منوعات
الثلاثاء ٢٨ أبريل ٢٠٢٠
ننشر القصص القصيرة الفائزة بالمركز الأول في المسابقة الأدبية التي أطلقتها "دار كُتاب للنشر" برعاية موقعنا " هات بوست"عن "العزلة المنزلية" حيث فازت قصة د. أماني فؤاد (لم تكن هنا في يوم ما) وكذلك قصة عائشة الحوسني (العزلة المنزلية) بالمركز الأول. ------------------------- لم تكن هنا في يوم ما.. د. أماني فؤاد * تمنت أن تُدفن في أرض طفولتها، في حضن التلال البيضاء التي أمام البحر، أو أن يلقوا بجسدها فيه، كانت تعرف أن أمنياتها لن تلقى استجابة، فأسرتها لن تحقق ما أرادته، رغبتها أهون لديهم من تنازلهم عن موروثهم الديني أو أعرافهم، وبالرغم من ذلك كررته مراراً. منذ سنوات زرعت شجرة ليمون في طرف حديقة البيت، كانت قد أسرَّت إلى ابنها أنها تفضل الانسحاب دون لفت للأنظار، لكنها لا تريد الابتعاد حين تغادر، أوصته بدفنها تحت شجرة الليمون لا المدفن الذي في الصحراء، على أطراف وجودهم فضلت النهاية. منذ زمن أدركت أن الحياة لن تأسَى على أحد، فالأرض تدور والأقدام تلاحقها دون توقف،لا أحد يكترثب من يغادر إلا نادراً، قد نستحضر بعض الحنين أو الفقد، ثم تُشغل المقاعد ذاتها سريعا. كل حين تفتح الحياة أبوابها، فنخرج منها أفرادا أوجماعات، ويدخل آخرون، في هدوء أو صخب يستوي الأمر، في حسم ننتهي ولا نعود أبداً كما كنا، فكرت كثيرا أنها ربما أصبحت…