عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

«يواد يا حِمِش..!»

الأحد ١٧ أغسطس ٢٠١٤

تناقلت وسائل الإعلام العالمية خبر قيام النجم المحبوب، مارادونا، بصفع أحد الصحافيين الأرجنتينيين، الأسبوع الماضي، وذلك لأنه «تحرّش» بزوجته، أثناء انشغال «بو أرماندو» بالحديث للصحافة الأرجنتينية عن واقع حال الاتحاد الأرجنتيني والكرة الأرجنتينية، بعد خسارة نهائي المونديال أمام الكرة الألمانية، المملة! مارادونا، وبعد أن شبع من القشيد والمندي، وغرف من الهريس، وعبّ من القهوة، تسللت إليه كروموسومات النخوة العربية والغيرة من حيث لا يدري، وهي ليست غريبة «إنتو حتى الرزفة خليتوه يرزف»! ومن هنا فقد كانت هذه التغيرات النفسية والنخوة تطوراً طبيعياً في حياة النجم الأرجنتيني. لن أستغرب إذا عرفتُ بأن الجُمل التي كان يقولها للصحافي وهو يصفعه على غرار: إنته ما تستحي؟ ما عندك خوات؟ تتحرى عمرك صغير؟ ما تشوف حرمتي بنت حمايل؟ يا جليل الأصل! ترى قوم بن دييجو محد يكسر روسهم! أو ربما استخدم مسبات المطاوعة الدارجة هذه الأيام: لا أب لك.. لا أم لك.. ثكلتك أمك.. الله يهدي أختك! دخول المجتمعات العربية ليس كالخروج منها! فأنت تحصل على «باكيج» من الأخلاقيات التي تنعكس على تصرفاتك وتعاطيك مع الآخرين، خصوصاً في الأمور العاطفية، والتعبير عن الآراء والتصرفات المباشرة عند الغضب، ويأتي معها (بونص) عدم القبول بالرأي الآخر، ولا حتى مناقشته إطلاقاً. لذا فمن الغريب والمريب أن نرى منسوب «الغيرة» يزداد عند من يقيم بيننا مدة معينة، بينما…

«Angry Birds..!»

الثلاثاء ١٢ أغسطس ٢٠١٤

المشكلة الرئيسة أنكم لا تفهموننا! نعرف أن اللعبة سهلة وواضحة، لكن ما لا يريد الكثيرون أن يفهموه أنه لن يسمح لك بالانتقال إلى المرحلة التالية إلا بعد أن تقضي على الخنازير الخضراء في هذه المرحلة! لا يمكن أن تنتقل إلى مرحلة أخرى أجمل أو أصعب أو أغرب طالما أن خنزيراً واحداً بقي على قيد الحياة.. هكذا هي اللعبة! لاحظ دائماً أن أصعب الخنازير هو ذلك الذي يأتي في نهاية المرحلة.. وغالباً ما يكون قد ارتدى خوذة عسكرية! نعلم أنكم تعتبروننا انتحاريين، لكن ما الذي يمكن فعله.. حين تضعوننا في «النشابة» وتطلقوننا في اتجاه العدو لكي تحصلوا على بعض التسلية، فأنتم تعرفون جيداً أن الطائر الذي سيتم إطلاقه لن يعود.. لكن مماته سيسبب دائماً ذلك التفجير الذي يجعل العصافير التي تبقى على قيد الحياة تهلل، ويجعل رصيدك في اللعبة يرتفع.. ويجعلنا جميعاً ننتقل إلى مرحلة أخرى.. أليس كذلك؟ لعلك لاحظت أننا نختلف، ففينا الطائر الكلاسيكي الذي ينتمي للمعسكر الأحمر بسبب النسخة الأولى من المقاومة.. وفينا الأصفر ذو الرأس المثلث، الكثيرون يستغربون كيف نسمح له بالمشاركة رغم رأسه «المثلث»، واختلاف لونه.. هؤلاء القوم يتطرفون في أفكارهم، فهم ينسون أنه «طائر» قبل أن يكون «مثلث» الرأس! فينا الطائر المتفجر الذي لم يحبه الكثير من محترفي اللعبة.. إلا أنه والحق يقال، يحقق في بعض…

«الرجل الذي قال لا..!»

الخميس ٢٧ فبراير ٢٠١٤

العقل الجمعي للمجتمع لا يفرق بين ما هو «مقدس» من نصوص وأقوال وأحاديث، وبين ما هو «تراثي» من أهازيج وقصص وأساطير وأمثال شعبية.. كلا الأمرين يصبح مقدساً بعد فترة.. ولهذا يمتلئ التراث العربي ببعض الأمثال السخيفة التي تحدّ من القدرة على التطور الفكري والمعرفي بل والأخلاقي للمجتمع.. بسبب توارثها عبر مجموعة من الأجيال.. جبان ينقل عن جبان أو أحمق ينقل عن أحمق، ويلوك الناس تلك الأمثال كأي قطعة «كاووتش» تحترم نفسها، وتبقى الممارسات السلبية ذاتها.. لأن كثرة تكرار الأمثال ترفعها إلى درجة المسلّمات أو المقدسات! خذ عندك هذا المثل: «ابعد عن الشر وغنيله!».. لا يريد لنا البعض أن نقف في وجه الشر، ويريدون غرس مفاهيم إيثار السلامة.. حتى غضّ بصرك عن الشر والسير بجوار الحائط كأي قط يحترم نفسه غير كاف.. عليك أن تمسك طبلاً وتطبل وتغني للشر أيضاً! عليك أن تنضم لحلف الشر وتغني له لكي تبقى آمن الجانب.. بغض النظر عما ستصنعه هذه الممارسات بإنسانيتك، وعلى الرغم مما ستشعر به من حيوانية في سلوكك يتحول إلى عادة يوماً بعد يوم! نسمع أيضاً منذ بداية «الفتق» عن العصا والجزرة، ومازلنا نشعر بالعصا منذ أن بدأنا الكتابة ولم نر الجزرة أبداً.. ما الذي نريده من الجزرة؟! كل ما كنا نريده هو أن نكتب دون أن تفسر أقوالنا على أي وجه…

«المبوبات..!!»

الثلاثاء ٢٥ فبراير ٢٠١٤

إذا كنت ممن لا يقرأون الإعلانات المبوبة فأنت لست منا! من السهل علينا في هذه الأيام إخراج أيٍّ كان «منا»، إذا خالفنا الرأي، إذا أحب شخصاً لا نحبه! إذا تعاطف مع مقالة، صورة، بيت شعر، أنت لست «منا»، إذا لم تقرأ الإعلانات المبوبة فأنت واحد من ثلاثة، إما أن الحياة لم تلسعك لتبحث عن «بوتوغاز مستعمل» أو «رقم مميز»، أو أنك «مشتري راحتك» فلا تحب أن ترى أسعار العقار والأراضي، ولا تبحث عن «لقطة» ولا تهمك عبارة «من المالك مباشرة»، أو أنك ولد أبيك ولم «تتفنش» قط، لتبحث عن وظيفة في المبوبات! لا شيء يمكنه أن ينقل مزاج المجتمع والسوق ومزاج الناس إليّ مثل الإعلانات المبوبة، عن طريقها أعرف كل شيء ولا حاجة لي إلى قراءة بقية الجريدة، المزاج العام، الحالة الاقتصادية، التوطين، التفاؤل، المنتجات الجديدة، المساج، الممنوعات، هناك لغة مشتركة ومصطلحات تبدأ بتعلمها حين متابعة الإعلانات المبوبة، (ك.ز) تعني موظفة على كفالة الزوج، (ج) تعني جديد غير مستعمل، (ل.د.س) تعني للبيع بداعي السفر، وهذا الأخير خراط غالباً، هل فكرت في حياتك أن تبيع شيئاً لتسافر؟! إن مشاهدة الدنيا أمر جميل، لكن أن تعود إلى منزل خاوٍ هو أمر غير مشجع فعلاً! خذ عندك هذه الجملة الجديدة التي أصبحت أقرؤها بشكل شبه يومي في الإعلانات المبوبة: «مطلوب فتاة راقية لسكن»،…

«راونا ضروسك..!!»

الخميس ٢٠ فبراير ٢٠١٤

ليس هناك أجمل من أن تتلقى ذلك الاتصال من «الأهل» السلام عليكم بوفلان شو أخباركم لا ترجع اليوم بدري عندنا ناس في البيت! قليل من الحرية أخيراً، أهذا فعلاً ما أحس به المصريون في 25 يناير؟! بالطبع تفهم من الاتصال أن هناك من يجلس بجوارها طالما أن الاتصال لم يبدأ بجملة تعال شوف «عيالك»! فمن نافلة القول بأنهم «عيالك» حينما يتعلق الأمر بمشكلاتهم أو ضراباتهم أو مصيبة اقترفوها في الفريج، ولكنهم يصبحون فجأة «عيالي» حينما يحصل أحدهم على درجة ما أو ينجز منجزاً جميلاً أو ينهي حفظ جزء في حلقة التحفيظ! المهم أنك اليوم حر، تفهم معنى الحرية، لا ترجع اليوم بدري، تعود إليك دماء الأيام الجميلة، تبدأ بتجهيز لائحة في ذهنك للربع الذين ستتصل بهم بمجرد إغلاق الهاتف مع «الأهل»، السهيرة منهم فلان الذي تعتقد زوجته بأنه «زام»، بينما هو «تحت الحزام»، وفلان الذي لم يتزوج بعد لأسباب يجهلها الجميع، كان يحب وحدة وماتت، ما فيه حيل، مربوط ، وفلان الذي تسكن عائلته في إمارة أخرى، تقوم في ذهنك أيضاً بتجهيز خارطة الطريق، المقهى، السينما، بحر الخان، العودة إلى المنزل بعد إرسال رسالة نصية لبرنامج «أمل وألم»، وبذلك تشعر بأنك اختتمت يومك بطاعة قد تمسح ما حصل فيه! ما الأمر؟! لمَ لا يعجب البعض حسن الظن، شق تمرة قد…

«زمان التيه!»

الأحد ١٦ فبراير ٢٠١٤

نشرت وكالات الأنباء العالمية، الأسبوع الماضي، خبراً غريباً ومثيراً، عن مواطن مكسيكي اسمه خوسيه سلفادور البارينغو، لماذا تبدو أسماء المكسيكيين مكسيكية جداً؟! يقول الخبر إن خوسيه قد تاه في المحيط الهادي، بعد إبحاره من المكسيك، وبقي مدة عام كامل في البحر، يصارع الصعوبات الطبيعية والأعاصير والرياح، وفقَد في هذه الرحلة الصعبة رفيق دربه، وعاش مدة أكثر من عام على الأسماك والسلاحف البرية، حتى وصل إلى جزيرة نائية قريبة من جزر المارشال، التي تتوسط المحيط، حيث تمّ إنقاذه ونقله إلى مركز إعادة تأهيل! قصة جميلة جداً، وقد تتكرر من وقت لآخر، لا أشك إطلاقاً في أن هوليوود ستقوم بتحويلها إلى فيلم سينمائي ذات يوم، ربما إن لم نكن قد رأيناها في فيلم سابقاً، لأن قصص حياتنا أصبحت مؤسسة على قصص رأيناها في الأفلام وليس العكس! ركّز في حياتك جيداً فسترى أنك في كل شيء تقلّد أحد أبطال الأفلام، إما الرجل الحديدي، وإما السلطان سليمان القانوني، أو أبطال فيلم هانق أوفر! المهم في قصة صديقنا «خوسيه» هو الجانب العملي فيها، حين اجتمع أكثر من 1000 إعلامي لكي يلقوا النظرة الأولى على ذلك الإنسان، الذي لم ير أو يكلم بشراً لمدة عام كامل، كانت هناك صورة ذهنية ما بالطبع، ربما تشبه إلى حد بعيد صورة أسرى الحرب في المعسكرات النازية أو ما يشبهها…

«طويل العمر..!»

الخميس ١٣ فبراير ٢٠١٤

تجلس إلى جواره، وتخاطبه بقولك: يا طويل العمر القضية أن كذا وكذا، فيجيبك: ولكن يا طويل العمر كان الأصل أن تفعل كذا وكذا، يستمر الحوار، أنت تقول طويل العمر، وهو يقول طويل العمر، تخرج من عنده سعيداً منشرحاً، تقول للناس إنهم يحبون أن نحدثهم كما يحدثوننا، وإنهم مستمعون جيدون، بعدها بساعات تصل إلى مكتبك، تتصل بك ذات الرداء الأسود، تقول لك إن الموظف الفلاني يريد مقابلتك لأمر يخصه، تقول لها عبارتك المعتادة: «إنتي ما تفهمين ولا شو؟»، تحاول تقليد خالد صالح في فيلمه الشهير، وترفع نبرة صوتك قائلاً: «هي فوضى؟ خليه يراجع مديره المباشر أول، وهذا الثور يرفعها لمدير الإدارة وبعدين حولولي الموضوع!». في اليوم التالي تلتقي طويل العمر في فعالية ما، تقول له بأدب: مرحبا يا سيدي، فيرد عليك: يا سيدي لا تعرف كم السعادة التي أشعر بها حين أراك، تتبادلان أطراف الحديث، وبعد انقضائه تحاول تقبيل رأسه، فيرفع هامته لكي تتواجها، تصلك الرسالة تقول لزملائك الذين ينتظرون في الخارج إن «الحاجة مقضية»، وتحدثهم سعيداً عن تواضعه، وكيف أنه يعطيك الشعور بأن الجميع سواسية، تعود إلى الحي، يمر بك جارك الآسيوي يسلم عليك، تبدأ بالقلق! يعيد سلامه فتبدأ بالنرفزة، يريدني أن أرد عليه السلام! حتماً هناك وراءه شيء سيطلب مني التوسط لوظيفة لأخيه أو يطلب مني الحديث مع موظف…

«الثورة البيضاء!»

الثلاثاء ١١ فبراير ٢٠١٤

لا أشك في أنك مثلي، دائماً ما تنسى أي القمم هي القمة الأعلى في العالم: الهيمالايا أم التيبت أم الألب، أحياناً تخلط الأوراق، أيها الموجودة في سويسرا وأيها الموجودة في الهند! تتذكر أنك في مرحلة ما من شبابك أيام كانت مسابقات «حروف» في أوجها ومبيعات كتب سين وجيم تتصدر القائمة بدلاً من كتب الطبخ والأبراج، كانت تلك المعلومة ثابتة في أحد «الكلسترات» في خلايا ذاكرتك! لكنها اليوم تضيع تماماً، كل ما تذكره هو أنك تقرأ في كل أيام عدة عن أول عربي يرفع العلم على قمة جبل كذا! بعد أيام عدة تقرأ عن أول امرأة ترفع العلم على قمة أخرى، تشك في ذاكرتك وتتصور أنها حالة «ديجافو» متقدمة، ألم أقرأ هذا الخبر من قبل؟! لا أعرف ما فائدة أن «يلعوز» أحدهم نفسه لأيام عدة من أجل أن يبتسم في النهاية للكاميرا رافعاً إبهامه لأنه وصل إلى القمة، بالنسبة لي لم يكن لقب «أول كاتب عمود يصل إلى قمة الهيمالايا» مثيراً جداً، لدي حساسية من الأماكن المرتفعة، وضيق في التنفس من الأماكن الباردة، تلك القمم الباردة التي لا غرض من الوصول إليها سوى الصورة الإعلامية هي ما أسميه بالقمم السلبية، لكن هناك دائماً جانباً آخر مضيئاً سيغير نظرتك إلى القمم التقليدية المملة، خذ عندك على سبيل المثال: القمة الحكومية التي انطلقت…

«يا زين.. وش خليت للناس!!»

الخميس ٠٦ فبراير ٢٠١٤

زين..! طفل من سورية.. هل تذكرونه؟! كأي طفل لدينا، تماماً مثل ابني أو ابنك! كل ذنبه أنه ينتمي للرستن! إنه ينتمي لنا قتل أخواه ومات شقيقه الأصغر متجمداً وغيب والده، حيث لا يعلم أحد في أحد المعتقلات السرية التي لم تستضف إسرائيلياً واحداً في سنوات المواجهة! تناقلت الدنيا صور شقيقه وهو يموت، ثم تناقلت قبل فترة صوره هو نفسه وقد التف بالقماش الأبيض، لا بهذا العلم ولا ذاك، لا يهمه إذا كان الأحمر في الأعلى أم الأسفل، فهو لم يعرف من الأحمر سوى تلك البقع التي كان يراها أسفل كل ذكرى لعزيز رحل في عائلته! لم تهمه النجمتان هل ستكونان خضراوين كعيني قاتله أم حمراوين كما يحبهما الثوار، فالذي ذبح أخاه لم يكن على كتفه أية نجوم، بل كانت عبارات طائفية بحتة، عبارات حق أريد بها باطل! زين..! كل منا لديه «تكنيكه» الخاص ليطرد صورة زين من مخيلته، ويستطيع النوم على ذراع حبيبته دون أفكار تنغصه، سأساعدك في هذا، لنطرد زين وصورته من عقولنا، ألا نردد دائماً.. «ما دمت بخير أنا وناقتي.. ما علي من رباعتي»، فكر في الناقة! لم يجد الأمر! سأعطيك تكنيكاً أذكى! فكر في أفغانستان، ألم ندعمها، ثم صدرت لنا كل الإرهاب؟ إذن فزين إرهابي محتمل! من الأفضل أنه مات إذاً! ألا تشعر بتحسن؟! يبدو أنك لم…

«عامان في الصفحة الأخيرة!!»

الخميس ٣٠ يناير ٢٠١٤

- ألو - ألو نعم تفضلي! - إنت فلان - إي نعم - بس حبيت أقولك إنك قلم مأجور! * * * أفا! هكذا إذن! بهذه البساطة! قلم مأجور مرة واحدة! بصراحة تعجبني الفكرة لأنها تمنحني شعوراً بالأهمية لستُ معتاده! ولكني كأي صحافي يحمل جينات «قطوة» ما قتلها الفضول، أحب أن أعرف الجهة المستأجرة، ربما سأحتاج إليها ذات يوم! من هي الجهات التي يمكنها أن تستأجر أقلام كتاب الأعمدة؟! هل هي المؤسسات التي يحفى الإعلاميون لاستئجارها لكي يحصلون على معلومة أو على سبق صحافي؟ هل المنتقدون الذي ينتظرون أن تنصب المبتدأ لكي يتهموك بالنصب على المجتمع، أو ترفع المجرور لكي ترفع عليك قضية! هل هم أولئك الذين يهاجمون الإعلام ويتهمونه بمعاداة التقدم بدلاً من أن يقوموا بتصحيح ما يدعو الإعلام لانتقاد أدائهم وممارساتهم؟ هل هم ضيقو الأفق الذين لا يفرقون بين «الرمز» في الكتابة و«الشخص» في الواقع ؟! هل هم أولئك الذين يسقطون كل شيء على الواقع دون النظر إلى الصورة من بعيد؟ أم هم أولئك الذين يحملون الـ«بطحة» فوق رؤوسهم ويرون كل صرخة عليهم؟! ويؤمنون بأنك تملك الترف الكافي من المزاج والوقت لأن يصبحوا محور حياتك وكتابتك الوحيد!! ثم ألا يعلم الذين يلقون بما «في إنائهم» بأن الأقلام المأجورة أصبحت «دقة» قديمة، يمكنك أن تتهمنا بأننا «كيبوردات» مأجورة، أو…

واخا …!!

الثلاثاء ٢٨ يناير ٢٠١٤

من الطبيعي أن يسألك (يدّيم) لك أحد الشباب وأنت تقود سيارتك في احد شوارع دبي ليسألك عن الطريق الأمثل للوصول إلى أحد الفرجان أو المولات أو حتى ربما ليسألك عن أفضل الطرق لتجاوز المرور ببوابة (سالك) ... ولكنك لن تجد اطلاقاً من يسألك عن موقع منطقة معينة في الرباط أو كازا ... فشبابنا يحفظون شوارع هاتيك المدينتين وغيرهما في المملكة المغربية عن ظهر قلب ... كما يحتفظ كل منهم بذلك الختم الأسود المربع في الصفحة الأخيرة من جوازه ويتفنن المتفنون بازالته لأسباب لا تخفى إما باستخدام محاليل كيميائية أو بلصق تأشيرة العمره فوقه أو (سبحان الله) نسيت الجواز في الكندوره ... وانغسل !! "واعره، صافي، واخا، باللاتي،عامره ، خاويه، كانهضر معك" كلمات يبتسم أي رجل خليجي لمجرد تذكرها فما بالك بشعوره لدى سماعها (من المصدر) مباشرة، وإذا حدث وأصيب زميل لك بحالة من الإغماء فدع عنك الطرق التقليدية المملة مثل تشميمه النشادر أوالبصل أورش الماء البارد ... قم فقط بترديد اسم (منى أمرشا) في أذنيه ثلاث مرات ... وسيقوم كلملسوع ! لذلك فقد كانت الصدمة كبيرة بقرار المملكة المغربية (الشقيقة جداً) بعدم اعتماد عقود الزواج لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي إلا بعد الحصول على موافقة الزوجة الأولى معتمدة من سفارة تلكم الدولة في المغرب ... احمقيتو؟ ... يعني بالله عليك…

«عَ زوئك!»

الثلاثاء ٢١ يناير ٢٠١٤

تفضل معي لنقوم بالرحلة اليومية من مدينتي عاصمة الثقافة إلى حيث أعمل في عاصمة الاقتصاد، الطريق مزدحم كما تعلم، ولا داعي لأن تضع حزام الأمان، فأنا كما تعلم لا أهتم لهذه الأمور، لكن إياك أن تضع قدمك على «الطبلوم» لأنها حركة تشعرني بالاستفزاز! هذه البوابة التي مررنا تحتها الآن تسمى «سالك».. لا تسألني عنها لأنني وعدت أحدهم بألا أتطرق إلى هذا الموضوع! هل تحس بالملل؟ الطريق مزدحم وطويل.. لا عليك افعل مثلي وتسلَّ بقراءة ما يعرف بـ«الإعلانات الخارجية».. outdoor media فهي إحدى أهم الطرق لمعرفة المزاج العام والحالة الاقتصادية ورتم السوق. علمتني الحياة أن الإعلانات الخارجية إذا كانت شاغرة ولا ترى فيها سوى النيونات فهذا يعني أن السوق «واقف».. وإذا كانت تمتلئ بإعلانات حكومية عن الحب والإحساس والحفاظ على البيئة فهذا يعني إن السوق «الحمد لله».. أما إذا كانت مشغولة بالكامل للقطاع الخاص فهذا يعني أن السوق «مولع». الإعلان الأول في شارع الاتحاد عن الآيس كريم الأول في الإمارات طبقاً لدراسة شركة (...) شهي وبنكهة البندق.. جميل! إذن فالدراسات هي التي تحدد السلعة الأولى.. أحب الأسلوب العلمي في الإعلان.. انزل قدمك عن الطبلوم.. ما هذه الرائحة.. افتح الشباك.. واستمر بالنظر.. الإعلان الثاني عن أفضل لوشن للسيدات في منطقة الخليج طبقاً لمجلة (...) جميل ومقبول جداً، أحب أن أتسوق لها بناء…