آراء

آراء

حكمة هندية!

الإثنين ٠٣ يونيو ٢٠١٣

عندما عاد الطفل الهندي إلى أمه باكياً وشاكياً إليها تعرضه للضرب المبرح من أفراد ينتمون إلى طائفة دينية أخرى, ومتوعداً بأن ينتقم من جميع أفراد تلك الطائفة, لاحظت الأم الذكية صفة التعميم التي تصاحب حديث طفلها, فخافت منها, وحرصت على أن تجتثها من ذهنه الصغير والنقي وغير الملوث. فرسمت له خطاً عمودياً مستقيماً, كتبت على يمينه الأخيار, وكتبت على يساره الأشرار, لتوضح له حقيقة مهمة, مفادها أن الأخيار موجودين في كل مجتمع, بغض النظر عن جنسيته أو ديانته, وأن الأشرار أيضاً موجودين في كل مجتمع, مهما كانت جنسيته أو ديانته. وعليه, فيجب أن يدرك صغيرها بأن السلوك الصحيح, هو التصدي للأشرار حيثما وجدوا, أما الأخيار فهم جديرون جداً بالاحترام في أي مجتمعٍ كانوا. هذا المشهد تضمن واحدة من أهم وأعمق الرسائل الأخلاقية التي أراد المخرج الهندي جوهر كاران تمريرها إلى المشاهدين عبر عمله السينمائي الخالد My name is khan , الذي أنتجته بوليود في 12 فبراير 2010 , وحقق حينها إيرادات تجاوزت 37 مليون دولار. وفي تاريخنا الإسلامي الجميل ظهروا أخياراً كُثر خدموا البشرية وساهموا في نهضتها ورفعة شأنها, ابتداءً بخير البشر سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) , الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة, وانتهاءً بطفلٍ صغير يميط الأذى من الطريق امتثالاً لتعاليم دينه.…

آراء

حزن إسرائيل على رحيل نجاد!

الإثنين ٠٣ يونيو ٢٠١٣

عبّرت إسرائيل عن «شديد أسفها لذهاب نجاد عن سدّة الرئاسة في إيران»! وفقاً لـ«دن شوفتان» رئيس مركز الدراسات الأمنيّة بجامعة «حيفا». واعترف «شوفتان» بـ«تسهيل نجاد لمهمّة إسرائيل في إقناع الرأي العام العالمي عبر تشبّثه بالسلاح النووي ودعمه للإرهاب في العالم وسلوكه الوحشي في مواجهة شعبه». ولا شك أن ترديد «نجاد» لأقوال «ضرورة محو إسرائيل من الخارطة» دون تدعيمها بالأفعال، جعل من الأخيرة تتمسّك بشعار أن «إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم المهددّة بالزوال». وبالمقابل تلوّح هي الأخرى بشن حملة عسكريّة ضد طهران دون تنفيذ، وبذلك يتبادل الطرفان الخدمات لبعضهما البعض، إذ تعزّز إيران نفوذها في المنطقة العربيّة بذريعة دعم محور المقاومة المزعوم وتوغّلها في غزّة، وبالمقابل توسّع إسرائيل مستوطناتها في الضفّة الغربيّة لترسيخ احتلال الأراضي الفلسطينيّة. واستجابت «تل أبيب» لشعار «الحماسة السياسيّة» لـ«خامنئي» بقرعها طبول الحرب الواهية ضد إيران بالتزامن مع حماسة مسرحيّتها الانتخابيّة فأثارت ضجّة إعلاميّة كبيرة في إيران، ولا شك أن هذه الضجّة ستستمر لإضفاء مزيد من الحماسة على المسرحيّة، وترجّح المصادر أن «غاية إسرائيل من التلويح بالحرب ضد طهران هي دعم مرشّح خامنئي للرئاسة وهو سعيد جليلي»! ومع تأكيد «خامنئي» على «تقارب أفكاره وأفكار نجاد»، فلا يخرج دور «جليلي» عن الاستمرار بدور «نجاد» الداعم لإسرائيل، خاصّة أن عدداً من المصادر أكّدت أن «جليلي» هو المرشّح السرّي لـ«نجاد».…

آراء

في الحاجة إلى «النصرة»

الأحد ٠٢ يونيو ٢٠١٣

صرف المعنيون بالشأن السوري وقتاً طويلاً في الحديث عن «جبهة النصرة»، واستحضروها في المحطات المختلفة للأزمة، بعضهم من أجل الدفاع عن موقف وبعض آخر من أجل الدفاع عن نقيضه في آن. لقد جرت عملية تنميط لا سابق لها من أجل إلصاق الصورة الضرورية بـ «النصرة». فعناصرها القادمون من شتى أصقاع الأرض مسلحون قتلة ملثمون يرفعون الرايات السود ويطبقون أكثر أنواع التفاسير تشدداً للدين الإسلامي، يقتلون وينكلون بكل ما تقع عليه أيديهم. وتدعمت الصورة بكثير من الأشرطة المصورة على مواقع الإنترنت، وبعضها موغل في الوحشية والسادية. وتُعزل هذه الصورة، من أجل مزيد من التنميط، عن مسرح الأحداث الذي هو سورية، لتصبح «النصرة» مسألة خارجة عن كل سياسة في البلد المبتلي بالقتل والتدمير. وتتحول موضوعاً قائماً بذاته يلجأ إليه المعنيون عند الضرورة، كل وفق حاجته. تؤكد شهادات كثيرة أن ثمة مقاتلين في الثورة السورية يعتمدون مرجعية «سلفية جهادية»، ويستقطبون متشددين من خارج البلاد، وأن هؤلاء يسعون إلى فرض مرجعيتهم بالوسائل المختلفة، ترغيباً وترهيباً. وهؤلاء موجودون في مناطق معروفة وخاضوا معارك ناجحة ضد قوات النظام. كما أن هؤلاء على تماس مع جماعات إسلامية أخرى، خصوصاً تلك المنبثقة عن جماعة «الإخوان المسلمين»، ما قد يسهّل عملية التنميط لتطول أيضاً قوى الثورة ومقاتليها. الصورة النمطية هذه سعى النظام إلى تعميمها منذ الأيام الأولى للحراك المدني.…

آراء

3 مليارات برميل.. ونصف !

الأحد ٠٢ يونيو ٢٠١٣

أنتجت المملكة خلال العام الماضي أكبر كمية من البترول في تاريخها، حيث بلغ حجم الإنتاج 3500 مليون برميل.. برميل ينطح برميل .. وهذه الثروة الخرافية التي أنعم بها الله علينا تؤكد أن خزائن البلاد اليوم تحتضن أكبر ثروة في تاريخ الجزيرة العربية وهي ثروة كفيلة بتغيير حياتنا في مختلف المجالات التي مع توافر الإرادة الحقيقية تجعل هذا البلد المبارك واحدا من أكثر دول العالم تقدما، ومتى ما نجحنا في القضاء على الفساد. بعد 10 أعوام أو 20 عاما سوف يسألنا أحفادنا عن مليارات البراميل التي تم استخراجها من باطن الأرض، أين هي على الأرض؟، حينها سنكون أمام واقعين لا ثالث لهما، إما أن نشير إلى إنجازات حضارية لا تخطئها العين أو أننا سنحاول تذكر برنامج الابتعاث الرائد وبعض المشاريع التنموية الضرورية التي عانت من التعثر، تضاعفت ثروات الكثيرين خلال الفترة المليارية وعاش آخرون حياة الفقر، حضرت الخطط والدراسات ولم تواكبها كما يجب الإنجازات على الأرض. أجهزة الحكومة مسؤولة اليوم عن استغلال هذه الوفرة المالية الاستثنائية من أجل صناعة غد مختلف، فربط هذه البلاد من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها بوسائل نقل حديثة ومتقدمة أمر لا يمكن تحقيقه إلا في هذه المرحلة، وإعادة تأسيس وصيانة البنية التحتية في المدن والبلدات شيء لا بد منه لتصحيح ما وقع من بعض…

آراء

الإمبراطورية الأميركية.. هل تتساقط؟!

الأحد ٠٢ يونيو ٢٠١٣

إن الإرهاب لا دين له ولا طائفة ولا مذهب، فهو ذو مسببات مختلفة منها الديني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي، وهو يعبّر عن نفسه في كل مرحلة تاريخية بحسب معطيات عصره وظروف زمنه. كان الإرهاب فيما يزيد على عقد من الزمان له واجهة إسلامية سُنية عبر تنظيم القاعدة والتنظيمات المشابهة له، ولكنّ الدول التي واجهته تقف على رأسها بعض الدول السُنية كالسعودية، وحين يجري على نطاق واسع في الغرب على المستوى الأكاديمي أو السياسي تبنّي أن الإرهاب ماركة مسجلة باسم المسلمين السنّة وأن الطائفة الشيعية الكريمة بريئة منه فإن الشواهد والأحداث التي تدلّ على وجود إرهاب شيعي بالمنطق الطائفي كثيرة ومتعددة منذ عقود، وهو يتم برعاية كاملة من الجمهورية الإسلامية في إيران. الفرق هو أن الجماعات الإرهابية السنية لم تزل منفلتة العقال وقد أصبحت لاحقا مطية سهلة تحركها إيران بينما الجماعات الإرهابية الشيعية تحولت إلى مؤسسات منضبطة تحت راية الجمهورية الإسلامية، وما يجري اليوم في سوريا من تدفق الإرهابيين الشيعة وقتالهم في كل مكان في عرض البلاد وطولها ومجيئهم من شتى البلدان يشير إلى تصاعد في هذا النوع من الإرهاب؛ «حزب الله اللبناني المحتل» يجوس خلال الديار السورية و«ميليشيات الفضل بن العباس» تأتي زرافات ووحدانا من العراق، و«المقاتلون الحوثيون» يتوافدون من اليمن تباعا، وهم جميعا يمارسون أبشع أنواع القتل والتدمير ضد الشعب…

آراء

هل سيصبح التحرش واجبا ؟

الأحد ٠٢ يونيو ٢٠١٣

كثيرة هي المرويات التي راجت بين الناس بينما حدوثها فيه شك، إذ لا تتسق الحادثة مع من نسبت إليه، ومنها قصة الزبير بن العوام ــ رضى الله عنه (أحد المبشرين بالجنة)، فقد روى عن ابن وهب عن مالك أن أسماء بنت أبي بكر كانت تخرج حتى عوتب في ذلك، فعتب عليها وعلى ضرتها (يقال إنها عاتكة بنت زيد)، فعقد شعر واحدة بالأخرى ثم ضربهما ضربا شديدا، وكانت الضرة أحسن اتقاء، وكانت أسماء لا تتقي فكان الضرب بها أكثر؛ فشكت إلى أبيها أبي بكر ــ رضي الله عنه ــ فقال لها: أي بنية اصبري فإن الزبير رجل صالح، ولعله أن يكون زوجك في الجنة. وهي رواية غريبة ومتحاملة على نماذج رائعة في تاريخنا الإسلامي، وتختل هذه الرواية (في مصداقيتها) لأن مالك ابن أنس لم يدرك أسماء بنت أبي بكر، ولأن الرواية لم تذكر ممن أخذ مالك هذه الحكاية، ولهذا فهي حكاية ساقطة ولا يعتد بها، لكن الجهل بقيم الإسلام العظيم يجعل من مثل هذه الحكايات بابا واسعا للرجل لأن يضرب زوجته بحجة أن الصحابة فعلوا ذلك، والعقل يقول حتى وإن فعل أحدهم ذلك ففعله خاص به وليس تشريعا ربانيا يقتدي به. هذه التوطئة كانت مهمة لدحض تغريدة (غير مسؤولة) غرد بها أحدهم من أن الزبير بن العوام (منع زوجته من المساجد…

آراء

تحولات الخطاب… وتحولات الوقائع السياسية

الأحد ٠٢ يونيو ٢٠١٣

عندما خطب الأمين العام لـ«حزب الله» قبل أسبوع، ما وجد نفسه مضطراً لتغليف خطابه بمصطلحات وتعابير كثيرة اعتاد عليها منذ عشرين عاماً وأكثر. فقد قال هذه المرة ودون تردد إنه يقاتل دفاعاً عن نظام الأسد، كما أنه يقاتل في مواجهة التكفيريين على حدوده! وليس مهماً ما قاله بعد ذلك على سبيل التعليل. فقد قال إنه يدافع عن نظام الأسد، لأن سقوطه يعني سقوط المقاومة في لبنان وفلسطين وسوريا. وهو يعني بذلك المحور الإيراني في غزة، و«حزب الله» في لبنان، والسيطرة الإيرانية في سوريا. وهذا تعليل سياسي يُرضي الإيرانيين الذين يسود بينهم منذ غزو العراق عام 2003 تيار الحرس الثوري الذي يعتمد في استمرار نفوذه الداخلي على التوسع في الخارج. وباسم هذا التوسع تنتصر الثورة، ويفوز النووي، وتنحسر السيطرة الأميركية والإسرائيلية! أما الذين لا يُهمُّهم من الشيعة انتصار المحور الإيراني أو أنهم ضده، فقد قال لهم نصرالله إنه مضطر للقتال في سوريا دفاعاً عن المقدسات الشيعية المهددة في سوريا والعراق. وكان قد قال ذلك مراراً من قبل، سراً وعلناً: إن لم نقاتل في السيدة زينب والقصير ودمشق، فسنضطر للقتال في النجف وقم ومشهد... إلخ! لقد كان هذا الخطاب الطائفي والمذهبي حاضراً من قبل، في حلقات تثقيف كوادر الحزب، والتدريب على جبهات القتال حتى في مواجهة إسرائيل. ففي الخطاب العلني، كان الحديث…

آراء

«حزب الله» أم «حزب الشيطان»… هو نتاج عربي!

الأحد ٠٢ يونيو ٢٠١٣

وصلت دراما الصراع في المنطقة إلى ذروة أخرى. لم يعد النظام السوري قادراً بمفرده على حماية نفسه أمام الثوار. بات في حاجة إلى مقاتلين إيرانيين وعراقيين، وإلى مقاتلي «حزب الله» اللبناني تحديداً. انقلبت المعادلة. كان الحزب نشأ في الأصل تحت حماية النظام السوري. لم يسقط النظام لكنه يتهاوى. لذلك يبدو أن الحزب يأخذ مكانه موقتاً كقوة إقليمية يتجاوز دورها في شكل علني حدود لبنان، ويتعهد قائدها بحماية النظام الذي كان يحميه من قبل، ومن حيث أن الحزب ذراع إيرانية، فهو يحاول بذلك أن يدفع بالدور الإيراني إلى مرحلة متقدمة كشريك في إعادة رسم الخرائط السياسية إن لم تكن الجغرافية للمنطقة. هل في ذلك مفارقة؟ المفارقة أن إيران جعلت من النظام السوري غطاء لنفوذها ودورها في الشام، في مقابل وهم قدرتها على حمايته من السقوط. كلاهما يقامر بما لا يملك. في موازاة احتدام المعارك، وتداخل الأدوار على أرض سورية، برز ما يبدو أنه تفاهم أميركي - روسي على كل شيء، وعلى لا شيء حتى الآن. عنوان التفاهم هو «جنيف2». والسؤال هنا: على ماذا يمكن أن تتفاهم أميركا التي تريد تنحي الأسد، وروسيا التي أولويتها تفريغ الربيع العربي من شحنة اندفاعاته حتى لا تتجاوز حدود منطقته الأصلية، والمحافظة على بقائها في الشرق الأوسط بالنظام السوري أو من دونه؟ هل يمكن أن تكون…

آراء

ورطة إخوان الخليج !

السبت ٠١ يونيو ٢٠١٣

عندما بدأت الثورات العربية، لم يكن بإمكان أحد ممن يعارضها أن يعلن موقفه الواضح منها، فهي ثورات قامت على أنظمة قمعية شرسة كما في ليبيا، وتونس، على سبيل المثال، وقد تم استثمار ذلك الحماس للثورات على أوسع نطاق ممكن، حتى صار العرب أنفسهم، بقيادة مثقفيهم، وعلماء دينهم أبواقا لمن يقف وراء تلك الثورات، أو كان يشجعها على الأقل، ولذا فقد اكتفى الإعلام الغربي بطرح التسمية :» آرب سبرنق : الربيع العربي «، وهو اسم رنان، وجاذب، وله صدى جميل في ذاكرة الشعوب العربية، فقد ارتبط بالخضرة، والبهجة، والجمال، وربما الوجه الحسن!. لنعترف بأننا كنا في حالة تنويم مغناطيسي خلال تلك المرحلة « الغريبة « من تاريخنا، ولم لا، أولم تقف الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج مع ضرب قوات الناتو لليبيا؟، أو لم تصفقوا طربا لأزيز الطائرات فوق بنغازي؟، أو لم تصم آذانكم عن نداءات الإستغاثة من آلاف المدنييين العرب الأقحاح، والمسلمين في مدن ليبيا، وهم يشتكون من العشوائية في ضرب طائرات الناتو، ويتحدثون عن آلاف الضحايا لذلك القصف، فهل كان هؤلاء العرب الذين شنفوا آذانهم طربا بسماع آخر الأخبار عن مجازر الناتو في ليبيا، هم ذات العرب الذين بكوا دما عندما ضربت الطائرات الأمريكية عاصمة الرشيد قبل ذلك بثمانية أعوام؟، فهل غم على العرب، أم أن بشاعة الأنظمة القائمة…

آراء

كيف بدد المالكي أموال العراقيين في سوريا وإيران؟

السبت ٠١ يونيو ٢٠١٣

قبل أشهر كانت قراءتي عندما قلت بتورط الحكومة العراقية في سوريا خدمة للنظام الإيراني، بلا أسانيد كافية، بنيتها على روايات ونشاطات إيرانية - عراقية في مصر ولبنان وغزة وسوريا. اليوم الصورة أوضح والأدلة كثيرة، حكومة نوري المالكي بالفعل تلعب دورا ضخما في مساندة المشاريع الإيرانية، من التمويل المالي الكامل إلى حد التورط العسكري في مقاتلة الشعب السوري. المالكي، الذي يفترض أنه رئيس وزراء ائتلافي، لأن حزبه «الدعوة» لم يحقق النصاب الكافي لتولي المنصب، تحول تدريجيا إلى ديكتاتور بكامل الصلاحيات. وهو مثل رئيس كوريا الشمالية، رئيس وزراء، ووزير للدفاع، على اعتبار أن ترك سعدون الدليمي وزيرا بالوكالة لا يعتد به. وهو الآن وزير المالية بعد أن اتهم الوزير رافع العيساوي بأنه إرهابي. ومنذ البداية أمسك في يده بصلاحيات الأمن والاستخبارات، والأغرب أنه كذلك رئيس البنك المركزي.. بسبب نهمه للسلطة الذي لا نظير له أبدا، تحت زعم الديمقراطية الانتخابية التي أصلا فشل فيها، حيث حصل على مقاعد أقل من منافسه الدكتور إياد علاوي، يتصرف اليوم بديكتاتورية، والأسوأ أنها في خدمة النظام الإيراني. ولأن إيران محاصرة اقتصاديا بسبب مشروعها النووي، ولا تستطيع بيع النفط إلا القليل منه، ولا المتاجرة مع العديد من دول العالم، بل ولا تستطيع تحويل الدولار نتيجة الحظر والملاحقة الأميركية، فإن المالكي أصبح يقدم لها هذه الخدمة مجانا، ينفق على…

آراء

الفِكْرة «ملالا»

السبت ٠١ يونيو ٢٠١٣

فتاة صغيرة، تخطو خطواتها الأولى في مرحلة المراهقة، إلا أنها تحمل هم رجال ونساء بلغوا من الكِبر والعَمَلِ عِتيّا. ملالا الباكستانية ذات الـ15 عاماً، التي تعرضت السنة الماضية لمحاولة اغتيال من قبل عناصر طالبان في قريتها بوادي سوات، لا لشيء إلا لأنها كانت تحض بنات جيلها على التعلّم، وتحاول أن توجِد حراكاً اجتماعياً لمنح المرأة حق التعليم؛ ففي بيئتها لا يُسمح للفتاة أن تُكمل دراستها بعد الصف الرابع. وعندما أصيبت ملالا برصاصة في رأسها حرّكت الإمارات طائرة خاصة لتنقلها إلى المملكة المتحدة للعلاج وحرص المسؤولون على زيارتها تباعاً حتى تماثلت للشفاء، وأكدوا لها بأن الإمارات واقفة معها قلباً وقالباً، وبأنها ملتزمة بدعم رسالتها العظيمة. ولقد تأثر العالم كثيراً بقصتها، حتى أن الأمين العام للأمم المتحدة أعلن يوم 15 نوفمبر من كل عام يوماً عالمياً لحق البنات في التعليم وأطلق عليه «يوم ملالا العالمي». كما أنها رُشحت قبل ذلك عام 2011 للحصول على جائزة نوبل للسلام. وقبل أيام استقبل سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، ملالا مع أسرتها في قصر سموه. وأكد لها أمام الجميع بأن ما قامت به يتماشى جنباً إلى جنب مع رسالة الإمارات السامية لتمكين المرأة ومساواتها بالرجل، كل في مجاله وحسب قدرته. وأكثر ما أعجبني…

آراء

كلمة السر في «جنيف – 2»… وقف إطلاق النار

السبت ٠١ يونيو ٢٠١٣

إذا سمعتهم في اجتماعات «جنيف - 2» يتحدثون عن وقف ملزم لإطلاق النار في سورية، وفق الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، فاعلم أن ثمة جديةً هذه المرة لوضع حد لمأساة الشعب السوري، التي أهملها العالم طويلاً، فكلمة السر هي «وقف إطلاق النار» ثم ليقولوا بعدها ما شاءوا من عبارات تدعو إلى حكومة انتقالية واسعة الصلاحيات، يتمثل فيها النظام والمعارضة، أو حتى انتخابات تُجرى في العام الذي يليه من حق كل الأطراف الترشح لها. ستُتعب المعارضة السورية نفسها، وستختلف في ما بينها، وتتماحك مع حلفائها، لو اندمجت كثيراً في تحليل اللاأخلاقية في ترشح بشار الأسد لرئاسة البلاد مرة أخرى، أو اللامنطقي في حكومة انتقالية تتقاسم فيها المسؤولية مع عناصر ملطخة أيديهم بدماء الشعب، فلا انتخابات ستجري في سورية عام 2014، ولا حكومة انتقالية ستشكل من دون «وقف إطلاق النار». في «جنيف - 2»، هذا إن عقد في منتصف الشهر الجاري، ستتركز الأنظار ليس على وفدي الحكومة والمعارضة، بل على وزيري الخارجية الأميركي والروسي، فالتفاوض الحقيقي يجري بينهما، أو بالأحرى أنه مسعى أميركي- سعودي دولي، لجر الروس إلى مجلس الأمن، وهو ما ظل الروس يقاومونه طوال سنتي ذبح الشعب السوري الأخيرتين، فيصرخون في العالم، ومن ورائهم الإيرانيون «لا حل إلا الحل السلمي» ويذكّرون باتفاق جنيف الأول الذي نصّ على وقف إطلاق النار…