آراء
الجمعة ١٤ سبتمبر ٢٠١٢
الصينيون يبدون مدركين ماذا يريدون من العالم العربي. فهمّهم الأول الاقتصاد. ومثلما اكتسحت استثماراتهم القارة الإفريقية فطموحهم أن ترتفع نسبة التبادل التجاري بينهم وبين العالم العربي. وحينما تتحدث مع أي مسؤول صيني تكاد تشك أنه يظن أن العالم العربي دولة واحدة. في كثير من الحوارات والكلمات التي شهدتها خلال الأيام الماضية في الصين استمعت لمسؤولين صينيين يلحون في تأكيد رغبتهم في الاستثمار اقتصادياً في العالم العربي. وخلال فعاليات المعرض التجاري والاستثماري الدولي الذي صاحبه الملتقى التجاري الاقتصادي الثالث للصين والدول العربية، كان الصينيون واضحين في التعبير عن خططهم ورؤاهم لعلاقاتهم التجارية مع العالم العربي. تحدث وزراء ومسؤولون عرب كثر في الملتقى. ولم أفهم ماذا يريدون من الصين؟ تحدثوا عن العناوين من دون تفاصيل. قالوا إنهم يرحبون بمبدأ الاستثمار الصيني في بلدانهم، لكنهم لم يشرحوا إن كانت بلدانهم مهيأة للاستثمار الأجنبي. ولا أظنهم يستطيعون نصح رأس المال العربي كيف يستثمر في الصين. الصينيون يعملون اليوم مثل خلية النحل من أجل الحفاظ على نمو بلادهم الاقتصادي. وهم يروّجون لمشروعاتهم الاقتصادية بذكاء خارق. ففي الوقت الذي ينعقد فيه منتدى الاقتصاد العالمي في مدينة تيانجين الصينية، تستضيف مدينة ينشوان المعرض التجاري والاستثماري الدولي 2012 – الصين. تشعر أن الصينيين، في فعالياتهم وحواراتهم، يعملون بروح الفريق الواحد. رسائلهم واضحة وموحدة. حتى ممثلو القطاع الخاص يشعرونك…
أخبار
الجمعة ١٤ سبتمبر ٢٠١٢
لم تستهوني وسائل التواصل الإجتماعي الحديثة ، فعلى الرغم من انتشار المدونات والفيسبوك والماي سبيس وغيرها إلا أنها ظلت بالنسبة لي مصطلحات لا أعرف محتواها ومضمونها ولم يكن تويتر من ذلك باستثناء. ومع بوادر الربيع العربي – الذي يبدو حتى الآن على الأقل أنه انقلب خريفاً عاصفاً – تسمرت كغيري أمام شاشات التلفاز أتابع أحداث هذا الربيع . ومع دعوات القنوات الفضائية لمتابعتها عبر وسائل التواصل الإجتماعي لم أجد بداً من فتح حساب على تويتر لمتابعة جهة واحدة هي قناة العربية. ويبدو أنني لم أدرك عواقب ما فعلته . إذ لم تمضِ ساعات على فتحي لحسابي المذكور حتى اكتشفني أحد الأصدقاء فأصبح لي متابعاً واحداً فتابعته من باب اللياقة ورد الجميل. واستقر بي المقام على هذا الحال أتابع الأخبار والمستجدات وما يغرد به صديقي. ولأن دوام الحال من المحال لم تمضِ فترة طويلة حتى اكتشفني مرة أخرى أحداً ممن أعرفهم ويعرفني إلا أنه لم يكتفِ بالمتابعة بل تعداه إلى نشر خبر وجودي على ساحة التغريد فزاد عدد "الفولوورز" ومن باب اللياقة أصبحت أنا أيضاً من "الفولوورز" لهم . ومع أنني كنت قد قطعت على نفسي عهداً بهجر أم المصائب "الكتابة" وتجنب ويلاتها إلا أن شيطان الكتابة يأبى ألا أن يصر على الغواية فلم أجد بداً من الاستسلام له وتسليمه زمام…
آراء
الخميس ١٣ سبتمبر ٢٠١٢
كيف استطاعتْ هذه الجامعة الكبيرة أن توجد في عامين؟ تبدو من الخارج تحفةً معمارية، في صورة مدينة صغيرة، تتمدد على مساحة قدرها ثمانية ملايين متر مربع، لكنها من الداخل أكثر إدهاشاً وجمالاً، حين تدخلها تتمنى لو كانت مدننا كلها تمتلك هذه المواصفات، مترو، طرق مسفلتة، نظم حديثة، تقنية متقدمة، طاقم عمل كخلية نحل يدبُّ ليلاً ونهاراً، كفاءات وطنية، لا تكِلُّ ولا تمل، معاميلها الرغبات الكبرى، لجعلها في أفضل حال. تمددت جامعة الأميرة نورة من كليتيْن لعلوم الآداب والتربية، لتصبح كليات صيدلة وتمريض وطب وعلوم حديثة. الجامعة وُصِفت بأنها الذكية، لأنها تتوسل كل التقنيات الحديثة المبهرة والمدهشة من معامل حديثة وقاعات، فُصلت وفق أحدث التقنيات وبمواصفات عالمية، ومكتبة مركزية بستة طوابق بنظام تخزين إلكتروني للكتب، والمسابح والملاعب وقاعات مؤتمرات ومطاعم، وانتهاء بلعبة في النادي الرياضي لاختبار القوة في صورة تسلق جبل، وكأن الجامعة تريد أن تقول إنها وضعت كل أشكال قوتها من معرفة وصلابة وتحدٍّ في بطن هذه المدينة الجامعية. فهل مجرد 40 بليون ريال هي ما أنجز كل هذا، أم أنها الرغبة الحثيثة والصادقة التي تبناها ملك الإصلاح الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ورعتها الكفاءات الوطنية التي تترأسها اليوم دكتورة مثل هدى العميل مع مجموعة من الاستشاريات اللامعات؟ لكن هذه ليست كل الحكاية، فجامعة الأميرة نورة هي أول جامعة سباقة لاحتضان…
آراء
الخميس ١٣ سبتمبر ٢٠١٢
ليت زيارة الممثلة السينمائية ومبعوثة الأمم المتحدة الخاصة أنجلينا جولي مؤخرا لمخيم الزعتري، حيث يوجد عشرات الألوف من اللاجئين السوريين، تحفز غيرها من الفنانين والمبدعين للقيام بزيارات مماثلة. فهناك عدد هائل من القصص التي يحملها من اضطروا للهروب بعائلاتهم من الموت بعد تدمير بيوتهم وأحيائهم إلى حيث مرارة العيش اعتمادا على المساعدات الإنسانية الدولية في بلد النزوح. قصص أحسب أن الكتابة عنها ونشرها ورسمها وتصوير رواتها وبثها إعلاميا وما إلى ذلك ربما تحرك الرأي العالمي تجاه ما يحدث في سورية من أعمال النظام المسلح ضد الشعب الأعزل. شعب لم يتخلّ عن سلميته منذ بدء الثورة التي قابلها النظام بالرصاص الحي ثم القنابل والمجازر ثم قذائف الدبابات وأخيرا القصف الجوي المدمر. شعب اضطر بعض أبنائه من العسكريين لحمل السلاح دفاعا عن انتهاك أعراضهم وقتل أهاليهم، فأي حكايات يحملها مَن شهدوا الأحداث وتهجروا ليصبحوا من غير مأوى لولا مساعدات أهل الخير في دول الجوار والعالم العربي والمنظمات الدولية الإنسانية. أتخيل أن الأدباء والفنانين الأحرار في العالم من عرب وغير عرب عايشوا أحوال اللاجئين وقصصهم، ثم أقاموا من خلال المنظمات العربية والدولية أسابيع سينمائية ومعارض فنية ومهرجانات أدبية بمختلف اللغات لطرح معاناة الشعب السوري بطريقة إبداعية. هنا ربما يحدث التلاحم الإنساني بين الشعوب التي ستلمس حقائق قد تكون مغيبة عنها. فالمبدعون يعبرون ويؤثرون…
آراء
الخميس ١٣ سبتمبر ٢٠١٢
ثمة أنواع كثيرة من الخوف، كالخوف من الموت، أو من ركوب الطائرات أو الأماكن المرتفعة بل يوجد خوف حتى من الازدحام. وعلم النفس ما زال يحاول حصر أنواع الخوف، بيد أنه لا يكاد يقترب من نهاية إحصائه للخوف إلا ويظهر نوع جديد. والخوف هو استجابة غير طبيعية تجاه أمرٍ ما، نتيجته قلق واضطراب وضيق يصل أحياناً لدرجة الإغماء أو الاختناق وقد يتوقف قلب المرء من شدة الخوف. عندما اقتحمت عالم "تويتر" لأول مرة، اعتمدت نفسي كمراقب وقارئ، أشبع فضولي بالاطلاع على الأحداث المحلية والعالمية وقت حدوثها، برغم أني كنت مشتركاً في عدة جهات تقدم خدمة الأخبار الفورية، لكن فضولي الواسع اللامتناهي جعلني أتوق للمعرفة أكثر، لذلك تابعت من اعتقدت أنهم أول العارفين، واكتشفت من خلال متابعتي القصيرة كما اكتشف قبلي الكثير أن في "تويتر" هناك فعلاً من يفوق خدمة الأخبار الفورية معرفة وبثاً للأخبار، فأعجبني الحال. أخذت أصنف "التويتريين" بحسب تغريداتهم إلى مجموعات، "المجموعة الهدامة" التي لا يعجبها العجب ولا الصوم في رجب، و"المجموعة البناءة" التي تطري على الجميع وإن كانوا أبطال العالم في التفاهة، ولا أنسى ذكر "المستخفين لدمهم" الذين إلى الآن لا يعلمون أنهم "ثقيلي" دم، وأن هناك من سيصيبه الاكتئاب من سخافة نكتهم. وهناك مجموعة "أبوالعريف" الذين يمتلكون الحقيقة المطلقة! وهناك أيضاً "البذيئين" الذين يفتخرون بلغتهم السوقية،…
آراء
الخميس ١٣ سبتمبر ٢٠١٢
في الصين، لا تستطيع دخول تويتر ولا يمكنك مشاهدة اليوتيوب. وعلى المدى البعيد، لن تستطيع الحكومة الصينية مواصلة هذا النهج الرقابي الصارم. فلا يمكن أن تتحقق تنمية شاملة وحقيقية من دون حرية. صحيح أن ما يحدث اليوم في الصين من نمو وحراك مذهل. لكن هذا لا يمكن أن يضللنا عن حقائق مرعبة في انتهاك حقوق الإنسان وصعوبة -إن لم يكن استحالة- نقد المؤسسة الحاكمة. لكنني أعترف بأنني منذ الساعات المبكرة لوصولي للصين قررت التصالح مع الواقع. فلن أفكر في تويتر ولا اليوتيوب ولا ما يحزنون! اكتشفت أيضاً أنني لم أعد متلهفاً على النظر في شاشة هاتفي كل خمس دقائق. لن تحترق الدنيا إن لم أقرأ تويتر لأيام. فكما عاش أجدادي مئات السنين من دون نفط فقد عشت وجيلي طويلاً قبل قدوم تويتر! هذا لا يعني -ولو تلميحاً- تصالحي مع فكرة الرقابة القبيحة التي تمارسها السلطات الصينية ضد وسائل التواصل الاجتماعي. على العكس من ذلك تماماً. لكنني أحاول أن أجد وجهاً إيجابياً لحرماني من تويتر واليوتيوب خلال زيارتي الحالية للصين. وعسى أن لايصل مقالي هذا للسلطات الصينية فأجد نفسي في طريق عودتي “ملطوعاً” في مكتب الجوازات بحجة “تشابه الأسماء” كما يحدث لي في “بلاد العرب أوطاني”! سأريح رأسي من قصص “القيل والقال” في تويتر ولو لأيام. ولن أنشغل بأكاذيب بعض “الأشقياء” في تويتر…
آراء
الخميس ١٣ سبتمبر ٢٠١٢
ما هذا الذي يجري في الكون؟! هل يمكن أن نكون فعلاً قد بتنا أكثر اقتراباً من اللحظة التاريخية التي يتحول فيها الإنسان إلى حيوان... بعد أن كنا نزعم أن الحيوان قد تطور إلى إنسان!! بل لماذا نظن وندّعي الرقي المطلق والشامل للإنسان على الحيوان، ونتغافل أن الإنسان يملك صفات دنيئة ليست موجودة في الحيوان، وأن الإنسان إذا تمكن من أخيه الإنسان فإنه يبطش به أكثر مما قد يفعله الحيوان مع فريسته. إذ لا يقتل الحيوان فريسته إلاّ عندما يجوع، لكن الإنسان يصنع العكس... فالشبعان يقتل الجائع!! أليس القرآن الكريم يصف بعض بني البشر بقوله: (إن هم إلا كالأنعام بل هم أضلُّ سبيلا). القتل والعنف والعنصرية والتعصب والكذب والتملق والتزييف والغش والأقوال النبيلة والأفعال الدنيئة... كل هذا من أجل كسب المال والمزيد من المال في أخلاقية رأسمالية تدير العالم، وتحدد نوعية المستضعفين الذين يجب إنقاذهم لأن وراءهم منفعة، والمستضعفين الذين لا حاجة لإنقاذهم ولا منفعة من إنصافهم! هكذا يدير العالم «المتحضّر» ملفات وقضايا البشر، فكيف بالعالم غير المتحضر؟! في حوض النفط العالمي تتحرك البوارج من أجل مواجهة أي هزة في الاستقرار... لا لإنقاذ الإنسان بل لإنقاذ النفط، بينما يُحرق ويُسلخ البشر في دول هامشية فقيرة، مكتظة بالأوادم، ولكن غير المرتبطين بأي منفعة مادية لقوى «العدالة» الدولية! أية عدالة دولية تلك التي…
آراء
الأربعاء ١٢ سبتمبر ٢٠١٢
أنجولا أغنى ثاني دولة إفريقية بالنفط ورئيسها هو ثاني أقدم زعيم إفريقي، خرجت أنجولا من حرب أهلية عام 2002 بقيادة الزعيم الخجول جوزيه سانتوس السبعيني الذي تعلم في الاتحاد السوفيتي ففتح البلاد ووطد علاقاتها مع الصين ودول إفريقيا وأوروبا والبرازيل والدولة المستعمرة قديماً البرتغال ومع هذا لا تزال أنجولا متخلفة وفقيرة. حتى انتخابات سبتمبر 2008 كان جوزيه رمزاً للتحرر والهوية الأنجولية ومع امتعاض المحاربين القدامى إلا أن وفرة النفط كانت تدفعه إلى الأمام، كان مميزاً ووطنياً وقائد حرب أصيل والمواطن الأنجولي البسيط كان يثق فيه وصوّت له في تلك الانتخابات بنسبة %81، بعد فوزه أصبحت قبضة جوزيه محكمة جداً فهو الآن يعين القضاة وهو رئيس الوزراء ورئيس القوات المسلحة وحزبه هو حزب الدولة وفرض دستوراً جديداً للبلاد عام 2010، ببساطة أنجولا أصبحت جوزيه وجوزيه هو أنجولا. ما يحدث مع جوزيه يحدث طوال التاريخ، حدث مع إيفان الرهيب القيصر الروسي الذي بدأ عهده بطموحات مبالغ بها ثم حول الإمبراطورية إلى سجن طوال 40 سنة من حكمه، حدث مع هتلر حين استعاد في بداية حكمه الكرامة الألمانية وتقدم الاقتصاد الألماني وانتهى عهده بحرب مدمرة، حدث مع بشار الذي افتتح حكمه بربيع دمشق وانتهى بمجزرة حلب، ومع مبارك حتى عام 1998 ومع تيمور بن سعيد ومع عبدالحميد الثاني ومع آلاف الأمثلة عبر التاريخ،…
آراء
الأربعاء ١٢ سبتمبر ٢٠١٢
لم تكن الصين “على الأرض” كما توقعتها من خلال ما قرأت. كانت أفضل. ما إن وصلت قبل أمس لمطار بكين حتى صدمت في المطار. وكانت مفاجأة جميلة. ألم أكتب قبل يومين أن المطار يمكن أن يكون مفتاحك الأول لمعرفة مستوى المدينة التنموي والإداري والحضاري؟ هذا السيل الهادر من البشر أمام موظفي الجوازات أنهى إجراءات القدوم، بانسيابية، في دقائق. مطار نظيف أنيق وفي غاية التنظيم. توقعت أن أرى الناس متزاحمة فوق بعضها البعض في المطار وفي شوارع المدينة. ورأيت عكس ذلك. وجدت مدينة مبتسمة وأنيقة. وبالقرب من صورة ماو تسي سونج، زعيم الحزب الشيوعي الصيني الراحل، في ساحة تيانانمن الشهيرة، تنتشر إعلانات أغلى وأشهر ماركات الساعات والملابس والسيارات الغربية. الصين تغيرت. لكن الأهم أنها تتغير. واللافت أن الناس في الصين تسابق هذا التغيير. وتطمح للمزيد. في لقاء رسمي أمس في إحدى المؤسسات الاقتصادية الصينية كان المتحدثون الصينيون يشيدون بما تحقق لاقتصادهم. وكل متحدث يعبر عن عدم رضاه بما وصل إليه الاقتصاد لأن الطموح أكبر. تلك الحالة هي “وقود” الإنجاز المتأصلة، كما بدا لي داخل الصينيين. فمهما تحقق من إنجاز لابد من البحث دائماً عن المزيد. وعند الحديث عن النمو الاقتصادي، يؤكد المسؤول الصيني دائماً أن القيادة في الصين تغضب إن قلّت نسبة النمو عن المخطط له لكنها تقلق كثيراً إن تجاوز…
آراء
الثلاثاء ١١ سبتمبر ٢٠١٢
المجتمع الذي يمتلك القدرة على تحديد أولوياته وخياراته، ويملك زمام المبادرة في تحديد أبرز همومه وهواجسه، هو المجتمع القادر على التفكير والتغيير من واقعه للأفضل، أما المجتمع غير القادر لا على تحديد أبرز أولوياته وخياراته، ولا يمتلك روح المبادرة في التغيير من واقعه، فيبدو في كثير من الأحوال مجتمعاً يتصف بالتبعية، إذ ينوب عنه بالتفكير فئة أو نخبة معينة تقوم على تحديد خياراته وفق نسق معين، فيتسم حينها بالركود والضبابية في الرؤية، وضعف روح المبادرة. وبالنظر في ساحة المجتمع السعودي فإن كل مراقب يدرك تماماً أن تلك الساحة باتت، وفي ظل ثلاثة عقود مضت، حلبة محتدمة الخلاف والصراع والتصادم، إذ كان المجتمع وعلى مدى تلك الفترة يتنازعه فئتان: تيار محافظ يرى ضرورة المحافظة على قيم المجتمع من التغيير والمحافظة على الهوية والخصوصية، انطلاقاً من خلال تفسيره وتصوره للقيم والمبادئ الدينية، وفرض رؤيته ورفض كل ما يختلف معها، وهو ما عبّر عنه أحد المنظرين لهذا التيار في دراسة بقوله «إن الأيديولوجيا التي تُحرِّك عموم المجتمع السعودي وتُسكِّنهُ هي من عقيدته التي اكتسبها عموم المجتمع من خلال مناهج التعليم العامة الموحَّدة والموحِّدة، ومن خلال برامج الدعوة العامة من العلماء والدعاة، وبالوسائل الدعوية القديمة والمعاصرة، ولأجل ذلك فإن المجتمع السعودي يُعدُّ مجتمعاً محافظاً يصعب توجيهه، أو تغيير قناعاته الثقافية إلا من خلال الدين…
آراء
الثلاثاء ١١ سبتمبر ٢٠١٢
«تعتبر ثورات الشعوب العربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نقطةَ تحوّل مفصلية في التاريخ الحديث، حيث أسفرت مطالب الجماهير العربية بالعدالة والحرية والعيش بكرامة إلى فتح صفحة جديدة في تاريخ العالم العربي وظهور ديناميكيّات وفرص ومخاطر جديدة». كانت هذه ديباجة الإعلان عن «المؤتمر الدولي للصحوة العربية والسلام في الشرق الأوسط: وجهات نظر إسلامية ومسيحية»، والذي اُفتتح صباح الجمعة الماضية بحضور رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان و وزير الخارجية التركي، وبمشاركة نخبةٍ من السياسيين والزعماء الدينيين والخبراء من الدول العربية والشرق الأوسط ،ومنهم الرئيس اللبناني الاسبق أمين الجميِّل والشيخ / راشد الغنوشي ورئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا. ورغم أن ظاهر المؤتمر عِلمي واكاديمي وهدفه مناقشة «المشاكل الدينية والاجتماعية والاقتصادية العربية « في دولِهِ غير العربية إلّا ان الحضور السياسي الضخم مــن الدولة الراعية والانتقائية في اســماء المدعوين وتغييب دول عربية وإسلامية كبرى يطرح علامات استفهـــام كبيرة وعديــــدة حـــول المؤتمر «المغلق» وأهدافه غير الواضحة ،خاصة في ظل التشدّد الواضح في أن تكون الجلسات مغلقة !. وقبل عامٍ تقريباً وفي ظروف مشابهة وأسماء متشابهة عقد «المؤتمر الدولي الأول للصحوة الإسلامية» في العاصمة الإيرانية طهران وبرعاية ومشاركة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية السيد /علي الخامنئي، وحضور رؤساء السلطات الثلاث وبمشاركة المئات من العلماء والمفكرين من 80 بلدا. وجاء المؤتمر حسب كلام منظميه «…
آراء
الثلاثاء ١١ سبتمبر ٢٠١٢
في مدينة وادعة محدودة المساحة والسكان، اختار الحزب الديموقراطي مدينة شارلوت أكبر مدن كارولاينا الشمالية مقراً لإلقاء خطاباته وإعلان مرشحه للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، ويأتي اختيار هذه المدينة في إشارة إلى اهتمام الحزب بمستوى المعيشة والاقتصاد، وتركيز الحملة عليهما، حيث في تلك المدينة الواقعة في الجنوب الشرقي يقع ثاني أكبر مركز مصرفي في الولايات المتحدة، إضافة إلى أنها تعد من المراكز الرئيسة لشؤون المال والمواصلات والتجارة. في شارلوت، حضرت النفحة «الكلينتونية» الخطابية الفاعلة، في قدرة لسانية لافتة على الجمع بين المهارة السياسية والمعرفة الاقتصادية وسلاسة اللغة وقوة الرسالة، الممزوجة بالتساؤلات وسهولة الأداء؛ للوصول إلى الأميركيين عبر أقصر الطرق نحو تعزيز «السلعة» الديموقراطية بالارتكاز على الهموم الاقتصادية والاجتماعية قبل الشؤون السياسية. ردّ كلينتون على عبارة استعادها الجمهوريون، كان استخدمها ريغان ضد الديموقراطي كارتر عام 1980: «هل أنتم أفضل حالاً اليوم مما كنتم عليه قبل أربع سنوات؟»، ويبدو أنه نجح في تفنيد بعض شعارات الجمهوريين ورد أسئلتهم عليهم بأسئلة جديدة، مندداً بـ «الفوضى التامة» التي خلفوها قبل أربع سنوات، في إشارة إلى فترة إدارة بوش (الابن)! في خطابات الديموقراطيين حضرت الحماسة والتناغم الشعبي، خصوصاً مع خطاب الرئيس الأميركي السابق كلينتون، ولم تتوقف هتافات وصيحات الجمهور خلال ساعة تقريباً، تحت شعار يرفع التجديد لمرشح الحزب أوباما: «أربع سنوات أخرى» و «إنقاذ الطبقة المتوسطة»…