آراء

آراء

سوريا بين جبهة النصرة وحزب الله!

الجمعة ٠٧ يونيو ٢٠١٣

تسارعت الحملات الإعلامية خلال الأسبوعين الأخيرين من جانب وسائل إعلام حزب الله وحلفائه في لبنان والعراق، مُهَوِّلةً من شأن «التكفيريين» الذين تأخر «الحزب» كثيرا في مواجهتهم. وقد لام الحزبَ على هذا التأخر والتردد قوميون ويساريون أيضا. وهذا ليس غريبا على الطوائف والإثنيات الحزبية والآيديولوجية في سوريا ولبنان وفلسطين. فالبعثيون والشيوعيون والقوميون السوريون هم مع النظام السوري ومع حزب الله وإيران منذ أكثر من عقدين. وهؤلاء يتقاضون بدلات مادية أو سلطوية ومن إيران إلى لبنان وسوريا وفلسطين بالطبع. كل هذا - كما سبق القول - ليس جديدا وليس غريبا، فالمشكلة لدى هؤلاء وبالدرجة الأولى إيجاد طرف داعم يستطيعون الاستناد إليه بعد الانهيار التدريجي ثم الزلزالي للأنظمة الاستبدادية الحاكمة أو التي كانت حاكمة (وهم شركاء صغار لها) باسم العروبة أو الحداثة أو العلمانية أو المقاومة. والطريف وغير الظريف أن هذه الحداثة كلها التي مثلها بالنسبة لهم الأسد والقذافي وصدام حسين، صارت الآن (من دون أن يجدوا حرجا في ذلك!) بأيدي آل الأسد، وحكومة ولاية الفقيه بطهران! وقد كانوا (وبينهم الحزب القومي السوري العلماني جدا) إلى ما قبل ثلاثة أشهر يدافعون عن بقايا نظام الأسد باعتبار أن انهياره يمثل انهيارا لمنظومة المقاومة، كما يمثل استسلاما للتنظيمات «الإرهابية» التي تقاتل ذلك النظام! وحزب الله يقاتل في سوريا منذ أكثر من عام. لكنه قبل ستة…

آراء

محاولات جديدة

الجمعة ٠٧ يونيو ٢٠١٣

محاولات الجيل الجديد الإبداعية في كسر القوالب التي رسخت لفنون الكتابة تأتي استمرارا لمحاولات بعض المبدعين من أجيال سابقة، ففن الرواية مثلا، وهو الأكثر انتشارا منذ سنوات، يشهد تطورا ملحوظا في بنية الرواية وخروجها عن النمط المتعارف عليه، من حيث البداية والمتن والنهاية، إذ تداخلت الحالات في بعضها من سرد وسيرة ذاتية وحكايات شخصية أو توثيقية وغيرها .. وفي الشعر توقفت المحاولات التجديدية عند النثريين بعد زمن على انطلاق التفعيلة وانتشارها، وبرغم ذلك لم يحقق كتّاب النثر - تحت مسمى الشعر - من الشباب جزءا من حضور الروائيين الشباب وانتشارهم. أما القصة القصيرة فاكتفى حداثيوها بما أسموه (ق ق ج) أي قصة قصيرة جدا، وخرجوا أيضا عن القالب القصصي المعروف وحبكته التي درسونا إياها في منهاج اللغة العربية. يحق للمبدعين الجدد أن يجربوا، وليس من حق أحد أن يلومهم، فكما وضعت القوالب القديمة يمكن أن تظهر قوالب جديدة، ويمكن أن نرى ذات يوم أعمالا تكتب من غير قوالب، ولعلها سوف تكون أكثر جنونا واقترابا من الإنسان العادي في زمننا الذي اختلفت فيه المعايير وتغيرت القواعد، والرسالة التي كانت تصل، قبل سنين، بعد شهر عبر البريد العادي يقوم بتوصيلها ساعي البريد الذي كم تغنى به العشاق والمشتاقون لأحبائهم، صارت تصل بأجزاء من الثانية. ولذلك من الممكن أن تصل الرسالة التي كان…

آراء

حائط الأكاذيب

الجمعة ٠٧ يونيو ٢٠١٣

خلال الحرب اللبنانية تولى كل فريق «تطهير» مناطقه بعد عقود من الاختلاط بين الطوائف. وكانت منطقة «النبعة» حيا شيعيا مكتظا بالفقراء في الجهة الشرقية من بيروت. وقام حزب «الكتائب» بهجوم شرس وشامل عليها. ولما تم له الانتصار شرب مقاتلوه «الشمبانيا» احتفالا أمام كاميرات التلفزيون. يومها كتبت ما عنوانه «نصر أبشع من الهزيمة». تذكرت «النبعة» وركامها وأنا أشاهد دمار القصير والاحتفالات الممتدة من طهران إلى جنوب لبنان. احتفالات بانتصار مقاتلي حزب الله الذي حسم للجيش العربي السوري أول معركة بين الشعب والنظام. عدنا نسمع تعابير درجت في حرب فيتنام وحروب إسرائيل كـ«الغارات الوقائية» و«تمشيط» المدن، أي سحقها كما بالمشط. منذ عامين ومدن سوريا وقراها تقصف بطائرات بوتين وصواريخه وكأنها أرض عدو وأدغال كثيفة. حتى الإنذار الذي كان يعطيه الأميركيون للمدنيين لا يعطى. ولا الإنذار الذي كان يعطى لهم في الحرب العالمية الثانية. وما كان يعقب أي معركة أي احتفال، لأن قتل الناس ليس بهجة ولأن الفتنة أشد من القتل. تغيرت في بلاد العرب (وإيران) معاني كل شيء حتى الموت والفرح والانتصار والعدو والضحية والمواطن. كان تشرشل يقول سوف نظل نقاتل حتى آخر فرنسي، وها هي إيران تريد أن تقاتل حتى آخر عربي من دون أن تنسى استعدادها لـ«تدريب الجيش السوري». يوصف ذلك في الإنجليزية بـ«إضافة الإهانة إلى الجرح». ربما كان توزيع…

آراء

القتال تحت «راية الحسين»!

الجمعة ٠٧ يونيو ٢٠١٣

حقا هي «أمور يضحك السفهاء منها.. ويبكي من عواقبها اللبيب»، فالخارجية الإيرانية تهنئ قوات الأسد، وحزب الله، على ما اعتبرته «نصرا» على «التكفيريين» في القصير، في الوقت الذي وزع فيه أنصار حزب الله الحلوى في الضاحية الجنوبية في بيروت احتفالا بالنصر المزعوم! والقصة لا تقف عند هذا الحد المأساوي؛ فقد أظهر شريط فيديو قائد العمليات العسكرية في حلب، التابعة للأسد، العميد محمد خضور وهو يقدم وعودا وإغراءات إلى شباب بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين للمشاركة في العمليات العسكرية لفك الحصار عن مطار منغ العسكري في ريف حلب، حيث يقول: «سنرفع راية الحسين في منغ، وسنقاتل تحت راية الحسين»! فأي مساحة للعقل والتعايش بعد كل ذلك في منطقتنا؟ وما الذي تبقى أصلا لننعى دولنا والسلم الاجتماعي فيها؟ فما يحدث اليوم من تأجيج طائفي مقيت لا يمكن اختزاله بجدليات سطحية مثل قول إن وجود «جبهة النصرة»، أو خلافها، هو ما أقحم حزب الله والميليشيات الشيعية بالأزمة السورية، فهذا أمر لا يستقيم، بل هو بمثابة تبرئة للتطرف الشيعي الذي يمثل الوجه الآخر لنفس عملة «القاعدة»، فللقصة أبعاد أخطر. حزب الله يدعي كذبا أنه حزب مقاومة، كما يدعي كذبا أيضا أنه جزء من العملية السياسية الديمقراطية الكاذبة كذلك في لبنان، كما أن الميليشيات الشيعية العراقية تأتي من تحت عباءة دولة تدعي الديمقراطية، وهي العراق، وكلهم…

آراء

أهلاً بالطيبين

الجمعة ٠٧ يونيو ٢٠١٣

ـ عندما تسأل كاتباً أو فناناً أو لاعب كرة قدم؛ ما هي أبرز عيوبك أيها الفاضل المحترم؟ يقول لك مباشرة: أبرز عيوبي أنني طيب جداً ومتسامح وكريم مع أصدقائي، و( ينضحك علي بسرعة). ويقدم لك نفسه على أنه ملاك طاهر، وأنه يختلف عن البقية مع أنه الأكثر سوءاً بينهم. - للحظة تعتقد أن هذه الإجابة الرقيقة والناعمة خرجت من فم عذراء خجولة؛ لكن راقبوا ماذا يقول المشاهير عندما يتحدثون عن زملائهم؛ ثم قارنوا بين حجم الغرور والمساحة الحرة التي يمنحونها لأنفسهم في تشويه الآخرين، وبين ما يدَّعونه من مكارم وفضائل. ـ كل إنسان يُحب أن يكون جميلاً في عيون الناس؛ لكن المشكلة التي تغيب عن بال كثير من المشاهير ــ الذين يُلَمِّعون أنفسهم في كل مكان ــ هي أن المتلقي يفهم كل شيء، وليس مغفلاً إلى الدرجة التي يصدق معها كل هذا الكمال والطيبة والتسامح. ـ الحقيقة التي لا ينفع معها التلميع؛ أن اللاعب (الطيب) يتحول إلى ملاكم عندما تطالبه بالاعتزال بسبب مستواه الهابط، والفنان يصاب بالجنون عندما تنصحه بالاعتزال لأن صوته يشبه غسالة ملابس تعاني زيادة الحمولة، وبالطبع فالكاتب المعمر يغضب كثيراً حينما تذكره بأنه آخر أبناء جيله كتابة في الصحف!! ـ المجلات الفنية، وكذلك بعض المحترمة جنباً إلى جنب مع فضائيات تعبئة الوقت هي التي جعلت من كل…

آراء

حظوظ نجاح «جنيف – 2»

الخميس ٠٦ يونيو ٢٠١٣

على رغم اتفاق الولايات المتحدة وروسيا وبعض الدول الأوروبية على عقد مؤتمر خاص بالأزمة السورية في جنيف، إلا أن هنالك عقبات عديدة يتخوف المراقبون من تأثيراتها على نجاح المؤتمر. فتشكيل الوفود من أهم العقبات، وكذلك من هم ممثلو النظام السوري؟ وكان مؤتمر جنيف السابق في يونيو 2012، الذي ضم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى وزراء خارجية من الدول العربية وتركيا والاتحاد الأوروبي، قد أقر تشكيل «حكومة انتقالية» تتمتع بصلاحيات كاملة بالتوافق المتبادل. إلا أن هذا القرار لم يوضع موضع التنفيذ لضبابية الموقف حول مصير رئيس النظام بشار الأسد! حيث تؤيد فرنسا تحييد الأسد عن أي دور مستقبلي في سوريا. كما أن المعارضة السورية رفضت اللائحة الرسمية لوفد النظام السوري، لأنها تضم شخصيات تلطخت أيديها بدماء السوريين! كما أن المعارضة نفسها تعاني الانقسام ولم تتوصل إلى وضع قائمتها. واستغلت موسكو هذا الموقف لتعلن أن المعارضة السورية تشكل العقبة الرئيسية في المؤتمر. ومن العقبات إصرار موسكو على حضور إيران إلى المؤتمر في الوقت الذي تعارض فيه واشنطن وباريس هذا التوجه. وحسب موقع «إيلاف» فإن هنالك خططاً تحضّرها إيران و«حزب الله» للإمساك بزمام الأمور في سوريا في حال سقط نظام الأسد، وذلك عبر إرسال 250 ألف جندي للسيطرة على الوضع في سوريا! وهذا ينذر بـ«أقلمة» النزاع. وكان الاتحاد الأوروبي قد…

آراء

المركز الأول عالمياً بدأ من خيمة!

الخميس ٠٦ يونيو ٢٠١٣

حصول دولة الإمارات على المرتبة الأولى عالمياً في كفاءة الأجهزة الحكومية، ليس أمراً عادياً، هو إنجاز ضخم بحجم ضخامة العالم، وأمر أشبه بالمستحيل وفق معطيات هذا الجزء من العالم، لكنه ليس مستحيلاً إطلاقاً وفق معطيات ورؤية دولة الإمارات وقادتها، وحكومتها التي لا تعترف بالمستحيلات، ولا تعرف سوى مواجهة التحديات والتغلب عليها. قد لا يدرك البعض أن الوصول إلى المركز الأول عالمياً لم يبدأ اليوم، كما لم يبدأ منذ سنة أو سنتين أو حتى عشر سنوات مضت، بل بدأ قبل أن تقوم هذه الدولة، بدأ في خيمة صغيرة جداً، على هضبة رملية، في منطقة صحراوية لا حياة فيها تدعى «سيح السديرة»، اجتمع فيها قائدان تاريخيان، اثنان من أحكم وأشجع وأذكى أبناء الأمة العربية، جلسا في تلك الخيمة مفترشَين التراب، يخططان ويرسمان مستقبل هذه المنطقة بأسرها، وطموحاتهما لا تحدها حدود، ولا تصل إليها العقول! المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان والشيخ راشد بن سعيد، اتفقا في تلك الخيمة في أواخر الستينات على الوحدة بينهما، وفتح الباب لمن يريد الدخول فيها، كانا واثقين بالنجاح، ويحلمان بحياة عصرية، قبل أن يدرك أهل المنطقة معنى الحياة العصرية، تصافحا وقال الشيخ زايد بن سلطان للشيخ راشد بن سعيد: «اتفاقنا هذا هو حجر الأساس الذي سيشيد عليه البنيان بإذن الله»، قال ذلك وهما يجلسان على التراب في…

آراء

لماذا تستغربون سلوك «حزب الله»؟

الخميس ٠٦ يونيو ٢٠١٣

يشبه التفاجؤ العربي، والخليجي خصوصاً، بسلوك «حزب الله» في سورية وتفانيه في القتال دفاعاً عن نظام بشار الأسد، التفاجؤ الدولي بسلوك إيران في الملف النووي بعدما «اكتشفت» الوكالة الدولية للطاقة الذرية الآن فقط أن الحوار مع طهران «يدور في حلقة مفرغة». كأن العرب يقولون إن ما قام به الحزب قبل الحرب السورية كان مقبولاً، وإن التغيير الذي طرأ على مواقفه لم يكن متأصلاً في تكوينه، مثلما يرفض العالم الاعتراف بأن إيران تناور منذ صدور التقرير الأول للوكالة الذرية في 2003 عن إخفائها معلومات عن نشاطها النووي، ولم تفعل سوى زيادة قدرتها على التخصيب، بينما هو يتلهى بالوعود والآمال الخاوية. لو استمع العرب إلى ما تعب اللبنانيون من ترديده عن تجربتهم مع الحزب منذ تأسيسه قبل ثلاثة عقود، وشكواهم من ممارساته طوالها، لاستنتجوا أن مواقفه الحالية هي وحدها النتيجة الطبيعية لنشأته وتركيبته وارتهاناته. فالحزب بدأ جهازاً أمنياً إيرانياً – سورياً منذ لحظته الأولى ولا يزال، مع أن البعض يعتبر أن التجسيد الأوضح لتحالفه العضوي مع النظام السوري، ظهر مع اغتيال الحريري في 2005 عندما ثارت تساؤلات عن سبب «عجز» أمن الحزب المنتشر بفاعلية في العاصمة وسائر المناطق اللبنانية عن اكتشاف وجود شاحنة مملوءة بطنين من المتفجرات تتنقل في شوارع بيروت بانتظار مرور هدفها، قبل أن يتضح من تحقيقات المحكمة الدولية أنه…

آراء

فاتورة طفل

الخميس ٠٦ يونيو ٢٠١٣

سأسحب اليوم من أرشيف الذكريات "فاتورة" قديمة تعود إلى أربعة عشر عاما، وبالضبط، صباح ولادة "حياتنا" الثالثة بالغالي محمد. يوم ولادة "حمود" كان سعر الدجاجة سبعة ريالات، ويومها كان نصف الدجاجة يكفي زوجين وطفلين. صباح ولادة "حمود" كان سعر كيس الأرز 97 ريالا، وقيمة وزنة من السكر 76 ريالا بالضبط كما تشير الفاتورة. كانت علبة الحليب المجفف الكبيرة بـ27 ريالا بالضبط. كنت وما زلت إلى اليوم أسميه "المبروك" لأنه كان وجه فأل على حياة أسرته الصغيرة، وبمقدمه فتح الله لي أبوابا من فضله. يوم ولادة هذا "الحمود" كنا نملك سيارة "مقربعة" وكنت مثقلا بالقروض، وكنا نعيش على الهاتف المنزلي بدون القدرة على شراء جوال قديم لاستحالة سعره وتكاليف فواتيره، ولأن "حمود" من مواليد "الصدفة" لا من منتجات التخطيط والاستعداد، فقد كان ـ من يومها حتى اليوم ـ مثالا للفاتورة التي ولدت متواضعة ثم تضخمت إلى ثلاثة أضعاف سعرها ما بين زمنين. تضاعفت أسعار الدجاج والبيض ومواشي العقيقة، ولم يتضاعف حب هذا "المحمد" لأنه في الأصل ولد بحب مكتمل، برغم الصدمة الأولى لأمه ليلة تشخيص الحمل. وأنا اليوم لا أكتب قصة عائلية لابن "مبروك"، بل أكتب الفاتورة المتضاعفة في حياة عائلة سعودية. أكتب لأقول للأجيال: إن كل طفل جديد ليس إلا فاتورة تتضاعف ولشهر كامل قد يستهلكها كاملة في يوم شارد.…

آراء

شماعة “التكفيريين”

الأربعاء ٠٥ يونيو ٢٠١٣

"الامن في الواجهة، والاسئلة حائرة عن الهدف من الاصرار على استيراد الازمة من سوريا وتعميم ثقافة الإلغاء والشطب والقتل والاغتيال...". احزروا لمن هذه العبارة، ومن يتحدث عن الأمن واستيراد الازمة، وبالاخص من الاغتيال والقتل؟ لا، ليست لقناة "المستقبل"، ولا حتى لقناة "الجديد". انها لقناة "المنار"! التي استضافت بشار الأسد لتوها، أو بالأحرى هو استضافها، ليقول عبر شاشتها ان "جنيف – 2" مجرد سراب. ليس معروفا في اي خانة، استيراد ام تصدير، تضع قناة "حزب الله" المشاركة في معركة القصير والمعارك الاخرى وصولا الى حلب. لكن اتهام الغير بـ"استيراد الازمة" ينطوي على تضليل للذات قبل تضليل الآخرين. اما الضيق من "تعميم" ثقافة الإلغاء والشطب والقتل والاغتيال، فلأن "حزب الله" وجمهوره وحلفاءه اعتادوا منذ العام 2005 على ان تلك "الثقافة" يجب ان تقتصر على استهداف طرف واحد في لبنان، اما اذا خرجت من هذا الاطار فهنا، هنا فقط، يصبح الأمن في خطر. لاقت محاولة اغتيال الشيخ ماهر حمود استنكاراً واسعاً. وهذا طبيعي وبديهي. لكن "حزب الله" نوّه بأن الشيخ استهدف "لأن له رأياً آخر". ردود في الاعلام ان إمام مسجد القدس في صيدا "قريب من حزب الله"، ويقصد "الحزب" ان حمود من اهل السنة لكن له رأيا آخر. مع ذلك، لا يعني هذا الرأي المختلف انه بارك الاغتيالات التي يعتقد اللبنانيون ان…

آراء

أي أردوغان ترى؟

الأربعاء ٠٥ يونيو ٢٠١٣

ما إن هبت المظاهرات المفاجئة تماما، في ميدان تقسيم بمدينة إسطنبول التركية، حتى ظن كثيرون أنهم يشاهدون تونس ومصر وسوريا، في بدايات ثوراتها. واختلطت المواقف المتعجلة، أحد المصريين قال أتمنى سقوط أردوغان، وزير إعلام سوريا وجه نصائحه الساخرة من رئيس وزراء تركيا، الصحف تناقلت صور مشاهير الممثلين والممثلات الأتراك المشاركين في المظاهرات، صحف النظم الإسلامية الجديدة اعتبرتها مؤامرة إيرانية إسرائيلية. أردوغان نفسه قال، إنها من فعل خصومه الحزب الجمهوري. ولأننا لم نتوقعها في مصر آنذاك، ولم نتخيلها تحدث لاحقا في سوريا، تعلمنا أن نراقب المشهد مثل سباقات الخيول ومباريات الكرة، ننتظر النتيجة في النهاية. ميدان تقسيم في إسطنبول ليس ميدان التحرير في القاهرة ولا ساحة الإرادة في صنعاء، مع هذا أخذت من الاهتمام مثلها، وهناك من انشغل يبحث عن سبب لتبرير «الانتفاضة البيئية» ضد أردوغان. كل يراها من موقفه السياسي، الإيرانيون والنظام السوري يعتقدون أنها نجدة إلهية في وقت عصيب لإنقاذ الجار الأخطر الرئيس الذي يترنح، بشار الأسد. لو قامت ثورة في تركيا لسهل قمع الثورة في سوريا، هكذا يتمنون. وهناك الإسرائيليون، حتى بعد المصالحة والاعتذار وزيارات المسؤولين الأتراك لتل أبيب، الذين يعتقدون أن أردوغان يمثل مشكلة وسيكرر البحث عن شعبية على حسابهم. الفريق الآخر القوى الليبرالية العربية. في الحقيقة هي ليست ضد أردوغان بل ضد الإسلاميين العرب الذين يتمسحون…

آراء

كيف تشاهد فيلماً سينمائياً في السعودية؟

الأربعاء ٠٥ يونيو ٢٠١٣

تستطيع أن تشاهد فيلماً سينمائياً مثل «ذا كارتيه كيد»، بل يدلك عليه إعلان كبير ملون على صفحة كاملة في صحيفة «الحياة»، يدعوك للتمتع بمشاهدته، ومن دون أن تدفع قرشاً واحداً، لكن ليس في دُور العرض السينمائية الممنوعة في بلادنا، بل وأنت جالس على المقعد في منزلك، على قناة «إم بي سي 2 السعودية»! هل تريد مهرجان سينما سعودياً؟ حتى هذا ممكن، فما عليك إلا أن تدير قناة «روتانا خليجية» لتحظى بمشاهدة أفلام شباب سعودية وتستمع إلى تعليقات لجنة نقاد سعوديين. هذا غير القنوات الهائلة والمتخصصة في الأفلام، بعضها تحت الطلب مدفوع الثمن، وبعضها مجاني. وإن كنتَ تقول: إن عدم وجود دُور عرض سينما في السعودية كفيل بانعدام أي حركة سينمائية سعودية فأنت مخط‍ئ، فهناك عشرة أفلام أخرجها ونفذها وصورها ومثلها سعوديون شاركت العام الماضي في مهرجان السينما الخليجي في دبي، وكل عام تشارك بأعداد تفوق هذه العدد، لكن، من المفارقات أن مهرجان دبي السينمائي الخليجي الماضي اختار فيلماً سعودياً، كي يفتتح به المهرجان، لأن هذا الفيلم حصل على ثلاث جوائز في مهرجان السينما الدولي في دبي لعام 2012. والمفارقة الأشد سخريةً أن مخرجته امرأة سعودية هي المبدعة هيفاء المنصور! كيف يحدث هذا في بلاد تمنع صالات العرض السينمائية؟! وكيف تنمو حركة في ظل هذا المنع والحجب؟! هناك قانون يقول إنك…