آراء
الأحد ٢٦ فبراير ٢٠١٢
يمكن القول إن البطالة والإسكان والفقر ومكافحة الفساد وحرية الإعلام والاعتقال لأسباب أمنية أو سياسية ، تشكل جملة القضايا الرئيسية المطروحة على الساحة السعودية ، وهذه العناوين ترتبط مباشرة بقضية أساسية ملحة تشغل النخب المحلية تتمثل في مطلب المشاركة السياسية الذي تدعو له شرائح واسعة في المجتمع ، وبدرجة أكبر مما كان عليه الأمر في السابق ، ويتضح ذلك في الأعداد الكبيرة للموقعين على عريضة دولة الحقوق والمؤسسات التي تم توجيهها إلى الملك عبدالله بعد ثورتي تونس ومصر اللتين أطاحتا بأعتى نظامين أمنيين استبداديين في المنطقة ، وقد بدأت الوثيقة بتهنئة الملك على شفاءه ودعوته لتحقيق ما وعد به من الإصلاح والعدل ورفع الظلم واجتثاث الفساد ، ما يشير بوضوح لانتهاج الموقعين طريقا مختلفا من حيث الشكل عن المسار الذي أخذه الحراك الشعبي في البلدان الأخرى ، إذ اقتصر الأمر على توجيه خطاب مفتوح بالغ التهذيب إلى رأس الدولة ، لكن في الوقت ذاته جاءت مطالب الموقعين – وهم أكثر من عشرة آلاف سعودي – مماثلة لمعظم ما نادى به المتظاهرون في العالم العربي ، فقد نصت العريضة على أن يكون مجلس الشورى منتخبا بكامل أعضائه ، وأن تكون له الصلاحية الكاملة في سنّ الأنظمة والرقابة على الجهات التنفيذية بما في ذلك الرقابة على المال العام وأداء الوزارات ، وله…
آراء
الأحد ٢٦ فبراير ٢٠١٢
لم تُجدِ كل خطب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وتهديداته للنظام السوري في تقريب الترك من العرب مثلما أفادت المسلسلات التركية المدبلجة، فالخطب والتهديدات كانت جعجعة من غير طحين بحسب رأي الغالبية ممن يحللون أو يعلقون، أما المسلسلات فقد جعلت كثيرا من العرب يحفظون أشكال وأسماء الممثلين الأتراك، وصاروا يرتحلون إلى بلادهم ليزوروا قصر "يلدز" وغيره من مواقع صورت فيها المسلسلات. ويقال أيضا إن تلفزيون دبي في مأزق مع المعلنين الذين يتهافتون بصورة غير مسبوقة على حجز أوقات دعائية خلال فترة عرض المسلسل التركي "حريم السلطان" لأنه الأعلى مشاهدة من قبل الجمهور كما يبدو خلال الفترة الحالية، ما جعله الأكثر جلبا للإعلان، وبحسب أحد مسؤولي تلفزيون دبي تعدى مجموع مبالغ الإعلانات في الحلقات المعروضة لليوم ما حققته دورات برامجية كاملة في كثير من تلفزيونات الوطن العربي. ولأن أصغر تفاصيل الفنانين الأتراك يعد خبرا تتناقله المواقع، يحكي أن سائحة عربية – على ذمة موقع إم بي سي نقلا عن صحيفة "ملييت" التركية - أخذت صورا مع الممثل التركي خالد أرجينج الذي يقوم بدور السلطان سليمان القانوني في مسلسل "حريم السلطان"، وأصرت السائحة على دفع فاتورة "عائلة النجم" في المطعم حيث رأته، ما أغضب زوجته الفنانة التركية برجوزار كوريل التي تقوم بدور "سيرين" في مسلسل أغنية الحب. وسط عمليات الدبلجة يظهر…
آراء
الأحد ٢٦ فبراير ٢٠١٢
يكتب المثقف أو يقول رأياً ناقداً، في شأن محلي أو موقف سياسي، فيجد نفسه بين ليلة وضحاها وقد أصبح بطلاً وطنياً وهو لم يقصد. بعض المؤسسات العربية تجيد صناعة الأبطال. ومن ثم تصنع أعداءها بأيديها. أحياناً عن قصد وأحياناً كثيرة عن جهل. فالمثقف -أو غيره- حينما يُضايق (بالسجن أو المنع من السفر) لأنه عبّر عن رأي مختلف تجاه موقف أو سياسة إنما نصنع منه ما لم يرده لنفسه. والنقد، عموماً، ضرورة تنموية لما توجِده من توازن إيجابي في صناعة القرار. حينما أعترض على رأيك فإنني لا أعترض بالضرورة عليك. وحينما أقترح فكرة مختلفة عن تلك التي تعودت عليها وارتحت طويلاً لها فإنني لا أقصد مطلقاً التشكيك في شرعيتك أو في قدرتك. أنا فقط أعبّر عن رأيي، وتستطيع بالحوار الإيجابي أن تقنعني بخطأ رأيي. وإن استطعت إقناعي بخطئي فلك أن أبادر بالاعتذار منك مع باقة شكر صادقة لقاء مساعدتي على رؤية ما كنت لا أرى! عندي صديق تعلمت منه مصطلح «تكبير السالفة». بعض أجهزتنا، في الخليج، متخصصة في «تكبير السالفة» حينما تلاحق رأياً عابراً ربما لا قيمة له، فتصنع له قيمة ولصاحبه بطولة. ماذا سيضير لو «كبرنا عقولنا» وتسامحنا مع رأي سياسي عابر ولا يهدد الأمن الوطني، أو قيل في لحظة حماقة أو جهالة؟ أو قيل عن طيب نية وحسن قصد؟…
آراء
السبت ٢٥ فبراير ٢٠١٢
لم يعد الإعلام الجديد في العالم العربي مجرد حلم يراود المتطلعين للانعتاق من أسر الإعلام الرسمي المقيد، أو ذلك التقليدي المتورط في التأسيس لخطاب بليد على حساب المصالح الوطنية الكبرى. نحن اليوم نعيش مرحلة جديدة لشكل جديد من أشكال صناعة الرأي العام، ونقل صورة مغايرة لما كان ينقله الإعلام التقليدي والرسمي في منطقتنا. صناعة المحتوى العربي وأدواته تعيش لحظتها اليوم. وحتى إن ظل التلفزيون سيد المشهد فإنه اليوم لا يستغني عن المحتوى الذي يصله من صناع الخطاب (المحتوى) الجديد في مناطق الحراك العربية. ومما يساعد في سيادة الإعلام الجديد أن وسائل الإعلام التقليدية في عالمنا العربي غير مستوعبة -فيما يبدو- للظواهر العالمية الجديدة في صناعة الإعلام، تلك التي أنتجت قنوات جديدة وقوية التأثير في صناعة الرأي العام. أضف إلى ذلك أن طريقة التعاطي مع مشكلات المجتمع وقضاياه في الإعلام التقليدي حافظت على تقليديتها -بلادتها- مما أعطى زخماً كبيراً للإعلام الجديد. ثمة فجوة عميقة في آلية التفكير بين الإعلامي التقليدي (الغارق في تقليديته) وبين الإعلامي الشاب الجديد الذي أنتجته تقنيات التواصل الجديد في السنوات الخمس الماضية. الأهم أن قطاعاً كبيراً من العرب وجدوا ضالتهم في الإعلام الجديد للتواصل مع مجتمعاتهم والحديث في قضاياهم. يقابل هذا الوعي الجديد تلكؤ لدى قطاع كبير من القائمين على الإعلام التقليدي في فهْم متغيرات مهنتهم والنقلات…
آراء
السبت ٢٥ فبراير ٢٠١٢
نشر صديق لي تغريدة على تويتر بها رابط ما، ولم تمضِ بضع دقائق حتى انهال عليه سيلٌ من النصائح لمسح التغريدة مع تحذير من عقوبتها في الدنيا والآخرة. إلى أن أرسلت له سيدة لا يعرفها رسالة جاء فيها: «أرسلتُ لك فتوى الشيخ (الفلاني) علّك تتوب، وإن لم تتب فلقد بلغتكَ وبرئتُ أمام الله منك..». كان هجوماً كاسحاً حتى ظننت في بادئ الأمر أنه تطاول على الذات الإلهية، وكم كانت دهشتي كبيرة عندما وجدت أن سبب تلك الزوبعة كانت مجرد أغنية! لقد كان خطاب أولئك المغردين ينطوي على وصاية اجتماعية؛ بمعنى أن كلا منهم يشعر بأنه مسؤول عن المجتمع بكل أطيافه وعلاّته وهفواته وسيئاته، وعليهم بالتالي أن يقدموا النصيحة كيفما استطاعوا ولأي إنسان وفي أي مكان. حيث بدا من سياقهم الجماعي أنهم يظنون بأن الله تعالى سيحاسبهم على منكرات الآخرين؛ إن لم يتدخلوا لتغييرها، ولذلك فإنهم يحاولون تغيير كل (منكر) من أجل البراءة منه ومن مقترفيه، وليس بالضرورة من أجل إصلاح المجتمع. إن مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو مفهوم واسع وفضفاض، قد يجيّره البعض بطريقة خاطئة وفظة وعلنية، فتتحول النصيحة إلى عنفٍ منظّم، يدفع الناس إلى التوغل في الخطيئة، أكثر مما يدفعهم عنها. ناهيك عن اختلاف الناس والمذاهب والآراء الفقهية حول كثير من القضايا الفرعية، وبالتالي، فإن أحدا من…
آراء
السبت ٢٥ فبراير ٢٠١٢
انتخابات الرئاسة اليمنية التي جرت الثلاثاء الماضي، ليست هي غاية مرام الثورة اليمنية وشبابها، والقوى السياسية فيها الرامية إلى تغيير حقيقي، ولكنها الحكمة اليمنية أخيراً تتغلب. إنه إعلان قبولهم بالتوافق وحلول منتصف الطريق، عوضاً عن المواجهات وسياسة كل شيء أو لا شيء. هذه الروح يجب أن تمتد لتشمل الجميع، الحوثيين والسلفيين والحراك الجنوبي والجيش الذي تشظى، كل هؤلاء الذين يقتتلون بأجساد أنهكها المرض والفقر، فوق أرض بائسة انعدمت فيها الفرص، ولن أذكر «القاعدة»، فهؤلاء لا أمل فيهم أن يصيبهم بعض من الحكمة اليمنية. حان الوقت أن يفعل اليمنيون ما فعل أجدادهم، أن يجتمعوا ويكسروا السيف، إيذاناً بأنهم لن يحتكموا للسلاح. إنها روح الإسلام وروح الربيع العربي التي تحرِّم دم المسلم على المسلم، إذ بات عندهم أداة التوافق المجربة، وهي صندوق الاقتراع، فهو الحَكَم العادل، وليس حكم الفرد ومكابدات علي عبدالله صالح الذي حكمهم بمبدأ «فرِّق تسد». قصة كأنها أسطورة، يرويها الحضارم. سكان شرق اليمن هم أم جنوبه؟ يعتمد كيف تراهم، هم بعض من سكان جدة أيضاً؟ تحديد من هم الحضارم قد يحدد مستقبل اليمن الجديد، القصة الأسطورة أن القبائل الحضرمية التي قطنت أرضاً موحشة بجنوب الجزيرة حول واد يضيق بقدراته، وساكنوه اقتتلوا لعقود، حول الأرض تارة، والرعي تارة أخرى، والثأر تارة ثالثة، وهكذا مضوا يفقدون الأحباب في دورة من الدم…
آراء
السبت ٢٥ فبراير ٢٠١٢
لم يعد الإعلام الجديد في العالم العربي مجرد حلم يراود المتطلعين للانعتاق من أسر الإعلام الرسمي المقيد، أو ذلك التقليدي المتورط في التأسيس لخطاب بليد على حساب المصالح الوطنية الكبرى. نحن اليوم نعيش مرحلة جديدة لشكل جديد من أشكال صناعة الرأي العام، ونقل صورة مغايرة لما كان ينقله الإعلام التقليدي والرسمي في منطقتنا. صناعة المحتوى العربي وأدواته تعيش لحظتها اليوم. وحتى إن ظل التلفزيون سيد المشهد فإنه اليوم لا يستغني عن المحتوى الذي يصله من صناع الخطاب (المحتوى) الجديد في مناطق الحراك العربية. ومما يساعد في سيادة الإعلام الجديد أن وسائل الإعلام التقليدية في عالمنا العربي غير مستوعبة -فيما يبدو- للظواهر العالمية الجديدة في صناعة الإعلام، تلك التي أنتجت قنوات جديدة وقوية التأثير في صناعة الرأي العام. أضف إلى ذلك أن طريقة التعاطي مع مشكلات المجتمع وقضاياه في الإعلام التقليدي حافظت على تقليديتها -بلادتها- مما أعطى زخماً كبيراً للإعلام الجديد. ثمة فجوة عميقة في آلية التفكير بين الإعلامي التقليدي (الغارق في تقليديته) وبين الإعلامي الشاب الجديد الذي أنتجته تقنيات التواصل الجديد في السنوات الخمس الماضية. الأهم أن قطاعاً كبيراً من العرب وجدوا ضالتهم في الإعلام الجديد للتواصل مع مجتمعاتهم والحديث في قضاياهم. يقابل هذا الوعي الجديد تلكؤ لدى قطاع كبير من القائمين على الإعلام التقليدي في فهْم متغيرات مهنتهم والنقلات…
آراء
الجمعة ٢٤ فبراير ٢٠١٢
استيقظت في الأمس القريب على أخبار غير سارة وكنت قد نمت واثقاً أنني سأستيقظ على أخبار تصب في صالحي. كانت فرصة لأمتحن فيها ردة فعلي وأنا من ينصح الناس كثيراً بالتفاؤل والاستبشار خيراً. أستطيع القول – بكل تواضع – أنني نجحت في الامتحان. لم أستعجل ردة فعلي وأكتب – غاضباً- رسالة إليكترونية لمن خيّب آمالي. ولم أجر اتصالات هاتفية عاجلة صاخبة وثائرة. تريثت من أمري قليلاً في «وقفة مع النفس» راجعت فيها مكمن الخطأ فتأكدت أنني جزء أساس مما وقع. كانت المشكلة في جوهرها هي سوء تقدير ومبالغة في الأمنيات. أدركت أيضاً أنني قد وقعت فيما أحذر منه غيري. ثمة خيط رفيع بين الثقة بالنفس والغرور. أعترف أنني دخلت في منطقة «الغرور» عندما توهمت أن الآخر لا يملك غير قبول مقترحي والاستجابة الكاملة – من دون قيد أو مراجعة – لما أمليته من شروط وأرقام. استعذت بالله من شيطان الغرور وصليت ركعتين طالباً العون من ربي. وأنا منذ نعومة أظفاري، في قريتي الصغيرة، ما لجأت يوماً لربي وعدت خائباً. أبداً. في اليوم التالي اتصلت بصاحب الشأن لأتأكد من أن خطأي أنني بالغت في توقعاتي فصدمت بالنتيجة التي أتت عكس ما تمنيت. انتبه: لا تبن خططك وفق أمنياتك. الإفراط في الأمنيات يزرع الوهم ويثمره. ومهما أوتيت من العلم ومن الحكمة والتجارب…
آراء
الخميس ٢٣ فبراير ٢٠١٢
يحسب للمملكة اليوم أنها من أوائل من ناصر السوريين في أزمتهم الراهنة وهم يواجهون آلة الموت والتعذيب من قبل نظام لم يعد يستحيي لا من الله ولا من العالم. وسبق أن كتبتها في أكثر من مكان إن مساندة أهل الحق في البلدان التي ثار أهلها على الظلم والطغيان هو استثمار مهم في المستقبل. من مصلحة الأمن القومي الخليجي أن تنتصر الشعوب العربية على أنظمة الاستبداد التي تلحفت بالقضية الفلسطينية ومحاربة «الاستعمار» كغطاء يبرر استبدادها واستعمارها لشعوبها. ما قابلت سورياً خلال الأشهر القليلة الماضية إلا وقد أثنى على الموقف الخليجي عموماً والسعودي بشكل خاص تجاه مأساة السوريين. من مصلحتنا في دول الخليج أن نبني علاقات من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة مع الأجيال القادمة في العالم العربي. أولى بذور هذه الخطوة تأتي في مساندة هؤلاء المتعطشين لتنمية إنسانية حقيقية ومساحة من الحرية في التفكير والبناء. لقد قمعت الشعوب العربية طويلاً في البلدان التي زعمت قياداتها أنها منشغلة بالدفاع عن قضايا الأمة ومستقبلها. لكن حالة السوء في تلك البلدان وصلت لدرجة لم يعد ينفع معها الصبر والأمل في غد أفضل. التغيير اليوم هناك حقيقة على الأرض. ولهذا فإن من المصلحة – بعد الواجب الإنساني – أن نساند هذه الشعوب وهي تتلمس خطاها نحو مستقبل أفضل. ومهما انقسم اليمنيون حيال المبادرة الخليجية فإن واقع…
آراء
الخميس ٢٣ فبراير ٢٠١٢
علّمونا في صغرنا وما زالوا يعلمون الطلاب في المراحل الدراسية أن موضوع التعبير يبقى ناقصا إن لم نضع شاهدا فيه لتقوية الفكرة، وفي الغالب يكون الشاهد بيتاً من الشعر. واعتاد الطلاب تداول عدد من الأبيات بحسب الفكرة، على شاكلة: وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت... الأم مدرسة إذا أعددتها... العلم يبني بيوتا لا عماد لها... أنا البحر في أحشائه... ومن يخرج عن دائرة الأبيات المعروفة يحقق اختراقا ويسجل حالة خاصة قد يطرب لها المدرس. ولم يخطر ببال أي من الطلاب في جيلي أن يستعين بقصائد شاعر حديث كنزار قباني ضمن الشواهد الشعرية للموضوعات الإنشائية. ربما لأنها لم تكن متداولة إعلاميا آنذاك، كما أن الحصول على المعلومة لم يكن سهلا كما هو اليوم، وإن أردت الوصول إلى ديوان ممنوع كعدد من إصدارات نزار، أو بحثتَ عن شريط كاسيت لأمسية شاعر مثل مظفر النواب، فإنك تحسب ألف حساب للعيون التي تراقبك ولـ"كاتبي" التقارير من بعض "الرفاق" الذين لا يتورع أحدهم عن اتهامك بأي شيء حتى وإن لم تفعله. وما على الجهات الأمنية إلا أن تصدقه، لأنه حريص على الوطن ويخشى أن يختل الأمن إن سمع أحد المواطنين قصيدة لنزار أو مظفر النواب. العجيب أن هذا الموقف من قصائد الراحل قباني انقلب إلى النقيض ذات لحظة غفلة في مجلس الأمن الدولي منذ فترة قريبة،…
آراء
الأربعاء ٢٢ فبراير ٢٠١٢
يقول المثل المتداول إن في الصراحة راحة. درب نفسك أن تعبر صراحة عما يخالجك من قلق تجاه من تربطك به تجارة أو وظيفة. أحيانا نخلق التوتر لأنفسنا لأننا حولنا فكرة ما من وهم إلى حقيقة. نتوهم مشكلة ما فنتركها تنمو بداخلنا حتى تستحوذ تماماً علينا ثم تقودنا إلى مشكلات كبرى خلقها الوهم وكبت “الوسواس” داخلنا. عملت يوماً مع شاب أوروبي كان لا يكاد يمر أسبوع من دون أن يطلب “مكاشفة” معي كي يتأكد أنني وهو على نفس الصفحة في تفكيرنا وفهمنا وخططنا. وفي التجارة، تعلمت من المفاوضات مع الشركات الأجنبية أن أكون مباشراً وصريحاً في نقاشاتي وتوقعاتي وأمنياتي. كن واضحاً، بل شديد الوضوح، في المسائل المالية تحديداً. أكثر ما يعكر صفو العلاقات الإنسانية الخلاف حول مسائل مالية. الفلوس -كما يقول المثل- كثيراً ما تخرب النفوس. لا تعتمد فقط على الثقة والوعود الشفوية. قد تكون النوايا طيبة في بداية العلاقة، لكنها ما تلبث أن تتحول إلى شكوك وظنون سيئة. لا تقل لي إن الدنيا لا تخلو من أصحاب الكلمة الصارمة التي هي أقوى من ألف اتفاقية موثقة من محكمة أو مكتب محاماة. فكم من أصدقاء تسببت الخلافات المالية في تدمير صداقتهم. بل كم من إخوة -من بطن واحدة- فرقت بينهم سوء الظنون في مسائل مادية. ولذلك تبقى الصراحة الموثقة كتابة في…
آراء
الثلاثاء ٢١ فبراير ٢٠١٢
بعض الصداقات تسرق وقتك وبعضها يمنحك الوقت. ولهذا فقد تعلمت من صديقي محمد خميس أن الوقت الذي نقضيه في القراءة والكتابة هو فعلاً استثمار في المستقبل. امض وقتك فيما يضفي لك، لتجربتك، لإنجازك. محمد خميس كتب أكثر من رواية وفي انتظار صدور بعضها من دور نشر غربية. سألته قبل أيام: كيف تجد الوقت للكتابة و أنت موظف و رب عائلة؟ قال لي وكأنه يحتفي بالسؤال: أنا أسرق الوقت! يشرح: ثمة شيئان في حياتي لا يقلان أهمية عن عائلتي ووظيفتي: الرياضة والكتابة. بين الوظيفة والعائلة يسرق محمد وقته للرياضة والكتابة. تلك هي السرقة الحميدة التي يمارسها محمد خميس كل يوم. فقليلاً ما رأيته في دبي يمشي من دون حقيبته التي يخفي فيها كتاباً و كمبيوتر و نسخا من أعمال لم تكتمل. و نادراً ما قابلته من دون أن أراه يقرأ كتاباً أو يكتب رواية! إن الوقت يسرقنا إن لم نسرقه ويستهلكنا إن لم نستهلكه. ما أكثر الأعذار التي بها نبرر كسلنا وهروبنا من مسؤولياتنا أو تلك التي بها نعزي أنفسنا على إخفاقاتنا وفشلنا. العمر مخزون ينقص بالدقيقة الواحدة . استثمره قبل أن يستنزفك. خذ منه بقدر ما يأخذ منك. وأسوأ الأوقات هدراً هي تلك التي نضيعها في حيرتنا تجاه ما نريد أن نفعل. لا تقل إنك محتار لا تعرف ما ذا…