية عسكرية بل مؤسسة فكرية تسعى لتطبيع أجندة حياة وليس تطبيق نظام أمني. لست أفهم إلى يومنا هذا السبب الذي يجعل الهيئة جهازا مستقلا في حال سلمنا أن دورها هو أمني كما يقول…