علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

أسئلة بريئة لوكيل الوزارة

آراء

في البرنامج (الساخن)، ياهلا، مع (البارد) الهادئ الصديق، علي العلياني، يتداخل وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية، نافيا، ومن ثم مزهوا بإنجازين: في الأولى ينفي بشكل قاطع صحة بحث علمي إحصائي يضع الوزارة على رأس قضايا الفساد الوطني وسينشر هذا البحث (اليوم) في ندوة متخصصة، وفي الثانية، يتحدث مزهوا أن وزارة الشؤون البلدية تتربع على قائمة الإنجاز الوطني من حيث حجم إنجاز المشاريع.

استمعت لسعادة وكيل الوزارة ثم خرجت باطمئنان على تأكيد قناعاتي المسبقة أن أولى كوارثنا ليس إلا بعض المسؤولين الذين يتحولون إلى أسطوانة تبرير أو إلى (كحل حجري) يطفئ مع الزمن قدرة (العيون) على تمييز الألوان.

مسؤولون يفتقدون للفهم التلقائي لطبيعة الوظيفة التنفيذية العليا، بحكم أن الوظيفة، افتراضا، مسؤولية رقابية على من تحته من آلاف الموظفين. هو على النقيض، يبث فيهم رسالة خاطئة. سأناقش مع المسؤول (أسطوانة الدفاع والتبرير) حول قضيتي الفساد والمشاريع. في الأولى، يجنح بي الخيال إلى (مداخلة) افتراضية لذات المسؤول: ماذا لو أنه قال إننا سنأخذ هذا البحث القادم على محمل الجد وسنعطيه أهمية قصوى وسندرسه (منهجيا) ومعياريا وسنتعامل مع هذا البحث على أنه برهان ثابت حتى يثبت لنا العكس، ماذا لو قال سعادة المسؤول في مداخلته: إنني أحترم من الآن هذا البحث حتى قبل أن يصدر لأن هذا البحث لا يؤكد شيئا بأكثر من قناعات الجمهور التي ستجيب حتى ولو لم تقرأ البحث أن البلديات على رأس القائمة وقد تكون هذه حقيقة مثلما قد تكون مجرد انطباعات وهمية. أما عن الإنجازات التي تتحدث عنها سعادة الوكيل فقد (آن لي أن أمد قلمي حتى جفاف الحبر) قد لا أعلم الكثير عن (مدنكم) أيها القراء الكرام ولكنني أعلم، وبامتياز قصة مدينتي مع المشاريع البلدية في سنوات الطفرة الثلاث الأخيرة. هل أكتب عن النفق (الفضيحة) أم عن الكوبري (المعطل) على الحزام، أم أكتب عن مبنى الأمانة نفسه الذي يدخل اليوم عامه التاسع عظما بلا لحم.

نحن لم نعد ـ سعادة الوكيل ـ نعيش زمن التصريح والمؤتمر الصحفي. نحن نعيش في زمن الصورة (الجوجلية) التي تكشف الأرض بمدنها من الفضاء لتكتشف الفرق بين لحظتين. نحن نعيش عصر (التغريدة) التي يقول فيها المواطن رأيه الحر الصريح في مئة وأربعين حرفا ينسف فيها تصريح المسؤول الذي اعتاد على مئة وأربعين كلمة.

سؤالي لسعادة الوكيل: هل جئت إلى مدينتنا من قبل؟ سؤالي البريء من بعد: عن أي مدن تتحدث؟

المصدر: الوطن أون لاين