منوعات
الجمعة ١٠ مايو ٢٠١٩
البندقية (إيطاليا): شوقي الريّس يأبى الشتاء أن يغادر «عروسة البحار» التي تحتفل هذه الأيام بالدورة الثامنة والخمسين لمعرضها الفني «بينالي فينيسيا» في أجواء من الصقيع والرطوبة تضفي مزيداً من الكآبة المنسدلة عليها طوال العام وتقصي الربيع الذي ما زالت تتوق إلى حدوثه بلهفة وشغف. «بينالي فينيسيا» أو «البندقية الفني» هذه السنة يفتح أبوابه على اضطرابات الأزمنة الراهنة؛ من تغيّر المناخ وتداعياته، إلى العنصريّة التي عادت لتستقرّ بقوة في المجتمعات الغربية، مروراً بموجات الهجرة التي تعيد تشكيل المشهد الإنساني والسياسي في بلدان كثيرة. على مدخل الأحواض القديمة لبناء السفن في ميناء المدينة التي كانت أغنى الجمهوريات الأوروبية، وضع الفنّان السويسري - الآيسلندي كريستوف بوكيل عمله اللافت الذي يذكّر بمأساة المهاجرين الذين منذ سنوات يعبرون مياه البحر المتوسط ويقضي الآلاف منهم على طريق الهرب من الفقر والحروب والاضطهاد. ويقوم هذه العمل على حطام مركب خشبي غرق في عام 2015 على مقربة من ساحل جزيرة صقلية عندما كان مبحراً من ليبيا إلى إيطاليا وعلى متنه 800 مهاجر لم يسلم منهم سوى 27. تسعون بلداً يتنافس مبدعوها في هذه الدورة، بينها أربعة تشارك للمرة الأولى: غانا ومدغشقر وماليزيا وباكستان... يطرحون أفكاراً وحلولاً وتصوّرات لهذا العصر المضطرب الذي نعيش فيه اليوم، تجاوباً مع الشعار الذي أطلقه رالف روغوف، مدير غاليري «هايورد» الشهير في لندن والمشرف…