لبست ثوب الغرور!

آراء

استيقظت في الأمس القريب على أخبار غير سارة وكنت قد نمت واثقاً أنني سأستيقظ على أخبار تصب في صالحي. كانت فرصة لأمتحن فيها ردة فعلي وأنا من ينصح الناس كثيراً بالتفاؤل والاستبشار خيراً. أستطيع القول – بكل تواضع – أنني نجحت في الامتحان. لم أستعجل ردة فعلي وأكتب – غاضباً- رسالة إليكترونية لمن خيّب آمالي. ولم أجر اتصالات هاتفية عاجلة صاخبة وثائرة. تريثت من أمري قليلاً في «وقفة مع النفس» راجعت فيها مكمن الخطأ فتأكدت أنني جزء أساس مما وقع. كانت المشكلة في جوهرها هي سوء تقدير ومبالغة في الأمنيات. أدركت أيضاً أنني قد وقعت فيما أحذر منه غيري. ثمة خيط رفيع بين الثقة بالنفس والغرور. أعترف أنني دخلت في منطقة «الغرور» عندما توهمت أن الآخر لا يملك غير قبول مقترحي والاستجابة الكاملة – من دون قيد أو مراجعة – لما أمليته من شروط وأرقام. استعذت بالله من شيطان الغرور وصليت ركعتين طالباً العون من ربي. وأنا منذ نعومة أظفاري، في قريتي الصغيرة، ما لجأت يوماً لربي وعدت خائباً. أبداً. في اليوم التالي اتصلت بصاحب الشأن لأتأكد من أن خطأي أنني بالغت في توقعاتي فصدمت بالنتيجة التي أتت عكس ما تمنيت. انتبه: لا تبن خططك وفق أمنياتك. الإفراط في الأمنيات يزرع الوهم ويثمره. ومهما أوتيت من العلم ومن الحكمة والتجارب فأنا ما زلت تلميذاً في مدرسة التجارب والأخطاء. المهم فعلاً أن نتعلم من أخطائنا. ما فائدة التجربة إن لم تجنبنا العودة لذات المطب؟
ها أنذا أتعلم درساً جديداً و أحاول «لملمة» آثار ما وقعت فيه من خطأ ما كان ليحدث لولا أنني لبست ثوب الغرور وتباهيت فيه!

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٨٢) صفحة (٣٦) بتاريخ (٢٤-٠٢-٢٠١٢)