آراء
الثلاثاء ٢٦ فبراير ٢٠١٣
تعقدتَ من نتائج نادي فريجكم، خلال الموسم الحالي، وحالة الهابط الصاعد التي يعيشها منذ عشر سنوات، لذا فقد أصبح انتقادك لمجلس إدارة ناديك دائماً ودعوتك لحل رابطة مشجعيه وإدارته التنفيذية مطلباً يومياً، أصبحت تطلق النكات عليه باستمرار، وتستخدم الفانيلات التي تحمل شعاره لتنظيف طوس الكروم الخاصة بسيارتك.. لكن بمجرد أن تسمع أن مشجعاً لنادي الفريج الآخر، الذي لا يبعد عن ناديك سوى ثلاثة كيلومترات ومائتين وثلاثة وعشرين متراً تماماً قد «تمصخر» على نادي فريجكم، تحس بأن دمك يغلي وتقوم الرغبة في تعليقه من رجليه على أسوار القلعة الواقعة أمام ناديه.. رغم أنه لم يقل في ناديك عُشر ما قلته أنت فيه! تنتقد بعض الإجراءات التخطيطية والتنظيمية في مدينتك، وتغرد منتقداً، و«تحط» على المسؤولين في المجالس، وتصبح بوقاً دائماً للاحتجاجات على سياسات التخطيط والمرور والبلدية والكهرباء والصحة في المدينة، لكن بمجرد أن يأتي شخص من خارج مدينتك، ويلقي تعليقاً سيئاً عنها تتحول إلى النقيض وتبدأ بمحاضرة تاريخية وثقافية طويلة، وتكتشف فجأة أنك لكثرة معرفتك بكوامن الضعف والخلل، فأنت الأقدر على الدفاع عنها وتفنيد كل ما تعتقد أنه يسيء إليها. وسع الدائرة قليلاً، ودعها تشمل الوطن الأصغر والأكبر والعقيدة والمذهب والدين.. أو ضيقها أكثر إن شئت لتشمل قبيلتك وعائلتك وأبناءك.. وملاكك الجميل الذي يتحول في لحظات الغضب إلى شيطان! سترى أنك دائماً…
آراء
الثلاثاء ٢٦ فبراير ٢٠١٣
أمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أدت القسم ثلاثون امرأة كأعضاء كاملات العضوية يدخلن مجلس الشورى لأول مرة في تاريخ البلاد، ويأتي ذلك ضمن رؤية إصلاحية وتطويرية شاملة يتبناها الملك منذ أمد ويسعى لتحقيقها بوعي وشمولية وتكامل. أصدر الملك الكثير من القرارات لإعادة ترتيب بيت الحكم وتطوير مؤسسات الدولة منذ إصداره لنظام هيئة البيعة والقرارات التي لم تزل تتوالى مؤخرا، والتي هدفها تجديد الدولة وتشبيبها، تلك القرارات التي تكرم السابق لماضيه وتمنح الفرصة للشاب لخدمة بلاده ووطنه، وكذلك عبر مشاريع كبرى أطلقها، وقد جنى المجتمع ثمار بعضها، وبعضها استراتيجي سيشهدون أثره لاحقا، كمشروعه لتطوير القضاء ومشروعه لتطوير التعليم ومشروعه للابتعاث الخارجي، ومشروعه للإسكان، وأهم من هذا أنه قاد بلاده باقتدار إلى اقتصاد ناجح أوصلها إلى ميزانيات تاريخية. ذكرت بما سبق لغير المتابع للشأن السعودي وكذلك لاستحضاره كسياق عند قراءة خطاب الملك في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة السادسة لمجلس الشورى في أول دورة تشارك فيها المرأة، وهو تحدث بصراحة معهودة منه وإصلاح كان هو رافع شعاره منذ البدء وتطوير واعٍ ومتدرج لبلاده، مستحضرا مشكلاتها الحقيقية والواقع الذي تعيشه المنطقة وصراعات الأفكار والسياسة. تحدث الملك عن رؤيته السياسية لبلاده بكلام بليغ في إيجازه وشامل في اختصاره، وذلك عندما تحدث عن «تفعيل أعمال المجلس»، وهو ما يعني…
آراء
الثلاثاء ٢٦ فبراير ٢٠١٣
لم تنتظر ايران كثيرا لاستغلال الفرصة التاريخية التى سنحت بعد الربيع التونسي لتوثيق علاقاتها مع تونس الجديدة ففي اقل من عامين نجحت ايران في توقيع 16 اتفاقية اقتصادية وثقافية وفنية وتعليمية وإعلامية، واستضافت اسبوعا ثقافيا في طهران ، بل وأصدرت في 6 فبراير 2013م قرارا من جانب واحد يقضي بإلغاء التأشيرات عن التوانسة الراغبين في زيارة ايران . كانت الزيارة الأهم في 24 فبراير 2012م حيث قام وزير الخارجية الايراني علي صالحي بزيارة تونس والتقى بالرئيس التونسي المنصف المرزوقي ورئيس الوزراء ووزير الخارجية التونسي وحرص على لقاء الشيخ راشد الغنوشي ،واصفا علاقات ايران مع السلطات الجديدة في تونس بأنها "على أحسن ما يرام" داعيا إلى "رفع مستوى المبادلات التجارية والاقتصادية" بين البلدين وفي لقائه مع وزﯾر التجارة والصناعات التقليدية التونسي آنذاك البشير الزعفوري أكد صالحي " ان الحكومة الايرانية منحت المستثمرين الايرانيين في تونس تمويلا ائتمانيا بمبلغ 100 مليون يوريو لتشجيعهم على الاستثمار في قطاع الفوسفات التونسية". ولم توفر ايران استخدام "دبلوماسية السينما" لتوثيق العلاقات مع الشعب التونسي ، حيث افتتح الوزير الايراني بحضور نظيره التونسي " اسبوع السينما الايرانية" وسط اقبال جيد من الشعب التونسي . كما لم تنتظر ايران كثيرا لاستغلال الاوضاع الاقتصادية الصعبة التى تمر بها تونس ولو على حساب احراجها دوليا ففي 19/7/2012م قام وزير الصناعة…
آراء
الثلاثاء ٢٦ فبراير ٢٠١٣
عندما سُئل عبدالرحمن الراشد لماذا لا يوجد لديك حساب في تويتر قال عملي في العربية يمنعني من المصارعة في تويتر، هكذا وصف الراشد تويتر وهو الذي اشتهر بدقة اختياره للمفردات، رغم انتشار لغة السباب والشتم والتخوين التي اشتهر بها تويتر في السعودية إلا أنه من ناحية أخرى ساهم في رفع ذائقة السعوديين في اختيار الكلام الجميل والعبارات المنمقة الرومانسية وغير الرومانسية وصارت الصحف الورقية تتهافت على تويتر لنقل أعذب التغريدات من عبارات وجمل. وصار هناك مغردون كثيرون رسالتهم الأولى نشر الكلام الجميل وهذه نعمة ليس بعدها نعمة. عندي يقين أن تويتر سيعود للتغريد في سماء المملكة بطائره الجميل وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، نحن شعب عاطفي سريع الغضب سريع الرضا، حاد الرؤية جبلته عليها ثقافة أبوية لا ترى إلا من ثقب واحد يراها في بيته ويتعلمها في مدرسته ويسمعها في مسجده. ثقافة الاختلاف لا توجد في أي من قواميسنا فنهتز ونضطرب ونهيج لهذا الاختلاف الذي نعتقد أنه يُلاك ضدنا وضدنا وحدنا وأحياناً نعتقد أنه سيفقدنا مكاسب ملكنا وحدنا وهو في الواقع لا يتعدى أنه شيء مختلف فقط ونحن الذين لم نعتد على الخلاف. أتى تويتر فشرع أبواب الاختلاف على مصراعيها فشحنت الأنفس وثارت الأعصاب التي اعتادت على النغمة الواحدة وعلى نسمة الريح الواحدة فأتت…
آراء
الثلاثاء ٢٦ فبراير ٢٠١٣
يتساءل جبران خليل جبران في إحدى قصائده متجاوزاً النظرة التي تعودتها الأهرامات إلى ما هو أعمق فيقول: "أكل هذه الأنفس الهلكى غداً، تبني لفانٍ جدثاً مخلداً". اليوم ونحن نشهد أصواتاً تطالب بهدم الأهرامات يعود السؤال يطرح وتعود القضية هذه المرة لا لتشمل كل تلك "الأنفس الهلكى" التي خلدت حضارة عريقة وتاريخ عظيماً فقط وإنما لتضم إليها أنفساً هلكت وتهلك كل يوم وستهلك غداً أيضاً. هي جموع على تباين توجهاتها واختلاف قناعاتها إلا أن ما يوحدها هو حقها في هذا الارث الوطني والملكية الحضارية العامة. يختفي تمثال لعميد الأدب طه حسين في المنيا المصرية فيعد وزير الثقافة محمد صابر عرب بصب آخر من البرونز، يتبعه قطع رأس تمثال العملاق أبو العلاء المعري في إدلب السورية فيعبر كثيرون عن استنكارهم وبغض النظرعن كون التمثالين لأديبين عملاقين كلاهما كان فاقداً لنعمة البصر وهي أول نقطة أثارت اهتمامي مع أن الأمر قد لا يكون ذا صلة تذكر، وبعيداً عن تساؤلات تتعلق بمصير "الربيع العربي" والمنعطفات التي تسلكها مجريات الأحداث وبعيداً عن الفتاوى الدينية أوما يتعلق بوجهات نظر طائفية، لا يبقى غير الجانب الثقافي الأدبي بعد أن سقط الوجه الإنساني أيضاً من حسابات المعادلة. ترى هل تدرك اليد المتجنية العلاقة الطريفة التي تربطهما إذ إن نحات تمثال المعري هو الفنان فتحي محمد الذي نصحه الأديب…
آراء
الإثنين ٢٥ فبراير ٢٠١٣
أصبح ملاحظا وبشكل كبير عند قراءة السجالات التي تدور بين المتخاصمين السياسيين في الدول التي عاشت ما يعرف بالربيع العربي، أن هناك اتهاما متزايدا بأن جماعة تحاول "أخونة" النظام، في وقت نجد أن البعض الآخر ـ ممن يعيش بيننا ـ يردد دون تردد أكذوبة أن الإعلام يحاول "لبرلة" المجتمع، في وقت يعلم المراقب المحايد أن المجتمعات بصرف النظر عن آليات حكمها تبنى في الأساس من خلال القناعة العامة للأغلبية التي على أساسها تتكون النظم الإدارية التي تضع التشريعات والقوانين. عندما يفوز الإخوان المسلمون في مصر بالأغلبية وبالرئاسة، فهذا ـ في ظل مجتمع ـ يعني أن الأغلبية ترى بأن قناعات هذه الجماعة تتماشى مع رغباتهم وطموحاتهم لمجتمعهم، وهو تماما الاتهام الذي كان سيطال لو كانت الأغلبية في يد اللبراليين مثلا أو السلفيين أو حتى القوميين. يقال بأن المنتصر هو دائما من يكتب التاريخ، وأقول إن المنتصر ـ في مجتمع مازال جديدا على فكرة تقبل الاختلاف ـ هو أيضا لا بد أن يمر بمرحلة مخاض فهم حقيقة اللعبة السياسية والتعايش معها وبلورتها، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. وفي المقابل، لا أعلم لماذا يرى البعض دعوات الإصلاح والتمدن والانتقال بمجتمعنا للقرن الواحد والعشرين على أنها دعوة لـ"لبرلة" المجتمع، واعتبار ذلك خروجا على الأسس التي بني عليها المجتمع، وهي نظرة…
آراء
الإثنين ٢٥ فبراير ٢٠١٣
كنتُ أتأمل ابتسامة صغيرتنا "رهام" المشرقة في كل تلك الصور الجميلة التي نشرتها الصحف؛ وفي المقاطع المصورة وهي تطلب منّا الدعاء ـ شفاها الرحمن وألبسها ثوب العافية ـ وفي كل مرة أتأمل ابتسامتها أتخيل أني أحتضنها كابنتي وأتساءل: لو كنتِ يا صغيرتي تُدركين ما ألم بك! لو كنتِ تعرفين أن حياتك باتت على كفّ عفريت "الإيدز" الذي نقلته لك كفاءات وزارة معنية بصحة المواطنين لا بإمراضهم، لو كنتِ تعرفين كيف بات قلبا أمك وأبيك الآن متوجعين وهما يريان زهرتهما تعاني بلاءا خطيرا سيغير كل طقوس حياتهما!! لو تدركين كل ذلك هل كنتِ ابتسمت في وجهه وأنت تأخذين الهدية الرخيصة جدا أمام ما تعانينه! تُراكِ هل ابتسمتِ في تلك الصورة البريئة التي أسعدك نشرها؟ تراكِ هل أخذت الهدية المتواضعة جدا أمام ما ألم بكِ حبيبتي الصغيرة!؟ أتراه العوز يصل إلى هذا الحد من الوجع كي يجعل من أمنيات صغيرة هامشية كـ"الآيباد" سببا لتحمل بلاء كـ"الإيدز" يتسبب به إهمال مسؤولين عن صحة الإنسان في هذا البلد العظيم في موارده وإنسانه! يا الله لو كانوا اهتموا بتلك الأجهزة المعنية التي تصنع فارق الحياة والموت في أجسادنا كما يهتمون بما يرتدونه من ملابس وأحذية وساعات ذات علامات عالمية ثمنها أضعاف مضاعفة لقيمة ذلك "الآيباد" الذي أسعد قلبك يا صغيرتي! لكنها هي أحلام البسطاء أحيانا…
آراء
الإثنين ٢٥ فبراير ٢٠١٣
في السنوات الأخيرة، حصل تغير جذري في ديناميكية الرأي العام، فبينما كان الرأي العام بطيء التكون والتغيير، يتجذر عميقا ويشمل القضايا الكبرى فقط، مع إمكانية التحكم به وتشكيله من خلال المؤسسات الإعلامية؛ فإنه اليوم تحول ليصبح "لحظيا" في تكونه، يتغير على مدار اليوم، ويتناول كل التفاصيل، وهو خارج عن التحكم تماما من أي جهة. مثل هذا التغير معناه بالضبط أننا نعيش في عالم مختلف، لم يعتده الإعلاميون والمثقفون والسياسيون من قبل، وبقدر ما تسهم الشبكات الاجتماعية في هذا التموج السريع والهائل، الذي يجعل المجتمع بأسره كالبحر في حركته، فإن الأمواج تترك على الشاطئ عندما تضربه بقايا ما تحمله في رحلتها، ولذا قد ينسى الجمهور القضية ولكن تبقى آثارها في أعماقهم، بشكل لا يمكن معه تجاهل النقاشات اليومية التي تحصل على الشبكات الاجتماعية، وعلى رأسها "تويتر". كثير من الناس سعيد بالقدرة على التغيير والضغط على المسؤولين والمؤسسات الحكومية والخاصة من خلال "تويتر"، فبعد أن كان التواصل مع المؤسسات يأخذ وقتا وإجراءات بيروقراطية معقدة، صار يمكن توصيل رسالتك خلال لحظات، ليقف معك الجمهور من خلال "هاشتاق" وينطلق في معركته ضد خصمك بلا هوادة. ومن المؤكد أن كثيرا من الناس الذين يستخدمون "تويتر" بهذا الشكل ينطلقون من حبهم للوطن وإيمانهم بمستقبله ورغبتهم في أن يرونه الأفضل بين الأمم، ولكن هناك كثيرون في الحقيقة…
آراء
الإثنين ٢٥ فبراير ٢٠١٣
لا يمكن الكتابة عن لبنان من دون استحضار حالات الفرز السياسي و«المحاصصة» والطائفية، وخريطة التحالفات والانقسامات التي تذهب لخدمة مصالح غيره قبل مصالحه، وقبل ذلك الإمعان في تصريحات «تجار الحروب»! في دول عربية وغربية يحدث الخلاف والاختلاف مع السعودية، وهذا طبيعي، لكن الفارق يكون أكبر عندما يُستمرأ التطاول على الرياض في القاهرة أو في بيروت. في نيسان (أبريل) الماضي، قرعت الرياض الجرس عندما تطاول الشارع المصري عليها، متخذة موقفاً صارماً ترتّب عليه إغلاق سفارتها وقنصلياتها وسحب سفيرها وبعثتها الديبلوماسية. لكنها، في المقابل، صمتت ولم تفعل الشيء نفسه ضد لبنان، متجاوزة عن اتخاذ قرار يلجم المتطاولين ومن يقف وراءهم ويحرضهم ويدفع بهم لتشويه صورتها عبر شتمها والتشنيع بمواقفها. السؤال: لماذا لم يبرز رد فعل سياسي وإعلامي سعودي تجاه تطاول أطراف لبنانية على السعودية في مقابل بروزه ضد مصر؟ ولِمَ على السياسي السعودي مجاملة ساسة لبنان وملاطفة تياراته؟! ألا يُعد موقف الرياض كمن يكيل بمكيالين عند التعامل مع العاصمتين (القاهرة وبيروت)، مع الأولى جاد وحاد، ومع الثانية صامت وخافت؟ لو سُئلتُ: هل تقلل استماتة أطراف لبنانية في التطاول على السعودية؟ لأجبت: لا أرى في ذلك سوى محاولات عبثية تهدف للتأزيم وإبعاد الرياض عن لبنان وانفراد إيران به. كل تلك التطاولات الممنهجة لن تحطَّ من قَدْرِها ومكانتها عند بعض اللبنانيين قبل غيرهم، لكن…
آراء
الأحد ٢٤ فبراير ٢٠١٣
لا يحتاج المرء إلى كثير تأمل لملاحظة أن ما يحصل في المنطقة، بخاصة في أعقاب ثورات الربيع العربي، هو في المحصلة الأخيرة صراع على توازنات القوة فيها. ما معنى ذلك؟ معناه أن كل دولة تحاول، كل بطريقتها، التأثير في مجرى الأحداث وتداعياتها في المنطقة بما يخدم استراتيجيتها: أن تكون هي القوة المهيمنة على معادلة التوازنات، أو أن تفرض ثقلها ومصالحها كرقم صعب في هذه المعادلة، أو على الأقل أن تجعل لدورها ومصالحها حضوراً واعتباراً لدى الدول الأخرى من خلال توظيف عناصر القوة التي تمتلكها. إسرائيل، مثلاً، تخشى أن تؤدي تداعيات الربيع إلى الإخلال بالتفاهمات السياسية والتوازنات العسكرية التي حكمت الصراع طوال العقود الماضية، لذلك تعمل على دعم تفوقها النوعي عسكرياً على كل دول المشرق العربي مجتمعة، وهي تتمتع في ذلك بالتزام أميركي بأن تحتفظ بهذا التفوق. من جانبها، لا تتوقف إيران عن تطوير برنامجها النووي، ودعم ترسانتها العسكرية التقليدية، بخاصة منظومة الصواريخ الباليستية، وهدفها من ذلك فرض الدور الإقليمي الذي تطمح إليه على الجميع، وأن تكون الرقم الأصعب في أية ترتيبات إقليمية قد تفرضها الأحداث لاحقاً. الأزمة السورية دخلت مرحلة الجمود المدمر بسبب معادلة التوازنات هذه، فلا المعارضة قادرة على إسقاط النظام، ولا النظام قادر على حسم الصراع لمصلحته عسكرياً. والسبب الرئيس لذلك ليس أن الغرب، وأميركا خصوصاً، لا يرى…
آراء
الأحد ٢٤ فبراير ٢٠١٣
كل من قابلته حاول أن يجد عذرا للشيخ معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني السوري. فمنذ أن جرب الخروج عن النص المألوف عند المعارضة داعيا للتفاوض مع النظام، بشروط ميسرة، والنظام يعبث به وبمبادرته كما هو متوقع. قالوا: يبدو أن الخطيب يريد إرضاء الدول التي تلح في الحديث عن حل سلمي. وقال البعض: أراد الخطيب إحراج النظام. وهناك من يرى أنه كرئيس جديد قرر تقديم صورة جديدة مختلفة عن المعارضة لا تكتفي بصور القتل والقتال، وأنها معارضة تملك خيارات متعددة. وهناك من قال: ربما طرح الخطيب مبادرته إرضاء لبعض الدول الممولة التي هي نفسها قد تكون تعرضت لضغوط، بدليل السكوت في البداية عن مبادرته، ولو أن الرئيس السابق للائتلاف عبد الباسط سيدا طرحها لقامت الدنيا ضده. ما الخطأ في فتح خط سياسي والدخول في تفاوض سلمي؟ ممكن.. إنما لا بد أن يبنى ذلك على إحدى حالتين: الأولى إذا اقتنع الثوار بأن مشروع التغيير فشل، ووصلت ثورتهم لنقطة النهاية، وهم يريدون الآن الحصول على أي ثمن يمكن الخروج به مقابل إلقاء السلاح.. وهذا أمر غير صحيح، فالثوار يتقدمون بنجاح رغم أن الوقت طال والنظام لا يزال واقفا على قدميه. الحالة الثانية إذا كان الثوار وصلوا لمرحلة متقدمة جدا في إسقاط النظام، ويعتقدون أن النظام مستعد للرحيل بشروط معقولة تحقن الدماء.. وهذه أيضا…
آراء
الأحد ٢٤ فبراير ٢٠١٣
للمواطن العربي عُقد قديمة مع كلمة «تأشيرة» و«فيزا» أو «ويزه» كما يحب بعض مخضرمي الكفلاء الشواب نطقها، فهو دائماً يشعر بأنه يحمل «اثنين كيلو حشيش» في حقيبة سفره عند وقوفه أمام ضابط الجوازات الغربي، حتى وإن لم تكن حقيبته تحوي سوى ملابسه الشتوية وسجادته الشركية وكيلو عسل السدر المعبأ في زجاجة «فيمتو»، الذي تحلف عليه والدته أن يحمله لأوروبا اتقاء لحسد العيون الخضراء والزرقاء، شعور لا أعرف تماماً سببه لدينا، وإن كان قد تأصل بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وبعد بروز تلك الجملة اللطيفة في الإعلام الغربي «رجل ذو ملامح شرق أوسطية»! حتى إجراءات الحصول عليها تصيب نفس الحر بالكثير من الألم، لماذا تبصمونني؟ الشعور لدى وضع الأصابع على آلة التبصيم في سفارة غربية يصيب الكثيرين بـ«كآبة ما بعد الفيزا»، وهو مرض نفسي شهير مسجل باسمي في منظمة الصحة العالمية، وتتلخص أعراضه في رفض المريض لعب الكيرم، انشغاله بهاتفه المتحرك، والإكثار من سماع بكائيات المطرب «فتى شمل»، والسبب هو ذلك الشعور الذي زرعته فيه السفارات الغربية بأنه متهم حتى تثبت براءته. دع عنك الملحق ذا الصفحات الأربع لكيفية الصورة المثالية، وعشرات الأسئلة، والفورم الذي لا يعرف واضعه أنك قد أعدت امتحان «التوفل» سبع مرات متتالية. لذا فقد كانت مبادرة جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى المفوضية الأوروبية بطلب إعفاء مواطني الإمارات…