منوعات
الجمعة ٠٤ أغسطس ٢٠١٧
لا يزال فن النحت باتجاهاته وأنواعه وتقاناته كافة، خجول الحضور في الحيوات التشكيليّة الخليجيّة خصوصاً، والعربيّة عموماً، مقارنةً بفن الرسم والتصوير الزيتي والمائي. ويبدو لافتاً أن النحت قد قطع أشواطاً مهمة في دولة الإمارات، متخطياً العقبات، وذلك بفضل تجارب ومواهب متفردة في المجال قدمت إسهامات مهمة..ولكن، لا شك أن هذا الحقل في العموم، ينتظر الاحتضان وإطلاق مشروعات رسمية ومؤسساتية ممنهجة، لصقل مهارات المبدعين فيه وتنميتها، ومن ثم للارتقاء بهذا المجال الإبداعي إلى مصاف مستويات متميزة. عزوف رغم التطورات الكبيرة التي شهدتها الحركة الفنيّة التشكيليّة في دولة الإمارات العربيّة المتحدة، خلال العقود القليلة الماضيّة، واستقطابها للعديد من رموز الفن العربي والعالمي، واحتضانها بشكل دائم، لملتقيات ومهرجانات وفعاليات فنيّة تشكيليّة دوليّة متنوعة، إلا أن الفنانين التشكيليين الإماراتيين العاملين في حقل فن النحت، ما زالوا يُعدون على أصابع اليد الواحدة، كما أن النحاتين العرب المقيمين في الدولة، عزفوا عن ممارسة اختصاصهم الذي درسوه أكاديمياً، وتوجهوا إلى إنتاج اللوحة، أو العمل في حقول الخط العربي والتزيين، والزخرفة والعمارة الداخليّة (الديكور) والاتصالات البصريّة، وكذا في فنون التصميم الغرافيكي المختلفة، وغيرها من الفنون البصريّة المطلوبة في سوق العمل، الأمر الذي كرّس القطيعة بين النحات واختصاصه، وبين فن النحت والمتلقي الذي هو الآخر عزف عنه وكاد أن ينساه، في غمرة الانتشار الشديد لصالات العرض والبيناليات والمزادات الفنيّة…