آراء

آراء

المهم الفاصل

السبت ١٠ نوفمبر ٢٠١٢

لم يشغل مجلس الشورى السعودي بعد إعلان قرار الملك عبدالله بدخول المرأة المجلس كعضوة في الدورة المقبلة التي ستحل بعد أقل من ثلاثة أشهر سوى شيء واحد، أين سيجلس العضو الجديد؟ ولا ألوم المجلس الذي أعلن أمس على طريقة ارخميدس وجدتها وجدتها، فقد تقرر أن تجلس المرأة في الصالة نفسها، لكن بوضع فاصل بين الرجال والنساء كي تأخذ المرأة راحتها وتحافظ على خصوصيتها، ولا تدري ما هي خصوصية عضوة مجلس شورى في مكان عمل يضعها في محل الشورى المجتمعية. مجلس الشورى يكشف دائماً عن علاقة ملتبسة بالمرأة، والسبب أن هذا المجلس لم يأتِ من كوكب آخر، بل هو تمثيل لهذا المجتمع بطباعه وتجلياته الاجتماعية التقليدي منها والمنفتح، ولهذا فهو في بعض القضايا لم ينحُ إلى فك قبضة المجتمع عن بعض حقوق المرأة بقوة التشريع والنظام لحماية المواطن وحقوقه، بل وقف حائراً مثل أي رجل شارع عادي، كما في قضية حق المرأة في البطاقة الوطنية المدنية كي تثبت هويتها أمام الإدارات التي تطلب التحقق من هويتها وأهمها المحاكم، فالمحاكم التي ترفض التعامل بالبطاقة المدنية للمرأة تلجأ لطلب رجلين معرّفين لها حتى ولو كان رجل منهما لا يعرفها، وحين أصبحت القضية ضرورة أمنية بالدرجة الأولى، أقرّ البطاقة لكنه، خفّف من إلزاميته بمنحه سبع سنين أخرى لجعله إلزامياً، والتأكيد على عدم إجبار المرأة…

آراء

الخلط بين خطاب الله وتقاليد المجتمع: هل ترضاه لأختك؟

السبت ١٠ نوفمبر ٢٠١٢

تثور النقاشات هنا وهناك حول بعض السلوكيات في الفضاء الاجتماعي العام. أحياناً، تتركز هذه النقاشات حول مسألة قبول أمر أو رفضه، كأن ينادي شخص ما بقيادة المرأة السيارة فيرد عليه مخالفه بسؤاله: «هل ترضاه (أي قيادة المرأة السيارة) لزوجتك أو أختك أو ابنتك»؟ وأحياناً أخرى، تكون النقاشات حول مسألة الحكم الشرعي، ما حكم هذا الأمر من الناحية الشرعية، أحلال هو أم حرام؟ ومن المفترض بدهياً أن يكون هناك فرق بين المسألتين، مسألة القبول الشخصي لأمر ما وبين حكمه الشرعي. فالأصل في الأشياء الحلة، أي أن كل شيء حلال ما لم يُعلم دليل على حكم آخر له، كما هي القاعدة في أصول الفقه. لكن الغريب هو حدوث خلط شائع بين المسألتين، مسألتي الحكم الشرعي لأمر ما ومدى قبول الأشخاص أو ثقافة مجتمعاتهم بهذا الأمر. عنّت على بالي هذه المسألة وأنا أطالع تعليقات القراء في النسخة الإلكترونية لمقابلة مع رجل علم شرعي حول مسألة الاختلاط. فهذا الشيخ كان ممن يرى بحل الاختلاط وعدم حرمته من الناحية الشرعية، بناء على بحث علمي خالص. يقول الشيخ إنه وبعد بحث في كتب الفقه، لم يجد دليلاً شرعياً على حرمة الاختلاط، كما أنه لم يجد مبحثاً في التراث الفقهي حول مفهوم الاختلاط أصلاً على مدى القرون الأربعة عشر التي شكلت عمر النتاج الفقهي الإسلامي. هذه المقاربة…

آراء

المثقف و«الشرهة»!

السبت ١٠ نوفمبر ٢٠١٢

تلفت انتباهي تعليقات بعضهم على أي رأي لا يتماشى مع «موجة» الحكم الجديد في بلدان الربيع العربي؛ فما أن تعبر عن حذرك وقلقك إزاء ما آلت إليه الأوضاع في العالم العربي حتى يقفز من يتهمك بأنك «عميل» للأسر الحاكمة في الخليج أو أنهم «قد أسكتوك بالشرهة»! هؤلاء -بمجرد الاختلاف معهم في الرؤية أو الرأي- يقفزون لنتيجة قاطعة جازمة لا تقبل أي احتمال آخر: الشرهة! ولأن «الشرهة» متأصلة في ثقافتنا منذ أيام الجاهلية فمن السهل على بعضهم تمريرها وتبريرها وحتى البحث عنها. لكنني أسأل: لماذا الجزم بأن كل صاحب رأي يتقاطع أحياناً مع رأي السلطة في الخليج إنما يغازل به صاحبه شيخاً أو أميراً أملاً في «شرهة»! ولماذا نتهم كل من يختلف مع «الإخوان» في مصر بالانتماء لصفوف «الفلول»؟ وإن كان خليجياً فهو -قطعاً- قابض شرهة؟ يا أخي: أنا فعلاً قلق أن تعود الأوضاع في تونس ومصر إلى أسوأ مما كانت عليه. وأنا منذ ما قبل الربيع أتوجس خيفة من جماعات الإسلام السياسي. وأنا أؤمن بالتعددية والتنوع في الأفكار والمدارس والرؤى، وعلى قناعة كاملة أن العرب يصنعون ديكتاتورياتهم بالتصفيق والتطبيل لكل رئيس جديد. هذا رأيي، وقد كنت وما زلت مع من صفق لشباب التحرير لكنني لم أصفق يوماً لـ«شيبان» الإخوان. أبهذا الرأي أستحق «شرهة»؟ إذا كان الأمر هكذا، يا الله: احسب…

آراء

فوز أوباما خبر جيد للعرب.. ولكن الحب الأميركي يمكن أن يكون قاتلاً

السبت ١٠ نوفمبر ٢٠١٢

فوز الرئيس الأميركي باراك أوباما بأربعة أعوام أخرى يدير فيها الولايات المتحدة وبعضاً من العالم، خبر جيد لسورية وأيضاً لدول الربيع العربي. منافسه رومني لم يكن يختلف معه في مسألة دعم المعارضة وإسقاط بشار، ولكنه كان يحتاج على الأقل ستة أشهر حتى يفعّل أي سياسة تجاه سورية الدامية، التي لن تكون ضمن أولوياته لو فاز. ستة أشهر أخرى في سورية تعادل «دهراً» على الشعب، وآلافاً آخرين من القتلى والدمار، وتقديم أمل لبشار الأسد وحلفائه بأن ثمة فرصة له أن ينتصر، كيف ينتصر؟ لا يهم، انتصاره هو بقاء نظامه ولو على بلاد مدمرة مقسمة. في ما يخص بلاد الربيع العربي، فرومني كان سيحمل معه رؤية ضيقة متعصبة، تتوجس من حكم الإسلاميين، يكفي أنه سبق لسانه في المناظرة الأخيرة بينه وبين أوباما بفلوريدا، كشف كيف يساوي بين صعود الإسلاميين للحكم في انتخابات حرة هي الأولى في تلك البلدان مع سيطرة «القاعدة» على شمال مالي. رؤية كهذه كانت ستعطل على الأقل أفكاراً إيجابية بدعم بلاد الربيع العربي في نهضتها الجديدة، وهي الفكرة التي أخذت تتبلور بين عواصم العالم، هذا إن لم ينتهِ بمواجهة معها، تعمّق الانقسامات الحادة فيها والمنشغلة بتصفية الحسابات الايديولوجية على حساب النهوض بالمجتمع والاقتصاد، فثمة يمينيون شرسون في بلاد العرب يتماهون مع اليمين المحافظ الأميركي، مستعدون بقبول نظرية «خراب الديار…

آراء

في نقد ما بعد الثورة

الجمعة ٠٩ نوفمبر ٢٠١٢

من أيد وتعاطف مع شباب الربيع العربي ليس مطالباً بالضرورة أن يصفق لكل نتائج الربيع، بل إن ممارسة النقد إزاء نتائج الربيع العربي مسألة ملحة لكيلا نصنع -بالتصفيق والتمجيد- ديكتاتوريات جديدة مكان سابقاتها. فهل ثار الشباب في تونس ومصر من أجل سواد عيون الغنوشي ومرسي؟ إنهم ثاروا ضد الاحتكار والفقر والمهانة وتردي الأحوال. وسيثورون مجدداً إن عادت بهم ثورتهم إلى نفس المربع. فهل يخرج السجين من سجن قديمة جدرانه ليدخل لسجن جديدة جدرانه؟ أم يثور السجين من أجل تحسين أوضاع سجنه واستبدال سجانيه؟ حتى في أعرق ديمقراطيات العالم، النقد صمام أمان لحقوق الناس، ولولا النقد لفسد حتى أكثر الناس إيماناً بالديمقراطية. وإن لم تدرك جماعات الحكم الجديد في بلدان الربيع العربي أن ثمة عيونا تراقب سلوكها وترصد أخطاءها فإنها ستتمادى في غرورها حتى تؤمن أن السلطة غنيمة من غنائم الربيع. كثيرنا صفق وتعاطف مع شباب الربيع العربي. لكن هذا لا يعني أبداً أن تستمر حفلة التصفيق إلى الأبد؛ وإلا ما الفرق بين ما قبل الربيع وما بعده؟ ماذا لو تمنى الناس العودة إلى ما قبل الربيع نتيجة لتردي الأوضاع واستمرار الاحتكار ولكن -هذه المرة- تحت غطاء الدين وشعارات لا تبيع غير الوهم؟ قد نؤيد الأسباب لكن هذا لا يعني أن نحتفي بالنتائج. بل إنها مسؤولية أكثر أهمية أن تبقى عين…

آراء

ساندي وعبلة.. وأخواتهما

الجمعة ٠٩ نوفمبر ٢٠١٢

يُقال ـ والعهدة على الراوي ـ إن عالم الأرصاد الأسترالي كليمنت راج هو صاحب فكرة تسمية الأعاصير بأسماء أنثوية! ويقال أيضا إنه كان يختار للأعاصير أسماء نساء يكرههن! قبلها بليلة واحدة وبينما نُتابع أخبار الإعصار ساندي، تساءلت زوجتي عن السبب وراء هذه التسميات الناعمة للأعاصير، وكان سؤالها مبطنا بتهمة لنا معاشر الرجال، إذ نقرن النساء دائما بالمصائب والكوارث! وللأمانة الكتابية فقد حاولت "تصريف" الموضوع و"التسليك" لنا معاشر الرجال من باب نفي التهمة والانتصار لعدالتنا الذكورية، لكنني تذكرت أن بعض بني قومي يتفاخرون حين يشيرون إلى زوجاهم بتعبيرات تحمل نفس المعنى كقول أحدهم "المصيبة اللي عندي في البيت" وهو لا يقصد إلا زوجته طبعاً أو سواها من التعبيرات الكارثية الأخرى، ولعمري فلقد جاءت المعلومة السابقة حول العالم الأسترالي كي "تدبسنا" نحن الرجال تدبيسة محترمة في هذا الاتهام الخطير! ولكن يبدو أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومقرها جنيف قد أنقذت الموقف حين عملت بالتنسيق مع المركز الوطني الأميركي للأعاصير لوضع قائمة تشتمل على أسماء الذكور إضافة إلى أسماء الإناث، وكل ذلك من باب تسهيل تذكر أسماء تلك الأعاصير، وسهولة تبادل المعلومات حولها. وعودا على صاحب الفكرة كلمينت راج، وسواء أكان هو بالفعل صاحب الفكرة أم أنها منسوبة إليه افتراء، فإنني ـ وإحقاقا للحق ـ أقف ضد هذه العنصرية الذكورية المقيتة ضد الجنس…

آراء

أين كان الإعلام الرسمي؟

الجمعة ٠٩ نوفمبر ٢٠١٢

لم يكد يمضي أكثر من يومين على الانبهار المحلي من الكثير من الكُتّاب والمثقفين بالدور الكبير الذي قامت به وسائل الإعلام الأميركية في المواجهة والتعامل مع أكبر أزمة وكارثة طبيعية تعصف بسواحل الولايات المتحدة، من حيث التغطية والتوجيهات وتقديم النصائح والمعلومات للشعب لحظة بلحظة، وضرورة أن تستفيد وسائل إعلامنا، خصوصاً المرئية، ولو نذراً يسيراً من هذه التجربة في أسلوب التعامل مع مختلف الكوارث التي قد تقع وتنجم لدينا من الحرائق والسيول وغير ذلك، إلا وقد فجعت العاصمة السعودية، الرياض، في صباح يوم باكر بمأساة وبدوي انفجار أسفر عن 23 قتيلاً وأكثر من 130 مصاباً. وقد كان الانفجار ناتجاً من اصطدام شاحنة محملة بالغاز بجسر الحرس الوطني، أدى إلى حدوث انفجار واشتعال حرائق نتيجة تسرب الغاز، وقد نجم عن الحادثة حصول أضرار بالغة بالجسر والسيارات العابرة والقريبة منه، والمباني المجاورة، وتلفيات في واجهات الأبنية والعمارات السكنية. ومن المعروف أنه في وقت الكوارث والحوادث والأزمات، أياً كان نوعها، يحتاج الجمهور وأفراد المجتمع إلى المعلومات الواضحة والكافية لما يحدث ويجري من حولهم وبصورة آنية وعاجلة، وتصوير وتوضيح كافيين لما يجب القيام به، لا سيما القريبين من محيط الكارثة، ووسائل الإعلام، وتحديداً المرئي، في جميع الدول تقع على عاتقها المسؤولية الكبرى أمام الجمهور لتزويدهم بالمعلومات والتحذيرات، بدءاً من الدور التحذيري في المراحل الباكرة إن…

آراء

حكايات شهرزاد لعل شهريار يستيقظ!

الخميس ٠٨ نوفمبر ٢٠١٢

• حتى الآن كتبت مقالين عن البرازيل وكل مرة أعود بشيء جديد. في البرازيل خلال العامين 2003 و2010 خرج 28 مليون مواطن من دائرة الفقر وأصبح 36 مليونا آخرين من الطبقة المتوسطة لأول مرة، انخفضت نسبة البطالة من %11.2 إلى %5.2 وتم خلق 15 مليون وظيفة جديدة. البرازيل المتخلفة تقدمت وتقدمت حتى تجاوزت بريطانيا -بتاريخها التجاري الضخم- لتحتل المركز 6 عالمياً العام الماضي، قبل خروج الرئيس البرازيلي لولا من الحكم صوت %87 أنهم راضون عنه، الجديد هنا أن نهضة البرازيل مرتبطة بتصدير سلعها للصين، نهضة كوريا الجنوبية مرتبطة بأمريكا، نهضة ماليزيا مرتبطة باليابان، نهضة تركيا مرتبطة بألمانيا، النهضة لاتولد ولاتستحدث من العدم. • أمريكا وأوروبا تعاني منذ الأزمة العالمية وسياساتها تتجه نحو التقشف، هناك دول وظيفتها الأساسية أنها لاتفعل شيئاً، وهناك دولة ذكية مثل تشيلي استغلت الفرصة وبسرعة خلال عام 2010 استقطبت رواد الأعمال من أمريكا وآسيا، باختصار هذه الصفقة التشيلية: فيزا و40 ألف دولار وشبكة علاقات وتسهيلات داخل الدولة وخارجها، النتيجة 300 مؤسسة صغيرة وجديدة خلال 2011 ويطمحون للوصول إلى 1000 مؤسسة خلال العام المقبل، تشيلي تتحول إلى بلد يدعم اقتصاد المعرفة ويستقطب أصحاب الأفكار والمؤسسات الصغيرة وبالتالي يزدهر الاقتصاد وتتوفر فرص توظيف أكثر، نعود ونفكر بصوت مسموع كم نستغرق من الوقت لاستخراج فيزا أجنبي لحضور مؤتمر مثلاً؟ •…

آراء

الإخوان: من «ملائكة» إلى «شياطين»!

الخميس ٠٨ نوفمبر ٢٠١٢

ظلت جماعات الإسلام السياسي لعقود تبيع الناس وهماً بأنها هي الحل لكل مصائب الأمة وإحباطاتها. وجاء شعار «الإسلام هو الحل» خدعة تتلاعب بعواطف الناس وتوقها لمنقذ يخرج الأمة من حالة الهزيمة المتجذرة في الوعي وينقذ الناس من تلك السوداوية القاسية تجاه كل شيء. ولأن الناس لم تجرب حكم جماعات الإسلام السياسي من قبل فصدق كثيرون خطابات الإسلاميين الفضفاضة ووعودهم الكبيرة. المشكلة أن الإسلام السياسي لم تتح له فرصة عملية ليكشف للناس عن حقيقته. ثم جاءت الفرصة الذهبية مع الربيع العربي وقطف الإخوان في تونس ومصر ثمار الربيع، صحيح أنهم شاركوا في الحراك لكنهم لم يكونوا الوحيدين في تأسيس وتفعيل ذلك الحراك. لكن وصولهم للسلطة جاء أيضاً فرصة مهمة كي يكتشف المتعاطفون معهم أن الكلام في السياسة غير ممارسة السياسة. فما ثار ضده الشارع في تونس ومصر بات ممارسة معتادة مع الأحزاب الحاكمة حالياً. هاهم الإخوان في مصر يتجسسون على مكالمات الناس الهاتفية ويسعون لتدجين القضاء ويضيقون على مخالفيهم في الفكر والمعتقد. إنهم -بمعنى آخر- يمارسون السياسة التي ثار الشارع ضدها. الأخطر أن أولى ضحايا اللعبة السياسية الجديدة في بلاد الربيع العربي هي التنمية بمعناها الشامل -البنى التحتية، بناء المؤسسات، ضمان الحريات- بسبب الانشغال بتصفية الحسابات بين بعض قيادات الجماعة من جهة ومع الخصوم من التيارات السلفية والليبرالية والمستقلة من جهة…

آراء

حداثة ما قبل الحداثيين في جلجامش

الخميس ٠٨ نوفمبر ٢٠١٢

تكثر النصوص الأدبية النثرية وكذلك الموزونة في الكتابات الرافدية القديمة بحضاراتها المتعاقبة، ومنها ما يماثل الشعر العربي في تفعيلاته. وقد كتبت في ذلك دراسات كثيرة مثل ما أورده الراحل طه باقر في قراءته لملحمة جلجامش من أن الشعر في أدب الرافدين القديم، السومري والبابلي، خضع لطريقة خاصة في الكتابة وكان يتألف من أبيات، كل منها يتكون من شطرين موزونين، ولكن القافية غير موجودة، أي إنه يشبه شعر التفعيلة. وهنا تجدر الإشارة إلى ما رآه الشاعر العراقي صلاح نيازي في قراءة مختلفة لنصوص ذكرها باقر ومنها خطاب سيدوري إلى جلجامش: "سابينُم أنّا شاشمْ أزْكرّا أنا جلجامش جلجامش ايشْ تَدال بلْطمْ شا تَسخوّرا لا تُنَّا حِنُما ايلاني ابْنو أويليتمْ ماتَمْ أشْكونو أنا أويليتمْ بلْطمْ أنا قاتيشوتو اصبطو انّا جلجامش لو ملئي كرَشْكا اورى وموشي خِدّادو أنّا". والترجمة العربية لها: "يا جلجامش إلى أين أنت سائر لن تجد قطّ الحياة التي تنشد فالآلهة حينما خلقوا البشر كتبوا عليهم الموت واحتفظوا بالخلود لهم يا جلجامش دعْ معدتك تكون ممتلئة وانشرحْ ليل نهار". وفي تقطيع النص بلغته الأصلية يتضح أن التفعيلات جاءت على وزن فعْلُنْ، وعددها يختلف بين شطر وآخر، إذ يحتوي الشطر الأول على سبع تفعيلات، ومقطع زائد، بينما يحتوي الشطر الثاني على أربع تفعيلات، وتتكرر زيادة مقطع في الأشطر الثالث والرابع والخامس والسابع،…

آراء

انفجار الشاحنة … دفن التلفزيون

الخميس ٠٨ نوفمبر ٢٠١٢

قبل عام طرحت في هذه الزاوية ما أكد عليه عشرات غيري من تغير المزاج عند المواطن السعودي في تلقي المعلومة، والذي أفرزه توغل التقنية في مجتمعنا، وخصوصا مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لا رقابة أو توجيه، بل فضاء مفتوح لكل الآراء.. تغير السعودي من انتظار أخبار التاسعة، أو ما تعرضه القنوات الإخبارية الموجهة للخليج، ليواكب العالم في الإعلام الجديد؛ "تويتر فيسبوك واتس اب وغيرها".. أصبح الشباب السعوديون مراسلين من قلب الحدث، لا مجال لأي تأخير في نقل المعلومة أو حجبها.. انفجار شاحنة الغاز في الرياض كان أزمة توجه فيها المواطن على الفور إلى شبكات التواصل ليستقي المعلومة في مدينة أصبحت العاشرة عالميا في استخدام تويتر حسب معهد semiocastالفرنسي.. الإعلام من أهم عناصر إدارة الأزمة. والإعلام في هذا الزمن هو السبق.. السبق هو من أخرج آلاف الشباب من البيوت ليشاهدوا ما حصل.. والسبق هو من أطلق العنان للشائعات قبل الحقائق.. إعلام الأزمة يتطلب أن تكون الأسرع، أو أن تأتي بعد دقائق.. لكن ليس أكثر من دقائق.. عام مضى علي مقابلتي مع "رياض الإنترنتي"، أصبحنا كلنا هذا العام "رياض".. لا نرفع أعيننا في وقت الأزمات عن تويتر.. فأفردت نيويورك تايمز وفايننشال تايمز أعمدة لتوقعاتها عن ماذا سيحدث تويتر في المملكة، وانفجار الشاحنة أكد على أن السعودي انتقل من مرحلة "هات الريموت" إلى "وين…

آراء

من يراقب شركة أرامكو؟

الخميس ٠٨ نوفمبر ٢٠١٢

"كيف حدثت قضية الرشوة، وما تفاصيلها؟".. و"من المسؤول عن ذلك؟".. و"كيف استطاع الأخصائي الفني في الشركة الحصول على الرشوة مقابل بيع معدات وأجهزة صناعية؟".. و "لماذا لم تتم محاكمة الموظف عن جريمة الرشوة؟.. و"من هم المخولون بالتوقيع على العقود؟".. و"ما هي القضايا المماثلة التي اكتشفتها أرامكو على مدى السنوات الماضية؟" وأخيراً "من يراقب شركة أرامكو؟". الأسئلة السابقة أثارها العديد من القرّاء والكتّاب بخصوص قضية الرشوة المرتبطة بشركة "تايكو" والمتهمة بتقديم رشاوى لمسؤولين في عدة دول خليجية، إلا أن المسؤولين في شركة أرامكو قللّوا من أهمية هذه الأسئلة بالقول بأن: "المخالفات التي حدثت في عامي 2003، 2004م، محدودة فيما يتعلق بنطاقها ومبالغها والموظفين المتورطين فيها، وقيمة العقد المرتبط بها"، ورغم الوجاهة المنطقية لهذا التصريح، إلا أنه نظراً لعدم وجود محاكمة للموظف المرتشي، فإنه يصعب معرفة التفاصيل بالشكل المطلوب، مع العلم أنه في بعض الأحيان تكون قيمة المبالغ المودعة في حسابات البنوك في مثل هذه القضايا متواضعة نسبياً، وخاصةً في السنوات الأولى، ولذلك يجب تتبع المبالغ التي حولت إلى الحسابات البنكية ومعرفة مصدرها، وكيفية سحبها، والذي قد يظهر فيما بعد وجود مبالغ أخرى عالية نسبياً وليس هذا فحسب، بل قد يظهر وجود شركات وسيطة وعقود وهمية وفواتير مزورة، وأطراف أخرى متورطة في مثل هذه القضايا. والأهم من ذلك كله، أن تصريحات أرامكو…