آراء

آراء

وانكشف «حزب الله» !

الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠١٣

الأزمة والصراع في سورية باعتقادي فضحا المنادين بالحرية والديموقراطية والعدالة، فعندما كانت الثورة المصرية مثلاً في أوج مراحلها لم يتوان هؤلاء باتهام نظام الرئيس حسني مبارك بالعمالة للغرب، وكأن من يستمع لهم يعتقد أنهم يعيشون في واحات من الديموقراطية والعدالة في بلدانهم، ولكن بانتصار الثورة المصرية، على رغم كل العثرات التي تعيشها الآن، وانتقال الربيع العربي إلى بلدانهم، خصوصاً في سورية، نجد أن هؤلاء، وعلى رأسهم حزب الله في إيران ومن خلفه ربيبته إيران، يتملصون من مبادئهم التي ضحكوا على بعض السذج في منطقتنا العربية لسنوات وأسسوا لمحور ممانعة عربية ضد العدو الإسرائيلي ودخلوا في حرب معه في 2006، ولكن ما حدث في سورية من ثورة شعبية سلمية تنادي بما كانوا يتغنون به نجدهم يرتدون عن ذلك الخطاب الدعائي المكشوف. الغريب أنهم لم يصمتوا فقط على ما يحدث في سورية من مذابح ضد المدنيين السوريين، ولكنهم، مع الأسف، أصبحوا جزءاً من الصراع في سورية، فحزب الله، مناصر الضعفاء في العالم، كما يدعي في أدبياته السياسية، أصبح يرسل كوادره للداخل السوري، وأكبر دليل على تورطه ووقوفه مع نظام بشار الأسد، تلك الجنائز التي تقام في لبنان لمن قتلوا في سورية، والغريب أن رئيسه الذي عودنا على خطبه الرنانة وتوزيعه للاتهامات للأنظمة العربية بسبب تخاذلها، كما يدعي في مقاومة المحتل الإسرائيلي، ولكننا…

آراء

هل كان «العودة» محرضاً على الجهاد؟

الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠١٣

النقد والاختلاف مع آراء وتصورات شخصية ذات حضور إعلامي وتأثير فكري واجتماعي في الساحة ومناقشتها، سواء على وجه الإجمال أو التفصيل، هو أمر طبيعي، بل هو أمر صحي ومطلوب، مادامت وجهات نظر المخالفين أو المنتقدين تقوم على أساس من الحجة والبرهان وإيراد الحقائق، وليس على التلبيس والتلفيق ومجرد التحريض، وشخصنة الردود وتكرار بعض الانتقادات الجاهزة من حين لآخر، سواء بعلم أو بجهل، وهذا شأن عام ينبغي أن يكون مع الجميع في خلافاتنا الفكرية والثقافية كافة. ومن تلك القضايا التي يكثر الجدل حولها من حين لآخر هو اتهام الشيخ سلمان العودة بالتحريض وتهييج الشباب للذهاب والنفير إلى ساحات الجهاد في عقود مضت، ومطالبته بالاعتذار عن كل ذلك، في ظل تجاهل الأســباب الرئيــسة التي مكنت ويســرت للشــباب حينها ســبل الــسفر للجهاد. قبل الخوض في هذا الموضوع يجب التأكيد أن المقصد من مناقشة هذه القضية هو مجرد التحقيق والتوثيق لمرحلة تاريخية تتعلق بتيار حركي واسع كانت أهم رموزه الموجهة له ولأفكاره هما الشيخان «سفر الحوالي»، شفاه الله، و«سلمان العودة»، وأهمية الرجوع في ذلك إلى نتاجهما الكبير من المحاضرات والدروس لمعرفة آرائهما حول هذه القضية، وأن الحديث مقصور على قضية محددة وليس عن إفرازات الصحوة السلبية كالتشدد والتطرف الفقهي والتضليل العقدي للآخرين والإقصاء في تلك المرحلة تجاه المجتمع وقضايا المرأة والحداثة وآرائهما في ذلك…

آراء

الخطوط السعودية في الرمق الأخير

الإثنين ٠٦ مايو ٢٠١٣

تلويح الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، هذا الأسبوع، باتخاذ إجراءات لرد اعتباره كمواطن نتيجة لتصرفات الخطوط التي تعتز بخدمتنا يجب أن يكون رادعاً لإمعان الخطوط في الاستخفاف بالمسافرين. هذه ليست أول مرة تبدي الخطوط استهتارها بالركاب. مَن منا لم يسمع عن تأخُّر رحلات الخطوط السعودية مئات المرات لأسباب عدة دون تقديم أي اعتذار. لكل منا تجربته المضحكة مع مؤسسة نقل عالمية لا ترقى للتنافس حتى مع النقل الجماعي. أما إذا تكرّم علينا موظف الخطوط بتبرير فهو غالباً ما يكون بسبب "عطل فني طارئ سيتم إصلاحه سريعاً"، وهذا يعني ساعات طويلة من الانتظار الممل. معظم شركات الخطوط الجوية التي تحترم المسافرين توفر الضيافة والإقامة في حال تأخُّر رحلاتها كحد أدنى لتعويضهم عن الإرباك والإزعاج والتوتر نتيجة تغيير درجة المسافرين أو تأخيرهم عن مواعيد عمل أو التزامات أخرى. أما الخطوط السعودية فتكتفي بالصمت المطبق، وربما يتدفق كرمها بعلبة عصير لإرضاء المسافرين. المنظر الذي اعتدنا عليه هو طوابير طويلة ومتشابكة بينهم كبار السن والأطفال أمام كاونترات الخطوط في مطاراتنا، بينما موظف الخطوط الذي لم يتلق التدريب اللازم للتعامل مع الحالات الطارئة في دوامة الراتب النحيل وساعات العمل الطويلة. استهتار الخطوط السعودية بالركاب تعدى كل الخطوط الحمراء، حتى وصل الأمر للتعسف في المعاملة بكل صلافة…

آراء

يحاكم اللصوص وهو منهم !

الإثنين ٠٦ مايو ٢٠١٣

ينبغي ألا تفاجئنا أنباء محاكمة قاض فاسد، فالقضاة الفاسدون ليسوا اختراعا جديدا، فقد وجدوا على مر العصور وفي كل الأمم، فهم بشر على أي حال وليسوا ملائكة، شأنهم شأن كل شاذ في ميدانه، لكن أن تجد قاضيا شرعيا فاسدا فتلك مصيبة مضاعفة لأن القاضي المدني يستمد قيمه وأخلاقياته من شريعة البشر، أما القاضي الشرعي فيستمدها من شريعة السماء ! فأي عذر أجده لقاض شرعي يتلوى بالفساد كما تتلوى الأفعى ؟! ألم ينشأ على العلم الشرعي منذ نعومة أضافره ؟! ألم يتشرب قيم وتعاليم وشرائع الدين الحنيف منذ ارتدى ثوبه الأول وحتى ارتدى مشلحه الأخير ؟! أين الوازع الديني ؟! أين مخافة الله ؟! أين الإيمان بشرعه ؟! وفي أضعف الإيمان أين الضمير ؟! إن من يتلبس لباس الدين ويلتحف بمشلح الورع ويتسلح بسلطة الشريعة ليطل على الآخرين من منبر الوصاية الشرعية ليحاكم المجرمين واللصوص وهو واحد منهم هو أخطر أصناف الفاسدين لأن من يتجرأ على خداع الله لن يتورع عن الهبوط إلى أدنى مستوى لخداع عباده، وهو بكل تأكيد لا يرتكب جريمة كأي الجرائم في عرف البشر بل يرتكب جريمة فظيعة تستحق أفظع عقوبة ! إن من الواجب على جهاز القضاء أن يراجع الأحكام والقضايا التي تولاها قضاة فاسدون قبل أن يقعوا في قبضة العدالة، فمن لا يؤتمن على حقوق…

آراء

أين طائرات الميغ ؟!

الإثنين ٠٦ مايو ٢٠١٣

بشار.. ها هي إسرائيل تضرب علنا ألويتك العسكرية وتدمر أسلحة حزب الله المرسلة من إيران، أين طائراتك المحملة بالبراميل كي ترد على هذا العدوان؟، أم أن هذه الطائرات مبرمجة فقط لقصف المدن السورية؟.. أين دباباتك التي دكت بيوت الأبرياء في حمص وحماة وحلب ودرعا وأدلب ودير الزور كي ترد على العدوان الصهيوني؟.. لا نريد منك أن تأمرها بالرد على العدوان، فأنت لست أهلا لذلك، فقط دعها (تتمركز) بالقرب من الجولان، حينها فقط يمكن أن نتأكد بأن بطشك وجبروتك يمكن أن يظهر على الأعادي مثلما يظهر على الأطفال والنساء من أبناء شعبك!. ** إيران التي تهدد بأنها سوف تمحو إسرائيل من الوجود لم تفعل شيئا أكثر من الكلام.. حين أدمت ذراعها القرصة الإسرائيلية القاسية لم تفعل أكثر من بيع الكلام: (التحركات المتهورة التي يقوم بها العدو الصهيوني ستقصر حياة هذا النظام الدمية)!.. كلام مجرد كلام.. لا يلغي أن إيران تقدم أكبر خدمة لإسرائيل من خلال دعمها الأعمى لديكتاتور مجرم مستعد أن يقتل ملايين الأبرياء كي يبقى في كرسي الحكم. ** حزب الله طبعا مشغول عن مقاومة إسرائيل بقتال إخوانه المسلمين في القصير!. ** بالقرب من الساحل السوري ارتكب بشار وأعوانه مجزرتهم المروعة، عشرات الأطفال والنساء الذين لا يمكن أن يكونوا عناصر في الجيش الحر ذبحوا بالسكاكين أو أعدموا رميا بالرصاص، قتلوا…

آراء

حل “البطالة” عن طريق “الأفكار الجديدة”!

الإثنين ٠٦ مايو ٢٠١٣

لا أدري ما هي نسبة وعي المجتمع بحالة اقتصادية اسمها "الرياديون".. إلى أي حد يعرف عموم الناس عن وجود عالم كامل مرتبط بصناعة فكرة جديدة، يقودها من يملكها ويؤمن بها، ليحولها إلى قصة نجاح هامة؟ أيا كان هذا الوعي، فهو أقل من المطلوب بالتأكيد، لأنني عندما أقرأ الكثير من المقالات والتعليقات عن موضوع البطالة في المملكة وتنمية قدرات الشباب فمن النادر أن ترى إشارة واضحة لأهمية تنمية هذا القطاع الاقتصادي المرتبط بالريادة والمبادرات Entrepreneurship، وهذا أمر غريب.. الغرابة تأتي لعدة أسباب: أولا: لأن هناك إجماعا عالميا على أن واحدا من أفضل الطرق لمعالجة البطالة وتوفير فرص العمل هو دعم هذا القطاع الاقتصادي الذي ينتهي بتأسيس الشباب أصحاب الأفكار والحماس لمؤسسات صغيرة. إحدى الدراسات التي صدرت قبل سنوات قليلة قالت إن الشرق الأوسط سيحتاج لخلق 80 مليون وظيفة جديدة مع حلول عام 2020 حتى يستطيع استيعاب موجات الشباب القادمين من صفوف الدراسة إلى سوق العمل. هذا الرقم ضخم جدا ويؤكد حجم المشكلة التي تواجه العالم العربي ذا النمو السكاني المرتفع (وربما كانت أحد أسباب الربيع العربي). في الغرب، يصل معدل الشباب الذين يسعون لتأسيس مؤسسات تجارية يملكونها إلى 10%، بينما يصل عدد هؤلاء الشباب في المملكة - حسب دراسة قامت بها مؤسسة لرصد الريادة في العالم gemconsortium.org بالتعاون مع جامعة الفيصل…

آراء

العرائس

الإثنين ٠٦ مايو ٢٠١٣

الفكر الذي يتربى عليه الناس، ويتشبعون به، يغدو مع مرور الوقت، المعيار الأوحد للحكم على حوداث الحياة، بل على الحياة نفسها، يتطورهذا الفكر ليصيرَ فلسفة و أيدلوجيا، لا يستطيع معتنقوها التفكير أو الرؤية خارج إطارها. لذلك يقتنعون قناعة تامة، أن الحق وكل الحق، هو مع من يؤمن بفكرهم، وغيرهم بلا استثناء على خطأ، وأنهم أي أتباع فكرهم، هم الطيبون، الغيورين على مصالح مجتمعهم، الأبطال، المغاوير المضحين بحياتهم من أجل مصلحة الأمة، ومصلحة وطنهم، التى لن تتحقق إلا على أيديهم. تجدهم يغالون في إقصاء كل من يخالفهم الرأي، ويتفنون في تشويه سمعة من يتركهم، ولديهم خبرة في تدمير كل إنجاز لم يخرج من تحت عباءتهم، ولهم وجهة نظر خاصة بالنسبة للتاريخ: فالتاريخ يتوقف ثم يبدأ من جديد مع بداية فكرهم، والعالم يتخذ منحنى جديداً في لحظة ولادة أفكارهم، فنراهم على كل منبر يمجدون فكرهم، وأبطالهم، وإنجازاتهم التى مازالت وستزال على الأرجح، حبرا على ورق، ويدافعون باقتناع ويقينٌ تام، عن أهدافهم، بخطابات إنشائية، لا تغني ولا تسمن من جوع، كلمات رنانة ترسم أحلاما وردية، تُحْمل سامعيها على التحليق في سماء خرافة المدينة الفاضلة. من الصعب جداً، بل يكاد يكون مستحيلاً في معظم الأحيان، إمكانية إقناع مثل هؤلاء، أنه ربما ولعل وعسى، هم مخطئين في فكرهم، أو أقلةً مخدوعين، وأن الواقع مغاير لما…

آراء

التلون في خطاب الدعاة

الإثنين ٠٦ مايو ٢٠١٣

كنت أعلم دوما أن هناك دعاة لبسوا ثوب الإعلام، أو هم إعلاميون لبسوا ثوب الدين، فيقومون بصياغة رسائلهم الفكرية وفق طبيعة الجمهور أو القناة التي ينقلون من خلالها رسائلهم تلك، فتجدهم في حين يقومون ببث خطاب متشدد عندما يكون موجها عبر قناة جل جمهورها يشبه ذلك الخطاب، وفي حين آخر تجد ذات الشخص يقوم بإعادة تلوين خطابه ليظهر أكثر انفتاحا وتسامحا، وذلك عندما يأتي عبر أثير قناة عربية مخصصة للجمهور الذي يرى أن الحياة جميلة تستحق أن نحياها بأطيافها المختلفة. في حديث شيق للزميل عبدالله المديفر في الملتقى الإعلامي العربي الذي اختتم أعماله مؤخرا في الكويت تحدث في جلسة بعنوان "لماذا أغرد"؟ عن كون "تويتر" أجبر بعض الشيوخ على مراجعة لغة الخطاب، وأن المثقف في السعودية عرف وزنه الحقيقي بعد ظهور "تويتر" وباقي وسائل الإعلام الاجتماعية. وهو رأي في تقديري يكشف بشكل واضح أن ما يسميه البعض مراجعة لغة الخطاب يسميه البعض الآخر التلون في الخطاب، خصوصا إذا ما علمنا أن الفاصل الزمني بين تلك المواقف لا يتجاوز الأشهر في أحيان وربما السنوات القليلة في حالات أخرى. عندما يقول الزميل المديفر إن أحد الدعاة يقوم بتغيير طريقة خطابه حسب الوسيلة الإعلامية فيتحدث في قناة "إل بي سي" بطريقة، وفي قناة "المجد" بطريقة أخرى، وعلى "تويتر" بطريقة مغايرة، فهو لا يقول…

آراء

فيلم وثائقي: قطرة مطر !

الأحد ٠٥ مايو ٢٠١٣

قطرة قطرة.. وهوووب.. فجأة يبدأ جنون المطر.. ينهمر السيل الغزير في كل الشوارع والممرات والبيوت والأودية، في كل مرة يتكرر الفيلم ذاته، مع تغيير بعض مشاهد الغرق بحكم تغير المكان: سبق أن حدثت الفصول المؤلمة ذاتها في جدة ورابغ وجيزان، وها هي تحدث اليوم في الشمال والجنوب والوسط وفي كل مكان، في كل مرة يذهب ضحايا أبرياء ــ نسأل الله أن يكتب لهم الرحمة والمغفرة، وفي كل مرة يأخذ المهمل والمتقاعس ــ مسؤولا كان أو مقاولا ــ فرصة جديدة لمعالجة الخطأ الذي يعد هو سببا أساسيا لحدوثة!.. بالطبع سيتكرر الفيلم ذاته، والبركة في المؤلف والمخرج!. ** قطرة قبل النوم: مليارات تنطحها مليارات خصصت للبنية التحتية في سائر أنحاء البلاد.. مشاريع وصور وتصريحات وخطط ودراسات ومؤتمرات ولجان.. أشياء ليس لها أول ولا آخر. وما إن يسقط المطر.. قطرة تتلوها قطرات.. حتى يجرف السيل ملفات المشاريع، وأشمغة وعقل المستشارين، وتصريحات المسؤولين، و(يقش معه) لوحات المقاولين وسيارات العابرين، ويختلط الداخلون بالخارجين، ويبقى السؤال المهم يلوح من خلف استغاثات الغرقى: أين ذهبت كل هذه المليارات!. ** بعد أن تنشف الثياب من البلل، تبقى الحقيقة الجافة التي لا نريد مواجهتها، وهي أن أمانات المدن وبلدياتها ــ بهياكلها الحالية ــ أخذت فرصتها الكافية والطويلة والمكلفة في معالجة تصريف السيول، ولكنها فشلت فشلا ذريعا في أغلب المناطق…

آراء

صورة المسؤول يوم تعيينه ويوم إعفائه

الأحد ٠٥ مايو ٢٠١٣

لا توجد وسيلة ناجعة ومباشرة وصادقة ليتعرف فيها المسؤول على واقع القطاع الذي يرأسه أفضل من الزيارات الميدانية غير الرسمية وغير المعلن عنها وغير المرتبة والبعيدة عن وسائل الإعلام، وفي ظني الشخصي أن مثل هذه الزيارات سيكون لها مردود أكثر وسوف تتكشف للمسؤول كثير من المعلومات والحقائق لو قام بالزيارات في غير فترة العمل الرسمي أي بعد نهاية الدوام أو مثلا في يومي الخميس والجمعة. تعالوا نراجع أنفسنا ونذكر بعضنا بعضا كم مرة شاهدنا مسؤولا من مسؤولي الخدمات يتجول في الميدان ليرى بنفسه ما يستدعي حلا أو معالجة أو تطويرا أو مساءلة، وتعالوا نسأل كم مرة شاهدنا هذا المسؤول أو ذاك يلتقي الناس في الميدان ليعرف منهم عن قرب بعض ما يعانون وشيئا مما يشتكون وقليلا مما يطلبون؟ قلة هم أولئك الذين يسلكون هذا المنهج أما الأكثرية فالناس لا تشاهدهم إلا عبر صورهم في الصحف عند صدور قرارات تعيينهم ومن ثم عند صدور قرارات إعفائهم. قبل أسابيع عاتبت مسؤولا كبيرا في قطاع الخدمات كون جل وقته ضائعا في الاجتماعات وقراءة الأوراق والمعاملات بينما تذهب الأيام والناس ينتظرون منه إنتاجا وعملا وتغييرا واضحا في مجال إدارته لكنهم لم يشاهدوا شيئا من ذلك ولم يشاهدوه في الميدان، وها هو المسؤول نفسه غادر قبل أيام منصبه وجاء بديل عنه ولا يعلم الناس وأنا…

آراء

كيف انتهى «البعث» إلى الاحتماء بـ «ولاية الفقيه»؟

الأحد ٠٥ مايو ٢٠١٣

في اللحظة التي يواجه فيها الرئيس السوري بشار الأسد منذ أكثر من عامين ثورة شعبية عليه، لا يجد من يتعهد حمايته وضمان بقائه رئيساً إلا الولي الفقيه للجمهورية الإسلامية في إيران. ومن حيث إن الرئيس السوري هو الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي صاحب الشعار الشهير «أمة عربية واحدة، ذات رسالة خالدة»، يتبدى حجم الدلالة الرمزية لذلك، وهي دلالة بحجم سورية، وبامتداد تاريخ هذا الحزب في الذاكرة السورية. والحقيقة أن دور البعث بفرعه السوري قد انتهى قبل الثورة بما لا يقل عن ثلاثة عقود من الزمن. وبعد الثورة أصبح الحزب عبئاً على حكم عائلة الأسد بعدما كان الغطاء الذي تدثرت به لأكثر من 42 عاماً، لذلك لم يجد بشار الأسد صعوبة في إخراج الحزب من الدستور بجرة قلم. لكن الإعلان عن التشييع النهائي والمحزن لتاريخ البعث ولدوره لم يأتِ من المكتب السياسي للحزب، ولا حتى على لسان أمينه العام. جاء الإعلان عن ذلك على لسان حسن نصرالله، رجل طهران في بيروت، وضابط الاتصال بين الرئيس السوري والمرشد الإيراني، والأمين العام لـ «حزب الله». وحين يأتي إعلان بهذا الحجم والخطورة على لسان حسن نصرالله، فإنه يؤكد ما هو متداول في بيروت، وهو أن نصرالله مرشد الرئيس السوري، وجاء إعلان نصرالله في كلمته الأخيرة عبر شاشة قناة «المنار» التابعة للحزب. مهّد لحديثه…

آراء

إبادة سنة بانياس

الأحد ٠٥ مايو ٢٠١٣

هذه مدينة ساحلية صغيرة، سكانها خمسون ألفا.. خليط طائفي من سنة وعلويين ومسيحيين، وعرقي من عرب وتركمان. سمعنا ببانياس بشكل مكرر في مناسبتين، مرة عندما كان يرد الحديث بكثافة عن صادرات النفط العراقي أيام العقوبات الاقتصادية في التسعينات، حيث كان يضخ النفط عبر أنبوب كركوك - بانياس الذي بني في الخمسينات من القرن الماضي، ويصب في المصفاة والميناء. ثم عادت بانياس إلى واجهة الأخبار في بدايات الثورة ضد نظام الأسد، قبل عامين، وكان أهلها من أوائل المنتفضين. وقد عاقبهم النظام، كما فعل بمدينة حلب، بتقطيع المدينة والأحياء من خلال بناء حواجز أمنية كثيفة. عمليا سجن معظم الأهالي في منازلهم طوال عامين تقريبا. وليس غريبا، في ظل التوتر، أن تكون المدينة الساحلية خط تماس طائفي، خاصة أنها امتداد لمناطق طائفة الرئيس، وقد شاع أنه يعتزم إقامة دولة علوية في المنطقة الجبلية وحتى الساحل، الأمر الذي يعني أنه يخطط لارتكاب جرائم إبادة وتهجير ضخمة للتخلص من كل سكان المنطقة من السنة. ويبدو أننا دخلنا هذا التاريخ القبيح بمجزرتين ارتكبتهما شبيحة وميليشيات الأسد الطائفية في مدينة بانياس وقرية البيضا. بسببها فر مئات من عائلات القرى بحثا عن السلامة، بعد أن تبين أن المذابح ارتكبت عمدا ضد الأطفال والنساء بأسلوب الذبح، والشباب أعدموا في ميدان البلدة برصاص في الرأس. هذه المذابح البشعة هدفها إشاعة…