آراء
الثلاثاء ٠٩ أبريل ٢٠١٣
في أول صباح له بعد اختياره رئيسا جديدا لوزراء لبنان استقبلته إحدى الصحف المحسوبة على نظام بشار الأسد قائلة: «كيف تعلن وقوفك مع الثورة السورية وأنت رئيس حكومة وفاق، وتعلم أن (8 آذار) تؤيد نظام بشار الأسد، وأن (14 آذار) هي ضد نظام بشار الأسد، فلماذا تقول هذا الكلام؟!».. لكن رغم هذا الموقف السلبي، يظل تمام سلام ربما هو أكثر سني تم التوافق عليه، في تاريخ لبنان، حيث صوت على تكليفه تقريبا كل النواب على اختلاف مواقفهم وانتماءاتهم، شبه إجماع بلغ 124 صوتا وامتناع 4 نواب! والتظاهرة النيابية المؤيدة له رافقتها تظاهرة دولية، فقد أبرق له العاهل السعودي وولي العهد، وجاءته رسالة من الرئيس بوتين، وأرسل له سعد الحريري، رئيس الوزراء الأسبق، طائرته. ولحسن حظه لم يتصل به الرئيس بشار الأسد قط، إنما حمل إليه السفير الإيراني في بيروت تمنيات القيادة بالنجاح، طبعا مع تذكيره بما تسميه «المقاومة»، أي حزب الله. وتحولت جلسة التهنئة إلى جدل، حيث رد عليه رئيس الوزراء المكلف بأن سلاح حزب الله إن كان ضد إسرائيل فمشروع، لكنه اشترط أن يكون «قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية، وأن أي استخدام للسلاح في الداخل يجب وضع حد له». وهكذا يتسابق الجميع على رئيس الوزراء مدركين أن لبنان قد يكون ساحة الحرب التالية، وهو أمر لا أتوقع أن…
آراء
الثلاثاء ٠٩ أبريل ٢٠١٣
نحتاج إلى تشريع شجاع من قبل البلديات، أو إدارات الصحة، أو حتى برنامج الغذاء العالمي لمحاربة انتشار مطاعم المندي التي تتكاثر بسرعة غير مسبوقة في كل مربع سكني وكل منطقة صناعية، ولا أستبعد تأسيس سلسلة «فاست مندي» نراها قريباً في محطات البترول المحلية، تلك التي مازالت تعمل منها بالطبع! المندي الذي كان هدية «حضرموت الأخيرة» للحضارة العالمية بعد العسل الدوعني وطقوس الغيّة وأبوبكر سالم بالطبع، عبارة عن وجبة صادمة للجهازين الهضمي والعصبي تتكون من المكونات التقليدية، إلا أنه يحرص فيها على أن «يندى» الشحم على اللحم بفعل الحرارة وباستخدام تكنيكات مختلفة، أما شطته فهي أمر آخر تماماً فهي بحسب صاحبي الحضرمي عبارة عن طماطم وفلفل وثوم وقليل من الليمون، تخلط جيداً ثم توضع في قدر آخر على النار إلى أن تكتسب شكلها الشهير! وبحسب إحدى النشرات المتخصصة، فإن وجبة متوسطة من المندي تحتوي على 500 سعرة حرارية «تحتاج إلى أن تمشي ساعتين ونصف لحرقها»، كما تحوي تسعة أنواع من الدهون، منها نوعان مما يعرف بالدهون المشبعة، لا أعرف ما هي الدهون المشبعة حقيقة، ولكن اسمها لا يوحي بالراحة أبداً، بالإضافة إلى نسبة الكوليسترول 92٪، و65٪ كربوهيدرات بحسب موقع ويكيبيديا، وربما كان هناك خمسة غرامات يورانيوم، وغرامات عدة من الـ«تي أن تي». دراسة بسيطة لو أنها أعدت بين الوضع الصحي للمقيمين…
آراء
الثلاثاء ٠٩ أبريل ٢٠١٣
منذ 8 عقود والمؤامرات والمكائد والعواصف السياسية والفكرية تفشل أن تهز هذا الوطن. هذا الفشل يبهج النفس لبيان أن أساس هذه الدولة متين، ولكنه أيضاً يتحول إلى كارثة لو ركن إليه. فأكبر دعائم الاستقرار في عصرنا هذا هو رضا الناس. والرضا نسبي يصعد ويهبط حسب أداء الأجهزة التنفيذية للدولة، وأصبح الآن مرتبطا بما ينقله الإعلام الجديد ومتابعة المواطن اللحظية له. عبور السعودية الأزمات بهذه الثقة لا يعمي العين عن تغير هائل في المجتمع، كونت مزاجه التقنية، وتصادف مع ظرف سياسي استثنائي.. الشأن العام ومناقشاته يتصدران المجالس، واستخدامات السعوديين للتقنية تدل على تغير فكرهم.. وبعيداً عن "ثورجية" أفشلهم الربيع فأصبحوا مصلحين، وبعيداً عن مداحين بطريقة العشرينات من القرن الماضي؛ يبني السعودي أحلامه لوطنه ولا تبنى له.. يناقش وينتقد ويقترح. أصبح عنصر تفكير ومراقبة وليس عنصر تنفيذ.. يستغرب المجتمع من لقطات لسعوديين في وسائل التواصل ويعتبرونها مضحكة وخارجة عن الأعراف الاجتماعية ولكن وراءها دلائل لا تخطئها العين. هناك جيل صاعد لا يعرف النفاق الاجتماعي، وهناك مئات الآلاف من المبتعثين قادمون ليقودوا المجتمع بنظرتهم هم لا بنظرة مجتمعهم، وبينما تبث ساعات البرامج التلفزيونية لتوصيل رسالة؛ تصل آلاف الرسائل للمجتمع في دقائق "يوتيوب". ثوابتنا واضحة، ديننا ثم وحدتنا ووطننا وملكنا، لا مساومة ولا مجاملة.. والمتغيرات كثيرة والتعامل معها معقد، وإذا تغير تفكير الفرد تغير…
آراء
الإثنين ٠٨ أبريل ٢٠١٣
في مصر، الأوضاع الاقتصادية متدهورة، والبطالة متفشية، ونسبة الفقراء متزايدة، والحلول السياسية التوافقية عشوائية. والأوضاع الأمنية مرتبكة، مع فوضى تتنقل بين المحافظات. والمصادمات والتظاهرات مستمرة، فيما محاولات الحكومة مستميتة لتكميم أفواه إعلاميين! كثيرون يرقبون المشهد في مصر منذ تولي الرئيس محمد مرسي السلطة، ويصمتون رفضاً للتسرّع في إطلاق الأحكام العاطفية، لكن وهو يوشك على إطفاء شمعة السنة الأولى من الجلوس على كرسي الرئاسة أردت استعراض بعض المواقف التي تبيّن حجم التناقض بين ما كان يُبشّر به هو وجماعته، وما يفعله الآن، مع التشديد على أن المعارضة في جسدها من العلل الكثير وترتكب أخطاء لا تنسجم مع روح اللعبة الديموقراطية. مصر في عهدة مرسي تقوم بإعادة قوافل إغاثية تضامنية مع أهل غزة، وتعمل على تدمير الأنفاق بين مصر وغزة، طاولت حتى الآن نحو 280 نفقاً، ولم تتخذ حتى الآن قراراً نهائياً يرفع الحصار عن الفلسطينيين، وهو بخلاف ما كان ينادي به هو وجماعة «الإخوان المسلمين». في المقابل، تسمح مصر بمرور السفن الإيرانية المحملة بالأسلحة عبر قناة السويس لترسو في سورية لمساعدة النظام المجرم في دمشق؟ ولا تزال سفارة النظام السوري في القاهرة تفتح أبوابها، ويعمل فيها فريق من «أزلام» بشار الأسد مهمته ليست مساعدة السوريين بل متابعة المعارضين وكتابة التقارير، على رغم الدعوات المتكررة المطالبة بإغلاق السفارة ودعم المعارضة والوقوف مع…
آراء
الإثنين ٠٨ أبريل ٢٠١٣
إبتداءً من بني البشر وما نسمع ونقرأ عن روايات "الحسد" في مجتمعات الأثرياء قبل الفقراء والطبقات المتوسّطة قبل الكادحة، لا يمكن أن يحول الحول دون أن يحكي لنا البعض رواية نتيجتها قد تكون "الحسد". هذا المصطلح العربي المتأصّل كما في المعجم الغني يعني: تمني زوال النعمه عن شخص الحاسد وتحولها إليه.. ويُقال: "فلان في موقف لا يُحسد عليه"، أي في حالة سيئة لا يغار منها أحد. وسبق أن تداول هذا المصطلح في ألمانيا على أنه أعلى درجات الإحترام كما قاله الفيلسوف الألماني آثر شوبنهار -إن صدق-! وعرّف هارولد كوفين الحسد بأنه عدّ النعم التي يحظى بها الأخرون بدلاً من عد نعمك. هنا في الوطن العربي تعاني المجتمعات المستقرة في بلدانها وحضاراتها من لعنة الحسد، إذا ما تابعنا شعارات الثورات العربية التي لم تنجح تجربتها حتى الآن، وتبقى أحداثها ومجرياتها الآن شاهدة على ذلك الآن. حين ذكر الدكتور جمال النصار: "أن الإنسان قنبلة من العداء، ولكن سبب عدم إنفجار هذه القنبلة هو أن الإنسان يعيش في مجتمع يضبطه"، قد يكون تنبأ عن حال العرب في هذا الزمان. فلو أمن الإنسان أن لا يعود عليه تصرفه العدواني بأذى لقام من فوره إلى أخيه الإنسان الذي نجح في استثارة مناطق العدوان داخله فقتله شر قتلة، منقاد في ذلك خلف ما يُعرف بـ "الحسد"،…
آراء
الإثنين ٠٨ أبريل ٢٠١٣
قد يكون الحفاظ على البيئة عملا سهلا لا يحتاج إلى آليات معقدة، فمثلا إدارة استهلاك المياه في البيوت في حقيقته عمل بسيط ينتج عنه آثار إيجابية كثيرة في توفير المياه. هذا صحيح على مستوى الأفراد والمؤسسات، أما على مستوى الوطن، فيكون اتخاذ القرارات في إدارة شؤون البيئة مبني على أسس علمية ودراسات وأبحاث. بحكم عملي على رأس هيئة حكومية في مجال البيئة، أدرك بشكل خاص أهمية وجود بيانات كافية موثوق بها تسهم في اتخاذ قرارات سليمة، ووضع وتنفيذ سياسات مناسبة ذات صلة، وقابلة للتنفيذ. إن حاجة المنطقة لوجود بيانات دقيقة يسهل الوصول إليها ويمكن من خلالها توفير معطيات سليمة وقابلة للاستخدام هي ملحة وفي غاية الأهمية لمساعدة صناع القرار على إدارة الشؤون البيئية ومراقبة الأداء البيئي. إلا أن التقنيات الجديدة المستخدمة في جمع البيانات لا تزال حكرا على عدد قليل من الدول ولا تتوفر لدى البلدان النامية القدرة على الوصول إلى هذه المعلومات وفهمها واستخدامها مما يخلق حاجة لسد الفجوة بين البلدان المتقدمة والنامية في ما يتعلق بسهولة الوصول إلى معلومات بيئية نوعية وكذلك للمساهمة في الأطر الدولية المختلفة. تتزايد الحاجة للبيانات بشكل خاص عند البلدان النامية والناشئة. ونحن في دولة الإمارات العربية المتحدة ندرك ذلك. لقد فاقت وتيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في دولة الإمارات خلال الأربعين عاما الماضية قدرة…
آراء
الإثنين ٠٨ أبريل ٢٠١٣
عندما أعلن الزملاء الإعلاميون غسان بن جدو وسامي كليب ولونا الشبل ولينا زهر الدين وعدد آخر غيرهم من الفنيين والمعدين عن انتقالهم من قناة الجزيرة إلى قناة الميادين الجديدة استبشر الكثيرون خيراً .. فزيادة الخير خيرين ! ووجود قناة عربية إخبارية أخرى على مستوى مهني عال لا يضر أحداً بل أن الدافع للتميز والمنافسة بين مختلف القنوات الإخبارية ستصب في النهاية لمصلحة المشاهد الذي يزداد وعياً وقدرة على التمييز خاصة مع الملاحظات التي طال تغطية وحيادية عدد من المحطات المخضرمة أثناء الربيع العربي ! ولكن يبدو بأنه فعلاً الماء لا يروب و..و..و إلى آخر المثل البذيء ولأن العصا من العصية ولا تخرج الحية إلا الحية فإيران مصرة على ترسيخ قناعاتنا بأنه لا يمكن أن يخرج منها إلا شر وأن كل ما تموله أو تدعمه أو حتى تقول له : بخ بخ لن يكون إلا خراباً وسوءاً على رأس أمتنا التي أصبحت تنظر بعين الشك إلى كل ما يأتي من جهة الشرق سواء كان إعلامياً أو عقائدياً أو حتى فستقاً أو زعفرانا ! وليس أدل على إفلاس جيرانا الأشرار إعلامياً إلا القصة المؤلمة التي خرجت بها ابنتها الغير شرعية المسماة بالميادين ! خرجت القناة بتقرير عن فتاوي صادرة عن بعض الجهلة تحت مسمى (جهاد النكاح) وهو كما هو واضح من مسماه…
آراء
الإثنين ٠٨ أبريل ٢٠١٣
يُطلَق على مدينة بورتلاند في ولاية أوريجون الأمريكية «الروز سيتي»، حيث تشتهر بورود الروز الفائقة الجمال ذات الألوان الخلابة، ولهذا تكثر في المدينة الحدائق العامة، ومنها حديقة خاصة بورود الروز. وفي عطلة نهاية الأسبوع قررنا كعائلة الذهاب إلى هذه الحديقة مع دخول فصل الربيع، بيني وبينكم في ذلك اليوم لم أترك وردة جميلة في الحديقة إلا شممتها، فالمكان كان رائعاً والجو أروع، ولكن النتيجة كانت كارثية، ففي نهاية اليوم تجدد معي مرض الحساسية، ولكن بشكل مفرط هذه المرة. ومن ذلك اليوم بدأت المعاناة مع هذه الحساسية، فأصبح بدء شهر الربيع بمثابة الكابوس، ليس عندي فقط ولكن عند الملايين غيري من الشعب الأمريكي، أصدقكم القول: أحياناً لا أستطيع النوم طوال الليل حين تبدأ الحساسية في النشاط، ومن يعش في أمريكا أو أوروبا يلاحظ مع دخول شهر الربيع كيف تبدأ الصيدليات عروضها في بيع أدوية الحساسية «اشترِ واحدة، وخذ الثانية مجاناً» ..! ولأن حالتي أصبحت متطورة، فلم تنفعني كثيراً أدوية الصيدليات التجارية، فذهبت إلى الدكتور ليصرف لي ما يخفف عني فكتب لي بجانب الكبسولات قطرة للعين وأخرى للأنف، وهنا تذكرت الطبيب الذي زرته مع والدي، رحمه الله، وأنا حينذاك طفل أشكو من بدايات مرض الحساسية، وبعد أكثر من زيارة، أذكر جيداً أنه قال لوالدي: ابنك هذا لا تنفع معه قطرات الأنف، بل…
آراء
الإثنين ٠٨ أبريل ٢٠١٣
لمشاهدي الأفلام السينمائية الأميركية، سيبدو العنوان شيئا من الخيال الجامح الذي تراه في بعض أفلام "الأكشن"، ولكن لمن يتابع التطور الرهيب للتكنولوجيا، ربما يدرك أنها حقيقة شبه قائمة اليوم في المجتمعات المتقدمة، وهي في ازدياد سريع خلال العقدين القادمين، وستشمل دول العالم بلا استثناء. الحكاية باختصار أن نمو برامج الكمبيوتر وخدمات الإنترنت والروبوتات والأتمتة لعالم الصناعة والزراعة جعلت الكثير من الوظائف المتوسطة والدنيا أمرا هامشيا يمكن الاستغناء عنه ببرنامج كمبيوتر أو روبوت أو خدمة إنترنت متقدمة. هناك إحصاءات مكثفة في أميركا تكشف أن هناك انخفاضا حادا وسريعا في كل المهن ذات الطابع الروتيني ومهن معالجة المعلومات، وهو نفس الانخفاض الذي حصل في العقود الماضية في مجالي الزراعة والصناعة بدليل أن الإنتاج الزراعي والصناعي في أميركا يزداد بينما نسبة ضئيلة جدا من الأيادي العاملة لها وجود في هذه المجالات بسبب التكنولوجيا. أحد الباحثين الأمريكيين يقول بأن التكنولوجيا تحولنا سريعا إلى نوعين من الناس: نوع يخبر التكنولوجيا ماذا تفعل، ونوع تخبره التكنولوجيا ماذا يفعل. النوع الأول يشمل المستثمرين وذوي القدرات المعرفية المتقدمة، والنوع الآخر هو بقية الناس، الذين صارت برامج الكمبيوتر تبرمج أعمالهم وتتابع إنتاجيتهم وتحدد لهم بالضبط مسار عملهم لحظة بلحظة. أحد الأمثلة تروى عن مستودعات أمازون الضخمة في بريطانيا والتي يتصرف فيها العمال حسب ما تخبرهم الطلبات القادمة لهم على…
آراء
الأحد ٠٧ أبريل ٢٠١٣
ومن الجملة الأولى، سأقول إن الفارق بين الفتاة السعودية التي أكتب عنها وبين صاحب الفضيلة الذي يرى في عملها ومهنتها (حراما) يتجاوز الحدود، هو ذلك الفارق بين فتاوى أبراج العاج وبين واقع آلاف الأسر وأولادهم وبناتهم مقارنة ومقاربة مع فتوى صاحب الفضيلة. تبرهن ظروف هذه الفتاة وتفاصيل وطبيعة عملها أن بعض أصحاب الفضيلة الكرام ضحايا لبرامج (تكييف) الأسئلة، في زمن نكتفي فيه بإطلاق الآراء من الأستوديوهات المكيفة دون أن ننزل إلى الواقع اليومي المعاش لعشرات الآلاف الذين نكتنفهم بهذه الفتاوى بين الأجوبة والأسئلة. وبشهادة دبلوم متوسطة بعد الثانوية العامة حصلت (دلال) على وظيفة تقنية في المجال الطبي وتقبض ما يقرب تسعة آلاف ريال في الشهر الواحد في مستشفى حكومي متوسط. استمعت إليها وهي غارقة في نوبة بكاء حاد لأن فتوى صاحب الفضيلة قد رمت ما يقرب من 25 من زميلاتها في دائرة الشك والرذيلة رغم أنها (تقسم) أن خمسة عشر عاما من تاريخ دخول (السعودية) الأولى لهذا المستشفى لم تشهد شبهة ولا قصة أخلاقية واحدة. هي تبكي (كما قالت) لأنها استمعت لفتوى تحريم العمل، ولوصف (الرذيلة) وهي بين أهلها في المساء عبر قناة فضائية. تتحدث بين حشرجات البكاء عن (راتبها) الذي تعول به أختين في الثانوية العامة وأخوين في الابتدائية والمتوسطة. عن السيارة التي اشترتها لوالدها بعد أربع سنوات من…
آراء
الأحد ٠٧ أبريل ٢٠١٣
ما زال النظام غافلا عما يحدث في عالم العقار، وغفلته تلك تخلق أضرارا اجتماعية خطرة، ولأن العقار هو المنفذ الاستثماري لبلوغ الثراء السريع، فهو ساحة طحن لمصارعين أشداء يتصارعون من غير حكم ساحة. يحدث هذا في مستويات مختلفة، والذي يعني جل الناس هو استئجار منزل للسكنى، وهذا هو ما يعنينا في هذه المقالة كعادة متكررة لما يجده المواطن من ارتفاع فاحش في الإيجارات. ففي فترة سابقة، كنا نقف مع الملاك إزاء ما يحدث لهم من قبل المستأجرين من مماطلة وعدم تسديد الإيجارات وضياع وقت وحقوق الملاك، وهم يترددون على جهات مختلفة لكي يحصلوا على حقوقهم، ويبدو أن ذلك الإلحاح الإعلامي نتج عنه قرارات تنظيمية أدت إلى إطلاق يد المالك وإغفال حقوق المستأجر، أدى ذلك إلى تعسف الملاك في استخدام الحق.. والآن تنتقل الشكوى من خانة المالك إلى خانة المستأجر.. ومن يتابع سوق العقار «في جانب المؤجر والمستأجر»، سيلحظ المغالاة الجنونية في ارتفاع أسعار إيجار الشقق السكنية، بحيث قفزت إلى أسعار لا تتناسب مع دخول المستأجرين في الغالب، حيث وصلت إلى الأربعين والخمسين ألفا في شمال جدة ــ على سبيل المثال، وهذا الارتفاع المجنون شمل بقية الأحياء الأخرى التي يسكنها ذوو الدخول البسيطة، لتقفز الإيجارات هناك إلى 25 ألفا كحد أدنى، ما أدى إلى إرهاق ميزانية تلك الأسر.. هذا ما يحدث،…
آراء
الأحد ٠٧ أبريل ٢٠١٣
كتبت قبل أكثر من سنتين بمناسبة اليوم الوطني مقالة اقترحت من خلالها أن تسعى الدولة في اليوم الوطني من كل عام إلى تحديد هدف معين وتطلب من الشعب تحقيقه خلال عام ومن ثم عندما يأتي اليوم الوطني من العام المقبل نحتفل كلنا كشعب باليوم الوطني وبتحقيقنا ذلك الهدف الذي يصب في مصلحة الوطن. لم يكن من الأهداف التي أحلم أن نحققها بمشاركة شعبية أن نكون دولة صناعية أو زراعية وإن كان هذا الحلم مشروعا لكنه حتما لا يتحقق في عام واحد بل كنت أفكر في أشياء بسيطة لكنها مهمة مثل أن نلتزم بأنظمة السير ونحول عبارة "القيادة فن وذوق وأخلاق" إلى واقع نمارسه لأن ما يحدث في شوارعنا أقرب ما يكون إلى عبارة القيادة "فوضى ونحاسة وقلة حياء". كنت أحلم أن يكون الهدف لعام واحد مثلا ألا نرمي الأوساخ من سيارتنا ولا من محلاتنا ولا من بيوتنا وأن نضعها في الأماكن المخصصة لها لنوفر مليارات الريالات التي نعتمدها سنويا للنظافة ونستثمرها في بناء حدائق ونوافير مياه في شوارعنا. كنت أحلم بأن يكون أحد الأهداف التي نرسمها ونحددها ونعمل على تحقيقها في عام واحد فقط عبر مبادرات ومناشط ومناسبات ومنافسات بين المناطق والوزارات والجامعات أن نشيع الفرح فيما بيننا ونبتسم في وجوه بعضنا بعضا ونفشي السلام بيننا وألا يقتصر السلام على…