آراء
السبت ٢٧ يوليو ٢٠١٣
«وقد نهفو إلى زمن بلا عنوان.. وقد ننسى وقد ننسى.. فلا يبقى لنا شيء لنذكره مع النسيان.. ويكفي أننا يوماً، تلاقينا بلا استئذان» فاروق جويدة يجلس أمام بيته، فارغ من كل هموم اللحظة، تجلس معه ذكرياته، وسنين عمره التي انقضت كلمح البصر، يتمتم إنها السبعون ماذا بعدها؟ يحدث نفسه ويهمس لخريف العمر الممتد متى ستنتهي؟ خطوط يديه قصص لن تنتهي، يسلم على كل الغرباء والعابرين، يوزع ابتساماته المشرقة المريحة، ويدعوهم لقهوته المرة، يرمي البذور ليطعم الحمام الزائر، لم ينس يوماً قوتهم أو يمل منهم ولم ينسوا زيارته يوماً. قال لي: أن الطيور كالبشر لا تهاب من مَن يعطيها الحرية والأمان، تخاف فقط من الذي يقتل فيها الحرية. جلست معه أنبش في قبر ذكرياته، أبحث عن حكمة الأيام، أريد أن أعرف سر ابتساماته وتألق نظراته. لم أشأ أن أثقل عليه الأسئلة وعندما تبادلنا أطراف الحديث لم يشأ أن يثقل عليّ الأجوبة هكذا كانوا أخفاء على القلوب. كنت أحاسب وأفكر في وقته، وكان هو أيضاً يفكر في وقتي، غادرني عندما سمع صوت الأذان وبقيت كلماته تسافر معي. قال لي قبل أن يغادر ببساطته وهدوءه: - انه عرف مبكراً جداً أن الهموم لا تدوم ونهاياتنا دائماً متشابهة.. لا أملك الكثير لكني غني براحة البال. يبدأ يومي وينتهي بدعاء وابتسامة. أعرف الكثير. وأهم ما…
آراء
السبت ٢٧ يوليو ٢٠١٣
عالمة حاصلة على جائزة نوبل ستحاضر غداً لطلاب المرحلة الابتدائية ، هذه كانت فحوى تغريدة لإحدى أخواتنا المبتعثات في بريطانيا عبر حسابها الشخصي في تويتر قبل عدة أشهر وهي المدرسة التي يدرس فيها ابنها ، في الحقيقة أثارني الفضول لمعرفة فحوى هذه المحاضرة وكيف ياترى ستخاطب عالمة حاصلة على جائزة نوبل أطفالاً دون الثانية عشرة ، كيف تتنازل عالمة حاصلة على جائزة عالمية كي تحاضر في مدرسة ابتدائية ؟ من الجدير بالذكر أن العالمة طلبت من إدارة المدرسة بأن يناديها الطلبة باسمها مجردا دون ألقاب كشرط لقبول الدعوة ! فكرت "مع نفسي" كيف يا ترى سيكون شكل هذا اللقاء ؟ هل سيتم الاحتفاء بهذه العالمة بشكل يليق بمكانتها وسمعتها العلمية والعالمية؟ وهل سيتم تعليق صورتها مكبرة على جدران المدرسة وبوابتها و"شبابيكها" مقرونة بأبيات الشعر و عبارات الترحيب " المسجوعة" ؟ ما مدى بلاغة وفصاحة الخطاب الترحيبي الذي سوف يلقيه مدير المدرسة وما كمية " النفاق الاجتماعي" الذي سيتم "حشرها وحشوها" في ثنايا ذلك الخطاب ؟ ما حجم الوليمة و "الخرفان" التي ستذبح و ستتم دعوة أولياء الأمور والمشرفين والإداريين على مستوى المنطقة التعليمية و ربما المناطق المجاورة أيضاً وكل ذلك على شرف الضيفة العالمة ؟ وهل سيتم عرض أوبريت أو نشيد خاص بهذه المناسبة؟ و لعل الأهم من ذلك كله…
آراء
الجمعة ٢٦ يوليو ٢٠١٣
لعلنا لا نجانب الصواب إنْ وصفنا دولة الإمارات بـ«البوتقة» التي تنصهر فيها عناصر التنوع الثقافي، حيث يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية، وهي تعد بذلك واحدة من أكثر بلدان العالم احتفاء بالتعدد الثقافي. ولا شك في أن العولمة عادت على مجتمع أبوظبي بالكثير من الإيجابيات، من أبرزها هذا التقدم الملموس في مختلف أوجه الحياة. غير أن للعولمة مخاطر لا يستهان بها، ولعل من أهمها ما تشكله من تهديد للهوية الثقافية التي يعتز بها أهل الإمارات. هذا الكم الهائل من تأثير الثقافات الأخرى ينطوي على تهديد للهوية العربية الإسلامية. وغني عن القول إن حجم الوافدين المقيمين في الدولة قد أخلَّ بالتوازن الديمغرافي، حيث بات المواطنون يشكلون أقلية في وطنهم بالمقارنة مع الوافدين، ولا يخفى ما يحمله هذا الوضع من مخاطر تهدد الهوية الثقافية للإماراتيين. ولمجابهة هذه التهديدات، لا بد لنا من جهد دؤوب لحماية قيمنا وعاداتنا ولغتنا وشخصيتنا الوطنية، وهو جهد لا غنى عنه إنْ كنا نريد المحافظة على تقاليد هذا الوطن وهويته الوطنية وإبقاءها حية يتناقلها أبناؤنا جيلاً بعد جيل. لقد اختطت دولة الإمارات، في سعيها لتأسيس أركان اقتصاد مستدام قائم على المعرفة، نهجاً تنموياً يقوم على الارتقاء بقدرات مواطنيها، بحيث يصبحوا أفراداً على قدر عالٍ من الثقافة والمهارة. وقد تأسس هذا النهج على قناعة مفادها أن تأهيل المواطنين…
آراء
الجمعة ٢٦ يوليو ٢٠١٣
شكلت حركة 30 يونيو (حزيران) 2013 بمصر التغيير الرئيس في العالم العربي بعد نشوب ثورات التغيير في أواخر عام 2010. وقد تزامن تمرد حركة «تمرد» واستجابة الجيش المصري لها مع الانتخابات الرئاسية الإيرانية وفوز حسن روحاني بالرئاسة في إيران في وجه مرشحي الحرس الثوري والمحافظين. وخلال الفترة نفسها تخلى أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن السلطة لصالح ولي عهده تميم بن حمد. واتجهت دول مجلس التعاون الخليجي بزعامة السعودية لدعم النظام الجديد بمصر، ولنُصرة الثورة السورية والشعب السوري في وجه نظامه القاتل، وفي مواجهة إيران وحزب الله المتدخلين بالعسكر والعتاد ضد الشعب السوري ولصالح بشار الأسد. وفي حين انطلق الجيش المصري لتحرير سيناء من إرهاب «القاعدة» والجهاديين الآخرين، ووضع بذلك حماس في موقف صعب بين مصر الجديدة من جهة، وجهاديي إيران والإخوان المسلمين من جهة ثانية؛ أنجز جون كيري وزير الخارجية الأميركي خطوات واسعة على طريق العودة للتفاوض بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل سعيا لإطلاق عملية السلام من جديد. وكان آخر التطورات اللافتة قبل أربعة أيام إعلان الاتحاد الأوروبي عن اعتبار «الجناح العسكري» في حزب الله تنظيما إرهابيا! ما معنى هذه التطورات كلّها في أقل من شهر وفي منطقة واحدة، وهل تمضي في اتجاه واحد؟ بالنسبة لنا نحن العرب، هناك أربعة أمور فيها ذات دلالة: انكسار…
آراء
الجمعة ٢٦ يوليو ٢٠١٣
بعد أن افتتح فرع لستاربكس بالقرب من مسجدي (مسجد الصبر) في مدينة بورتلاند، حيث كنت أدرس الماجستير، كنت كلما خرجت للصلاة وقبل فتح باب البيت أسمع زوجتي تناديني، وتقول: سعيد ممكن كوفي؟ أذهب بطبيعة الحال بعد الصلاة (راغباً لا مجبراً)، وأشتري كوبين لها ولي، وكان أكثر ما يشدني في فروع ستاربكس بأمريكا أن ريع كل قنينة ماء تشتريها تذهب إلى إفريقيا، لتوفير الماء الصالح للشرب لمزارعي القهوة هناك. بعد سنوات رائعة قضيناها في الولايات المتحدة، بدأنا رحلة أخرى في بريطانيا للحصول على شهادة الدكتوراه، فكان المقهى المفضل لدي هو «كوستا» .. وكان لديهم مؤسسة خيرية تعمل على دعم الفقراء في الدول التي تشتري القهوة منها. عشت في بريطانيا خمس سنوات، وأعتبر نفسي متابعاً جيداً للعمل الخيري (على الأقل في مانشيستر حيث كنت أقيم)، الشاهد .. 80 في المئة من صناديق التبرعات تذهب لمراكز أبحاث، لدور أحداث، مؤسسات تعليمية وغيرها. أما مساعدة الفقراء، فالدولة مسؤولة عن توفير الأساسيات لهم من مسكن وتعليم وصحة وغذاء. أنا على سبيل المثال كنت مقيماً (مبتعث على حساب جهة عملي)، لكن كنت أحظى مع عائلتي برعاية صحية مجانية، كما كان يدرس أبنائي بالمجان أيضاً. بعد هذه المشاهدات كانت ولازالت لدي أمنية في أن يذهب جزء من تبرعات المحسنين عندنا هنا في الدولة لمصادر تساعد في التنمية…
آراء
الجمعة ٢٦ يوليو ٢٠١٣
لا شك أن مطالب المواطنين في مجال النهوض بملتزمات الحياة أمر جوهري يُسهم في التوازن الاقتصادي والأمني والاجتماعي، خصوصاً مع ارتفاع الأسعار الصاعدة، الذي يقابله جمود في الرواتب، مما قد يسبب خلالاً في هرم ماسلو. لا حديث للناس في المجالس الواقعية والافتراضية إلا عن المطالبات بزيادة الرواتب، وهذه خطوة حضارية وفي غاية الرقي.. يبدو أن هناك فجوة بين من يحيط بصاحب القرار والمستفيد من القرار، فالذي وُلد وملعقة الذهب في فمه يقول الراتب يكفي ونص! والذي لا يعرف معنى تاريخ 25 من كل شهر فهو بالتأكيد يقول الراتب يكفي ونص! والذي لم يطرق أبواب البنوك ومكاتب التقسيط يقول أيضاً الراتب يكفي ونص! والذي ينتظر الأرض والقرض للخروج من أزمة الإيجار بلا شك يقول الراتب يكفي ونص! والذي تستقبله المستشفيات في مشارقها ومغاربها بالخدمات الممتازة فيقول الراتب يكفي ونص! لا أحد يزايد على طيبة وكرم ونُبل والدنا الملك عبدالله –حفظه الله– ونحن على ثقة أنه لن يترك شعبه بين سندان ارتفاع الأسعار ومطرقة ضعف الرواتب.. نأمل أن تنهدم الفجوة وأن يتقي الله كل من يقول إنه لا حاجة للزيادة.. أمرِّر نصاً للشاعر المبدع عثمان المجراد رداً على كل من يقول إن الراتب يكفي ونص.. تقول أمي: أص ولا كلمة ! لا أنت موظف لص ولا ولد نعمة !! المصدر: صحيفة الشرق
آراء
الجمعة ٢٦ يوليو ٢٠١٣
ما إن انفلتت «تغريدة» سعودية في فضاء «تويتر» تشتكي الحال بشعار اسمه «الراتب وحده لم يعد يكفي»، حتى تجاوبت معها آلاف التغريدات والمتابعات. الشكوى المستمرة من مواطنين ومواطنات بأن رواتبهم لا تكفي هي شكوى يختلط فيها سوء التقدير مع تضخم اقتصادي مفرط. تختلط فيه شكوى سيدة بأنها لم تستطع أن تدفع راتب عاملة منزلية، وشكوى رجل من أقساط سيارة جديدة بجانب رواتب تقل عن ٥٠٠ دولار. ومن يسمعنا نخلط بين شكوى الفقر وسوء التقدير يعجب، هل نحن مجتمع خليجي مرفّه؟ أم أننا نعيش بنية مختلة تجعل العاملة المنزلية ضرورة والسيارة ضرورة وكذلك الوجبات الدسمة وسكنى الفلل ضرورة؟ أم أننا نحاكي الآخرين فقط؟ صحيح أن لنا شكاوى اقتصادية لا شبيه لها، مثل شكوى عدم تمكننا من دفع راتب سائق، لأن النساء لا يستطعن الذهاب إلى أعمالهن ومدارسهن من دون سائق، لأنهن لا يجدن نقلاً عاماً، ولا يستطعن إيصال أنفسهن بقيادة سيارة أو الركوب مع نساء أخريات، لكن هذا النوع من الشكاوى المعقدة لا يعني أن التضخم اقتصادي لن يهدد بتوسّع الفقر ودخول شرائح جديدة في عداد الفقراء. فالوزارات والمؤسسات الحكومية لا تزال في حاجة إلى عاملين، لكنها صارت تتعاون مع شركات من خارج المؤسسة في توظيفهم من أجل خفض الكلفة، فتقوم هذه الشركات بتأمين موظفين سعوديين برواتب متدنية من دون بدلات…
آراء
الخميس ٢٥ يوليو ٢٠١٣
إذا قام أحد ما في أي وسيلة إعلامية أو اجتماعية باقتراح أن تسلم الحكومة راتب الشهر المقبل قبل العيد فلا تنتظروا الخيارات المتاحة أمامكم، وخذوا المبادرة مباشرة إما بالتعرض لصاحب الاقتراح في الشارع و(تهذيب) أخلاقه بالعقال على طريقة (جاكي-شان-الجمارك) الشهيرة، أو بقتله وسحله على طريقة (مصر قبل الثورة التصحيحية)، أو بإقناع عائلته بالحجر على أمواله وتصرفاته من باب أنه (سفيه)! مازلنا نذكر المأساة التي مررنا بها في العام الماضي عند تسلم راتبين قبل العيد، عشنا أياماً جميلة في العيد وامتلأت صفحات (فيس بوك) بصور لأبله يمسك في يده وردة في سويسرا وآخر يحمل بيده حفنة من الثلج في كندا، وآخر يمسك بـ(اللهم إني صائم) في بتايا.. وامتلأ (تويتر) بتعليقات على غرار (أستودعكم الله.. لندن تايم).. (قولوا مبروك أخيراً غيرت تواير الموتر).. (الحمد لله تعاقدت على بناء الطابق الثاني).. كما امتلأ (انستغرام) بالصور الجميلة للمأكولات الراقية من كل العالم مع العبارات اللزجة التي يعرفها (المراكبية) جيداً على غرار: تفضلوا.. اقتربوا.. يبيبيتوتوم.. إن لم أكن مخطئاً في (السبيلينج) الخاص بهذه الأخيرة.. كانت الصورة وردية جداً، وبدا أن الجميع سعداء والمجتمع يكاد يعانق بعضه بعضاً لفرط السعادة.. إلا أن لحظة الحقيقة حانت بعد أسبوعين.. أسبوعين فقط.. امتلأ (فيس بوك) هذه المرة بصورة للأبله ذاته وهو يضع طفلتيه الجميلتين على حجره وتعليق تحتها بالأحمر:…
آراء
الخميس ٢٥ يوليو ٢٠١٣
ـ مهما كانت الزيادة في الراتب فلن يكون لها قيمة طالما أن التاجر حر تماماً في البيع بالسعر الذي يعجبه، وطالما أنه لا يخاف من أحد نهائياً، وطالما أنه المتحكم الأوحد في أسعار السوق دون حسيب أو رقيب، وسيزيد في الأسعار -كالعادة- بمجرد زيادة الرواتب، أو حتى سماعه بأي شائعة في هذا الخصوص، وقد فعلها كثيراً حتى أوردنا المهالك. ـ هذه ليست حجة أسوقها كي أجامل أحداً؛ بل واقع مؤلم يفرضه التاجر الجشع الذي لا يستطيع أحد ردعه في بلادنا بكل أسف، ولولاه لما وصلنا إلى هذه المعاناة الكبيرة من الغلاء في كل شيء، وأنا مثلكم أتمنى زيادة الرواتب، ولكن معها أيضاً مراقبة التجار وعدم السماح لهم برفع الأسعار والتحكم بها كيفما يريدون، ولا يمكن الفصل أبداً بين زيادة الراتب وبين مراقبة الأسعار إن كنا نريد الفائدة حقاً. ـ طبعاً لن تجدوا مواطناً واحداً يرفض الزيادة، ومن هو ذلك الموظف المرتاح أصلاً حتى يرفض زيادة الراتب؟ المصيبة أن أكثر الفرحين بأي زيادة محتملة هم التجار الذين يجدونها دائماً فرصة مناسبة للهبر من هذا المواطن المسكين، وهم يتمنون بالفعل زيادة الراتب كي يكرروا سيناريو زيادة الــ (15%) وقد جعلوا الجميع يتمنون في ذلك الوقت لو أنه لم تكن هناك زيادة من الأساس!! ـ لدينا أمل في زيادة الرواتب، ومعها كبح جماح…
آراء
الخميس ٢٥ يوليو ٢٠١٣
يتوقع اللبنانيون، او بعضهم على الأقل، ان ينغّص القرار الأوروبي بإدراج «حزب الله» على لائحة المنظات الإرهابية، عيشهم واستقرارهم في دول الشتات الأوروبية التي نزحوا اليها قسراً او طوعاً على مدى السنوات الأربعين الماضية، لكن هذا لن يكون شيئاً بالمقارنة مع ما سيعاني منه مواطنوهم في لبنان نفسه، سواء مع بدء تطبيق القرار الاسبوع المقبل وما يستتبعه من تدقيق وعرقلة في تجارتهم ومعاملاتهم وتحويلاتهم وأعمالهم وبالتأكيد سفرهم، او بما يعنيه القرار من فتح الوضع في لبنان على المخاطر كافة، وخصوصاً الأمنية، اذا لم يرتدع «حزب الله». وهذه ليست المرة الأولى التي يدفع فيها عموم اللبنانيين ثمن سياسات الحزب المنفردة او يتحملون العبء الذي يلقيه على كاهلهم كلما قررت إيران ان تحرك بيادقها، وهو في مقدمهم، في لعبة النفوذ الإقليمية والدولية. لكن قرار الأوروبيين الجديد يعني عملياً رفع ورقة الحصانة الأخيرة عن لبنان واللبنانيين، بعدما كانوا يترددون في اللحاق بالأميركيين والعرب الذين سبقوهم الى ذلك. فخلال التجارب السابقة، وآخرها وأهمها حرب تموز 2006، نجحت الديبلوماسية الأوروبية في حماية لبنان، بما فيه «حزب الله»، من تدمير واسع كانت الادارة الأميركية اعطت إسرائيل الضوء الأخضر لتنفيذه، وتمكنت من لجم آلة العدو العسكرية وتقليل أضرارها، في مقابل ضبط الجبهة في جنوب لبنان والمشاركة في الإمساك بها عبر نشر قوات «يونيفيل». اما اليوم، فإن تورط…
آراء
الخميس ٢٥ يوليو ٢٠١٣
حين حولوا مولود بريطانيا العظمى الجديد إلى حكاية إحصائية، قالوا: إن أكثر من خمسمئة صحفي اصطفوا على المدخل الرئيس للمشفى اللندني في انتظار السيدة "كت ميدلتون" وهي خارجة بمولودها للمرة الأولى في لقطة تاريخية. تقول الأخبار أيضا إن "القابلة" التي خرج على يديها الجنين قد رفضت عرضا خرافيا من شبكة تلفزيونية للحديث مدة نصف ساعة بعد سويعات من الولادة، لأن "القابلة" قالت بحزم إن المهنة ليست للبيع. وحين سبحت ـ أمس ـ إلكترونيا في أخبار هذا الوليد الملكي البريطاني، وجدت آلاف الصفحات والعناوين، حتى أكاد أجزم بأن طبيعة الزمن، وثورة المعلومة، قد كتبتا عن هذا الوليد في اليوم الأول أكثر مما كُتب عن جدته الكبرى على رأس العرش، في الأربعين عاما الأولى من عمرها في زمن منقرض. تحول الولد الصغير، بفضل الوقت وطبائعه، إلى "بزنس": مراهنات على وزنه ولون شعره، ومراهنات أخرى، لا على مقاربات شبهه بأيٍ من والديه، بل على ملامحه، وهل تعود في شيء إلى جدته الأسطورية "الليدي ديانا سبنسر". يقال الآن إن ما يقرب من ملياري شخص حول العالم قد سمعوا بولادته، وإن مليار شخص قد استمع إلى الحدث في نشرة إخبارية، وإن نصف مليار إنسان تبادلوا صورته. وأنا اليوم أكتب مفارقات هذه الحياة في استقبال وليدين: واحد يشغل الدنيا، ويشتغل به هذا العالم، وآخر في العام…
آراء
الخميس ٢٥ يوليو ٢٠١٣
قرّر توم بارجر بعد ست سنوات عملاً عامل مناجم ثم محاضراً في التعدين في جامعة نورث داكوتا أن ينتقل للعمل مهندساً في شركة تعدين؛ لعله يجد النجاح الذي ينشده ويطرد الضجر الذي يملؤه. لكن آماله تبخرت. كانت الوظيفة الجديدة المحطة الأسوأ في حياته المهنية. انقض على أمريكا الكساد العظيم وأفلست الشركة التي كان يعمل فيها. قام بمراسلة الدكتور جي. أو. نوملاند، الذي تعرّف عليه في أثناء عمله في الجامعة؛ كي يساعده على الحصول على وظيفة في شركة ستاندرد أويل كومباني أوف كاليفورنيا، إذ كانت لديها وظائف متوافرة وقتئذ. كان يعرف توم أن ستاندرد شركة زيت وليست شركة تعدين. لكن تشكّلت لديه قناعة أنه لا مستقبل للتعدين في وطنه وقتئذ، ولا مناص من التضحية بشهاداته وخبراته السابقة. ردّ عليه الدكتور نوملاند ببرقية، قال فيها: ''هل تستطيع أن تأتي إلى سان فرانسيسكو عاجلاً لإجراء مقابلة وظيفية؟''. أجابه مباشرةً: ''نعم، سأكون موجوداً الأسبوع المقبل في مقر شركتكم''. استمرت المقابلة نحو ساعة حصل خلالها على العرض الوظيفي من الدكتور نوملاند. اقترح عليه أن يحصل على دورات تأهيلية مكثفة في الجيولوجيا ليسد الثغرات المعرفية التي يفتقدها إذا وافق على الانضمام إلى الشركة.. طلب منه نوملاند أن يتجوّل في الشركة. وبعد أقل من ساعة ناداه إلى مكتبه مجدّداً وقال له: ''سنبعثك إلى السعودية للعمل مسّاحاً هناك..…