أخبار
الإثنين ١٢ ديسمبر ٢٠١٦
سيدة أربعينية عادية، تشبه عموم المصريات في طيبتهن وقلوبهن المفطورة دائمًا، إمّا بهموم الأسرة، أو بالأحزان التي تحملها الأيام ولا تكل، ولا تمل في حملها، اسمها إيمان يوسف، لا تختلف عن أمك، أو أختك، أو جارتك، لا في الشكل ولا في الاسم، فقط تختلف في الهم، والألم اللذين اختارا أن يكونا صديقين دائمين لها، ولأسرتها، بينما كانت تتخيل هي على الجانب الآخر من الحلم، أو من الشارع، أنها تقترب من الهدوء الذي حرمتها منه الأيام، وتبدأ رحلة جديدة مع منزلها الجديد الذي سيمكّنها من الصلاة، وحضور القداس والمواظبة عليه بسهولة. لحظة واحدة تفصل بين الحياة والموت، بين ابتسامة على شفة ماجدة يوسف، ودمعة في عين «ستيفن»، هي نفسها اللحظة التي تعيش فيها «إيمان» منذ أحداث الاتحادية في ديسمبر/كانون الأول من العام 2012، لحظة بطول أربع سنوات، عندما فقدت زوجها، بمصادفة لا تقل قسوة وإرهابًا وجبروتًا عمّا حملته لها يد الإرهاب أمس، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة داخل كنيستها، وقبل القداس وإشعال الشمعة. وبحسب صحيفة «اليوم السابع» التي التقت أسرة الشهيدة إيمان يوسف، إحدى ضحايا حادث انفجار الكنيسة البطرسية في محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، كانت العيون تتحدث بما عجزت الألسنة عن ذكره والبوح به، وبالكاد تحركت شفاه الأسرة المكلومة، المتراصة أمام مستشفى الدمرداش في انتظار الحصول على ما تبقى من «ماجدة»،…