أخبار
الثلاثاء ٠٥ مارس ٢٠١٣
1- طالب القرب من بنات الأفكار ! محتضنةً أول كلية دراسات عليا في التاريخ الأكاديمي الأمريكي ، تشمخ جامعة ييل ، المتأسسة مع انعطافة القرن الثامن عشر الميلادي ، قبلةً للبحّـاثة و مزاراً لسياح المعرفة . حرمها الجامعي الباذخ في قلب مدينة نيو هايڤن في الشمال الشرقي لــ"جمهورية النظرية" يردد صدى مقولة مؤرخها جورج پيرسون : "ييل هي تراث و تجمّع للباحثين و مجتمع من الأصدقاء في وقت واحد" . الجامعة , بهذا , هي منجمٌ للذاكرة الجمعية , يحفر فيه مجموعة من أصدقاء نادي المعرفة تحت مصابيح أسئلتهم المعاصرة لاستخلاص عروق ذهب التجربة البشرية التي تخرج التراث من صقيع المعاد المكرور إلى نار المعرفة الولود . تصورٌ كهذا لا يبدو غريباً من جورج پيرسون ؛ فهو سليل بيت ييليٍّ عريق ( نسبة إلى ييل ) يتزعمه جده آبراهام پيرسون ، أول رئيس للجامعة و أحد آبائها المؤسسين . في عام ١٨٤١ ، و اتساقاً مع روح مؤسسيها الوثابة إلى الأصالة و السبق ، دشنت ييل برنامج الدكتوراة في الدراسات العربية و الإسلامية ليكون الأول من نوعه في أمريكا الشمالية . و بدأ البرنامج الوليد مسيرته مقتفياً آثار الفيلولوجيا الأوروبية . مئة و اثنان و سبعون عاماً أو يزيدون من دراسة ييل للتراث العربي كانت كفيلة بإيقاد شمعة الفضول :…
آراء
الثلاثاء ٠٥ مارس ٢٠١٣
في حديثه مع صحيفة الـ«صنداي تايمز» اللندنية سعى الرئيس السوري المتهاوي بشار الأسد لدغدغة عواطف ومخاوف الغرب. ادعى أنهم أمام خيارين؛ إما نظامه أو تنظيمات القاعدة. أيضا، استعطف الرأي العام الغربي قائلا، «ينبغي الشعور بالقلق على الشرق الأوسط، لأننا المعقل الأخير للعلمانية في المنطقة. وإذا كان ثمة قلق على الشرق الأوسط، فينبغي على العالم بأسره أن يكون قلقا على استقراره». أي إنه الآن بزعمه أصبح نظاما علمانيا! تخويفه للغرب بأن البديل له هو «القاعدة»، ركيزة استراتيجيته الدعائية منذ بداية الثورة الشعبية، وصار يتمحور حولها خطابه الإعلامي والسياسي منذ البداية لأنه يعرف أن الغرب يتبنى ويدعم الحركات الشعبية، كما فعل في تونس ومصر واليمن، لكنه يعاديها ويقاتلها إن كانت جماعات دينية متطرفة كما يفعل في أفغانستان واليمن. ورغبة في تزيين صورة النظام أطلق صفة العلمانية على نظامه وهو فعليا لا يمت لها بصلة. نظام الأسد عسكري أمني قمعي فاشي، وريث نظام أبيه الذي أسسه بانقلاب عسكري قبل أربعين عاما، يشبه نظام كوريا الشمالية ولا علاقة له بالعلمانية. وكون الأسد لا يتبنى الفكر الديني لا يعني أنه علماني، بل فيه الكثير من الطائفية المقيتة، من حيث حكر المناصب والمنافع على المقربين منه من المنتمين للطائفة العلوية. والعلمانية، كجزء من الفكر الليبرالي، الواسع تقوم على احترام الحريات في حين يحكم سوريا نظام أمني…
آراء
الثلاثاء ٠٥ مارس ٢٠١٣
حسنا فعلت إمارة منطقة القصيم حين التقى نائب الأمير عددا من المشائخ والأعيان، وكان لقاء شفافا وصريحا كما وصفه أحد الحضور، وأكد أن الأمير وعدهم خيرا بعد تقديم كل مطالبهم خطيا، وكما هو معلوم فإن اللقاء تم على خلفية احتجاز عدد من الأشخاص، رجالا ونساء، إثر اعتصامهم الذي يعتبر مخالفة لنظام الدولة، وبعد فشل محاولات الجهات المختصة في إقناعهم بالتراجع وانهاء الاعتصام. نقول إن الإمارة أحسنت صنعا بهذه الخطوة، ولكن هل هي كافية إزاء قضية كهذه؟؟ دعونا أولا نقول إن هامش الحرية ومساحة الوضوح وحيز المصارحة في نقاش كل ما يتعلق بالشأن الوطني أصبح في المرحلة الأخيرة متجاوزا لحجم الحساسية المبالغ فيه سابقا دونما أسباب موضوعية، وأن تلك الحساسية أضرتنا ولم تنفعنا من حيث أنها سمحت للآخرين بالتخمين ونسج الأسباب والحيثيات والمجريات غير الواقعية أحيانالكثيرمن قضايانا المحلية. كما أن وعي المجتمع السعودي تجاه معظم الشؤون قد ارتفع كثيرا، ومنها الشأن السياسي، كنتيجة لارتفاع مستوى الثقافة العامة والانفتاح الاعلامي الذي لم يعد بإمكان أحد محاصرته، وبالتالي فالمواطن يحتاج إلى معرفة المعلومة وتفاصيلها من الداخل، ومن الجهات المتخصصة، لأن ذلك أفضل بكثير من استقائها من غير مصادرها، ولأن التحفظ عليها داخليا سيجعل المواطن في مواجهة المعلومة القادمة من الخارج، وحين تكون هذه المعلومة حاضرة وحدها فإنه ستكون مؤثرة عليه، بغض النظر عن…
آراء
الثلاثاء ٠٥ مارس ٢٠١٣
يعيش العراق حاله عدم الاستقرار السياسي منذ اكثر من عقد، وقد انعكس ذلك على الداخل العراقي وعلى علاقات العراق الخليجية والعربية والاقليمية، ورغم تحسن الوضع الامني وانعقاد القمة العربية في بغداد في نهاية شهر مارس 2012م ، الا ان الوضع الداخلي لا يزال متشنجا بسبب تجاهل الحكومة الحالية لمطالب السنة وكل من يختلف معها ، كما ان علاقات العراق تدهورت حتى مع سوريا بعد تفجيرات (اغسطس 2009م) وكذلك مع الجارة الشمالية تركيا كما ان اقليم كردستان يظل (دولة امر واقع) وحتى اشعار آخر . ولعل اخطر ما انتجه الاحتلال الامريكي للعراق وسقوط بغداد في التاسع من ابريل 2003م مرورا بتوقيع الاتفاقية الامنية مع امريكا في نوفمبر 2008م ، وانتهاء باكتمال الانسحاب الامريكي من العراق في ديسمبر 2011م ، هو تزايد النفوذ الايراني في العراق بل وسيطرته على القرار السياسي، ولم يعد الحديث يدور حول التغلغل إلايراني في العراق أو عدمه بل انتقل إلى البحث عن تقدير حجم هذا الامتداد ومدى تأثيره السلبي ليس فقط على الأوضاع العراقية بل وعلى دول الجوار، وسط صمت امريكي وممارسة سياسة (غض الطرف) والاعتراف احيانا بزخم هذا الدور وحقيقة اختراقه للداخل العراقي خاصة وان الأهداف الاستراتيجية التي تتوخى إيران تحقيقها في العراق كثيرة وبالتالي فإن «استقرار العراق قد لا يخدم المصالح الإيرانية بالضرورة». وبعد انتشار…
آراء
الثلاثاء ٠٥ مارس ٢٠١٣
كثيراً ما تلتقي بشخص تحس بهالة تحيط به أو تراها في وجهه، يسميها بعضهم نور الإيمان، ويسميها البعض الطاقة الإيجابية، ويسميها آخرون السماحة والبشاشة، وبالتعبير «البلدي» تحس بأن الرجل قد «دخل قلبك»، كما يقال، وجه وضّاء، وابتسامة طيبة، تشعر بتلك الحالة من الارتياح غير المبرر، ويدهمك ذلك الشعور الذي أفقدتك إياه الفتن المتلاحقة، وهو شعور بأن الدنيا لاتزال بخير. بفضولك الصحافي«الطفولي» القططي - سمّه ما شئت - تسأل عن الرجل، بعد أن ينصرف، فتأتيك إجابة الجموع: ما عليك منه ما بينفعك، هذا موظف! أي قسوة! أو يأتيك جواب من أبله آخر: هذا «هامور» بس ما يساعد حد! ثم يتحذلق آخر ويعطيك نظرة الفاهم للأمور قبل أن يقول من طرف خشمه: هو سليل عائلة كانت على خير كبير، لكنهم خسروه في الأسهم، الآن «ما يسوون شي»، أو ربما خرج أحد علماء الإدارة الجدد، وما أكثرهم، ليعطيك نصيحة ذهبية: هذا واحد ما ينفع، ما عنده شيء اسمه واسطة، ما يخدم حد! إذاً المعادلة الاجتماعية الجديدة لدينا تقول إن الرجل إذا لم يكن مفيداً لك «كواسطة»، أو درجة لك في سلمك الوظيفي والحياتي، أو صندوق أمانات وتمويل تلجأ إليه لدى نوائب الدهر، أو هامة اجتماعية يشار إليك كـ«مقرب» منه فهو لا يستحق أن تمنحه وقتك أو عواطفك، بل ويحق لك التمنن عليه بأنك…
آراء
الثلاثاء ٠٥ مارس ٢٠١٣
ـ 1 المكان هو أنت .. وأنت هو المكان، تتقاربان إن باعدكما الزمان .. لا يفصلك عنه شيء، هو الذاكرة والأحبة، وهو الجموح والطموح والجنون، هو الكل يحتوي ما بين ضفتيه الأجزاء .. يسقيها فتنمو، يعانقها فتهيم، ولا يتوقف الهوى. ـ 2 أن تكون جزءاً من مجموع فأنت تنتمي، وأن تكون جزءاً من أسرة فأنت تنتمي .. وأن تكون جزءاً من وطن فأنت تنتمي، وهو انتماء أكبر يتجذر فيك حتى تغدوان واحداً، يسري فيكما نسغ يستمد ديمومته من حالة عشق تتماهى فيك وتعطيك الوهج الذي تحب. ـ 3 أن تنتمي، فأنت تتنفس هواء تحب، وترى مشهداً تحب، وتغني كما يغني المكان .. تعشق أمسه ويومه، وتثملك صورُ تنوعه وتباين شخوصه، لكنهم جميعاً يلتقون في نقطة واحدة لا يحيدون عنها، تتمركز في مكان ينتمون إليه، تتمركز في وطن لا يفارق القلوب ولا يغادر الأمنيات. ـ 4 أن تنتمي، فالعقل ينتمي أيضاً، يشد العاطفة والنبض معه ليحط الركب في مساحات كم تلوعتَ بها، فباتت تعرّش في أعماقك. ـ 5 أن تنتمي، فخلاياك تسبقك إلى حيث انتمائك، وأنهار شوقك لا تهدأ وهي تتدفق لتصبح رافداً يصب في بحر المكان. ـ 6 أن تنتمي، فأنت تسهم في صناعة غد يحلم به الجميع، يرتحلون بخيالاتهم إليه فيرسمون أجمل حكايات يمكن لها أن تكون، يبنون ويزركشون…
آراء
الإثنين ٠٤ مارس ٢٠١٣
عندما تسأل غالبية العراقيين عن أوضاع بلادهم، يأتيك الرد بنبرة حزن: «ليست بخير طالما نوري المالكي يمارس الطائفية والعنصرية، ويعمل على تصفية الحسابات، مع غياب العدالة الاجتماعية، وتزايد المحسوبية ونسب الفقر والبطالة، إضافة إلى تدخل إيران في شؤوننا». شعارات ولافتات عدة ترفعها المدن والمحافظات العراقية في الفترة الأخيرة لمواجهة حكومة المالكي، مثل: «العراق أولاً» و«قادمون يا بغداد» ونحو «إسقاط حكومة إيران في بغداد»، بعد أن نفد صبرها، وفاض الكيل بها وفقدت الثقة بالحكومة جراء سياسات طائفية لا تفكر في العراق بقدر ما تفكر في رضا طهران. في البلاد العربية لا يعد المالكي الصنم الأول الذي تصنعه وتروّج له بشعارات كاذبة، فتكتشف متأخراً بعد أن يجلس على كرسي السلطة كذب شعاراته وزيف مبادئه ما يحتاج من الشعوب إلى تصحيح الأوضاع وتحطيم الصنم! رئيس الوزراء العراقي الحالي لم يصل إلى السلطة على الأقل في الانتخابات الأخيرة، وإنما عبر التفاهم السري بين واشنطن وطهران! والمالكي لم يواجه صداماً آنذاك من الداخل كما فعل غيره، بل فرّ إلى إيران ثم سورية، ثم عاد إلى بغداد عبر سورية على ظهر دبابة أميركية في عام 2003. وفي انتخابات 2010 رفض المالكي تسليم السلطة، وعض عليها بالنواجذ، على رغم فوز ائتلاف «العراقية» الذي يتزعمه إياد علاوي. وخلال الثورات العربية لكنس الحكومات المستبدة ظهر مؤيداً لها في تونس…
آراء
الإثنين ٠٤ مارس ٢٠١٣
كلما غرقت الشمس في مياه الخليج الدافئة، وفاضت الأنوار من المباني الزجاجية الشاهقة/الشامخة، أدركت أن الليل في أبوظبي أجمل من أيّ ليلٍ في مدينةٍ أخرى. وأبوظبي مدينةٌ يصعب على المرء اكتشافها بسرعة، فهي تشبه ـ في مفاجآتها وأسرارها ـ علب الهدايا الكلاسيكية: علبةٌ داخل علبة، وكلما فتحتَ علبةً وجدت في داخلها علبةً أخرى. يقول أحد أصدقائي الكويتيين ـ ممن أدمنوا سحر أبوظبي ـ إنه يكتشف في كل زيارة، أن ما يعرفه عنها قليل جدًا، مع أنه كثير جدًا، لم أستغرب ذلك منه، فكل من زار هذه المدينة نشأت بينه وبينها علاقة حبٍ خاصة. ينقل الكاتب د.يوسف الحسن في كتابه «ذاكرة الأمكنة»، الصادر عن مركز الخليج للدراسات نثرًا للشاعر الراحل نزار قباني، يتغزل فيه بمدينة أبوظبي، ومن بين ما قاله «أعترف لكم، أن أبوظبي لم تحاول تفتيش ملابسي، أو تقرأ أوراقي، أو تغسل دماغي، وإنما تصرفت معي بمنتهى الحضارة، وتركتني أصرخ بحرية، كما لو كنت أصرخ في هايد بارك كورنر في لندن، الله.. كم أنا سعيد بأبوظبي، وما أروع أن تصبح المدن العربية الأخرى مثل أبوظبي، إذًا، لانحلت كل مشكلات الشعر العربي، وذابت كل أحزان الإنسان العربي». وفي هذه الأيام تحتفل الإمارات ـ من أقصاها إلى أقصاها ـ بتاريخ قصر الحصن، هذا القصر، الذي يعطي إحساساً لمشاهديه بقوة وتماسك ووحدة البيت…
آراء
الإثنين ٠٤ مارس ٢٠١٣
في علم الإدارة هناك نظرية مهمة تثبتها عشرات الدراسات تقول إن (الثناء الإيجابي عند الإنجاز، والسكوت عند الإخفاق)، أفضل من (السكوت عند الإنجاز والإخفاق)، وأفضل من (الثناء الإيجابي عند الإنجاز، والنقد عند الإخفاق)، وأفضل من (النقد فقط عند الإخفاق). لهذا طالبت في مقالي الأسبوع الماضي "تويتر..بين جلد الذات وحب الوطن" بروح إيجابية أفضل في التعامل مع القضايا المحلية، وإيجاد توازن بين النقد وبين الإيجابية، لأن مصلحة الوطن تقتضي ذلك. ولكنني في آخر المقال أكدت أن المؤسسات الحكومية أحيانا تكون هي مسؤولة عما يحصل، وذلك لتقصيرها في التواصل مع الجمهور بشكل سريع و"شخصي" وذكي يتوافق مع متطلبات الاتصال المؤسساتي في عصر الشبكات الاجتماعية والإعلام الرقمي. نحن الآن في زمن مختلف عما كانت عليه الأمور قبل عدة سنوات، والمؤسسة الحكومية التي لا تنزل إلى الجمهور وتتحدث معه بلغته وتوضح الحقائق بسرعة وشفافية وتقدير لذكاء الجمهور غير العادي فهي بذلك تسمح لـ"السلبيين" بأن يمرروا رسائلهم أيا كانت نواياهم، وتصبح المؤسسة الحكومية مسؤولة أيضا عن الظاهرة. قبل أسابيع قال لي أحد المسؤولين الكبار إن النقد على تويتر يظلم المؤسسات الحكومية ويقلل من جهودها، وضرب أمثلة، فقلت له: هل خرجت تلك الوزارات وأخبرت الجمهور بذلك؟ قال لي إن الوزارة الفلانية أصدرت تصريحا بعد أيام يوضح الحقائق ونشر في الصحف، فأجبته بالعبارة الإنجليزية المشهورة: "Too Little,…
آراء
الإثنين ٠٤ مارس ٢٠١٣
في البرنامج (الساخن)، ياهلا، مع (البارد) الهادئ الصديق، علي العلياني، يتداخل وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية، نافيا، ومن ثم مزهوا بإنجازين: في الأولى ينفي بشكل قاطع صحة بحث علمي إحصائي يضع الوزارة على رأس قضايا الفساد الوطني وسينشر هذا البحث (اليوم) في ندوة متخصصة، وفي الثانية، يتحدث مزهوا أن وزارة الشؤون البلدية تتربع على قائمة الإنجاز الوطني من حيث حجم إنجاز المشاريع. استمعت لسعادة وكيل الوزارة ثم خرجت باطمئنان على تأكيد قناعاتي المسبقة أن أولى كوارثنا ليس إلا بعض المسؤولين الذين يتحولون إلى أسطوانة تبرير أو إلى (كحل حجري) يطفئ مع الزمن قدرة (العيون) على تمييز الألوان. مسؤولون يفتقدون للفهم التلقائي لطبيعة الوظيفة التنفيذية العليا، بحكم أن الوظيفة، افتراضا، مسؤولية رقابية على من تحته من آلاف الموظفين. هو على النقيض، يبث فيهم رسالة خاطئة. سأناقش مع المسؤول (أسطوانة الدفاع والتبرير) حول قضيتي الفساد والمشاريع. في الأولى، يجنح بي الخيال إلى (مداخلة) افتراضية لذات المسؤول: ماذا لو أنه قال إننا سنأخذ هذا البحث القادم على محمل الجد وسنعطيه أهمية قصوى وسندرسه (منهجيا) ومعياريا وسنتعامل مع هذا البحث على أنه برهان ثابت حتى يثبت لنا العكس، ماذا لو قال سعادة المسؤول في مداخلته: إنني أحترم من الآن هذا البحث حتى قبل أن يصدر لأن هذا البحث لا يؤكد شيئا بأكثر من قناعات…
آراء
الأحد ٠٣ مارس ٢٠١٣
أظهر فيديو قوات عراقية تعبر الحدود السورية إلى مدينة اليعربية، شمال شرقي سوريا. وبعد صمت دام نحو أربع وعشرين ساعة اعترفت الحكومة العراقية، لكنها قالت إن الحرب على الحدود طالت مناطق عراقية، وهذا عذر غير مقنع بحكم أن القتال دار في اليعربية نفسها، وهي المنفذ الذي يهرب منه العراق صادراته وصادرات إيران لمساعدة القوات السورية. إن ذلك يعيد للذاكرة ما كان يفعله الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين عندما أرسل قواته لإيران بحجة الخلاف الحدودي وتأمين سلامة الأراضي العراقية، ثم أرسل قواته لاحتلال الكويت. دخول قوات المالكي وسّع الحرب في سوريا، من حرب بالوكالة إلى حرب مباشرة، لمساندة قوات نظام الأسد الذي يعيش منذ عشرين شهرا في محنة خطيرة! صارت في المنطقة حرب تكبر على التراب السوري؛ جيش الأسد بكامل قطاعاته وقواته الأمنية وميليشياته، تسانده قوات من إيران، وآلاف من مقاتلي حزب الله من لبنان، إضافة إلى خبراء ومستشارين روس. وباقتحام قوات المالكي الحدود لمساندة قوات الأسد للاحتفاظ بمدينة اليعربية الحدودية صرنا أمام حرب إقليمية كبرى، انضم إليها أخيرا رئيس وزراء العراق نوري المالكي، الذي كثف من تبريراته خلال الأيام الماضية متعهدا بأنه لن يسمح بسقوط نظام الأسد، وأنه أبلغ الأميركيين بأن نظام الأسد في سوريا لن يسقط. هذه القوى المتطرفة، إيران والعراق وحزب الله، تجتمع لأول مرة في حرب كهذه!..…
آراء
الأحد ٠٣ مارس ٢٠١٣
أيام معدودات ويدخل فصل «الربيع» رسمياً إلى الإمارات مرة أخرى، سيدخل فصل الربيع بعلاماته المميزة حيث تتفتح الزهور، ويكون الجو صحواً، وتبدأ الثمار في النضوج، ويشاهد العابرون على درب «دبي ـ الشارقه» قوس قزح نازلاً من السماء ومختفياً خلف «مركز صحارى»، سنسمع الكثير من أصوات الطيور الجميلة، وسيخرج الأطفال إلى الحدائق، في الربيع لدينا، تماماً كما كنا نراه في كتب المدرسة لا نحتاج إلى تشغيل الدفاية ولا المكيفات لأنه الربيع! حسناً لا داعي لإخراج هذه الأصوات القبيحة! سأعترف.. نحن لا نعرف أصلاً ما الربيع! لدينا صيف وصيف وصيف وشتاء، هذه حكمة الباري، لكن من قال إننا لسنا سعداء بهذا؟ ومن قال إننا فعلاً نموت حرقة على رؤية «قوس قزح» لكي نبحث عن الكنز المختبئ في الغيمة التي في نهايته، أصلاً مرة واحد من ربعي المطاوعة قالي: حرام تقول قوس قزح! --- لا أستطيع أن أنكر أنني كنت سعيداً وأنا أسمع الزميل محد كريشان يعلن «هروب بن علي من تونس»، ولا أكذب فأقول إنني لم أكن متفائلاً حين دخل الثوار إلى طرابلس، ورقصت فرحاً وأنا أستمع لخطاب سيئ الذكر «عمر سليمان»، وبكيت فخراً وأنا أشاهد الشام تنتفض، وما أدراك ما الشام! لكن.. ثم ماذا؟! لا أطرق الموضوع سياسياً أو فكرياً، لكن أدبياً وإبداعياً فقط، كنت أتابع ذلك الكم الكبير من أدباء…