آراء
الثلاثاء ١٦ يوليو ٢٠١٣
ما إن دخل شهر رمضان الكريم حتى تسابقت بعض الدول التي تستضيف المسلمين كأقلية في التعبير عن مظاهر احترامها لهذه المناسبة الإسلامية وتهنئتهم، وفي بريطانيا أطلقت إحدى قنوات التلفزيون الحكومي الأذان، وأعلنت أنها ستلتزم بهذا الطقس طوال شهر رمضان. أما في كندا، فقد خفضت بعض المتاجر أسعارها إلى النصف، وكتبت فوق صناديق الفاكهة والخضروات عبارة «رمضان كريم»، لا شك أن كل مسلم يسعد، لكنه بالتأكيد يفكر كيف استطاعت هذه الثقافات أن تفسح لأقلية تعيش بينهم هامشاً يعبر عنهم من دون قلق؟ شهدت دخول شهر رمضان أكثر من مرة في دول عربية وإسلامية، ولم أسمع مرة أن الدوائر الإسلامية فيها تطلق تحذيراً أو تنبيهاً أو رجاءً يتعلق بأن على الأقلية غير المسلمة أن تراعي الأكثرية، بل على العكس، فالأقلية هي التي تحتاج إلى حماية حقوقها ومظاهر عيشها، لأنها أقلية، بينما حرصت بعض الجهات لدينا على التحذير من المجاهرة بالأكل من غير المسلمين، في السعودية يبلغ عدد غير السعوديين سبعة ملايين وافد، أغلبهم مسلمون، بل إن الأقلية غير المسلمة تتركز في المهن الضعيفة والبسيطة التي لا يُقبل عليها السكان المحليون، كأعمال البناء والنظافة وبعض المهن الشاقة. وعلى رغم هذا، فإننا بدلاً من التعاطف معهم في شهر الرحمة والغفران، نطلب منهم بأن يتعاطفوا معنا، وألا يتمتعوا بحق أكل ساندويتش في وقت الغداء أو…
آراء
الثلاثاء ١٦ يوليو ٢٠١٣
«الإخوان» قادمون. عائدون! سوف يغزون صناديق الاقتراع محمولين على «أوتوبيسات» فاخرة. بعد ستة شهور، سينتخبون مجلسي نواب وشورى، بأغلبية كافية لتشكيل حكومة ونظام لهم. ثم ينتخبون مرسي آخر أذكى. وأكفأ. وأحلى من مرسي الأصلي. أين الثلاثة والثلاثون مليون إنسان الذين نزلوا إلى الشوارع ضدهم؟ هؤلاء صوتوا بأقدامهم. بأيديهم. بصراخهم، في الشوارع والميادين ضد «الإخوان». هؤلاء الشباب سينتابهم الكسل. فلا أوتوبيسات مكيَّفة الهواء تنقلهم إلى مراكز الاقتراع. خيبة الشهور الستة، بتحسن الأحوال، تحكمهم. لا زعماء. لا أحزاب قديمة وجديدة تنصحهم. توجههم إلى التصويت للمرشحين المعارضين للإخوان. ماذا سيفعل حمدين صباحي؟ ترك «الحرية» لخمسة ملايين ناصري صوتوا له في الجولة الانتخابية الأولى. فصوتوا للشيخ «مرسي - 1» في الجولة الرئاسية الثانية. فعل صباحي ذلك، نكاية بـ«الفلول». بالعسكر. بمنافسيه الانتخابيين الدكتور محمد البرادعي. وعمنا الدبلوماسي الطيب عمرو موسى. «الإخوان» اليوم أقلية انتخابية مرفوضة في الشارع الشعبي والسياسي المصري. هذه الأقلية كافية غدا، لضمان فوزهم انتخابيا. لماذا؟ لأن باراك حسين أوباما يلاحق الجنرال عبد الفتاح السيسي مطالبا إياه بالديمقراطية! انطلت الخدعة. خجل الجنرال أمام العرب. والعجم. طالبته أميركا بحقوق الإنسان. فوعد باختصار عمر حكومة القاضي عدلي منصور والاقتصادي حازم الببلاوي، لتعيش ستة شهور فقط. هل تكفي ستة شهور لضمان عدم استئثار الأقلية الإخوانية بمرحلة ما بعد الانتقالية؟ هل ستة شهور كافية لبلورة القوى الشبابية…
آراء
الثلاثاء ١٦ يوليو ٢٠١٣
من يتتبع مسار حركة الإخوان المسلمين في مصر، وهي التي نشأت فيها الحركة في مدينة الإسماعيلية في عام 1928، لا يمكن أن تمر عليه ادعاءات الحركة بأنها حركة تؤمن بالسلمية والديموقراطية، فنشأة الحركة وإلى يومنا هذا تتسم بالغموض الشديد، فلها جهازها السري وارتباطاتها الدولية المعقدة مع القوى العالمية في ذلك التاريخ، والحقيقة الواضحة أن حركة «الإخوان المسلمين» لها تاريخها الدموي في التاريخ المصري المعاصر، وكلنا يعرف مسؤولية اغتيالها للنقراشي، الذي على إثره تم اغتيال مؤسسها حسن البنا. مثل هذه الأيديولوجية التي تؤمن بالعنف والتطرف والاستعلاء وتؤمن بالعالمية لا بد من أن يكون سلوكها السياسي مرتبطاً بأيديولوجيتها الفكرية، والشواهد كثيرة لحركات متطرفة فكرياً مارست العنف في أوروبا، أما الحزب النازي في ألمانيا فقد يكون الأقرب إلى التجربة الإخوانية في مصر، إذ وصل الحزب النازي في عام 1933 إلى الحكم في ألمانيا عن طريق انتخابات حرة، ولكن عندما تمكن من السلطة تم تكريس رؤيته السياسية عن طريق إنشاء وزارة للدعاية تكون مهمة، إضافة إلى الكذب هو العمل على حشد الجماهير، ويبدو أن هذا السلوك السياسي مشترك مع حركة «الإخوان المسلمين» في مصر في فترة العام الذي قضوه في الحكم، فمثل هذه التنظيمات لديها القدرة على تنظيم الحشود بطريقة مثالية بسبب حسن تنظيمها، خصوصاً أن حركة «الإخوان المسلمين» ليس فقط استغلت الظرف الاقتصادي…
آراء
الثلاثاء ١٦ يوليو ٢٠١٣
«شعوب لن تتخلص من عقدة (الهيازه)»! فمرة تسمع اتصالاً يستفتي فيه المستفتي (بكسرة تحت التاء الثانية) بجواز صلاة الظهر في منزله إذا بلغت الحرارة أكثر من 50 درجة، وتارة تسمعه وهو يستجدي المستفتى (بفتحة على التاء الثانية)، أن يعطيه فتوى تسمح له بالبقاء في المنزل إذا كان صوت الأذان لا يصله (من دون استخدام الميكروفون). وفي اتصال ثالث يطلب الرأي في جواز صلاته في المنزل بجوار جدته العجوز لكي لا يفوتها أجر الجماعة.. ودواليك. المشكلة هي أن جميع أهل الفريج يحفظون صوت المتصل ويعرفونه تماماً، ولكن قوانين البث المباشر لا تسمح بدخول طرف ثالث يقول بملء صوته: كذاااب، خرااااط، إن منزله لا يبعد عن المسجد أكثر من 50 متراً، وجدته لم تلحق على «طاش ما طاش» في جزئه الأول.. وكل ما في الأمر أن «ستايله» الرمضاني يفرض عليه المداومة في الخيم الرمضانية والاكتفاء بعبادات القلوب صباحاً، مثل: التفكر والتأمل، وربما قليل من الاستغفار عما حدث في الخيمة يوم أمس! ولذلك فقد كان قلقنا كبيراً عندما غاب عن صلاة الظهر لليوم الرابع على التوالي ونحن نعلم أنه لم يحصل على الفتوى بعد.. كعادة البروتوكول في الفريج.. يخرج ثلاثة رجال لزيارة الغائب في منزله والاطمئنان عليه.. هذه المرة لم يكن يكذب، كانت الحروق واضحة على يديه وفي مناطق أخرى أصر على إخفائها…
آراء
الثلاثاء ١٦ يوليو ٢٠١٣
الوطن دائماً في الذاكرة، ورغم أن الذاكرة قد تخيب آمالك في استرجاع بعض التفاصيل، إلا أنني لا أتذكر إطلاقا قبل انتقالي لكندا للدراسة وذلك قبل بضع سنوات عواصف رملية بحجم ماأراها في الصور وأسمع عنها في الوقت الحالي. ففي السنوات الأخيرة أصبح العج والغبار والعواصف الرملية أمرا معتادا عليه خصوصا في الصيف والربيع حيث تشهد المملكة ومنطقة الخليج العديد منها في الموسم الواحد، حتى طغت حكايات الغبار المجالس والمكالمات الهاتفية وجروبات الواتس اب، وذلك بسبب االتجارب السيئة الناتجة ابتداء من تنظيف المنزل إلى أزمات الربو والصدر المتزايدة حتى حوادث السير الناتجة من انعدام الرؤيا. ولكن يتناقص هذا التركيز في الحديث عن العواصف الرملية في القطاع الصحي والإعلام الرسمي و مستوى القرارات والسياسات رغم مشاكل الغبار التي تثقل كاهل المواطنين والدولة صحيا و اقتصاديا. العواصف الرملية أمر من أمور الخالق ومرتبطة بالبيئة الصحراوية ولكن تزايدها في الفترة الأخيرة يعود وبشكل جزءي للجفاف الناتج عن التغير المناخي والانحباس الحراري بالإضافة لسؤ ممارسات الرعي والزراعة وإدارة الأراضي الجافة، مم يستدعي إجراءات وقرارات تساعد في التقليل منها أو حتى من نتائجها السلبية كتشكيل لجان تشمل مزارعين وعلماء تربة وغيرهم للتشجيع على ممارسات رعي وزراعة صحية مثل ترك النباتات في الحقول حتى بعد الحصادلاستمرار تماسك التربة،وضع أنظمة لحماية البيئة والأشجار حتى تساعد في تحصين المناطق…
آراء
الإثنين ١٥ يوليو ٢٠١٣
كنت صغيرا عندما استقدم والدي عاملة منزلية من الفلبين لمساعدة أمي، المعلمة؛ على القيام بأعباء المنزل. لم أتقبل أنا وإخوتي هذه الفتاة القادمة من آخر الدنيا. كانت عنيدة وبطيئة. اضطر أن أعيد عليها طلبي غير مرة حتى تلبيه. كوّنت مع إخوتي حملة لإسقاطها. طالبنا والديّ أن ترحل عن منزلنا. قبلت يد والدتي، وتعلق أخي الصغير على كتف والدي، لكن محاولاتنا لم تجد نفعا. والدتي قطعت دابر الفتنة وحسمت الموضوع وقالت: ''ستبقى. أراها جيدة. تحتاج إلى وقت حتى تتأقلم. وأرفض أن يطلب منها أحدكم أي طلب. إنها إنسان وليس آلة. يقود السفينة ربان واحد. اتفقت معها أن تتلقى التعليمات مني فقط''. أنهت والدتي الجدل بشأن رحيلها. بيد أنها صنعت قطيعة بيننا وبين العاملة المنزلية. صرنا لا نتحدث معها إلا لماما. لا نستطيع حتى أن نطلب منها الأشياء البسيطة، التي كنا نشاهد أقاربنا وأصدقاءنا يطلبونها من عاملاتهم ككي الملابس وجلب كأس الماء وتحضير العصير. اضطررنا للقيام بهذه الأشياء بأنفسنا أو انتظار والدتي أن تأتي وتكون في مزاج جيد حتى تنقل طلباتنا إليها. مرت السنوات سريعة. ظلت هذه العاملة المنزلية بيننا طويلا. لكن كلما تقدمت السنوات ازداد فضولها ورغبتها في مشاركتنا أخبارنا ونقاشاتنا. كنا نتضايق من تطفلها وتعليقاتها أحيانا. بيد أن أمي كان لها رأي آخر. كانت تشجعنا على أن نتقاسم بعض أخبارنا…
آراء
الإثنين ١٥ يوليو ٢٠١٣
بعد تحييد العواطف والمسلمات بإخضاعها للتمحيص العقلي القابل للفهم والاستنتاج، يبدو الموضوع أشبه بما تفعله الضواري الأضعف ببعضها عندما تخسر الصراع على مناطق الصيد أمام الضواري الأقوى وتلك التي تصطاد بنظام الفريق وتوزيع الأدوار للرصد والاستفراد والإجهاد ثم الانقضاض. الضباع، على سبيل المثال للضواري الفوضوية قليلة التنظيم، عندما تصبح جائعة ومحرومة من الصيد في الفضاء المفتوح مع الذئاب أو الأسود الأحسن تنظيما، ترتد على بعضها. الضباع الجائعة الخائفة من الابتعاد عن حيزها السكني تبدأ أولاً بمكوناتها الأضعف، تنهب ما قد تقع عليه هذه من الأرانب والقوارض وخشاش الأرض، وتتقاتل بشراسة مع جوارح الطيور على بقايا الرمم التي تركتها الضواري الأقوى وعلى الحيوانات النافقة. بعد أن يشح كل شيء يبدأ الافتراس المتبادل لمكوناتها هي كنوع، فتجهز على الجرحى وتفترسهم ثم على الجراء والحوامل والأصغر حجماً فتنقض عليها وتقتات على لحومها. في حالات انكسار روح الفريق تتحول المسألة إلى صراع على الممكن الأسهل، ما دام الأصعب والأجود يحتكره الأقوياء. هذا ما يحدث في عالم الحيوان، لكنه ينطبق في أغلب مجرياته على تاريخ كل التجمعات البشرية. بنظرة استرجاعية للتاريخ سوف يلاحظ المتأمل بتجرد، أن الخيط الذي ينتظم الصراعات هو التنافس على الأرض والموارد، بمرجعيات وتبريرات تختلف من زمان ومكان إلى غيرهما. هذا ما يسمى حديثا صراع الحضارات، والأصح أنه التدافع البشري من أجل…
آراء
الإثنين ١٥ يوليو ٢٠١٣
منذ عام ونظرية المؤامرة تقسم بأن تتويج مرسي كله دُبّر بليل في واشنطن. واستند مروجوها إلى ترجمة تقرير مزعوم عن «نيويورك تايمز» يقول إن الرئيس الأميركي باراك أوباما قرر، في أواخر يناير (كانون الثاني) 2011، بعد إبلاغه حسني مبارك أن يتنحى، في اجتماع سري، تمكين الإخوان المسلمين من حكم مصر. طبعا، كلا الفريقين يدعي أن خصمه صنيعة الأميركيين؛ شباب الميدان واليسار يتهمون البيت الأبيض بأنه من أنجح «الإخوان» في الانتخابات، ويريد الآن عودتهم. و«الإخوان» بدورهم يزعمون أن الرئيس باراك أوباما هو من دبر الانقلاب عليهم. هذا جزء من الحرب الدعائية بين فريقين متصارعين في مصر، والإدارة الأميركية تقول إنها في المنتصف، لكنها تميل أكثر نحو «الإخوان»، فهي تطالب بإطلاق سراح الرئيس المعزول، محمد مرسي، وليست ضد بقائه رئيسا حتى نهاية فترته، مع تذكيره بأن الديمقراطية ليست مجرد صناديق اقتراع. كما أن مواقف واشنطن تشي بتفضيلها التعامل مع «الإخوان»، اعتقادا منها أنهم أثبتوا مصداقيتهم في احترام تعهداتهم الدولية، حيث حافظوا على اتفاقية كامب ديفيد، بإبقاء السفيرين مع إسرائيل، وردع الجماعات الجهادية في سيناء، ولجم حركة حماس وهدم أنفاقها. ولا بد أن سلوك حكومة مرسي الإيجابي هذا سجل حظوة عند الأميركيين الذين يعتبرون تجربتهم الناجحة مع «الإخوان» الوحيدة مع «جماعة إسلامية» في المنطقة، مقارنة بتاريخهم الفاشل مع النظام الإيراني وحركة حماس. أما…
آراء
الأحد ١٤ يوليو ٢٠١٣
يحفل تاريخ الإمارات بالأمثلة والشواهد التي تدل على مثابرة وعزمِ وهمِّةِ أهلها، وقدرتهم العالية وإصرارهم على تخطي الصعاب والتغلب عليها، إذ يأتي ذلك نتيجةَ سياسات وقرارات مدروسة وحكيمة من القيادة الرشيدة. ومنذ القدم، علّمنا الأجداد المثابرة على التقدم والعمل لإيجاد حلول لشتى التحديات، وكانت هذه العزيمة الصلبة والإرادة القوية والإخلاص في العمل، ولاتزال، هي أحد أهم أسرار نجاح الإمارات ومنبع قوتنا لننهض بحياتنا إلى آفاقٍ أسمى ونبني مستقبلاً زاهراً لأجيالنا القادمة. وأصبحت التنمية المستدامة إحدى أهم دعائم الاقتصاد والوسيلة المثلى لمواصلة مسيرة أجدادنا وضمان مستقبل أبنائنا من خلال الإدارة الحكيمة للموارد، وفي هذا الصدد اتخذت القيادة الرشيدة قراراً استراتيجياً بإيجاد مزيج متنوع من المصادر يشمل، إلى جانب الطاقة التقليدية، كلاً من الطاقة النووية والمتجددة، بما يسهم في تعزيز أمن الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة والحد من تداعيات تغير المناخ. وتماشياً مع هذه الرؤية، بدأت «مصدر» منذ عام 2006 جهودها لتطوير مشروعات الطاقة المتجددة على نطاق واسع، بهدف تنويع مزيج الطاقة ودعم نمو القطاع على المستويين المحلي والعالمي. وبعد افتتاح «شمس1»، التي تعد أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة تعمل من خلال وحدة توليد واحدة في العالم، نتوقف اليوم لتسليط الضوء على حدث جديد أسهم في تعزيز مكانة الإمارات في قطاع الطاقة، وهو تدشين «مصفوفة لندن»، أكبر محطة لطاقة الرياح البحرية في العالم،…
آراء
الأحد ١٤ يوليو ٢٠١٣
في أعقاب قيام الجيش المصري بعزل الرئيس محمد مرسي، تعهدت السعودية ومعها الإمارات العربية ثم الكويت بتقديم دعم اقتصادي لمصر وصلت قيمته إلى 12 بليون دولار أميركي. وهذا دعم كبير حتى بالمقاييس الدولية يتم تقديمه بسرعة لافتة، وخلال فترة قصيرة جداً. من ناحية أخرى، هو خطوة تتسم ببراغماتية سياسية، وسرعة المبادرة. طبيعة هذه الخطوة وتوقيتها أثارا الكثير من الجدل، والكثير من الأسئلة أيضاً. هل كان هذا الدعم بحجمه تعبيراً عن دعم الرياض وأبو ظبي والكويت لإزاحة «الإخوان المسلمين» عن الحكم في مصر؟ أم أنه محاولة لدعم خطوة الجيش لإنقاذ الوضع المصري من حالة الانقسام والانسداد التي وصل إليها؟ كيف ستنظر الدوحة مع أميرها الجديد، الشيخ تميم بن حمد، إلى انفراد ثلاث دول من مجلس التعاون بمثل هذا الموقف الذي يتعارض تماماً مع موقفها؟ كانت قطر في عهد الأمير الأب الشيخ حمد بن خليفة تتعاطف كثيراً مع «الإخوان»، وقدمت لهم الكثير من الدعم بعد الثورة، وبخاصة بعد توليهم الحكم، وهو دعم قدّر حينها بعشرات البلايين من الدولارات الأميركية. هل ما زال الموقف كما هو في عهد الأمير الشاب؟ قد يبدو أنه كذلك، بخاصة مع التزام قناة «الجزيرة» بالموقف نفسه في تغطيتها أحداث مصر الأخيرة. لكن ربما أن الوقت لا يزال قصيراً لإحداث تغيير أو تعديل في الموقف القطري، أو ربما إعادة…
آراء
الأحد ١٤ يوليو ٢٠١٣
في أقل من شهر قتلت طفلتان في منطقة واحدة وعلى يد الخادمة. وبهاتين الجريمتين تنضم إسراء ولميس لقافلة الأطفال المغدور بهم. والسؤال المتأخر الذي يجب علينا أن نقف عليه: لماذا توحشت الخادمات ولم يعد أمامهن من تعبير عن حالتهن النفسية إلا القتل؟ وقتل من؟ قتل أطفال أبرياء؟ ولنترك إجابة السؤال لكل فرد منا ليعطي إجابة لأسباب هذا العنف المفرط. وحين أقول مفرط، كون هذه الوحشية تكررت في مقتل أطفال سابقين، فمثلا الطفلة (تالا) التي قتلت على يد الخادمة الإندونيسية، وكانت حادثة القتل من البشاعة ما لا يحتمله إنسان، إذ وصفت الأخبار ــ حينذاك ــ تلك الجريمة بإقدام القاتلة على فصل رأس الطفلة عن جسدها بالساطور. وبالأمس وأنا أقرأ تفاصيل مقتل (إسراء) على يد خادمة أسرتها استشعرت بوحشية ووعورة نفسية القاتلة، إذ كيف يمكن لامرأة أن تقدم على كل هذه الوحشية مهما حدث ومهما واجهت من تعنيف من قبل مستخدميها. وهذا العنف لا يتسق مع النفس السوية مهما جابهت من ضغوط نفسية أو معاملة سيئة. ومآسينا مع الخادمات غدت من الطرق المغلقة بسبب استعصاء المجتمع ورفضه البات التخلي عن الخادمات، ولأن وجود الخادمة ارتبط بظرفية ما، كان لزاما استقدام العاملات وانساق الجميع لهذا الاستقدام من غير شروط في البدء ثم تنبهنا إلى الضرر الذي يمكن أن يلحق بنا من الجانب الصحي،…
آراء
الأحد ١٤ يوليو ٢٠١٣
لا أعتقد أن ثمة أحد منا لم يقابل في حياته "أبو العريف" ذلك الشخص الذي يمتلك دائماً معلومات سرية، وتفاصيل عن كيفية تدبير الأمور والأحداث في العالم، الشخص الذي إذا أراد الإدلاء برأيه في حدث ما، بدأ حديثه ب" حدثني صديق مقرب من السلطة وهو من الثقاة"، ثم يتبعه بمعلومات أو نظريات سيؤكد على صحتها، ولكنها ستتركك في: إما ذهول تام يدفعك أن تردد في نفسك " كل هذا ونحن لا ندري"، او استفهام ببلاهة ولسان حالك يقول "ولكن الواقع مغاير تماماً؟؟" ليعود ويؤكد لك أن ما يقوله هو الصحيح، والواقع خدعة كبيرة نحن نعيش في إطارها. شخصية أبو العريف غالباً ما تكون قد مرت بطفولة مهمشة من قبل أصدقائه، أو حتى من قبل إخوته، أو ربما والداه، لذلك يستميت في محاولات إثبات أهميته، حيث أن امتلاكه للمعلومات الحساسة، التى لا يعرفها غيره وأجهزة المخابرات التابعة للدول القوية فقط، ما هي إلا طريقة للانتقام من كل أولئك الذين سفهوه في طفولته، وتجاهلوه في المجالس. يتميز أبو العريف، بخبرة واسعة في طريقة إضفاء المصداقية على حديثه ومعلوماته الخطيرة، فيتعمد خفض صوته، والتحدث بهدوء تام، وبصوت عميق، والتحديق في عيون محدثيه، وذكر أرقام وبعض الأسماء الكبيرة، ذات المراكز الحساسة. يطيب لأبو العريف الحديث عن السياسة ووضع الحكومات، بل حتى أن باستطاعته إطلاعك…