آراء

آراء

عودة «العدالة والتنمية» التركي إلى جذوره في زمن الربيع العربي

السبت ١١ مايو ٢٠١٣

«الفاتحة» دعانا نائب رئيس الوزراء التركي بولنت إيرلنج إلى تلاوتها وقد رفع يديه عالياً على تلك الطريقة التركية التقليدية لمباركة أي عمل يرون فيه خيراً، وذلك بعدما ألقى فينا كلمة نحن جمع من الصحافيين العرب، وقد دعتنا وكالة الإعلام برئاسة الوزراء ووكالة أنباء الأناضول إلى العاصمة التركية حيث أمضينا أياماً عدة نلتقي بساسة الحزب والمقربين منه. كلمة السيد إيرلنج كانت عاطفية متحمسة. «تعالوا إلينا فنحن نشترك معكم في القيم والتطلعات نفسها»، ثم أخذ يكرر جملة «تعالوا إلينا» ويعدد أسباباً أخرى للتعاون العربي - التركي. كان الإسلام حاضراً بقوة في كلمته، مطعّماً بعبارات الربيع العربي «الكرامة.. العدالة.. الحرية»، ثم إشارة واضحة إلى ميدان التحرير في مصر بكل ما يحمله من رمزية جلية، عندما قال: «سنجلس جميعاً يوماً قريباً في ميدان التحرير». مال على رئيس تحرير سابق وكاتب عربي معروف وقال مبتسماً : «شو؟ هل يفتكرنا جميعاً إخوان مسلمين؟» رددت عليه: «إنه زمانهم.. استعد للقادم». لم أشهد وأسمع رجال «العدالة والتنمية» صريحين في إعلان هواهم «الإسلامي» مثلما رأيت وسمعت خلال زيارتي الأخيرة، وقد تابعت صعودهم السياسي منذ أيام حزب «السلامة» الوطني وزعيمه الراحل نجم الدين أربكان، الذي حُلّ مرات عدة من الدولة الأتاتوركية العميقة، ليعود بإصرار، حتى كان خروجه الأخير والحاسم عام 2001 بتأسيس حزب «العدالة والتنمية» الذي وصل إلى الحكم بفوز…

آراء

مجتمعنا المُرتبك

السبت ١١ مايو ٢٠١٣

يدخل مركزاً تجارياً مرتدياً ثوباً وحاسراً رأسه، أو يضع فوق رأسه قبّعة (كاب) فتتخاطفه نظرات بعض الناس مستنكرة تلك الصورة. ثم يدخل مرة أخرى ببنطال وقميص فلا يلاحظه أحد، إلا عندما يعرفون بأنه مواطن إماراتي، فإنهم حينها يزدرونه أكثر؛ لأنه غير ملتزم بالعادات والتقاليد، وقد يصفونه بأنه ثائر عليها. سألتُ مجموعة من الأصدقاء عن رأيهم في هذا الموضوع، فقال أحدهم بأن مجتمعنا منقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول قسمٌ شرقي، نسبة إلى تمسكه بالعادات المحلية «الشرقية». والثاني غربي، ترك عاداته وتقاليده، ثار عليها، وتسربل بكل ما هو عالمي؛ في لبسه وشكله وكلامه وتصرفاته. أما القسم الثالث، وهو الأقلية، يقف بين الأول والثاني، ما زال متصلاً بشرقيته من خلال علاقته بكبار السن، ولكنه لا يستطيع أن يتملص من إرهاصات المرحلة الحضارية التي يعيشها؛ لأنه يتفاعل مع العالم أجمع من خلال الاطلاع والسفر ووسائل التواصل الحديثة. وتكمن المشكلة الحقيقية، حسب حديث الأصدقاء، أن النوعين الأول والثاني يرفضان فكرة التعرف على ما عند كل من الطرف الآخر، ولذلك فإنهما يريان فيه إما رجعية أو استلاباً. إلا أن سؤالي كان: وما شأن كل طرف بالآخر؟ ولماذا يرى الناس أنه من حقهم أن يحكموا على أي كان بسبب لبسه أو تصرفاته أو اعتقاده، طالما أنه لا يخدش الحياء العام ولا يُسفّه المعتقد الديني؟ في مجتمع الإمارات…

آراء

العالقون على جسر الملك فهد

السبت ١١ مايو ٢٠١٣

كيف يحول المسؤولون المهملون والموظفون النائمون أي إنجاز حضاري إلى عقدة مستعصية ؟، الأمثلة في هذا المضمار المحفور كثيرة ومتنوعة، حيث يمكن استعراض العديد من المشاريع التي كلفت خزينة الدولة المليارات، وأشرفت على بنائها كبرى الشركات العالمية، ولكن المسؤولين الذين أداروها حولوها إلى قلاع بشعة للإهمال والبيروقراطية . جسر الملك فهد الذي يربط بين المنطقة الشرقية والبحرين كان إنجازا تاريخيا في وقته، أذكر أنني سافرت إلى البحرين بحرا في مركب كان يحمل إضافة إلى المسافرين أثاثا منزليا، وشحنة بطيخ، وكنا نسير بمحاذاة الجسر الذي لم يفتتح بعد، وكان الناس يتحدثون عنه كأسطورة سوف تغير طبيعة الحياة في البلدين. أما يوم الافتتاح فقد كان يوما وطنيا في البلدين الشقيقين، بل وفي سائر دول الخليج . اليوم أصبح المسافر يقضي ثلاث ساعات أو ربما أكثر كي يعبر هذا الجسر؛ أي أنه لو سافر سباحة لو صل قبل أصحاب السيارات العالقة على الجسر، والسبب بالطبع هو طريقة عمل الموظفين في الجسر، حيث الكسل و ( التمطط ) هو العنوان الأبرز في هذا المكان. فرغم وجود عدد هائل من البوابات التي بإمكانها تمرير هذا العدد الهائل من المسافرين وخصوصا في أوقات الذروة إلا أنه يتم الاكتفاء بفتح بوابتين أو ثلاث تتكدس أمامها السيارات في خطوط متعرجة، وتعيش فيها العائلات ساعات مملة ومزعجة داخل السيارات…

آراء

ماذا تعكس المرايا

السبت ١١ مايو ٢٠١٣

سأتبع النور هل أخاف من المستقبل؟ نعم! هل لديّ الكثير من الأفكار؟ لا! هل أعرف الطريق؟ لا أعتقد الذي يهم الآن هو أنني لا أريد العيش في الظلام ما بين الظلام والنور خيط رفيع تبدأ معه قصتنا الآن! كان يعلمنا معاني النور، بفرح كان ينشد أغاني الحياة، على الرغم من فقدانه حس البصر كان يساعدنا على المسير، حضرت له أمسية تحدث فيها عن تجربته المختلفة، عن قصة حياته وكتابه (للحياة مذاق آخر)، بهدوء تحدث عن مسيرته الطويلة مع الظلام من حوله وقصته مع النور بداخله! كم كان طريقه طويلاً ومؤلماً، ألا ترى أمامك وتعيش في ظلام مع نفسك قد يكون من أعظم الابتلاء. الإعاقة البصرية اختبار قاسٍ يمر به القليل، يختارهم الرحمن ليعلمونا معاني وأسرار الحياة، نستمتع بنعم الله سبحانه ولا نعرف قيمتها، وآخرون محرومون يعلموننا كيفية المحافظة عليها. قال لي نحن لا نريد كلمات ونظرات الشفقة! نحن نريد أن نكون كما نريد، نريد أن نختار طريقة حياتنا، لا أن تختاروا لنا كيف نعيش، المكفوفون ليسوا غرباء ولا هم مختلفون، نملك الكثير وسنقدم لهذا الوطن الجميل الكثير، مثلكم أنتم لنا نحن القدرة على فعل الكثير، قدراتنا غير محدودة وبصيرتنا تهدينا، نملك مثلما تملكون ولنا القدرة على اتخاذ القرار والمضي قدماً، كما نريد سنمضي لا كما تريدون. لم ير نظرات الشفقة…

آراء

خطوط التماس الطائفي!

السبت ١١ مايو ٢٠١٣

الكتابة حول الطائفية وارتداداتها السياسية في محيطنا العربي أمر تحوطه المخاطرة في هذا الزمن الصعب، ومن السهل إخراج الكلمات والعبارات عن مسارها، ومن المربح تحريف المقاصد من أجل استثمارها سياسيا، خاصة من أهل الجهل أو التوظيف السياسي، سيان، ولكن لا بد مما ليس منه بد. لم أكن أرغب شخصيا في تناول هذا الموضوع الشائك.. «الطائفية» التي تتعقد تشابكا بين المذهبي والسياسي والمصلحي. كان السكوت عن مناقشتها خطأ، وأصبح اليوم خطيئة، وقد كثر تناولها في الكتابات الغربية، ومرة أخرى جرت قراءتها عن جهل أو بأهواء. تلك مقدمة مركزة تعفيني من التطويل. أول ما يواجه المحلل هذا الخلط الذي نراه في الكثير من الكتابات الغربية، وأمامي دراسة مطولة لجون وارنر التي ترجمها البعض إلى العربية ووزعها على شبكة الإنترنت حول «العلاقات الشيعية - السنية في الخليج» التي يقول فيها متعجبا إن الشيعة لهم مساجد، والسُنة لهم مساجد مختلفة، كما يقطن الشيعة في مناطق خاصة بهم بعيدا عن مناطق السُنة، وإن المخرج من هذا الانقسام السماح لأحزاب من خارج التقوقع الطائفي! وقد تجاوز الكاتب حديقته الخلفية، بأن كنائس البروتستانت غير كنائس الكاثوليك وغيرها الأرثوذكس، وبين الطوائف الثلاث من الاختلاف الكثير لا حاجة لتكراره، وأن المسلمين (شيعة وسُنة) لهم كتاب واحد، ويحجون إلى بيت واحد في مواسم محددة، غير البروتستانت الذين لا يحجون إلى…

آراء

جدة تواجه «الضنك»

السبت ١١ مايو ٢٠١٣

ما ذكره الدكتور حسن البار من إحصائية عن مرض الضنك، وما أحدثه هذا المرض في مدينة جدة ــ وخلال أسبوع واحد ــ يجعلنا في حالة ذعر حقيقي، إذ كانت حصيلة هذا المرض أربع وفيات خلال الأسبوع الماضي. ويقول الدكتور البار أن معدل حالات الإصابة بالمرض بلغ 150 حالة أسبوعيا، وهو معدل خطير يفترض أن لا ينام أي مسؤول بجدة قبل أن يقف على الإجراءات الحقيقية لإيقاف تنامي وتصاعد معدلات هذا المرض. وهذا المرض طاب له المقام في مدينة جدة منذ سنوات مضت، إذ وجد من التقاعس والإهمال في مواجهته، ما يجعله يضرب بأطنابه ويحل مقيما بيننا. فهل تذكرون المليار ريال التي دفعت من خارج ميزانية أمانة جدة من أجل محاربة هذا المرض؟ هي مليار ريال ذهبت في الملصقات ومصاريف ليس لها معنى، وتبخرت في الهواء، بينما بقي المرض يجوس كل أركان جدة! ولم يبق من تلك الملصقات التي صرف في طباعتها مليار ريال شيء يبقي الإرشادات حاضرة في أذهان الناس لتوعيتهم بمخاطر هذا المرض وطرق الوقاية منه، وفي ظل عدم التوعية وتكاثر المستنقعات وغياب محاربة ومحاصرة انتشار المرض ثمة موتى يقعون أسبوعيا ولا أحد من المسؤولين يسمع ويلبي الاستغاثة! والمهم الآن أن سكان جدة يواجهون هذه الحمى ويسمعون عن المصابين والوفيات، بينما أمانة جدة تتحلى بالدم البارد حيال تزايد نسب…

آراء

أما آن أوان تفعيل هذه التوصيات؟!

الجمعة ١٠ مايو ٢٠١٣

كثيرة هي الأشياء التي في وجهها العام تبدو لنا جميلة وتلقى إعجابا وإشادة من الغير وتصبح حديث الناس ومكان مقارنة بين ما هو معمول به في هذه الدولة وما هو مفقود في تلك الدولة، وما هو ملموس عند هذا الشعب ومفقود عند ذلك الشعب، لكن ليس بالضرورة أن تكون تلك الأشياء التي هي مكان الإعجاب صادرة بمحض إرادة هذا الشعب أو ذاك أو أنها تدل على وجود قناعة، إنما هي نتاج قوانين وأنظمة تفرض فعل هذا وتمنع فعل نقيضه، وتعاقب المخالف إلى حد التجريم في بعض المسائل. بمعنى أن الكثير من الأشياء ما كان لها لتكون لولا تطبيق القانون، لأن في كل مجتمع أناس شواذ وغير أسوياء لا يعترفون بالمثل ولا بالرقابة الذاتية ولا بما ينبغي أن يفعل وما لا يفعل، وهذا ما نلمسه بعمق وقوة في تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف إذ إن الحث على فعل الخيرات والنهي عن فعل المنكرات مسألة حاضرة في القرآن والسنة، ولكن في أمور شتى محددة ومعينة لم يترك الدين لمسألة الوعي الذاتي القرار، خاصة عندما تكون النتائج والتداعيات لبعض السلوكيات الخاطئة مرتبطة بآخرين من فئات المجتمع، ولهذا سن الشارع عقوبات دنيوية تطبق بحق المخالفين فضلا عن العقوبات الأخروية في حال عدم الرجوع والتوبة. أقول ما سبق مؤملا من الدولة أن تلتفت إلى الكثير من…

آراء

صراع المحاور الاستراتيجية

الجمعة ١٠ مايو ٢٠١٣

الغرب يريد من المشرق العربي أن يكون ضمنه إستراتيجياً ومادياً، ولكن يحرمه أن يكون ضمنه تقدماً وحضارةً، كما يفعل مع تركيا، رأس حربته في المنطقة. فارس هي جزء من المنطقة إستراتيجياً وحضارياً؛ ولذلك فالغرب يسعى بتحجيم انتمائها الثقافي للمنطقة، بالطرح المذهبي، وتعميقه. فارس بنفس الوقت، تستنهض المعطيات النضالية في ثقافة المنطقة، في صراعها مع الغرب. الأصوليات الدينية في المنطقة ليست مرضا بحد ذاتها وإنما هي عرض لمرض الفراغ والفلتان الإستراتيجي في المنطقة. تمت التعمية على حقيقة جوهر صراع المحاور في المنطقة، وتغليفه بالطائفية أو المذهبية، من أجل حشد الأنصار لهذا المحور أو ذاك.. التحفيز الطائفي والمذهبي الرسمي المعلن منه والسري، خلق أصوليات استماتت لمثل هذا الطرح، واعتبرت نفسها الأجدر من غيرها بإدارته من السياسيين الرسميين، حتى الذين أوجدوها ونفخوا فيها بادئ ذي بدء. الأصوليات المتطرفة تمزق المنطقة إلى طوائف وشيع، هذه الطوائف تعتقد بأنها توحد المنطقة تحت ما تسعى واهمة إليه، من إحياء الخلافة الإسلامية من جديد، بسبب جوهرها الإقصائي وإمكانياتها الضعيفة الفكرية والمادية، تحرمها من رؤية المشهد الإستراتيجي المحلي والإقليمي والدولي. مع كون الأصوليات هي آخر من يوحد المنطقة، فمشروعها ـ إذا كان لها مشروع ـ هو تقسيم المنطقة وتفتيتها، كما ذكرنا لطوائف وشيع، حيث كل أصولية انقسمت على ذاتها فانشطرت وولدت أصوليات أخرى، تتنازع الشرعية الدينية مع الأصولية…

آراء

اجتماع في «ستاربكس»

الجمعة ١٠ مايو ٢٠١٣

حينما شرعت بتحضير رسالة الماجستير في أمريكا كان من حسن حظي أن المحاضرات كانت مسائية، وهذا ساعدني كثيراً على أن أستغل الفترة الصباحية، وأنا شخص نهاري، بكل ما هو مفيد، فكنت يومياً بعد أن أودّع بناتي عند المدرسة، وفي طريق عودتي أُعرّج على فرع «ستاربكس» القريب من بيتي على Tigard Street لشرب القهوة وقراءة صحيفتي المحببة USA Today. وذات يوم دخلت المقهى فوجدته مزدحماً كالعادة، وكما تعلمون فإن الشعب الأمريكي يعشق القهوة بهوس، أخذت دوري في الطابور الطويل، وبعد دقائق وصلت إلى «الكاشير»، وطلبت قهوتي Caramel Macchiato، وبعد دفع الفاتورة انتقلت للجهة المجاورة كما تجري العادة في المقهى، لأخذ قهوتي عسى أن أسارع إلى طاولتي المعتادة المطلة على الشارع، إذ تتيح لي الاستمتاع بأشعة الأنوار وهي تنساب داخل المكان، لكنني في هذه المرة انتظرت لفترة طويلة، حتى إن بعضاً ممن كانوا خلفي في الطابور، منهم من أخذ طلبه وغادر، ومنهم من جلس على كرسيه مستمتعاً، فاضطررت إلى أن أذهب للموظفة مباشرة مشتكياً مما جرى، فاعتذرت الموظفة بلباقة، وطلبت مني الجلوس على طاولتي المفضلة، لأنها ستحضر لي طلبي بنفسها فوراً، لم تمضِ بضع دقائق حتى وجدت قهوتي أمامي مع كوبون مجاني من ستاربكس اعتذاراً على التأخير، فسرني ذلك التعامل الحضاري، لقد شعرت بأنها خدمة متميزة، وأنها دعمت وجهة نظري الخاصة بالشركات…

آراء

التهجير والإبادة والتدخل ضد التكفيريين!

الجمعة ١٠ مايو ٢٠١٣

لا يجوز أن تبقى أمورنا في زمن «الثورات» واقعة بين رثاء النفس ومعذرتها. فقد سمعت أحد نواب حزب الله يقول إنهم إنما يتدخلون في سوريا لحماية المقدسات من التكفيريين! وهذا عذر أقبح من ذنب. فحسن نصر الله نفسه قال قبل أيام إنهم إنما تدخلوا في سوريا ويتدخلون للحيلولة دون سقوط النظام، ولحماية «الشيعة» اللبنانيين بالقصير، ولحماية مقام السيدة زينب من التكفيريين! وهكذا تطور الأمر خلال أسبوع ليصبح القتال في سوريا علته التكفيريون ولا شيء آخر! لكنني سمعت أيضا البطريرك يوحنا العاشر وبمناسبة الفصح الشرقي يقول إن المسيحيين في سوريا هم بين خائف وهارب أو مقتول! وقد تكون في هذه المقولة مبالغة، لكنها تستند ليس إلى وعي معين فقط؛ بل إلى وقائع تتالت وتفاقمت عبر العامين الماضيين. ونحن نعلم أن الإيرانيين وحزب الله تدخلوا منذ أكثر من عام أيضا. لكن ما الداعي لتهديد مقام السيدة زينب، وما الداعي لنبش القبر المنسوب للصحابي حجر بن عدي، وما الداعي لخطف المطرانين، وما الداعي في تونس لاعتزال ثلاثة آلاف في شعاب الجبال لأنه «إما هم وإما المجتمع الجاهلي السائد» وقد عمد المسلحون في ليبيا أيضا لتخريب الأضرحة. وهو الأمر نفسه الذي يحدث بالسودان بحجة مكافحة بناء الحسينيات أو تقديس القبور. وقد صار مثل ذلك أو شبيهه في الجزائر في التسعينات بحجة مكافحة البدع أو…

آراء

اِنفجارات طهران الغامضة!

الجمعة ١٠ مايو ٢٠١٣

تضاربت تصريحات قادة إيران حول سلسلة اِنفجارات هزَّت مركز الأبحاث ومستودع الصواريخ غرب طهران، ورغم تأكيد وقوعها من قبل السلطات العسكريَّة والأمنيَّة، إلا أن التصريحات جاءت متباينة! فحين نفت الخبر بعض وسائل الإعلام الإيرانيَّة، أعلنت مصادر أمنيَّة وعسكريَّة عن «تفجير ذخائر عسكريَّة نافذة»! وأكد القيادي في القوَّات العسكريَّة العقيد «علي أوسط كوهستاني» عدم وجود أي دليل يؤكد علاقة الاِنفجارات بتدمير ذخائر نافذة. وفي نوفمبر 2009 شهدت قاعدة «ملارد» الصاروخيَّة غرب طهران اِنفجارات أدَّت إلى مصرع عشرات الخبراء والفنيين من بينهم «أبو الصواريخ الإيرانيَّة» عند زيارته القاعدة لإجراء آخر الفحوصات على صاروخ جديد بعيد المدى، ليرفع بعد ذلك «خامنئي» رصيده بالإعلان عن قدرة بلاده على صناعة صاروخ متطوِّر وجديد! ووُجِّهت أصابع الاتهام لـ «نجاد» آنذاك بقطعه الطريق أمام «خامنئي» والحط من هَيْبته، بينما أوعزت مصادر من الحرس الثوري أسباب الاِنفجار إلى استهداف القاعدة بواسطة طائرات أمريكيَّة دون طيَّار، خاصة وأن إيران أعلنت فيما بعد عن «إنزالها طائرة دون طيَّار أمريكيَّة داخل الحدود الإيرانيَّة المتاخمة لأفغانستان»!. واعتادت إيران عزو أسباب الانفجارات في المنشآت النفطيَّة وخاصة في «الأحواز» المحتلة إلى الخلل الفنِّي رغم تبنِّي «المقاومة الوطنيَّة الأحوازيَّة» لها، إلا أن حدوث الاِنفجارات غرب طهران الخارجة عن دائرة المناطق الساخنة، جعلها تغيِّر في نهجها -الكاذب- من «خلل فنِّي أو حادث عَرَضي»، إلى «تفجير ذخائر…

آراء

تصريفة الحفر بالأظافر!

الخميس ٠٩ مايو ٢٠١٣

لا يمكن لمن يأكل الكافيار أن يشعر بمعاناة الجائع، ولا يمكن لمن يتوسد ريش النعام أن يتفهم معاناة من يتوسد الصخر، ولا يمكن لمن يلتحف الفراء أن يعرف معاناة من من يلتحف العراء، إلا إذا كان روائيا يبحر في خيالاته الواسعة، أو نبيلا يعطي الآخرين أكثر مما يأخذ منهم! لذلك، لا أنتظر ممن يجلس على مقعد الوظيفة الوثير ويقتنص الوظائف لأولاده وأقاربه وأصحابه ــ قبل حتى أن يتركوا مقاعد الدراسة ــ أن يفهم معاناة العاطلين عن العمل ممن سدت الأبواب في وجوههم! قبل أيام، سمعت أحدهم يلقي درسا على مسامع شاب لجأ إليه ليساعده على إيجاد وظيفة مناسبة تكفيه حاجة الدنيا، كان الدرس يركز على أهمية أن يشق الشاب طريقه في الحياة دون الاعتماد على مساعدة الآخرين، وأن يحفر بأظافره في الصخر كي يحقق النجاح دون منة من أحد، خرج الشاب بخفي حنين ولسان حاله يقول إنني جئت بحثا عن عمل يسمن ويغني عن جوع لا عن محاضرة لا تسمن ولا تغني من جوع! اللافت أن صاحبنا وظف بعض أبنائه وأبناء عمومته ومن يعز عليهم في بعض إداراته، دون أن يشق أحد منهم طريقا أو ينقش صخرا، لكن اللافت أكثر أن الراتب السخي الذي يتقاضاه وأمثاله يكفي لحل مشكلة بطالة جميع السعوديين!. المصدر: عكاظ