عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

إلا مصر..!!

الأحد ٠٨ مارس ٢٠١٥

على الرغم من أنني حين أزورها أحرص كل الحرص على أن أبدو كأحدهم، لطرد ذلك الشعور غير المريح، بأن الجميع ينظر إلى قفاك.. أركب اللادا الجميلة، واستخدم الهورن، بمناسبة أو من دونها، أضحك من قلبي، أطلق عبارات بصوت مرتفع: ولااااااااا، أوعاااااااا، سمو عليكووووووو، كانت الحياة ستكون صعبة جداً لولا وجود حروف العلة، تخيّل كيف ستمد كلمة مثل: «عبط»، دون أن تضطر إلى نفخ شدقيك في بائها؟! أجلس في المقهى الشعبي وأطلب «حجر سلوم وكشري»، أتقن اللهجة تماماً، ورغم كل ذلك، تأتيني الطلبات، ويقول لي «القهوجي» ببساطة: أجدع ناس بتوع الخليج! كيف أدركَ ذلك؟! راجعت «المنيوال» الخاص بكيف تكون مصرياً ثلاثين مرة، ورغم ذلك لم أفلت! الأغرب من ذلك أنك حين تفتح حديثاً مع أحد الأحبة المصريين، وهو يتحدث عن الخليج، يستخدم مصطلح «العرب»، العرب بيحبوا الأهوه، والعرب بيجوا هنه في الصيف، والعرب بيحبوا السمك، والعرب بيحبوا الحوامدية، أؤشر لمحدثي بأن يصمت، وأقول له: خف علينا، العرب والعرب، حسّستني أنكم «فرنساوية»! يبتسم بطريقتهم الجميلة، ويقول: أخف عليك ليه؟ هو أنا ضربتك؟! تختلف الثقافات باستخدام كلمة «خف»! في زيارتي الأخيرة للمحروسة التقيت أحد المصورين القدماء، الذي أخبرني بأنه كان في الإمارات في السبعينات، وقال لي إنه يعرف أن «العرب» يحبون الصور القديمة، أخرج لي مجموعة من الصور، فعلاً فيها صور كثيرة للشيخ…

“البلبوص”!

الخميس ٠٥ مارس ٢٠١٥

أذكر انه في تلك الأيام التي تلت ما عرف بالثورة البرتقالية في أوكرانيا كانت هناك تلك الجمعية النسوية غريبة الأطوار .. في كل يوم يقومون او يقمن بالتجمع والتظاهر من اجل قضية فاشلة ما .. الفرق بينهم او بينهن وبين بقية المتظاهرين في العالم بأنها كانت مظاهرات تعري .. في اسبوع مظاهرة تعري ضد العنف على المرأة .. وبعدها بأسبوع مظاهرة تعري لتنبيه العالم بأهمية فرو الذئب الرمادي ثم مظاهرة تعري من اجل ثقب الأوزون .. مظاهرة تعري تضامنا مع خنفساء التشاكوباكو التي تعيش على ضفاف نهر الأمازون .. حين كنت احاول فهم عقلية المتظاهرات لم اجد أمامي سوى جواب واحد .. هو أنهن يبحثن عن حجة من اجل (التفصيخ) وحقيقة الموضوع ان إحداهن لا تعرف شيئا عن خنفساء التشاكوباكو ولا تفكر في زيارة الأمازون .. لماذا لا تحب الشقراوات الأوكرانيات زيارة الأمازون ؟ وهل هذا سؤال يوجه لشقراء؟ ستجيبك مباشرة : انت تعلم بان كندا بعيده جداً عن كييف !!! وكما انه في أوكرانيا هناك من يبحث عن حجة (للتفصيخ) ففي اسبانيا أيضاً من يبحث عن حجة (للضرابة) او السب او عمل اي مشكلة من اي شيء ولأي شيء فقط لتفريغ طاقة شريرة او رغبات طفولية .. او ربما فقط بسبب نظرية النمر الذي ضرب الضفدع وهو يسأله :…

«الله.. يرحمه!»

الخميس ٢٦ فبراير ٢٠١٥

«أيها الأحمق لا أصدق أنك تفكر بشراء عقار في منطقة مرسى دبي، إنها بعيدة جداً وغير مأهولة، من سيذهب إلى هناك لاحتساء كوب من القهوة، هل فقدت صوابك؟». «لا مستقبل لما يسمونه بالإنترنت، إنها موضة ستزول بعد أشهر عدة، لا تستثمر في هذا الأمر، وركّز على التجارة في أجهزة التيليكس، وربما قليل من الفاكسات». «كلمة سهم لم ترد في أي بيت شعر، إلا مع الحب أو التوفيق، عليك بالأسهم اسمع مني! نحن ناس خبرنا الحياة بحلوها ومرها». «لو كنت مكانك سأشتري عملات عراقية، بما لا يقل عن مليون درهم، بعد الحرب ستتكرر قصة اليابان وألمانيا في العراق، وسيصبح الدينار بمثيله الكويتي، ستلعب بالفلوس لعب». «لا.. لا.. لا.. لماذا تفكر بسلبية دائماً، إنها لا تخرفنك! إنني أرى الحب في عينيها، وما قصة عبلي رصيد سوى حجة أيها البليد، إنها تحبك!». «رحمه الله! نصائحه هي التي أنارت لي الدرب، وهي جميعها كما لاحظت فعلاً في مكانها الصحيح، وهي التي جعلتني على ما أنا عليه اليوم (...)، صحيح أنني أتردّد كلما وقفت على قبره بين أن أقرأ له الفاتحة أو أقوم بأمر آخر، ولكن صدقني أنا لا أحمل في قلبي أي شيء تجاهه سوى الحب، كل الحب، وذلك الإحساس المرير بفقد آخر من الطيبين». في حياة كل منا ذلك الرجل، ربما كان عاملاً…

«السرواليون الجدد..!»

الأربعاء ٢٥ فبراير ٢٠١٥

لم يخلُ «الكاليندر» الخاص بي،طوال العامين الماضيين، من دعوة لأمسية ثقافية أو لحفل توقيع كتاب أو حضور ندوة لمفكر عالمي، لقد خدعتهم جميعاً بلبس قناع المثقف، صدقني لم يكن الأمر صعباً، نظرة مجنونة تضعها على وجهك، استخدام مصطلحات لا يفهمها غيرك مثل: «استحلاب السوائل الفكرية المجهضة ثورياً»، أو «الارتجاع الجيوسياسي للعقل الجمعي»، وجملتي المفضلة: «تناضح الاختلاف الجيلي مزدوج الفكر»، لعيب يا ولد! تخيل حين يأتي أحدهم ليسأل عن الحديث الدائر عن الوحدة الخليجية وأقول له: بالطبع هي خطوة على الطريق الصحيح ولكن علينا حل إشكالية تناضح الاختلاف الجيلي مزدوج الفكر، هل ستتوقع أنه سيستمر في الحوار؟ لقد كانت لكمتي قاضية، بالمناسبة هل تذكرون حين كنا صغاراً نحلم بالوحدة العربية، «العربييييي، العربية»، اليوم نحلم بالوحدة الخليجية، هل أتخيل أن «نطاق الألواح التكتونية القابلة للاتحاد» يصغر؟ أم أنني مخطئ؟ المهم بعيداً عن القصص التي تأخذك في رحلة لاكتشاف نجوم المجرة، في العام الأخير انقطعت الدعوات الموجهة لي، لماذا؟! لا أعرف يبدو أنهم اكتشفوا أمري! قمت بعمل «أبديت» جديد لما يجب على المثقف أن يكون عليه، فاكتشفت أنه في فيرجن 2015 عليك أن تكون ملماً بشكل كامل بالأعمال الفنية، حسناً في حياتي المليئة بالحل والترحال والتجارب والخرفنة لم ازر سوى «غاليريا» واحدة لعرض اللوحات، وبصدق فقد كانت نصف اللوحات المعروضة هناك «خرابيش جاج»،…

«لطالما استعبد الإنسان إحسانُ»!

الثلاثاء ١٧ فبراير ٢٠١٥

هناك طبائع بشرية لا يمكن تغييرها، حب الظهور، حب المال، الاستعجال، الخوف من نفاد بطارية الـ«آي فون»، بعض الطبائع الذئبية التي تعرفها، على أن كل نقيصة أو طبع بشري يختفي لدى أول مشكلة صحية، فالموجوع لا يريد من هذه الدنيا إلا أن يستعيد صحته، فكيف لمن يعاني صداعاً مستمراً أن يفكر بالطريقة المثلى لدهن سير مدير؟ وكيف لمن لا يستطيع جر نفسه (بفتح النون والفاء) أن يفكر في كيفية إسقاط خصمه في التجارة؟ تذكر أن نتيجة مباراة الأهلي لا تهمك حين تكون مبوسراً! ولهذا فقد انتبه أصدقاؤنا المحتلون الأوائل إلى هذه الحقيقة، وكان من الممارسات الإنسانية المشبوهة لأي أساطيل احتلال، بناء المستشفيات في المستعمرات، فإذا كانت القوى السياسية والعسكرية تمثل عصا المستعمر، فالمستشفيات دائماً، وتلك الصورة النمطية للممرضة الشقراء، التي ترتدي تنورة قصيرة ويسميها الجميع (أنجليكا)، في إيقاع ملائكي لا يخفى، هما جزرة المستعمر.. (بفتح الجيم والراء)! الطرق إلى أفكار وقلوب الناس كثيرة، ولكن من أقربها، إن لم يكن أقربها على الإطلاق، هو طريق الصحة، تخيل شعور والد طفل يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة تجاهك، حين تأخذ هذا الطفل من يديه وتعيده إليه بعد فترة، وقد عاد لون الدماء لوجنتيه، هل يمكن لهذا الأب أن يحمل في وجهك سلاحاً ذات يوم؟ وهل سيتردد هذا الأب في الحديث أمام الجميع بأنكم أناس…

«العقل نعمة..!»

الإثنين ٠٩ فبراير ٢٠١٥

«لا يخاف، لا يضعف تحت الضغط، غير متعاطف، قاسٍ، أناني، غير مسؤول، مندفع وقلّما يشعر بالذنب، ويتميّز سلوكه الاجتماعي بالعدائية، والتطفل والإجرام..».. بهذه الصفات اللطيفة كما لاحظت عرّفت دراسة أميركية نشرتها صحيفة «الهافنغتون بوست» البريطانية المضطربين عقلياً. إلى هنا والدراسة معقولة، خصوصاً أن لدى كلٍّ منا درزن من هؤلاء في محيطه، أنا شخصياً لدي أربعة في المنزل وستة في العمل ونحو عشرة في العزبة، وأستطيع بكل سرور كتابة قائمة بنحو ألفين في أحد مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة. المصيبة لم تكن في ما تعنيه عبارة «مضطرب عقلياً»، وفصفصتها لمعرفة كيف أعرف أن المقابل منهم أو ليس منهم.. لاحظ أنني لم أقل منهم أو منا.. كي لا أتهم بالغرور.. المصيبة هي المهن التي يفضلها المضطربون عقلياً بحسب الدراسة، التي جاءت بالترتيب على النحو التالي: الإدارة العليا، المحاماة، الصحافة والإعلام. بكلمات أخرى فإنك حين تتحدث إلى الـ«CEO» لإحدى الشركات أو أحد المحامين أو «واحد من ربعنا»، فأنت غالباً تتحدث إلى شخص مضطرب عقلياً.. هذا بحسب الصحيفة بالطبع. قد أفهم أن الـسي-أو-إيين مضطربون عقلياً، فهؤلاء القوم يعيشون في محرقة مستمرة، تخيل أنك تعمل على مدار الساعة ولك سبعة أرواح.. روح تنتظر نتائج البورصة، وروح على أسعار النفط المتهاوية، وروح للعلاقات العامة، وأخرى لخنق المتنافسين، دع عنك الاهتمام بالأنشطة الاجتماعية والزيارات السرية لاجتماعات العمل مع…

«مزيد من الدماء.!»

الخميس ٠٥ فبراير ٢٠١٥

كثيراً ما كنت أسمع زملائي المثقفين يردّدون مصطلح النوستولوجيا، لم أكن أفهمه، ولكن من المعيب إظهار ذلك، لذا كنت أحرص على هز رأسي بمعنى الموافقة أو إصدار أصوات الإيماءات القططية.. هممم.. أهاااا، حتى اكتشفت معناه أخيراً، ما أكسبه الشرعية لدي، لأنني أعتقد جازماً أنني أكثر الناس إصابة به. النوستولوجيا: هو.. الحنين إلى الماضي! قبل 25 عاماً، ونحن نقول 25 عاماً كيلا نقول ربع قرن، لأننا نحس بأن إيقاعها مرعب علينا، وفي مثل هذه الأيام الشتوية كنا نتحين فرص الإجازات، خصوصاً أن إجازة نهاية الأسبوع كانت يوماً واحداً، فننطلق إلى بعض الاستراحات الصحراوية لقضاء يومين، بعيداً عن صخب المدن التي لم تكن صاخبة على الإطلاق بمقاييس الصخب المقرف هذه الأيام، استراحة سويحان، استراحة خليفة، كان نظاماً أشبه بنظام اللوكندات الأميركية. أيام الاستراحات كانت ذكريات جميلة عدا إحدى رحلاتها التي تحوّلت إلى كابوس ربما، وأقول ربما مازلت أعاني من تبعاته إلى هذا اليوم، حيث إننا ونحن في الطريق الصحراوي المؤدي إلى الاستراحة رأينا تجمعاً لأناس كثيرين، واتضح أنه حادث أدى إلى وفاة أشخاص عديدين في المركبة. لا أستطيع أن أنسى الفوضى والضوضاء وعشرات العرب يتكلمون ويصيحون، وأشخاص عديدون من غير العرب قاموا بكسر النوافذ وإخراج الأجساد، كان هناك جسد طفلة صغيرة يحمله والدي ليضعه في سيارات الإسعاف، لا أعرف هل كنت أغار…

«الطراق.. !!»

الجمعة ٣٠ يناير ٢٠١٥

حسناً! لكي أكون صادقاً معك فهو لا ينتهي بحرف القاف! بل بالجيم المعطشة المصرية أو بالكاف التي فوقها شرطة طولية كما يكتبها أصدقاؤنا اللدودون. ولكي أكون صادقاً معك أكثر فهو ينتهي بطنين تسمعه في أذنيك، ولذا يقال (صمهُ طراق) أي كاد أن يصيبه بالصمم نتيجة للطراق! لكل شعب عربي طريقته في التعبير بطريقة تشعرك بأنها تتنافس في ما بينها في أيهم يكون أكثر لطفاً في التعبير، فالفلسطيني يقول (سلخه كف).. ركز معي في سلخُه هذه أو هاظي.. الكويتيون يقولون عطاه راشدي.. والعراقيون يقولون: هفّه بعِجِل.. عجل وليس حوار ولا خروف.. احفظها مني هفّه بشنو يابه؟.. بعجل! عفيه! لا أستطيع أن أتوقف عن ممارسة الصدق معك اليوم، لذا فحقيقة مهما قال اللبناني: رزعه كف.. فأنا أحس بأنه لا ينتمي لهذه المجموعة.. المصري بدوره يقول: إداله بالألم.. شايفين الرقي!! مصر ولّادة!.. ثقافة في كل شيء حتى في الطراقات.. إداله بالألم.. إديله ألم.. تحس إن واحد يوزع جوائز في مسابقة الإذاعة المدرسية. لنضع هذا الموضوع في الجزء الأيسر من الدماغ وننتقل للجزء الأيمن.. نحتاج إلى فتوى عاجلة.. حقيقةً، الكثيرون يخجلون من طرح الموضوع، ولكنني متأكد بأنه وبحسب إحصاءات هيئة أبوظبي للصحة يوجد ما لا يقل عن 21% من الأمهات والجدات مصابات بمرض السكر، وأنتم تعرفون ما الذي يعنيه مرض السكر بالنسبة لامرأة كبيرة…

نعم.. أنا المسلم!

الأربعاء ١٤ يناير ٢٠١٥

نعم أنا المسلم، أفتخر بذلك ولن يستطيع اثنان من الحمقى الذين سنجد غالباً أنهم تربوا لديك وتدربوا لديك وتأسلموا لديك هما من يحاولان زعزعة افتخارنا بما نحن عليه، فأنت تتقن فنون اللعبة، تعرف متى وماذا تفعل، هذا يكرّ وذاك يفرّ، وترسم الرسمة الجديدة كما تهوى أنت! نعم أنا المسلم ولن أخجل من ذلك أبداً، سأبقى رافعاً رأسي لأنك تستدل بحوادث حمقاء وفردية وغالباً ما تقف أنت وراءها، بينما أستدل أنا بآلاف السنين التي يعجز فيها التاريخ عن أن يذكر حادثة واحدة لجيوشي النظامية ضد أي شعب آخر. نعم أنا المسلم، أنا المسلم الذي فتحت جيوشي مصر فأصبحت قلب عروبتي، أنا المسلم الذي فتحت جيوشي الشام فأصبحت حمى الإسلام، أنا المسلم الذي فتحت جيوشي تركيا فأصبحت حاضنة لحضارتي لقرون، أنا المسلم الذي انتشر فأصبح جزءاً أصيلاً من المجتمع وليس جزءاً مفروضاً عليه، أنا المسلم الذي نادى المنادي بأمر الخليفة بخروج كل جندي من جنودي من بلاد قيرغيزستان، لأن آمر الجيش لم يستأذن أهل المدينة بالدخول. أنا المسلم الفلسطيني الذي سقط برصاص المحتل حين كنت أدافع عن كنيسة القيامة رعاية لعهدة عمرية، أنا المسلم المصري الذي أقام قداس جيرانه حين غاب عنهم الأنبا لمرض ألمّ به، أنا المسلم الإندونيسي الذي حملت جاري المسيحي المصاب على ظهري سبعة كيلومترات لإنقاذه من الغرق، أنا…

«تنظيم المساطيل.!»

الخميس ٠٨ يناير ٢٠١٥

هم بيننا، لا نحس بهم، لكننا نعرف من بعض المؤشرات أنهم ينتمون إلى ذلك التنظيم المشبوه، دلائلهم في وجوههم، العيون المحمرة صباحاً، الجمل المفككة، الرائحة التي تشبه عصارة المعدة، والحديث الثقافي إياه، إن البعد التكتوني في بناء الجمل اللغوية عند الكاتب الفلاني (ويعطيك غالباً اسماً لم تسمع به)، تقوم على إيمانه بما وراء الزمكان، وهو الأمر الذي جعل حبيبته تتركه في ما بعد، تطلب منه أن يتعوذ من إبليس و(يعلج) قبل أن ينفضح أمره، ويقول لك بألا تقربوا الصلاة هي حالة مخصصة لوقت معين وقبل شعيرة معينة، تكتشف أن لديه أبعاداً أخرى أكثر عمقاً، فلا يبقى أمامك سوى أن تهديه كيساً من الفول السوداني أو ربما «مرطبان طرشي»! لدى كل تنظيم دائرة أكبر تتكون مما يعرف بالـ«محبين» أو «المؤيدين»، وهم الناس الذين يحملون فكر التنظيم أو تؤثر فيهم أفكاره، من دون أن يعرفوها أو «يتداولوها» في ما بينهم. مثلاً حين تتصل بفتاة ما، لديها مئتان وأربعون ألف متابع على تطبيق كيك، وكل يوم تبدأ صباحها بفيلم تهديه إليهم يبدأ بعبارة «هاي كيكرز»، وتعرض عليها تقديم فقرة في أحد البرامج الوطنية، فترفض بشدة، لأنها بنت عرب، وأهلها يرفضون ظهورها على الشاشة، فهنا تأكد أنها من أعضاء «تنظيم المساطيل»، وربما كان هناك اشتراك عائلي للعيلة كلها. حين تنشر إحدى المؤسسات إعلاناً على…

قفز الأرنب!

الثلاثاء ١٦ ديسمبر ٢٠١٤

قفز الأرنب.. خاف الأرنب.. كنت قريباً منه ألعب! مقطع من قصيدة شهيرة للأطفال كتبها المرحوم سليمان العيسى، الذي كان أحد الشعراء القلائل الذين لم يتفرغوا للقلاقل، وطبعوا أشعارهم بالاهتمام بالطفولة، ومن أشهر قصائده التي لايزال أطفالنا يرددونها «يا إلهي يا إلهي يا مجيب الدعوات».. وأغنية ألا طيري وماما ونحن شهدنا بعد العصر، البعض قد يرى أن الأديب الذي يهتم للطفل هو أديب من الدرجة الثانية، بينما الحقيقة أن أدباء الطفل هم أدباء سبقوا زمانهم في أمة ترى أولوية الشعر للمناطق المحظورة بين الخطين.. خط «قفز الأرنب» وخط «خاف الأرنب»! وقد كتب غير شاعر من الكبراء للأطفال، ليس أولهم أمير الشعراء أحمد شوقي وليس آخرهم المرحوم سليمان العيسى، أبيض أبيض مثل النور.. يركض في البستان يدور.. المهم أن المرحوم لم يعش لكي يرى عنوان قصيدته الطفولية الجميلة «قفز الأرنب» تصبح قضية مجتمع وجريمة كبيرة في مجتمع مل الجرائم الصغيرة المتكررة المملة، مثل اقتحام حرم الأقصى أو مقتل عشرة أو عشرين أو خمسين من هنا أو هناك.. أما جريمة «قفز الأرنب» فقد شغلت المجتمع العربي من الشام إلى تطوان، وهي عبارة عن «سناب شوت» كما يسمى لفتاتين ترددان نشيد «قفز الأرنب» بطريقة شخصية وقافزة.. يبحث عن ورقات خضرِ.. يقطفها كالبرق ويجري .. وبالطبع فإن ثقافة «الستر» و«إحسان الظن» سرقت مع ما سرقه…

عبود.. هات البشت من الموتر!

الجمعة ١٢ ديسمبر ٢٠١٤

لاأزال أصحو من كوابيسي فزعاً وأنا أحوقل وأبسمل وأبصق على النائم إلى يساري ثلاث مرات كلما تذكرت هذه العبارة! القصة وما فيها أنني ذات مرحلة وظيفية كنت في زيارة مع مديري المباشر إلى إحدى الفعاليات المجتمعية، وعلى غير موعد تم إبلاغنا بأن أحد المسؤولين الكبار سيقوم بزيارة للفعالية، ما يتحتم معه، بروتوكولياً، أن يقوم مديري بلبس البشت، تحسباً لحضور المعزب، ولم يكن أمامه في تلك اللحظة سواي لكي يلقي له بمفتاح «موتره»، ويأمره بإحضار البشت منه. المصيبة الكبرى أن هذا المشهد حدث أمام أنظار المجموعة التي نطلق عليها مجازاً اسم «الربع» الذين، لسبب قدري لا أعرفه، دعوتهم في ذلك اليوم تحديداً ليكونوا إلى جواري! و«اخق» عليهم بمنجزات دائرتي، وليتني لم أفعل! مرت على الحادثة 10 سنوات، ولايزالون كلما «تفلسفت» أو رفعت خشمي عليهم، أو مجرد طلبت نوعاً جديداً من المشروبات على وزن «لاتييه جورميه» يبادرونني بعبارة: عبود! هات البشت من الموتر، فأعود قانعاً إلى بشريتي وتواضعي، مجبراً لا بطلاً بالطبع! ما الذي استدعى هذه القصة إلى ذاكرتي اليوم، بشت المدير! كنت قد تقدمت بمعاملة إلى أحد المديرين، ونامت فترة جيدة، قبل أن تتصل بي السكرتيرة ذات صباح شتوي جميل، وتقول لي، وأنا أسمع أنفاسها المتحمسة: تعال بسرعة، بوفلان اليوم «موده» أوكي، تعال يوقعلك المعاملة. ذهبت مسرعاً، داعياً المولى ألا يتأثر…