آراء

آراء

المتباكون على “الإخوان”..

الخميس ٠١ أغسطس ٢٠١٣

منذ استبق الإخوان المسلمون نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية العام الماضي وأعلنوا فوز مرشحهم محمد مرسي فردّ عليهم تيار المرشح الثاني بإعلان فوز مرشحهم أيضاً ليُدخل الطرفان مصر في حالة من انعدام التوازن.. منذ ذلك الوقت يدرك أي متابع للأحداث أن حركة الإخوان "الخبيثة" وراءها ما وراءها.. فهي من جهة أولى تشير إلى تهديد خفي بنية الإخوان المسلمين في تخريب البلد إن لم يفز مرشحهم، ومن جهة أخرى تدل على أن مستقبل مصر ماضٍ إلى المجهول ما دام هؤلاء يفكرون بعقلية سلطوية مطلقة، فإما كرسي الرئاسة وما يتبعه من امتيازات، وإما "نصنع الفوضى التي لن تجعل مصر تستقر". أما أهم الدلالات من إعلان "الإخوان" لفوز مرشحهم، فهو الوضوح المطلق لعدم فهمهم للعملية الديموقراطية، فالديموقراطية لديهم تعني وفقاً لتلك الحركة انتصارهم فقط وإلا فهم بالمرصاد لأي شيء يأتي على العكس من ذلك. اليوم يظهر "الإخوان" على طبيعتهم، فكل ما يخدم جماعتهم هو جيد، وما لا يخدمها غير مقبول بقناعتهم.. فأن يقبلوا بعزل الجيش للرئيس حسني مبارك ولا يقبلوا بعزل الجيش لمرسي، فهذا تناقض يفسره أن عزل مبارك معناه خلو الساحة وتمهيدها لهم للانقضاض على السلطة، وعزل مرسي معناه أنهم رجعوا خطوات إلى الوراء فيما كانوا يحلمون بـ"التكويش" على كل شيء. ما يثير الغرابة أولئك المتباكون على عزل محمد مرسي، خاصة من غير…

آراء

أمة ضلت طريقها

الأربعاء ٣١ يوليو ٢٠١٣

ديترويت رمز لتدهور الاقتصاد القديم. إنها ليست مجرد مركز للمنبوذين؛ فقدت المنطقة الحضرية بالكامل سكانا في الفترة ما بين 2000 و2010، بل هي صاحبة أسوأ أداء بين المدن الرئيسة. بالمقارنة، تجسد أتلانتا صعود الحزام الشمسي؛ حيث رحل إليها ما يزيد عن مليون شخص خلال الفترة نفسها؛ ويتماثل أداؤها مع أداء دالاس وهيوستون من دون الحافز الإضافي من النفط. لكن من ناحية مهمة، يشير ازدهار أتلانتا إلى تدهور ديترويت؛ كلاهما مكان يبدو أن الحلم الأميركي يموت فيه؛ حيث يجد أبناء الفقراء صعوبة بالغة في صعود السلم الاقتصادي. في واقع الأمر، يبدو الحراك الاجتماعي التصاعدي - مدى نجاح الأبناء في تحقيق مكانة اقتصادية اجتماعية أعلى من آبائهم - أقل في أتلانتا منه في ديترويت. وهو أقل بكثير في المدينتين منه في بوسطن أو سان فرانسيسكو، على الرغم من أن معدل النمو في هاتين المدينتين أبطأ بكثير منه في أتلانتا. إذن، ما المشكلة مع أتلانتا؟ تشير دراسة جديدة إلى أن المدينة ربما تكون مترامية الأطراف بشكل مبالغ فيه، بحيث تصبح فرص العمل بعيدة عن متناول الأشخاص العالقين في الضواحي الخاطئة. ربما يقتل الزحف الحضري العشوائي هوراشيو ألغر. تأتي الدراسة الجديدة من مشروع تكافؤ الفرص، الذي يترأسه خبراء الاقتصاد بهارفارد وبيركلي. لقد كانت هناك عدة مقارنات للحراك الاجتماعي عبر الدول؛ كشفت تلك الدراسات كافة…

آراء

الليبرالية الإمبريالية

الأربعاء ٣١ يوليو ٢٠١٣

أعود مرة أخرى، ولكن بتفصيل أكثر، إلى الليبرالية الإمبريالية التي أشرت إليها سريعاً في مقالتي هنا قبل ثلاثة أسابيع تحت عنوان: (سقوط الإخوان المسلمين ... وسقوط الإخوان الليبراليين). وقد وضعت ملامح الليبرالية الإمبريالية في مقطع: «سقوط الإخوان المسلمين أدى إلى سقوط ما يمكن تسميتهم مجازاً بالإخوان الليبراليين، أي الذين تقوم مبادئهم على الحرية والتعددية «الانتقائية»، التي تخدم رغباتهم وشهواتهم واصطفافهم فقط، .... التشفي والانتقام والاعتقال المشين وتقييد الحريات، إجراءات لا تلقى القبول من ليبرالي حقيقي صادق في مبادئه وملتزم بالقيم التي يدّعي اتّـــــــباعها. ولذا يصبح من الطبيعي على هذه الليبرالية المزيّــــفة أن تنـــــفعل أيضاً وتتحول من ليبرالية إلى إمبريالية، .... أفهم أن تتخلى كل الفصائل والأحزاب والتيارات عن احترام مبـــــدأ التعددية والحرية، إذ لديها مبادئ أخرى تفخر بها وتنشغل بتفعيلها، لكن لا أفهم أن يتخلى الليبراليون عن صُلب الليبرالية الذي هو التعددية واحترام الآخر، فبماذا سيفخرون بعدها؟!». (صحيفة «الحياة»، الأربعاء 10 تموز /يوليو 2013). كنت أدرك أن شهادتي ضد تلك الليبرالية المتحيزة ستوصف بأنها شهادة مجروحة ومتحيزة للطرف الآخر حتى وإن كنت قد تناولت بالنقد كلا الطرفين عن قناعة وإيمان وليس تأرجحاً أو مراضاة كما ظن البعض. لأجل هذا كنت أعوّل كثيراً بأن تأتي الكتابات الناقدة للأطراف المعنية من الداخل، أي من داخل النسق الفكري والإيديولوجي لليبرالية ولـ «الإخوان» ولغيرهم…

آراء

مشروع علم: قناة وصل العلماء والأطباء بالجمهور

الأربعاء ٣١ يوليو ٢٠١٣

كنت منذ ما يزيد على أربعة أشهر أبحث عن فريق عمل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، التي قد أتاحت توفير الفرص للوصول و لبناء العلاقات المهنية الجيدة مع الأشخاص المناسبين للاشتراك والإسهام في تطوير الأفكار إلى مشاريع ملموسة، وإن كانت صغيرة. في البداية تواصلت مع عدد من المبتعثين في أمريكا و فرنسا وبريطانيا و عرضت عليهم فكرتي في الإسهام بالخدمة المعرفية من أجل المجتمع التي تهدف لتثقيف المجتمع وربطه بالمفاهيم العلمية من خلال بعض الأفكار العامة ونشر المعلومات العلمية بعد تحريرها وتبسيطها وترجمتها باللغة المناسبة، إلا أنني اضطررت إلى تأجيل الخوض في أفكاري إلى وقت مناسب أجد فيه من يفهمني، لم أجد سوى صديقتي الإنجليزية ديبي حيث بادرتني بلغة حماسية: لم لا؟ إنها فكرة واعدة. جلست في حديقة BBC مع أصدقاء إنجليز خلال عطلات نهاية الأسبوع فهم يعملون محررين في BBC . تحدثنا في لقاءات بسيطة عن مفاهيم الاتصال العلمي بالأسس العلمية الأكاديمية وكيف يمكن بناء قنوات وصل دقيقة تربط العلماء والباحثين بالجمهور العام. كنت أعود لسكني في لندن في المساء والوعود ترتسم ندية على زجاج الشباك والمطر يتساقط ويرتطم برذاذه من الخارج. أيقنت أن البحث مجدداً عن فريق عمل غير متخصص بالمادة العلمية قد يفتح آفاقاً جديدة تمكّن من الاستفادة من مهارات أخرى لم أجدها في عدد ممن تواصلت…

آراء

الانتفاضة المصرية تزلزل «الأردوجانية»

الأربعاء ٣١ يوليو ٢٠١٣

لا تكفي حساسية رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان وحزبه ذي الجذور الإخوانية تجاه دور الجيش في بلاده لفهم موقفه الحاد وخطابه الشرس ضد انتفاضة 30 يونيو التي سحب فيها المصريون الثقة من الرئيس السابق محمد مرسي ودعمها الجيش امتثالا للإرادة الشعبية. قد تكون هذه الحساسية أحد العوامل التي تفسر موقف أردوجان الذي وصل إلى أبعد مدى في إنكار حقيقة ما حدث في مصر. غير أن هذا العامل يأتي، رغم أهميته، في مرتبة تالية للأثر السلبي الكبير للتغيير في مصر على مشروع أردوجان الإقليمي. فقد حلم أردوجان، ومازال، بأن تكون كلمته مسموعة ليس في الشرق الأوسط فقط ولكن ربما من سراييفو إلى شمال إفريقيا. وتحرك في هذا الاتجاه منذ منتصف العقد الماضي، بالتوازي مع إرساء الركائز اللازمة لهيمنة حزبه (العدالة والتنمية) على مفاصل الدولة التركية. وبدأ ذلك التحرك اعتماداً على الأدوات الاقتصادية والتجارية، مستثمراً الازدهار الذي تحقق في تركيا. ورفع شعار «صفر مشاكل» الذي ينطوي على رسالة مفادها أن التعاون الاقتصادي كفيل بإعادة بناء العلاقات بين دول المنطقة، وأن التجارة تصلح ما تفسده السياسة. وأحرز مشروع أردوجان هذا بعض التقدم في النصف الثاني من العقد الماضي، حيث تنامت علاقات تركيا الاقتصادية والتجارية مع دول كانت سياساتها متناقضة. فقد تحرك نحو سوريا وجعلها مدخلا إلى لبنان والأردن، فضلا عن إيران، وباتجاه…

آراء

الرياض وطهران بعد روحاني

الأربعاء ٣١ يوليو ٢٠١٣

كشأن اي علاقات ثنائية بين دولتين هامتين وجارتين في اي منطقة في العالم فإن ثمة مجموعة من العوامل الداخلية والاقليمية والدولية تتفاعل لتدفع هذه العلاقات نحو التطور الايجابي او البرود او التوتر ، وهذا مسار العلاقات التاريخية بين الرياض وطهران منذ وقع الطرفان معاهدة الصداقة عام 1929م ثم قيام الملك عبدالعزيز في شهر مايو 1932م بارسال ابنه الأمير فيصل على رأس وفد رسمي الى طهران حيث التقى رضا شاه ، ومهدت تلك الزيارة الطريق أمام قيام تعاون واقعي بين البلدين لم يخل من تقارب وتقلب وتوتر وقطع ثم استئناف للعلاقات الدبلوماسية. بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران في فبراير 1979م نظرت السعودية لها على أنها مسألة داخلية بحتة، بينما نظرت قيادتها الثورية على أنها بضاعة يمكن تصديرها ليس إلى البلدان المجاورة بل للعالم ،وهذا جعل البعد الطائفي (في ما تمثله كلتا الدولتين من ثقل إسلامي) عامل توتر جديدا يضاف للتنافسين السياسي والعسكري، ومنذ تلك الفترة ضغطت الحرب العراقية - الإيرانية على العلاقات الثنائية ، وبعد مصادمات في مواسم الحج، وتبني مجموعة ايرانية اغتيال دبلوماسيين سعوديين حدث شرخ عميق استمر طويلا . عودة للتاريخ القريب حين شاركت السعودية بوفد برئاسة ولى العهد (الملك عبدالله) في قمة المؤتمر الاسلامي في طهران في التاسع من ديسمبر 1997م وبعدها ازداد معدل الزيارات المتبادلة بين…

آراء

“دبابيس سعودية.. غييير”!

الثلاثاء ٣٠ يوليو ٢٠١٣

الدبوس الأول: نشرت "الوطن" أول من أمس خبرا أفاد بأن متهما بقضية "فساد تعليم حائل" ممن تمت إدانته وتغريمه بـ10 آلاف ريال من المحكمة الإدارية، قد تسلم مهام مدير إدارة التربية والتعليم بمنطقة حائل بالإنابة، أتساءل: هل هذه مكافأة أم ترضية خاطر يا وزارة التربية والتعليم؟ لكن ماذا أقول سوى إن كان "الفساد معشش فبيضه يفقس"! الدبوس الثاني: أوضح الأستاذ القدير جميل الذيابي في مقاله "رواتب أعضاء الشورى.. اللهم لا حسد" ما يتمتع به الأعضاء من ميزات مادية بجانب رواتبهم العالية ومنها "100 ألف ريال" بدل سكن؛ ولأن "النار ما تحرق إلا رجل واطيها"، عرفنا لماذا إحساسهم بالمواطن "الكدحان" مثالي وكله نظريات في نظريات؛ فوقفوا بتوصياتهم بـ"مثالية" ضد المواطن فيما يخص توزيع السكن على موظفي الدولة، وأيضا بدل السكن والأراضي البيضاء وغيرها، إنهم ـ وأستثني قلة قليلة ـ كما أقول دائما يسكنون "كوكب المشتري"، لهذا لا يعرفون شيئا عن واقع المواطن ممن ينتمي لذوي الدخل المحدود في"كوكب الأرض"! الدبوس الثالث: حنان الشهري شربت البنزين وأحرقت نفسها بعد عضلها وحرمانها من الزواج وتعنيفها من أخيها وخالها بعد وفاة والدها.. حنان ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وكثيرات أمثال حنان لم تصل قصصهن للمحاكم ولا الإعلام، والمؤسف أن قضية تلو قضية من قضايا التعنيف البشع والعضل تحصل على مرأى الجميع كل يوم ولا…

آراء

القرضاوي .. سقوط القناع الأخير

الثلاثاء ٣٠ يوليو ٢٠١٣

تعليقا على حدث مهم استثمره الشيخ يوسف القرضاوي ذات مرة قريبة قلت: (إن الشيخ القرضاوي مثلما هو شخصية دينية فإنه أيضا شخصية سياسية تعرف جيدا ألاعيب السياسة وتمارسها بدهاء تحت غطاء الدين، ولا أحد يستطيع القول إن القرضاوي ليس لاعبا أساسيا مهما في ما حدث ويحدث في مصر بعد ثورة 25 يناير حتى وإن كان غير موجود بشكل مباشر في المؤسسة السياسية الرسمية، كما لا يمكن لأحد أن ينفي النفس السياسي في الحضور الديني للشيخ القرضاوي طوال السنوات الماضية عبر وسائل الإعلام). حين قلت ذلك فلأني دائما لا أشعر بارتياح لمن يوظف الديني في السياسي، ويتقلب في مواقفه وآرائه بحسب مقتضيات الظروف السياسية ممتطيا صهوة الدين ومحاولا تطويعه أو اعتسافه ليتسق مع توجهه، وليست هناك حاجة للتدليل على أن القرضاوي من أساطين هذا النوع الذي يتقنع بواجهة دينية تحاول التمويه على الوجه الإيديولوجي السياسي الانتهازي لفكر جماعة الإخوان المسلمين الذي أظهره بسفور شديد بعد ثورة يناير، وبسفور أشد بعد اعتلاء الإخوان سدة الحكم في مصر، ثم أصبح فاضحا بعد تمكن منظومتهم من الاستحواذ على السلطة في أكثر من بلد عربي لأن اللحظة التأريخية قد حانت لتحقيق حلم إدارة العالم العربي ومن بعده العالم الإسلامي، وطالما هو رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فإنه المخول مستقبلا ليكون ملهم العالم الإسلامي وزعيمه الروحي…

آراء

زمان الـ(سكس – ويل)!

الثلاثاء ٣٠ يوليو ٢٠١٣

أجمل فترات حياتي تلك التي قضيتها بين كثبان المنطقة الغربية ونخيلها وأنهارها.. أنهارها واسعة شوي.. أندو! بين كثبانها ونخيلها.. كان هناك ذلك التجمع المشبوه لمجموعة من المطاعم والكافتيريات على الطريق السريع باتجاه مدينة السلع بالقرب من منطقة «طريف» ومركز شرطتها الشهير، حيث يمكنك تذوق ألذ وجبة «مندي» على الخط وأجمل المشروبات الجسدية (المقابل الشرعي للمشروبات الروحية). ولا أعلم هل فعلاً التشيف المالاباري الموجود هناك يعد وجبات لذيذة أم أن الأمر من باب ما ذكره سمو حاكم الشارقة عن رحلته لإيران في «سرد الذات» حين قال إن «الجوع هو أمهر طباخ»، فيكون حالك هكذا بعد قضاء ساعات عدة من الحدود السعودية إلى طريف. الشاهد أنني في تلك الأوقات أثناء تناول الوجبات على الخط كنت أتسلى بمراقبة الشاحنات القادمة والذاهبة إلى المملكة العربية السعودية.. كلها من الحجم الثقيل، وتحمل شعار جامعة الدول العربية، لسبب لا أعرفه.. هذا الشعار الذي كنا نحلم برؤيته ناجحاً مرة واحدة في حياتنا ولم نر نجاحه إلا على مؤخرات «السكس ويلات»! كنت أعد الشاحنات لتزجية الوقت وأتساءل أيها التي قتلت أحبابي على الخط! من طقوس شاحنة «السكس ويل» الجميله عند لفات «اليو تيرن» أن يقوم صاحب الشاحنة بالتعريض أولاً فيلف على اليمين قبل مسافة من وجود الفتحة على اليسار، لكي يمنح لشاحنته «مساحة»، ثم يكسر على اليسار مرة…

آراء

لماذا يفضل السعودي البطالة على العمل اليدوي؟

الثلاثاء ٣٠ يوليو ٢٠١٣

في تصريح للأمين العام للمركز الوطني لأبحاث الشباب في جامعة الملك سعود، نشرته هذا الأسبوع صحيفة «الحياة»، انتقد الدكتور نزار الصالح نظرة الشباب السعودي الدونية للأعمال المهنية وأنهم يفضلون الأعمال المكتبية عليها. علينا أن نكون واقعيين ونؤمن بأن هذه النظرة الدونية لا تزال موجودة في ثقافتنا العامة، وقد لا تحتاج إلى دراسات وأبحاث، فأنا أجزم أنك لن تجد شاباً سعودياً مثلاً يعمل في مهن مثل السباكة والحدادة، فما بالك أن يعمل في وظيفة خباز مثلاً، علينا أن نعترف بهذه الحقيقة لأن الاعتراف بالمشكلة هو بداية حلها، ففي محاضرة سابقة ألقاها في جامعة أم القرى الوزير السابق مدني علاقي ذكر فيها أن 90 في المئة من العاملين في القطاع الحكومي من المواطنين، أما في القطاع الخاص فالحال معكوسة، إذ يعمل ثمانية ملايين أجنبي يمثلون 90 في المئة من القوى العاملة في هذا القطاع، وقد يكون رجال الأعمال متواطئين في جلب هذه العمالة غير المدربة بسبب رخص أجورها مقارنة بالعامل السعودي، إن وجد من يعمل في هذه المهن. لا شك أننا نعيش أزمة بطالة في المجتمع والجهات الرسمية وعلى رأسها وزارة العمل تحاول خلق فرص عمل للمواطنين والمواطنات من خلال برامج «السعودة» التي تنفذها، وقد يكون ذلك في الوظائف الإدارية والمكتبية في القطاع الخاص، التي مع الأسف يفضلها معظم الشباب السعودي، ولكن…

آراء

ماذا‭ ‬يفعل‭ ‬الموت‭ ‬بقلوبنا؟

الثلاثاء ٣٠ يوليو ٢٠١٣

«‬لا‭ ‬شيء‭ ‬مخلّد‭ ‬أبداً،‭ ‬لا‭ ‬مخلّد‭ ‬الإنسان،‭ ‬ولا‭ ‬مخلّد‭ ‬المال‭. ‬المخلّد‭ ‬هو‭ ‬الوطن‭ ‬والعمل،‭ ‬وكلّ‭ ‬فردٍ‭ ‬منّا‭ ‬سوف‭ ‬يُذكر‭ ‬بعمله»‬‭. ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيّان،‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭.‬ ‭***‬ 19‭ ‬رمضان‭: ‬استيقظت‭ ‬ذات‭ ‬غربةٍ،‭ ‬لأجد‭ ‬رسالة،‭ ‬من‭ ‬صديق،‭ ‬باتت‭ ‬ليلتها‭ ‬تنتظر‭ ‬في‭ ‬هاتفي‭ ‬المتحرّك،‭ ‬كتب‭ ‬فيها‭: ‬‮«‬عظّم‭ ‬الله‭ ‬أجركم‭ ‬في‭ ‬فقيدكم‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‮»‬.‬ رسالة‭ ‬هاتفية‭ ‬لم‭ ‬يتجاوز‭ ‬عدد‭ ‬كلماتها‭ ‬ستّ‭ ‬كلمات،‭ ‬لكن‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬مفعول‭ ‬ستّ‭ ‬قنابل‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬الأميركان‭ ‬على‭ ‬هيروشيما‭ ‬وناجازاكي،‭ ‬فكل‭ ‬كلمةٍ‭ ‬فيها‭ ‬فجرت‭ ‬في‭ ‬داخلي‭ ‬شيئًا‭ ‬ما،‭ ‬وشعرت‭ ‬بعد‭ ‬قراءتها‭ ‬بأنّني‭ ‬بحاجة‭ ‬لتحسس‭ ‬داخلي‭ ‬لأفتّش‭ ‬عن‭ ‬الأثر‭ ‬الذي‭ ‬تركته،‭ ‬فاكتشفتّ‭ ‬أنّ‭ ‬قلبي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬في‭ ‬موضعه‭!‬ يا‭ ‬ترى‭.. ‬ماذا‭ ‬يفعل‭ ‬الموت‭ ‬بقلوبنا؟ ‭***‬ يصف‭ ‬أحد‭ ‬الصحابة‭ ‬اللحظة‭ ‬المظلمة‭ ‬التي‭ ‬حُرم‭ ‬فيها‭ ‬المسلمون‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬حبيبهم،‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬والحديث‭ ‬معه،‭ ‬والاستماع‭ ‬إليه،‭ ‬عندما‭ ‬صعدت‭ ‬روحه‭ ‬إلى‭ ‬باريها،‭ ‬وقارن‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬اللحظة‭ ‬المبهجة‭ ‬عندما‭ ‬دخل‭ ‬المدينة‭ ‬فقال:‭ ‬‮«‬لمّا‭ ‬كان‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬دخل‭ ‬فيه‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬المدينة‭ ‬أضاء‭ ‬فيها‭ ‬كلّ‭ ‬شيء،‭ ‬فلمّا‭ ‬كان‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬مات‭ ‬فيه‭ ‬أظلم‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬وما‭ ‬نفضنا‭ ‬أيدينا‭ ‬من‭ ‬التّراب‭ ‬وإنّا‭ ‬لفي‭ ‬دفنه‭ ‬حتى‭ ‬أنكرنا‭ ‬قلوبنا‮»‬، ولم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬مبالغة،‭ ‬فمن‭ ‬جرّب‭ ‬فقد‭ ‬حبيب‭ ‬أو‭ ‬قريب‭ ‬يعلم‭ ‬جيدًا‭ ‬ماذا‭ ‬يفعل‭ ‬الموت‭ ‬بقلوبنا؟‭ ‬ من‭ ‬يخبر‭ ‬الموت‭ ‬أنه‭ ‬ضيفٌ‭…

أخبار زايد: الزعيم العالمي – فاطمة الشويهي

زايد: الزعيم العالمي – فاطمة الشويهي

الإثنين ٢٩ يوليو ٢٠١٣

تتوالى الأيام.. وتمر السنون ونحن في ذكرى زايد.. هاهو التاسع عشرمن رمضان يحل علينا حاملا في طياته الذكرى التاسعة لرحيل فقيد الأمة.. فقيدنا صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.. ففي تلك الليلة الظلماء تلقينا ذلك النبأ الحزين، حيث خنقتني العبرات وانهمرت الدموع من مقلتي، و كانت الصدمة كبيرة على كل مواطن ومقيم على أرض هذا الوطن الغالي، وعلى الأمة العربية والإسلامية. وعلى شتى أصقاع الأرض. فبجهوده أصبحت دولتنا الفتية في مقدمة ركب الدول المتقدمة. صفحات مشرقة سطرها فقيدنا في تاريخ الإمارات. حيث نشأنا وترعرعنا في ربوع هذه الأرض اليانعة التي حولها فقيدنا من أرض صحراء جرداء قاحلة إلى سجادة خضراء تزينها أشجار النخيل. ومن مقولات والدي زايد رحمه الله بهذا الخصوص: " كان الخبراء لا يشجعون الزراعة ويقولون إن نموها في أرضنا ووسط هذا المناخ أمر مستحيل وقلنا لهم دعونا نجرب وفقنا الله ونجحنا في تحويل منطقتنا الصحراوية إلى منطقة خضراء مما شجعنا على الاستمرار ." فالإمارات كانت بمثابة السفينة، وكان رحمة الله قائد السفينة الحكيم، ذا الحنكة والبراعة في التعامل مع الأمور. فزايد اعتادالصعاب. لايمل ولا ييأس مهما كابده من عقبات. تحدى أمواج البحار العاتية وما يحمله البحر من مخاطر، حيث كان رحمه الله يرى أن الانسان هو أساس الوطن.ومن مقولاته بهذا الشأن: "إنني…