آراء
الأحد ٣٠ يونيو ٢٠١٣
الزميل العزيز جمال خاشقجي كتب مقالة عنوانها «لا أريد أن أكون طائفياً لكنك لا تساعدني»، فرد عليه الزميل العزيز توفيق السيف «كن طائفياً لكن لا تضحي بوحدتك الوطنية»، وما هذا الحوار الذي طغى على صفحات الصحف إلا قشرة مما حمله الغليان المضطرم في أعماق المجتمع السياسي والاجتماعي الإسلامي. وما يحدث اليوم من تصادم يحمل شعاره المذهبي البغيض لو فحصته جيداً لما وجدته سوى تقاتل على السلطة. فإن كنت تستطيع أن تحمل فريقاً من الناس على أن يحارب معك من أجل المال والسلطة، فإنك تستطيع أن تحمل الغالبية للقتال معك إذا وعدتهم بالجنة. أما الأقلية التي ستدعو للعقلانية والتشبث بالوحدة الوطنية وبمفاهيم العصر الذي تعيشه كالدولة والمواطنة وحقوق الإنسان، فسيسهل تخوينها وتكفيرها، فقط لأنها لا تأتي معك حيث تشاء. لا أظن أن الزميل خاشقجي يعني ما قاله، أقصد أنه يحتاج من الطرف الآخر أن يساعده كي لا يكون طائفياً، كما أن الخلاف الذي أظهرته الجملة من هذا الطرف لم تتجاوز نصف الجملة، فهي جملة تقرّ حق الثورة والشعب السوري، لكنها ليست مع هذا النوع من المعارضة التي هي نفسها لا ترضى عن نفسها، لكن ليست هذه هي النقطة الأساسية، بل في كون المثقف ينقاد للآخر، وهو من يقرر أن يكون طائفياً أم لا، ولهذا فإن الزميل توفيق السيف يقول في رده:…
آراء
الأحد ٣٠ يونيو ٢٠١٣
هذا هو (الأحد) الجديد بعد تغيير الإجازة، يبدو صارما وتعلو فوق صباحاته ملامح الجدية، يمضي الموظفون إلى أعمالهم وهم يحاولون أن يستوعبوا التغيير، بينما أجلس أمام جهاز الكمبيوتر وأنا محتار في تغيير إجازتي الأسبوعية في «عكاظ» كي تكون متوافقة مع بقية عباد الله، ليس لدي مزاج للمفاوضات الصعبة مع إدارة تحرير «عكاظ» حول تغيير مواعيد نشر هذا المقال؛ لذلك أفضل أن تسير الأمور حتى تأتي لحظة الحسم، فيتغير الأمر المعلق في لحظة خاطفة، فنكتشف أن الأمر لم يكن يستحق كل هذه المداولات والمراجعات الطويلة. لا أحتاج إلى مهارات خارقة كي أتخيل أن عددا كبيرا من القتلى والجرحى سوف يسقطون اليوم في مختلف أنحاء العالم العربي، في مصر سوف تكون هناك صدامات ومواجهات كبيرة لا يمكن التنبؤ بحجم الخسائر البشرية الناتجة عنها، وفي العراق ثمة احتمالات كبيرة بأن يكون هناك تفجيرات انتحارية يروح ضحيتها أناس لا علاقة لهم بالصراع الطائفي والسياسي الذي يمزق البلاد منذ أكثر من عشر سنوات، وفي لبنان قد يسقط قتيل أو أكثر في ظل غياب الدولة وعجزها الواضح عن السيطرة على المليشيات المسلحة، وفي سوريا حيث تغرق كل المدن والقرى ببحار من الدماء سوف تحمل نشرات الأخبار أرقام القتلى بالعشرات دون أن يكترث أحد، هذا بخلاف القتلى الذين يمكن أن يسقطوا في اليمن أو ليبيا دون أن…
آراء
السبت ٢٩ يونيو ٢٠١٣
نحن العرب ضائعون هذه الأيام، حائرون محتارون، ثم بشكل أخص خائفون، مرعوبون. قدرنا أو مصيرنا على كف عفريت. تتقاذفنا الأمواج من كل جانب كـ«القارب السكران» الذي تحدث عنه رامبو في قصيدة عصماء. الانقسامات المذهبية العتيقة جدا تنفجر في وجوهنا من أعماق التاريخ دفعة واحدة فنصاب بالهلع. لا أحد يعرف إلى أين تتجه الأحداث ولا ما هو المجهول الذي ينتظرنا. لا أحد يدلنا على الطريق أو يطمئننا نفسيا على الأقل عن طريق تقديم تفسير مقنع لما يحصل حاليا. إذا كنتم لا تستطيعون منع المجازر أو تغيير الواقع المرعب فعلى الأقل فسروه لنا أو سلطوا عليه الأضواء يا عباقرة العالم العربي! ما سبب كل هذه الحيرة الكبرى والتخبط؟ لا ريب في أنه يوجد عندنا مثقفون مهمون ومحترمون ولكن ليس على مستوى الكارثة الكبرى أو المنعطف التاريخي الهائل الذي نعيشه حاليا. لم نحظ حتى الآن بفلاسفة كبار من وزن ديكارت أو كانط أو هيغل.. فهل عقمت الأمة العربية يا ترى؟ لا أعرف. كان كانط في أواخر أيامه يتوقع ظهور فيلسوف كبير قادر على اكتشاف قوانين التطور التاريخي مثلما اكتشف كيبلر ونيوتن قوانين الطبيعة الفيزيائية والفلكية التي تمسك الكون. والغريب العجيب هو أن هذا الفيلسوف الذي تنبأ به سرعان ما ظهر بعد موته بسنوات معدودات: إنه هيغل! بل إنه ظهر في حياته في الواقع…
آراء
السبت ٢٩ يونيو ٢٠١٣
تعمدت أن يكون الاستنتاج هو العنوان، حتى أختصر الجهد على المتعجلين من قراء العناوين من دون صبر حتى السطر الأخير، وللذين يقرأون للكاتب بأحكام مسبقة. في مصر، أصبح الرئيس محمد مرسي في ورطة خطيرة، يدركها حتى أتباعه؛ شعبيته في تراجع، والمزيد من المصريين خيبت آمالهم الثورة والحكومة. وبات احتمال سقوط حكم الإخوان واردا، إما في ثورة ثانية من الميدان، وإما بتدخل عسكري. لكن، على الرغم من سوء إدارة مرسي، فإن إسقاطه - وقد بقيت ثلاث سنوات على رئاسته - سيكون خسارة للنظام الديمقراطي في مصر، وسيؤسس لعهد من الفوضى. دوافع «التمرد» عليه صحيحة إنما الغاية خاطئة، ولو كان مرسي يحكم دولة ديمقراطية حقيقية لاستدعي للمحاكمة وواجه العزل. رغم هذا فإن إسقاط مرسي اليوم قد يؤذن بعهد مستقبلي سيئ لمصر، في وقت تحتاج البلاد أن تجرب وتخطئ، وتعيد المحاولة حتى يصل المصريون إلى النظام الذي يرتضونه. إلى اليوم، مرسي لم يتوقف عن إساءة استخدام السلطة في مطاردة خصومه، من إعلاميين ومعارضين، كما كان يفعل الرئيس السابق حسني مبارك، باستثناء أن الرقم أكبر في عهد مرسي! الديمقراطية ليست مجرد صندوق انتخابي وأغلبية أصوات، بل لها استحقاقات ملزمة؛ القضاء المستقل عن الرئاسة، والبرلمان المستقل، والإعلام الحر. مرسي تغول على القضاء، قرر كتابة نظام قضائي جديد، وتشكيل مجلس من قضاة يختارهم، وعين نائبا عاما.…
آراء
السبت ٢٩ يونيو ٢٠١٣
لا يمر أسبوع في أفغانستان أو باكستان أو حتى قريباً منّا في العراق، وكل بلاد المسلمين قريبة من فؤاد واهتمام الشيخ يوسف القرضاوي، إلا وتحصل عملية انتحارية. شاب متدين يغتسل ثم يصلي ركعتين لله، يتحزم بحزام ناسف، يضمه شيخ أو من يزعم أنه شيخ أو داعية ضمة وداع وحنو تذكره بالآخرة والنعيم الذي ينتظره، يبكيان معاً ليقول له: «موعدنا الجنة.. موعدنا الجنة»، ثم يتركه يمضي إلى مسلمين مثله ليفجر نفسه فيهم لمجرد أنهم في المعسكر الآخر الذي يخاصمه. قد يكونون حراسة في نقطة تفتيش أو حتى مصلين في مسجد في باكستان والعراق. أصبحت الحسينيات وتجمعات الشيعة هدفاً مفضلاً وإن كانوا مدنيين ونساء وأطفالاً. بالتأكيد فإن فضيلته لن يفتي بجواز مثل هذه الأعمال، بل إنني سأتجرأ وأجزم أنه سيفتي بحرمتها، وأنها جريمة تصل حدّ الحرابة. منذ أن خرجت علينا «القاعدة» بفقهها الخارج عن قواعد أهل السنة والجماعة في فقه الجهاد، وللشيخ كتاب مرجعي رائع فيه، ويحمل العنوان نفسه، والعالم الإسلامي يعيش استباحة غير مسبوقة للدماء، إلا في أزمنة الخوارج والقرامطة، والشيخ يؤكد مثل غيره من الفقهاء على حرمة دم المسلم، ولكننا نرى استسهالاً وانتهاكاً من دون تورع حيثما سادت الفوضى والحروب في بلاد المسلمين، فالأسابيع الأخيرة حملت لنا صوراً قبيحة تشوّه الإسلام. فتى يعدم في حلب من دون محاكمة، وطفل ينحر…
آراء
السبت ٢٩ يونيو ٢٠١٣
هرباً من الاضطهاد الديني الذي اجتاح أوروبا وكثيراً من مناطق العالم وتحديداً في بدايات القرن الثامن عشر هاجرت طائفة تدعى «الآمش» إلى القارة الجديدة «أميركا» يحملون معتقداتهم المختلفة عن الطوائف المسيحية الكبرى وتعاليمهم التي قوبلت بالتكفير من طوائف الكاثوليك والبروتستانت . من ولاية بنسلفانيا بدأ تاريخهم الجديد في الولايات المتحدة التي لم تكن تشكلت ككيان حينها ولم تعلن استقلالها عن بريطانيا العظمى وتنتظرها حرباً أهلية دموية عاصفة وصراع سياسي ديني طبقي ما بين عامي (1861-1865) سيدفع ثمنه الكثير من الأبرياء من السكان الأصليين والمهاجرين وقدر عدد القتلى حينها برقم يفوق النصف مليون قتيل هذا من دون رقم الضحايا والأبرياء المجهول عددهم. كانت الحرب الأكثر دموية في تاريخهم ومن نتائجها تشكل الوعي والهوية الأميركية لتأخذ دورها مستقبلاً وتصبح دولة عظمى في السنين القادمة. هذه هي الحرب نهايتها محسومة ومتوقعة مهما كانت أسبابها ومعروف مسبقاً من سيدفع ثمنها، إنه التاريخ يعيد نفسه ويكرر أحداثه في كل مناطق العالم ويقول بصوت مرتفع أقرؤا صفحاتي. تقريبا في الوقت نفسه من ذلك القرن بدأت الهجرات العربية المسيحية إلى القارة الجديدة خوفاً وهرباً حسب الروايات من الاضطهاد الديني والاستبداد السياسي المتمثل في الدولة العثمانية التي كانت مسيطرة على أجزاء كبيرة من الوطن العربي، ومن سوريا وجبال لبنان بدأت الهجرات إلى العالم الجديد. الهجرات العربية المنتظمة للعالم…
آراء
السبت ٢٩ يونيو ٢٠١٣
الناظر في أحوال الدول العربية هذه الأيام يكاد لا يسمع إلا أصوات التشدد، وأخبار القتل والتكفير وتقسيم الناس بين الجنة والنار. وهذا حال طبيعي لكل أمة ترنو نحو الخروج من أنفاق التعصب الديني والجهل المعرفي. والقارئ للتاريخ لا يستغرب هذه التوترات والقلاقل التي باتت تمس الإنسان البسيط حتى في بيته، ففتاوى رجال الدين وخُطبهم وتصريحاتهم صارت شغلنا الشاغل، وأكرر مثلما ذكرت أكثر من مرة، أن الإسلام ليس فيه رجال دين، ولكن جُلّ من يمثلونه اليوم صنعوا من أنفسهم كذلك؛ وأصبحوا يخوضون في كل شيء باسم الدين، حتى حرّموا مطالبة الناس بحقوقهم المدنية والاجتماعية ووصفوا من يفعل ذلك بالكافر. ومع بروز حركات الإسلام السياسي في الدول العربية التي تشهد أحداثاً غير مستقرة، بدأ الصراع بين أصحاب المرجعية الدينية الأكثر عمقاً وقِدَماً (السلفيون) وبين خصومهم التاريخيين والجدد (الإخوان المسلمون) الأكثر براجماتية وطموحاً على المستوى السياسي. ويتجلى هذا الصراع اليوم في سعي الطرفين لإثبات مصداقية سياسية وليست دينية فقط؛ فكلٌّ يفترض أنه الأصوب فكرياً ويحاول تسويق وفرض رؤيته على المجتمع. وكُلٌّ يدّعي أن الإسلام، أي نموذجه هو، هو الحَلّ، مستخدمين الإعلام والسُّلطات التي تمكنوا من السيطرة عليها أو الجهات التي تصلها أموالهم. إن من حق «الإسلاميين» أن يخوضوا هذه التجارب السلطوية، فالناس لم تُجرّبهم على هذا المستوى من قبل، ومن يتعاطف معهم يقول…
آراء
السبت ٢٩ يونيو ٢٠١٣
ثمّة تعبير يداخل كلّ قول سياسيّ في لبنان. إنّه «هيبة الدولة». والتعبير هذا لم يحظ بالانتشار الذي حظي به لولا ضعف الدولة المزمن، ولولا التوق إلى الأمن والسلام الأهليّ اللذين لا ترعاهما إلاّ الدولة والقانون. لهذا رأينا الجميع، طوائف ومناطق، يحوّلونه واحداً من محفوظاتهم الأثيرة. حتّى أكثر الكارهين لقوّة الدول وأدوار الجيوش يمكن أن يتسامحوا مع هذا المطلب اللبنانيّ الشرعيّ جدّاً، لأنّ المقصود بـ «هيبة الدولة»، في هذه الحال، ليس إنزال الطغيان في الداخل ولا ممارسة العدوان في الخارج، بل الحدّ من صلف الطوائف ومن قدرتها على انتهاج الطغيان والعدوان. لكنّ التعلّق اللبنانيّ بـ «هيبة الدولة» كثيراً ما يقود أصحابه إلى الاستخفاف والاسترخاص. هكذا يصاب كثيرون منّا بالتخمة بعد لقمتين اثنتين بسبب الجوع المتأصّل فيتراءى لهم أنّ الشبع أدركهم. على هذا النحو يغدو قمع ظاهرة غبيّة وفولكلوريّة، وإن كانت شريرة، كظاهرة أحمد الأسير في صيدا، انتصاراً لـ «هيبة الدولة» إيّاها. وواقع كهذا يقول كم أنّ تلك «الهيبة» السهلة جدّاً صعبة جدّاً. برهان ذلك لا يقتصر على تصدّع المؤسّسات الرسميّة، أو شللها، واحدة بعد الأخرى، ولا تنمّ عنه قدرة أحد النوّاب على اتّهام رئيس الجمهوريّة بـ «الخيانة العظمى» لمجرّد أنّ الرئيس قرّر أن يكون رئيساً وأن يشكو إلى العالم حكومة البلد التي تقصف بلده وشعبه. فقبل هذا، وفوق هذا، تبقى «هيبة…
آراء
السبت ٢٩ يونيو ٢٠١٣
في بدايات الثورة السورية، تناقل الناس مقاطع فيديو لأزلام نظام بشار الأسد وهم يقومون بتعذيب المعارضين السوريين بطرق وحشية، ورغم بشاعة تلك المناظر، إلا أنها لم تكن مستغربة من نظام متوحش لا يقيم وزنا لكل القيم الإنسانية والدينية، ولكننا اليوم أصبحنا نشاهد مقاطع فيديو لجماعات تدعي أنها إسلامية (شيعية وسنية) يتباهى أفرادها بقتل الأبرياء أمام الكاميرا والتمثيل بجثثهم وشق بطونهم بطريقة تأنف منها حتى الحيوانات المتوحشة ناهيك عن البشر. لنفترض، عزيزي القارئ، أنك مسيحي في الإكوادور، أو وثني في كوريا الجنوبية، أو من أي ملة كانت في أي بلد في هذا العالم، وشاهدت مثل هذه المقاطع المرعبة التي يدعي أصحابها أنهم يقومون بهذه الأعمال الشنيعة لأن الدين الإسلامي يأمرهم بذلك، كيف ستكون فكرتك عن هذا الدين؟، وإلى أي مدى سوف يصل خيالك بخصوص الإسلام؟، لا شك أنك ستقول إنه ما دام المتدينون المسلمون يقومون بهذه الجرائم بدم بارد، فلا شك أن الأشخاص الأقل تدينا في العالم الإسلامي يقومون بأعمال أشد بشاعة. حسنا.. لا تتعب نفسك، عزيزي القارئ، ولا تتقمص أي شخصية من دين آخر، ابقَ كما أنت مسلما على مذهب أهل السنة والجماعة، أو من الطائفة الشيعية، أو من أي طائفة من طوائف الإسلام، وتخيل لو كان هذا الطفل الذي يتم نحره أمام الكاميرا هو ابنك، وأن هذا الرجل الذي…
آراء
السبت ٢٩ يونيو ٢٠١٣
فى كل مرة يخطب الدكتور مرسى، يردد عبارة واحدة لا تتغير، وهى أن النظام السابق لن يعود، وقد أصبحت العبارة من طول ترديدها، تثير الإشفاق على صاحبها، والضحك مما يقوله، أكثر مما تثير أى شىء آخر، لسببين أساسيين، أولهما أن نظام مبارك لن يعود فعلاً، وثانيهما أن أحداً لم يطالب بعودته فى أى وقت، ولا يريد «مرسى» إلى اليوم أن يفهم، أن ذهاب الإخوان، ليس معناه أبداً، عودة «مبارك» أو نظامه الحاكم، وإنما معناه الرئيسى أن تعود الثورة إلى شبابها الذين قاموا بها ودفعوا ثمنها، وأن يعود البلد المختطف لأصحابه.. لا أكثر من هذا، ولا أقل! وحين كنت فى مدينة طنجة المغربية، مساء الأربعاء، أى بعد أن ألقى «مرسى» خطابه الأخير بدقائق، فإننى أردت أن أتعرف على صدى الخطاب عند إخواننا المغاربة، فقال لى رجل شاهد ما قاله «مرسى» فى خطابه من أوله إلى آخره إنه، أى الخطاب، يكاد يكون هو نفسه خطاب «مبارك» قبل أن يتخلى عن الحكم! والحقيقة أن الرئيس قد جاءته ثلاث فرص من السماء، ليتجنب بها ما يمكن أن يحدث غداً، فإذا به يبددها جميعاً بقلب بارد، وكأنه يفعل ذلك عن قصد، وعن عمد، ثم كأنه كلما كان عليه أن يختار بين أمرين، اختار أسوأهما! كان أمامه أن يتدارك أمره، يوم راح يخطب من أجل سوريا،…
آراء
الجمعة ٢٨ يونيو ٢٠١٣
لم ينشغل المصريون فى تاريخهم الحديث بأمر استحوذ على اهتمامهم لأسابيع مثلما شغلهم السؤال عن مستقبل مصر بعد (30-6)، الذى حددته «حملة تمرد» كبداية لتعبير الشعب عن المطلب الذى التف حوله ملايين من أبنائه، وهو سحب الثقة من الرئيس محمد مرسى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. ويمكن تصور أربعة سيناريوهات لما يمكن أن يحدث بدءاً من عصر يوم بعد غد، الذى أصبح مشهوداً قبل أن يأتى. فهناك – أولاً – السيناريو الذى يتطلع إليه دعاة الإصلاح، وهو أن تكون الاستجابة الشعبية كبيرة فى معظم المحافظات، وليس فقط فى القاهرة، على نحو يعيد إنتاج ثورة 25 يناير ويجدد ربيعها وينهى الخريف الذى عصف بزهورها، وكاد أن يجرف الوطن كله، فإذا كانت الحشود الشعبية هائلة وقدرة الشباب على حماية سلميتها كبيرة، لن يتمكن من يعدون العدة للانقضاض على المحتجين من مواجهتهم. فالافتراض الذى يقوم عليه هذا السيناريو هو أن الصراع سيكون بين شعب بمختلف فئاته وعدة أحزاب تابعة للسلطة. فإذا عبر هذا الشعب عن إرادته عبر حشود ضخمة، سيستعصى الأمر على من يظنون أن البدء بحشد أتباع السلطة يمكن أن يضمن لهم إحباط الاحتجاجات. وعندئذ لن يكون أمام الرئيس مرسى إلا الاستقالة، إما بمبادرة منه، أو بقرار من جماعة «الإخوان»، لكى تحافظ على دور لها فى المرحلة الجديدة، أو بطلب من الجيش الذى…
آراء
الجمعة ٢٨ يونيو ٢٠١٣
مرّة أخرى، وفي غضون أشهر قليلة، تجد وسائل الإعلام نفسها مجمعة على التساؤل بقلق ظاهر: "مصر الإخوان" إلى أين؟ بل مصر الى أين بلا "الإخوان"، و"الإخوان" الى أي مصر بلا قبضتهم! كل المؤشّرات، والإحداث، والصدامات، والاضطرابات المنتشرة على نطاق واسع جداً، توحي أن حكم "الإخوان المسلمين" سيواجه موجة جديدة من الاعتراضات والتظاهرات العارمة. وقد لا تتفرّق بعد الاعراب عن سخطها وغضبها. بل قد تتطوّر الى شبه ثورة جديدة على المقيمين في قصر الاتحاديّة (... باعتبار أن "الإخوان" باتوا يعتبرون الاتحادية "مقرهم الرئيسي". بل ملكهم. ولا يستبعد مراسلو الفضائيات والصحف العربيّة الإجنبيّة عودة الملايين الى الاعتصام في الميادين والساحات، وربما الذهاب الى أبعد من ذلك بكثير. والمناشدات والنداءات التي تصدر تباعاً في جميع الاتجاهات، ولليوم الثاني على التوالي... بلوغاً الجسم القضائي الذي خصه مرسي بخطاب خاص واصفاً القضاء بدرع الديموقراطية الاولى، منتقداً بعض رجالاته و"الانجذاب نحو المعترك السياسي والشرب من الماء السياسي العكر"... مع التأكيد أن "لا خصومة معكم"، هذه المناشدات ليست إلا علامات ومؤشرات تنمُّ عن عدم اطمئنان "حكم الإخوان"، بل تخوُّفه العميق مما يُحضّره المعارضون ليوم الإحد. كل يوم أكثر من يوم يظهر "حكم الإخوان" كأنه يسابق الإحداث، والمعارضين، في محاولاته المكشوفة لوضع يده على كل مقادير السلطة والمؤسسات والقوى العسكرية التي تحمي ميمنته وميسرته من غدرات الزمان. ومن…