آراء

آراء

«سَوْدَنة» اليمن!

الإثنين ٢٥ مارس ٢٠١٣

السوْدَنة في اللهجة الخليجية تعنى (الحيرة أو الذهول أو عدم القدرة على التوصل إلى قرار. ويقال عن الشخص: متسودن! أي محتار أو مذهول أو لا يبقى على رأي). أما السَودنة هنا عن اليمن، فقد تحمل المضمون الخليجي نفسه! ولكننا نعني بها الانفصال على الطريقة السودانية. فلقد طالب قياديون جنوبيون في مؤتمر الحوار الوطني اليمني الذي عُقد الأسبوع الماضي في صنعاء بـ«استعادة دولة الجنوب ومنح الجنوبيين حق تقرير المصير». وقال القيادي في الحراك الجنوبي خالد بامدهف: «إن شعب الجنوب يتطلع لاستعادة دولته المستقلة المدنية الحرة عبر كافة الوسائل التي تكفلها الأمم المتحدة». وأشار إلى أن «الحرب التي دارت عام 1994 أنهت الوحدة وقضت على مشروعها الوطني وحوّلت الجنوب إلى أرض مُستباحة». ومعلوم أن فصائل الحراك الجنوبي قد شاركت في المؤتمر، في حين امتنع الفصيل الذي يرأسه الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض عن المشاركة في المؤتمر. في حين أعلنت الولايات المتحدة عن دعمها انطلاق الحوار الوطني في اليمن مشددة على أن هذا الحوار يُشكل «فرصة لكل أطياف المجتمع اليمني للمشاركة بإيجابية وجدية في رسم مسار جديد لليمن». ويرى يمنيون جنوبيون أن الوحدة قد سلبتهم العديد من ميزات المواطنة، وأن الشماليين قد استأثروا بالحكم وغنائمه! في حين تم تهميش الجنوب أرضاً وإنساناً حسب شواهد تتعلق بالتعيينات في المراكز العامة، والاستيلاء على الأراضي…

آراء

القمم العربية… ومساحيق التجميل!

الإثنين ٢٥ مارس ٢٠١٣

منذ القمة العربية الأولى التي عقدت في مصر في ايار (مايو) 1946، وكتابة البيان الأول الذي أكد الرغبة الأكيدة للدول العربية في السلم، وأن فلسطين هي قضية العرب جميعاً، تشهد المنطقة العربية أوضاعاً حرجة وأمراضاً تلازم ظروف انعقاد كل قمة. يجتمع القادة العرب في كل قمة للتصوير والتنظير وإلقاء الخطابات ورفع الشعارات وإصدار البيانات، بعد جولات من المجاملات تارة والملاكمات في الجلسات المغلقة تارة أخرى، ثم ينفضون مودعين «بمثل ما استقبلوا به»، فيما لا تزال الأوضاع «تلتهب» والشارع العربي «يغلي»! وأرجو ألا يخرج من يحاول تذكيرنا بـ«قمة اللاءات الثلاث» في الخرطوم (لا صلح. لا اعتراف. لا تفاوض) بعد «نكسة» حزيران (يونيو) 1967 أو عنتريات جمال عبر الناصر، أو يصدع رؤوسنا بشعارات البعثيين والقوميين «المنتهية الصلاحية»! مذ عامين، والشعب السوري ينكَّل به وتذبح نساؤه وينحر أطفاله وتدمر مدنه، والعروبة تنحر علناً، وفي ما يبدو أن الأوضاع لم تتغير حتى على رغم أن «الربيع العربي» طيّر جماجم كبيرة وقلب الكراسي رأساً على عقب، إلا أن لا أحد يحبّذ الاستفادة من الدروس «المجانية»، بل يفضل دفع الفاتورة كاملة قبل الرحيل في أبشع صورة! أصبحت القمم العربية أشبه بـ«عادة روتينية»، يترقبها الزعماء لتلاوة خطاباتهم، فيما لا تتحسر الشعوب العربية عليها بعد أن فقدت الأمل فيها، وفي قراراتها ومخرجاتها، نظراً إلى إخفاقها طوال 67 عاماً…

آراء

مقتل «البوطي»… الوقائع والدلالات

الأحد ٢٤ مارس ٢٠١٣

نشرت وسائلُ إعلام النظام السوري عشية الخميس 21/3/2013 أخباراً وصُوَراً عن مقتل الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي وآخرين بتفجير أمام مسجد الإيمان بدمشق. وقد أثار الخبر لدي شؤوناً وشجوناً ولجهتين: لجهة معرفتي بالشيخ البوطي ومتابعتي لأعماله العلمية منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي، ولجهة عمل ومصائر المؤسسة الدينية السنية في نصف القرن الأخير، وبعد قيام حركات التغيير العربية. والشيخ البوطي، إلى جانب الشيوخ كريم راجح ووهبة الزحيلي ومحمد راتب النابلسي ونور الدين العتر، هم أكبر علماء الشام الأحياء. وبينما صمت معظم علماء الشام أو تركوا سوريا بعدما تعرض له الشيخ الصياصنة إمام الجامع العُمَري بدرعا في بداية الثورة؛ فإنّ الشيخ البوطي والمفتي أحمد حسّون، ظلاَّ أكثر مشايخ سوريا حماساً للأسد ونظامه. وللبوطي مشاهد كثيرةٌ في دعم الأسد بعد قيام الثورة عليه، وقد قال قبل أسابيع في آخِر مواقفه إنّ الأسد وجنوده وضباطه هم في جهادهم ضد الإرهاب والتآمر لا يقلُّون منزلةً وأجراً عن صحابة رسول الله الذين تصدَّوا للردة! وما أزال أذكر له قبل عدة أشهر احتفالاً أقامه بالجامع الأُموي بدمشق للسياسي اللبناني وئام وهّاب إشادةً بمواقفه «التاريخية» من الأسد ونظامه! وبرز البوطي في مطلع السبعينيات بأُطروحته عن «المصلحة في الفقه الإسلامي». ومن المعروف أن المصلحة باعتبارها دليلاً فرعياً من أدلة التشريع وأُصوله، كانت أساس ومنطلق الدعوة لفتح باب الاجتهاد. والمصالح…

آراء

يوم نفذ المراهق من قبضة «الإخوان»

الأحد ٢٤ مارس ٢٠١٣

وضعت الكتابين أمام والدي وأنا أسأله عن سيد قطب، أحد الكتابين (معالم في الطريق)، والآخر ديوان لشاعر من منبج معظم قصائده عن مآثر قطب. أما الإهداء فإلى شاعر الإسلام الجديد الذي لن يكتب إلا لخدمة دينه ومستقبل أمته الإسلامية، سألني والدي عن شخصية المُهدي، فأجبته بأنه مدرس اللغة الإنجليزية. كنت آنذاك أواخر سبعينات القرن العشرين في الصف الأول الثانوي، مراهق يكتب الشعر وأقام أول أمسية في حياته يتغزل في معظمها بحبيبة متخيلة ويتحدث عن الوطن ويصف الطبيعة والنهر في غيرها، متأثراً بأغراض الشعر التقليدية التي ملأت المناهج. صفق له زملاؤه كثيراً، وتناقلت المدرسة أخبار الأمسية حتى وصلت لمدرّس الإنجليزية الذي طلب بعض كتاباته ليطلع عليها، والنتيجة أنه أثنى عليها إلا أنه استدرك بكونها لا تخدم الإسلام، وعليّ برأيه أن أكرس كتاباتي لهذا الغرض وحده. في اليوم التالي أهداني الكتابين، ثم بعدها دعاني إلى منزله، سألته عن السبب فقال لنتحدث في أمور ديننا، فما تأخذونه في المناهج مليء بالأخطاء ولا يكفي، وسوف أعلمكم الدين الصحيح. أجبته بأني لا أستطيع من غير استئذان الوالد، فتغيرت ملامحه وطلب مني ألا أفعل، ففعلت. حدثت أبي في بقية حوارنا عن دعوة الأستاذ، وعن درس اللغة الإنجليزية الذي يتحول بين لحظة وأخرى إلى درس ديني أو حديث عن الفساد في الدولة وغيرها من الدول، وأنه لا…

آراء

مقتل البوطي… مأساة تورط الشيخ في السياسة!

الأحد ٢٤ مارس ٢٠١٣

مقتل الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، ومعه جميع ضحايا التفجير الذي حصل في جامع الإيمان في دمشق هو من دون أدنى شك جريمة بشعة. المحزن أن مقتل الشيخ لم يكن مفاجئاً. لماذا؟ لأن الشيخ البوطي رحمه الله اختار في شكل واضح ومباشر الوقوف إلى جانب النظام في الصراع الدموي المحتدم في سورية منذ عامين. وهنا تكمن المأساة. اصطفاف الشيخ بحجمه ووزنه الاجتماعي والسياسي إلى جانب النظام يعني أنه استعدى الطرف الآخر في صراع وجودي بين أطرافه. ترتب على موقف الشيخ تديين للسياسة، وترتب على استخدام النظام للشيخ تسييس للدين من خلال استخدامه مواقف الشيخ وقناعاته الدينية، وتجييرها لمصلحة النظام في وجه خصومه، وبذلك أصبحت اللعبة مكشوفة ولا تستثني أحداً. لم يتوقف الشيخ عن ترديد الحديث «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق». وهو حديث يعبر عن صورة الحق في التصور الإسلامي. لكن السؤال: ما هو التعريف الإجرائي لهذه المعصية؟ وما الذي يدخل فيها، ويخرج عن حدود معناها؟ هل تعتبر الاعتقالات التعسفية وعمليات التعذيب في السجون، والتصفيات الجسدية، والانتهاكات من المعاصي، وبالتالي تدخل في باب طاعة المخلوق (الحاكم أو من يمثله) في معصية الخالق الذي يؤكد حق المخلوق (المحكوم) في العدل والحرية والكرامة والمساواة؟ الغريب أن هذا السؤال لا يدخل ضمن اهتمام جمهور علماء الدين الذي ينصب في شكل يكاد يكون حصرياً…

آراء

«فليعبدوا رب هذا البيت»!

الأحد ٢٤ مارس ٢٠١٣

كلما سافرتَ إلى بلد لذوي الدماء الحارة من أشقائنا، حفظهم الله، استقبلَك ذلك المقهى المتعب، وفيه رجال يبدو عليهم هَمُّ المستقبل وهمَّ الثورات، يبشون ويهشون حين يعلمون من أين أتيت، ويطالبونك على خجل بأن تبحث لهم عن فرصة وظيفية وعن «كفيل»، وهو أمر أصبح طبيعياً كما كان في سنة الحياة أن يبحث الناس أينما كانوا عن المكان الذي يرون أن لهم فيه أمناً ورزقاً، تحاول أنت بدورك تغيير الموضوع وتخبرهم بصدق بأنك «روحك تدور على كفيل جديد!». زرت بعض تلك الدول بعد المصائب التي مرت بها، وكان هناك دائماً ذلك الموقف الذي لم أفهم معناه إلى اليوم، في الدولة الأولى جلست في مقهى غريب يمضغ الناس فيه أموراً أغرب، سألني أحدهم عن أكبر مصيبة لدينا في الإمارات، فقلت لهم إن موضوع «الدايت والريجيم» مصيبة حقيقية، فالمرء لا يعرف كيف يتخلص من هذه الكيلوغرامات الإضافية في الأرداف، جربنا حمية «أتكنز» والركض حول البحيرة، وقص ولصق وتدبيس وربط المعدة بلا فائدة. نظر إلي رواد المقهى تلك النظرة، وقالوا لي إنهم يواجهون المشكلة نفسها، فنصف سكان بلدهم على وشك الإصابة بالمجاعة، وعشر المواليد مصابون بأمراض سوء التغذية، وتركوني وذهبوا. لهذا غيرت جوابي في البلد الثاني حين سُئلت السؤال ذاته، قلت لهم إن المشكلة الكبرى لدينا في «الحريم والزواج»، وإنني مازلت أنتظر منذ أربع…

آراء

لدينا أكثر من عبدالوهاب.. لو كان لدينا أكثر من خالد الفيصل

الأحد ٢٤ مارس ٢٠١٣

وفقا لصحيفة الشرق فقد أثار أداء أحد الشباب خلال تقديمه حفل مكة للتميز إعجاب الأمير خالد الفيصل الذي وصف أداء الشاب بـ"المتميز ويدعو للتفاؤل بمستقبل المملكة". إعجاب الأمير بالشاب جاء بعد أن تفنن مقدم الحفل الشاب عبدالوهاب الشهري في الصدع بالاقتباسات والتعابير القرآنية والأساليب المجازية المتضمنة مفردات قرآنية طيلة فترة تقديمه فقرات الحفل. لست أدري ما إذا كان هذا الشاب قد شاور أحدا من المسؤولين عن الحفل حول الأسلوب الذي انتهجه في التقديم والذي لاقى الاستحسان أم لا، ففي ظني أنه لو شاور لن تحظى مبادرته بالقبول، حيث واقع الحال لدينا يقول إن معظم المسؤولين تقليديون ولا يحبون التغيير، وعلاقتهم مع كل ما هو جديد علاقة تنافر، وهم كما أسلفت في مقالة سابقة أسرى لعبارات وكلمات ومصطلحات مكرورة ومألوفة ومملة. وقد يقول قائل: ما دام هذا هو واقع جل المسؤولين فكيف يستقيم هذا الكلام مع ثناء الأمير خالد الفيصل على ما قدمه الشاب عبدالوهاب، أليس الأمير خالد الفيصل واحدا من هؤلاء المسؤولين؟ أقول حتما خالد الفيصل مسؤول، لكن المتابع لفكر ونشاط ومبادرات خالد الفيصل يدرك أنه شخص غير تقليدي ويكره المألوف ويعشق التجديد ويقف مع كل تغيير يؤدي إلى التألق والإبداع، بل من يتابع خطابات الأمير خالد الفيصل التي يلقيها في أي مناسبة داخل المملكة أو خارجها يدرك أنه واحد…

آراء

جولة سرية

الأحد ٢٤ مارس ٢٠١٣

هل على كل حاكم إداري أن يقوم بجولات سرية للوقوف على حقيقة بعض الأمور؟؟. الجواب نعم عندما تكون تلك الأمور أو الشكاوى مشكوكا في صحتها، أو عندما لا تصل حقيقتها كما هي، أو عندما تقدم الجهات التنفيذية المسؤولة عنها بشكل مباشر معلومات غير دقيقة تخالف الواقع. ولكن في زمن العمل المؤسساتي لا يفترض أن يقف هرم الإدارة في أي منطقة على كل صغيرة وكبيرة؛ لأنه لن يستطيع ذلك دائما، ولأن المسؤولية المتخصصة طالما أنيطت بمسؤول في جهة ما فعليه وعلى إدارته الوفاء بها، إن لم يكن بإنجازها على أكمل وجه، فعلى الأقل شرح أسباب التعثر بكل شفافية وصدق حتى يتسنى إيجاد الحلول وإزالة المعوقات. يوم أمس، طالعتنا «عكاظ» بخبر رئيسي في صفحتها الأولى يقول عنوانه: «جولة سرية لأمير مكة تنهي معاناة حيي الحرمين والأجاويد». وفي ثنايا الخبر أن الأمير خالد الفيصل قام بتلك الجولة وتأكد من تضرر سكان هذين الحيين من طفح المياه الجوفية التي باتت تحاصر مساكنهم وتتكاثر فيها الحشرات والقوارض التي تحمل الأمراض، وقد وجه فور انتهاء جولته الشركة الوطنية للمياه للبدء فورا في معالجة الوضع، وبدورها، تعهدت الشركة لأمير المنطقة بالبدء هذا الأسبوع في معالجة جميع المشاكل التي تؤرق السكان والانتهاء منها وفق برنامج زمني عاجل وإحاطته بنتائج ذلك فورا. إن الحقيقة التي يعرفها الجميع أن مشكلة…

آراء

الحبل السري

السبت ٢٣ مارس ٢٠١٣

(إن واحداً من أهم الأشياء في الحياة هو أن يكون لديك الشجاعة لتتبع حدسك الداخلي،لأن بداخلك حدساً يعرف بطريقة معينة،ما ستصبح عليه يوما ما، وكل ما عدا ذلك هو شيء ثانوي) ستيف جوبز مجرد حبل لكنه يربط بين حياتين ، حياة تنتظر و أخرى على قائمة الإنتظار ، تبدأ منه أسرار الحياة ، حتى قبل وجودنا هناك حبل يربطنا ، نتشكل في أروقته ، نمضي بين طرقاته ، دم يجمعنا بالآخرين و أنساب و جينات ، قدرة الخالق تحفظنا قبل وجودنا و بعد الوجود، فكر معي في البدايات ؟ و ذلك الحبل الذي يربط علاقتنا بالآخرين حبل سري قدره أن يبقى سري ! يسافر معنا قبل و بعد ! كبرنا و بقيت الحبال معنا و إن اختلفت الطريقة و تبدلت الظروف ، لم نعد الآن بين جدران أربعة ، هناك فضاءات بحجم الكون و علاقات متشابكة ، و تبقى الحبال تربطنا بهم و تقربنا منهم ، قد نعرف أسبابها و قد لا نعرف ، مبدأ السرية لا زال يحكم ! و الحبل السري الذي لا نراه يمارس دوره بكل إقتدار ، يعرفنا أكثر منا ، يحرك مشاعرنا و أحيانا يتحكم في أحاسيسنا ، نقاوم مشاعرنا بمشاعرنا ، نهزم و نحن نلعب في ملعبنا ، يجذبنا لهم و لم نكن نتوقع…

آراء

نهاية «القضايا الإقليمية الراهنة»… إنه زمن القضايا الداخلية وتدخلات «الأصدقاء»

السبت ٢٣ مارس ٢٠١٣

زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لإسرائيل كانت زيارة لـ «اسرائيل» وليست للمنطقة، حتى وإن عرج على الضفة والأردن، هكذا تعامل الإعلام الأميركي، بل حتى العربي مع الزيارة. كل التركيز والتحليلات كانت حول العلاقات الأميركية - الإسرائيلية، أو لنكن أكثر تحديداً، علاقة أوباما بإسرائيل، لقد اختفت «المنطقة». بل إنها ستختفي أكثر، ثمة قليل تبقى من «القضايا الإقليمية الراهنة التي تباحث فيها الزعيمان»، وفق ما اعتاد كاتب البيانات الرسمية ذكره في البيان الختامي للزيارة، مثل الوضع السوري، والملف النووي الإيراني، وبالطبع القضية الفلسطينية، ولكن التاريخ يسرع الخطى لحسم هذه الملفات إما بالحسم أو التجاهل. عندما يعود أوباما أو أي رئيس أميركي قادم للمنطقة، لن يناقش «القضايا الإقليمية الراهنة»، وإنما «العلاقات الثنائية» بين البلدين كالاقتصاد مثلاً، ومعه كتلة حرجة من القضايا الداخلية للدولة المضيفة، ما يجري فيها حراك سياسي وإصلاحات، وما اشتد عوده حتى أصبح أزمة تستدعي الاهتمام، وما تعارض فيها مع قيم حقوق الإنسان وفق معايير القوى، إنه موضوع غير محبب ولكنه قادم لا محالة. في أعوام الحرب الباردة، وانقسام دول المنطقة بين أحلاف، كان هناك دوماً قدر من «قضايا المنطقة الراهنة» يستغرق معظم الزيارات الرسمية والاجتماعات، مثل التمدد الناصري القومي في الستينات الذي قسم المنطقة بين محورين، أو أعوام ما بعد الثورة الإيرانية، التي أعادت رسم المحاور، ثم غزو صدام للكويت.…

آراء

لبنان بانتظار الصاعق!

السبت ٢٣ مارس ٢٠١٣

بالنسبة للنظام السوري، لبنان زائدة تابعة له.. هكذا استقر في ذهن متخذ القرار السوري منذ زمن طويل، وبنى على الفكرة ممارسات كانت خليطا من الخُوة والاستزلام، واستمرت تلك الممارسة حتى غدت عادة. لقد كان منظر السفير اللبناني لدى الكويت، وهو كالظل للسفير السوري، محط استهجان، فكل ما يقوله السفير السوري لوسائل الإعلام يردده - السفير اللبناني - كما هو من دون حرف زائد، بل يتبع الثاني الأول في المنتديات الشعبية ولا يتحدث إلا مؤيدا وموافقا، وذلك في مجتمع تعودت «ديوانياته» على الكلام الصريح في الشأن العام، وهكذا انتشرت ظاهرة التبعية في مؤسسات لبنان المختلفة الداخلية والخارجية. في اجتماعات الجامعة العربية كان المندوب اللبناني يُفوض بقول ما لا يقال نيابة عن النظام السوري، بل إن التصفيق في المنتديات اللبنانية عند ذكر أسماء مثل حافظ وباسل وأخيرا بشار يدوّي إلى عنان السماء، جزء منه خوف، والآخر مداراة، وبعضه تزلف. حتى جاءت انتفاضة 14 مارس (آذار) 2005 اللبنانية، بعد مجموعة تداعيات محلية وإقليمية، فاضطرت الهيمنة السورية على لبنان أن تتخفى - ظاهريا - ومظهرها المادي انسحاب الجيش وقوات الأمن البارزة من الساحة اللبنانية. غيرها من النفوذ السوري شبه المستتر استمر في الوجود بين مؤسسات لبنانية وفي شخصيات أيضا شكلها الظاهري أنها لبنانية وهي في الحقيقة سورية الهوى، عن رضا أو تخويف أو انتهازية…

آراء

“بدري” على أميركا

السبت ٢٣ مارس ٢٠١٣

من السهل أن نقتنع أن السعودية قد حصدت جائزة السياحة العربية لعام 2013 مناصفة مع الأشقاء في الإمارات والسودان، ويمكننا "بلع" هذا حتى مع عدم انتهاء الربع الأول من العام المشار إليه..! ونستطيع أيضا، أن نصدق أننا فزنا بجائزة "سفير الأسفلت المطاطي".. والشكوى لله! وسنعتبر أن حصد المرأة السعودية للمرتبة الأولى بالنسبة للدلال "عالميا"، أمر إيجابي وحقيقي، يثبت - للمغرضين والمغرضات - أن (السعوديين رومانسيون)! ما يسمح لنا بـ"التغاضي" عن التصنيفات أعلاه، هو أن المعايير ليست واضحة لنا، وهو الأمر الذي يسمح لهم بإعلان ما يرونه (صحيحا)؛ ولكن عندما يصل الأمر إلى أن (السعودية تتفوق على الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان في جودة الطرق).. فيجب أن نقول، وبالعامية البسيطة:"وييييين عااايشييين"!.. انتظرت فترة كي ترد الجهات المسؤولة على الخبر الذي يقول: "كشف تقرير إحصائي عالمي حديث عن تفوق المملكة العربية السعودية وحصولها على المرتبة الـ 12 عالميا لناحية جودة الطرق، متقدمة على العديد من الدول كالولايات المتحدة الأميركية واليابان وبريطانيا وإسبانيا وكندا"، أو أي توضيح، أو الإشارة إلى أن الأمر لا يتعدى كونه (مزح ثقيل دم).. ولم يفعلوا!. مثل هذه الأخبار، تعني، وبالشكل المباشر، عدم احترام المواطن، سواء عن طريق البث، أو عبر بوابة عدم النفي.. خاصة وأن هذه التقارير تجرح مشاعر المواطنين الذين قضوا سنوات من حيواتهم في شوارع البلد، يصارعون…