آراء
الأحد ٠٣ أبريل ٢٠١٦
صدم الوسط الصحفي والإعلامي العربي بالاعتداء الذي تعرض له مكتب الزميلة صحيفة «الشرق الأوسط» في بيروت، وأعاد لنا هذا الحادث مشهد الاعتداء على مجلة «شارلي إبدو» الفرنسية، مع فارق التشبيه في المواقف والتفاصيل، وذلك بداية العام الماضي في مكتبها وسط باريس الذي نتج عنه مقتل 12 صحفياً ورساماً، وإصابة 11 آخرين، جميعهم كانوا ضحية اعتداء إرهابي بسبب رسم كاريكاتوري نشرته مجلتهم. صحيفة «الشرق الأوسط»، قامت وتقوم بدورها الصحفي المهني منذ عقود، وتنقل الخبر والمعلومة والرأي، وتحظى باحترام القارئ العربي في كل مكان، وإنْ اختلف معها في الرأي والموقف، وهذا طبيعي، ولكن عندما يختلف شخص أو جهة أو مجموعة أو تيار أو حزب مع ما ينشر في الصحيفة، فالتصرف العادي أن يرد على ما ينشر بالكلمة المكتوبة، سواء في الصحيفة نفسها أو في صحيفة أخرى أو أي موقع إلكتروني أو منصة تواصل اجتماعي، أما ما تم أول أمس من تهجم واعتداء وأعمال همجية ضد مكتب الصحيفة بحجة أنها نشرت «كاريكاتيراً» أغضب «بعضهم»، فهذا غير مقبول أبداً، وهو إرهاب فكري وثقافي واضح يجب أن يحاسب عليه من نفذه ومن حرض عليه، ولا بد أن يكون للأجهزة المختصة في لبنان إجراء حياله. لبنان الذي كان منارة للحرية والانفتاح، وكان حلم الشباب العربي من مثقفين ومبدعين، أصبح لا يتسع صدر بعض ممن فيه لرسمة…