علي أبوالريش
علي أبوالريش
روائي وشاعر وإعلامي إماراتي

الإمارات وسلام اليمن

الأحد ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٣

عند هامة الشوق الإنساني، تجد الدبلوماسية الإماراتية نفسها في حلم السلام، في بلد كان زايد الخير، طيب الله ثراه، نبه إلى مكانته في عالمنا العربي، وتوجه إليه بمد اليد، لشعب عانى الكثير وقاسى شظف العيش، وظمأ الحياة، حيث كان لإعادة بناء سد مأرب، الوادي ذي الزرع، يروي عطش إخوة لنا في الدم والجوار، الأمر الذي يجعل مساعي الإمارات في إعادة بناء الثقة بين أهل اليمن، الطريق الأوحد الذي تطرقه الإمارات، من يمن سعيد ينعم بالسلام، ويرتع على أرض بلقيس، بما يدخره هذا البلد من تاريخ زاخر بالخيرات الطبيعية، والثروات البشرية ولا ينقص اليمن إلا قناعة أهله بأنه لا بديل للسلام لكي يعيش الجميع بأمان، وما الحروب إلا مخالب الشيطان، تضع بصمات السوء على جسد الأوطان، كما أنه مهما لعبت الأفكار الشريرة في الناس، فإن في العنف لا غالب، بل الجميع مهزومون، والجميع يفقد قدرته على استعادة إنسانيته التي فضلها الله على جميع مخلوقاته. وكما قال الفيلسوف الألماني، إن الإنسان «راعي» الكون، ومسؤولية الحفاظ على مقدراته، هي مسؤولية الجميع، ولا مجال للإنسان أن يخضع للنفس الإمارة، أو يركع لمخططات من لا يخبئ للآخرين غير النوايا السيئة وسوء الحال، والمآل. اليمن بحاجة إلى التوافق، وكسر حاجز الشك، والتحرر من التصنيفات العشوائية، أكثر من أي وقت مضى، وقد رأينا ليبيا كيف تغيرت فيها…

منصة إماراتية لغوث الدول المنكوبة

الأحد ١٧ سبتمبر ٢٠٢٣

لأجل سلام العالم، ولأجل حياة سعيدة تنعم بها البشرية، تكرس الإمارات الجهد من أجل التقاط السبل الأكثر نجاحاً، في الإبلاغ عن مناطق الضعف، والإصابة في الجسد العالمي، وتبذل دولة التضامن، والعون، والتسامح كل ما في القريحة من ملكات، وإمكانيات، وقدرات لكي تزيح عن كاهل البشرية، غضب الطبيعة، وحماقة البشر، وحتى تستمر الإنسانية في رغد الحضارة، وجمال العقل المتطور، والمنسجم مع مجريات الأحداث، ومعطيات الواقع. المنصة الرقمية للاستجابة للكوارث، هي الساعة البيولوجية لجسد الأرض، والتي تعلن عن المناطق المصابة بتشققات القشرة الأرضية وما يتبعها من زلازل، وبراكين، وسيول وغيرها من التغيرات المناخية، وهذه المنصة سوف تتيح للدول المنكوبة، والدول المعنية، الدور الفعال، والسريع للاستجابة لمتطلبات المنكوبين، وما يحتاجون إليه من عون، وغوث، ومساعدة. إنه العقل الإماراتي، إنه الضمير المنبثق من تقاليد، وعادات، وقيم، وشيم، توارثها جيل بعد جيل على هذه الأرض الولادة، هذه الأرض التي تعلم أبناؤها وفي مقدمتهم القيادة الرشيدة تقديم الخير من دون انتظار الجزاء، وهي سمة أخلاقية لا يقوم بها إلا النبلاء من بني البشر، وتأتي هذه المنصة العالمية، تتويجاً للدور الريادي الذي بدأه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإلى أثره القيادة الرشيدة، وهو الدور الإنساني الفريد في هذا العالم، والإمارات ريانة بأفعال الخير، زاخرة بتاريخ التعاضد مع الإنسان في كل مكان،…

الحب ليس ساحة حرب

الثلاثاء ٢٩ أغسطس ٢٠٢٣

قل لزوجتك: الحب ليس ساحة حرب. قولي لزوجك الحب ليس ساحة حرب. هكذا يصبح الحب اتصالاً، وليس علاقة، يصبح الحب عالماً مفتوحاً على الحياة، وتصبحان أنتما في الحب رقصة الطير على الأغصان من أجل قرين، ووشوشة الموجة كي يستيقظ البحر بعد سبات، وأغنية الريح بهجة بجمال الطبيعة، وكل ذلك يحدث وأنتما في الحياة أكثر من زوجين، أكبر من نجمين. حينئذ يصبح الحب والخوف من الحب مثل قطبي المغناطيس، اثنان في واحد، يصبح الحب والخوف شيئاً واحداً، وهنا يختفي التناقض، ويختفي التنافر، ويحضر الوجود الكلي، تحضر الوحدة بين الأضداد، تحضران أنتما في الوجود أغنية، قيثارة، وشذا الوردة. في مثل هكذا تواصل لا يحدث الشك، ولا ينبري الخوف من الآخر سوى لحظة شغف، فيها تتم عملية الذوبان، الواحد في الكل. قد نجد في هذا الكلام شيئاً من الغموض، أو ربما نجد الصعوبة في فهم ما يحدث في داخلنا، ولكننا عندما نتخلص من سذاجة العلاقة، وندخل في لجة التواصل، يصبح الحب ليس نقيضاً، للاحب، بل الحب واللاحب هنا صنوان، هما طرفا المغناطيس، وما الطاقة إلا اتحاد السلبي بالإيجابي، وهذا يحدث في قطبي المغناطيس، وكذلك يحدث في قطبي الحياة الزوجية. فقط كل ما تحتاجه الحياة الزوجية لكي تصبح كما هو المغناطيس، أن يحضر الوعي بشدة، ويختفي اللاوعي، لأنه ما من شك وريبة، وخوف، إلا…

الإمارات.. دائرة الحقيقة الواحدة

الأربعاء ٢٣ أغسطس ٢٠٢٣

الذين في قلوبهم مرض، والذين في نفوسهم غرض، والذين يهيمون فساداً في الأرض، يغيظهم كثيراً، ويحرق أكبادهم ما تفعله الإمارات، هؤلاء يرون في دور الإمارات الريادي في صناعة البهجة في نفوس الناس جميعاً، إنما هو سد الطريق أمامهم ليعملوا في الناس ما يعمله الشيطان الرجيم. من هنا تبدأ معضلة هؤلاء، ومن هنا تنشأ مهزلتهم، ورحلتهم الفاشلة في الوصول إلى أهدافهم الهدامة، وطموحاتهم الغاشمة، وأساسها تحطيم آمال الشعوب في تحقيق أمنهم، وأمانيها، وتكسير مجاديف السفن الذاهبة إلى المستقبل، وبذل كل جهودهم لإيقاف عقارب الساعة، عند عصور الجاهلية الأولى. هذا ما يغيظهم ، لأن الإمارات اليوم هي الشعلة والتي من خلالها ترى شعوب العالم طريقها إلى الحياة، وهي حقل الورود الذي ينثر العبق في منابر العالم، لتبقى الإنسانية في بحبوبة المشاعر المترفة بالرياحين، ولكن من اعتاد العيش في حفر الدسائس، والنميمة ليس له في الحياة من هدف سوى إعادة العالم إلى مراحل ما قبل التاريخ، لأن هؤلاء مثل الخفافيش يعشيهم نور الحقيقة وتغشيهم أضواء الحرية، هؤلاء لا ينامون إلا على ضجيج العقل الباطن، ورجيج النفس المرتجفة، لأنهم هكذا نشأوا، وهكذا تنامت أفكارهم كما هو النمل الأبيض في عدوانيته وشراسة معركته مع الحياة. الإمارات تقف دوماً عقبة في طريق كل من يعفر التراب في وجوه المتعبين، وكل من ينفس الغبار في عيون الساعين…

الإمارات جبل لا تهزه رياح المدعين

الإثنين ٢١ أغسطس ٢٠٢٣

لا يترك الحاقدون مدخلاً لغلهم وحقدهم إلا يقذفونه في وجه الحقيقة، الإمارات حقيقة لا تقبل الزيف ولا الحيف ولا تخاريف المزيفين والمدعين، والمفترين، والذين تفيض قلوبهم كيداً ونكداً، هؤلاء عندما لا يجدون ما يقولونه، فإنهم يقولون ما لا يقال، ولا يصدقه عقل إنسان وهبه الله العقل كي يفكر فيه وينصف عباد الله، وليس ليفرح فيه غبار مراحل ما قبل عصور الوعي. الإمارات في السلام منهج، ورؤية وطريق، ولا مجال للمساومات، لا مجال للخداع البصرية، لا مجال للكذب والخيالات المريضة. هؤلاء حفنة من جمرات اللغو، والثرثرة على أطراف مقاهي العبثية، هؤلاء هم الذين يحيق بهم الحقد، ويجعل منهم زبداً لبحار البؤس، والرجس، وسوء الحس، وغي البخس. هؤلاء، يعملون دوماً على التقاط خشاش الأرض ليصنعوا منه أفكارهم، وقناعاتهم، وتصرفاتهم، وتوجهاتهم، وكل ما لا يخطر على بال بشر. هؤلاء يعيشون على حثالة التصورات، والتهيئة، وكل ما تسديه لهم النفس الإمارة من دوافع، مريرة تقف عائقاً أمامهم، فلا يفهموا الحقيقة، ولا يستوعبوا ما يحدث من حولهم، لأنهم غرقوا حتى قمم رؤوسهم في مستنقعات الخبث، والرثاثة وباتوا في الحياة مثل الطفيليات لا تعيش إلا في المناطق الرمادية الرثة، ولا يحلو لهم إلا ممارسة اللعب على حبال المسرحيات الهزلية، هؤلاء لا يطيب لهم العيش إلا في الأماكن غير النظيفة، يتغذون عليها وتكبر أوهامهم، وتتورم أنواتهم، وتتضخم…

اليوم فاتحة كتاب الوطن.. فاتحة الحرية

الثلاثاء ١٥ أغسطس ٢٠٢٣

سوف تشرق الشمس، وفي أهدابها كحل الفرح، وفي قرصها الذهبي يكمن معدن هذا الوطن الجميل، وهذا الموئل الأصيل. اليوم كل مواطن، ناخب ومرشح، جميعهم في الود عشاق، وعلى العهد خطواتهم من ذهب وثبات الجياد الأصيلة، وأغنيات النوق وخباتها النبيلة. اليوم يشرق الوطن على وجوه ملأتها الفرحة ضياءً وكساها التفاؤل بهجة وسروراً. اليوم نعبر الطريق مؤزرين بقلائد من ذهب الأحلام الزاهية، وحلم الوطن يتوهج فيضاً من عطاء، وسخاء، ورخاء المراحل الجزيلة، وفضيلة الناس النبلاء، اليوم يثبت الوطن أن الحياة جسر للوصول، ومكاناً لتلوين اللوحة التشكيلية بأحسن الألوان، وأعذب الصور، لأن الوطن مر من هنا، من هذه القلوب العاشقة من هذه النفوس التي أصبحت أشجاراً وارفة الظلال، أصبحت أزهاراً تعبق قيمنا بأجمل ما تحتاجه الأوطان من شذا، يعطر الشعاب والهضاب. اليوم هو تاريخ انتخاب الحقيقة، واختيار الحب وسيلة وسبباً لصناعة مجد الوطن، اليوم لا مجال لكلمة خذني معك لأصعد، بل خذني معك لنبني معاً ما يحق لنا أن نفعله من أجل نهضة الإمارات، ومن عز أهلها، وكرامة حياضها. اليوم تبدو الصورة زاهية إلى حد الدهشة، عندما نرى الجموع الغفيرة تحشد كل مشاعرها، جيوشاً جرارة، مستبسلة من أجل الحرية، من أجل إكسير الحب، من أجل أن نكون دوماً في الصدارة، وعلى قمة المنصات مصابيح نور وتنوير. اليوم موعد كل مواطن ومواطنة مع السؤدد،…

في الصيف.. الطيور المهاجرة لا تغادرنا

الإثنين ١٤ أغسطس ٢٠٢٣

كنا في الماضي نستعد لصيف حار، رطب، خانق، وكان المهاجرون ينتظرون لحظة الصفر الساخنة حتى يعودوا أدراجهم ويتركوا المكان خالياً من ألوان الفسيفساء، والمحلات التجارية يهش أصحابها الذباب. أما اليوم فكل شيء تغير، وكل الأماكن تبدو مزدهرة بالوجوه الزاهية، والأصوات المخملية، وبريق العيون يطل عليك مثل لآلئ على كف بض. لماذا يا ترى؟ لأن الإمارات (غير)، ولأن صيف الإمارات مكيف بخدمات، وبنى تحتية غنية بكل موارد الحياة، وكل ما تشتهيه النفوس، وتهواه القلوب، فلماذا يغادر هؤلاء، وهم يعيشون أيامهم الأحلى في بلد يغذي مشاعرهم بالبهجة، وينمي في أرواحهم سؤدد الراحة والفرح، والأمن الذي يطلبونه ولا يجدونه إلا في الإمارات. هذه هي سمة الحياة في بلادنا، وهذه هي الصورة الجلية على أرضنا، فالأماكن التجارية العملاقة توفر كل أسباب الراحة، والمتعة، تجد الناس ومن مختلف الجنسيات ينعمون بربيع الهواء الناعم، تنفثه سقوف أشبه بسماوات رفيعة المستوى، زرقاء، منقطة بنجوم المصابيح الرخية، والنوافير ترقص أهدابها الفضية بخيلاء، وزهو، وفخر، وعز. عندما تدخل أحد هذه المحلات العملاقة، تصافحك وجوه من ابتساماتها تقطف أنت المعنى بالجمال، ثمرات الغيث الإماراتي الرهيب، وتمضي وفي قلبك شذا داهمك على غفلة، فصحت في داخلك نوازع شتى، أهمها أنك تعيش في خريف العمر، حياة فتية، تنعشها هذه المناظر السخية، فتنتشي فيه الدماء، وترقص ذاكرتك محيية هذا الزمان، زمان الإمارات التي…

في الإمارات.. نهر من المشاريع دهر من التطلع المدهش

السبت ١٢ أغسطس ٢٠٢٣

في عالم يتدحرج على صفيح ساخن، عالم نسي محفظة التاريخ تحت سجادة الكراهية الرثة، تبدو الإمارات نجمة تطل على الوجود، ببريق التطلعات، وروعة الطموحات، متلافية ما يحدث من تشققات في قميص هذا العالم المكفهر، بروعة الحب الذي تملكته بلادنا بامتياز، وصارت تسبح في بحيرات أمواجها من مخمل الفرح، وسواحلها من حرير المشاعر الدافئة. الإمارات اليوم في العالم لغة تتسرب بين الضلوع، فتمنح القلوب ضوءاً، يسري في الثنايا، والطوايا، والأعطاف كأنه السلسبيل، وتمضي هذه الدولة، هذه الأيقونة، بخيلاء الكائنات الجميلة، وبين خميلة الوجد العفوي، ومخيلة العبقريات السياسية الفذة، تبدو الإمارات الآية في قلب الوجود، تبدو النهر يقضي النهار في عقد علاقة الود مع الإنسان أين ما كان، وكل الأزمان، تبدو الإمارات واحة الطير، واستراحة الخير لكل عشاق القصائد الملحمية، لكل محبي الحياة، ومن دون استثناء، لأنها لم تزل على العهد ومع زايد الخير، طيب الله ثراه، وبقيادة النجباء هي ثرية في المعاني، غنية في الأثر، تفيض صحراؤها بعناقيد نخلة طلعها، من مشاعر أرهف من أوراق التوت، وأغصانها أنامل حسناء خضابها من ريق البحر، وبريق عينيها من نور اللجين. تشعر وأنت تتصفح شوارع مدينتك الإماراتية، وكأنك تطالع ثيمة فلسفة وجودية لم تخطر على بال بشر، تشعر وأنت تتواصل مع مشاريع وطنك، وكأنك تعانق القمر، وكأنك تغزو الفضاء، بمركبة الفرح، وبهجة الوصول، الوصول…

دعم الثقافة للمبدعين مشروع رائد ومهم

الإثنين ٠٧ أغسطس ٢٠٢٣

خطوة مهمة، ووثبة الفرسان باتجاه الأفق، ورحلة حية وحيوية، تقطع مسافة نحو فضاءات تشع بالنور، وتنوير الحياة، بجهود تحسب للوزير سالم بن خالد القاسمي، وهي البشارة التي لا بد وأن يستقبلها المثقفون، كأنها السحابة تغسل أرضاً يباباً، وكأنها الموجة تمشط جديلة السواحل المهجورة، وكأنها الظل يحمي الرؤوس من اللظى، وكأنها الحلم بفرح عن صورة زاهية لأيام الإمارات المترفة بثراء العطاء، ومعطيات المرحلة الذهبية. دعم المبدعين في المجالات المختلفة، هو تعزيز للقوة الناعمة، ورصف ملكات الإبداع بسجادة من حرير الوعي، بأهمية أن يكون المبدع شريكاً في نهضة الوطن، وتكون الثقافة السقف المكين يحفظ الود مع نهضة الوطن الشاملة. خطوة مثل سبك الذهب بقلادات تضيء النحور، والصدور بالدر والبدور، وتفتح نافذة على العالم يكون حضور المبدع الإماراتي فيها يانعاً، يافعاً، رائعاً يختزل زماناً من الجفاف العاطفي بينه، ومؤسسته الحاضنة. خطوة أولى ونتمنى أن تتبعها خطوات جلية، وأخرى تتمتع بحصافة المعطى الثقافي، وفصاحة لغة التواصل بين وزارة الثقافة وعشبها القشيب (المبدعين)، وهذا ما يجعلنا نشعر بأن مؤسسات بلادنا استدلت على مراتعها، وأمسكت بزمام الخيل، وسارت صوب المضامير بوعي، وشجاعة، وبسالة الأبطال الذين لا تتوقف طموحاتهم عند نقطة، ولا تستريح عند محطة، بل إن المشاريع الثقافية سوف تتوالى، والحصاد ثمين، والعطاء بوسع صحراء الإمارات الوفية. هكذا نرى في هذا المشروع، وهكذا نعتقد بأن ما…

اقتربنا من القبة السماوية

الإثنين ٢٤ يوليو ٢٠٢٣

الطريق إلى القبة السماوية باتت أقرب من الرمش للعين، وأصبح على كل مترشح أن يضع نصب عينيه ذلك المقعد المذهب بفسيفساء المطالب الاجتماعية والتي هي هدف الحكومة قبل أي فرد يتطلع إلى ذلك المكان السحري. عضوية المجلس الوطني، هي عضوية في وجدان الإنسان، وهي أنملة تشير بالبنان إلى مصالح الوطن قبل أي شيء آخر، الأمر الذي يستدعي من كل مرشح أن يضع في الحسبان أنه مطالب بأن يكون حريصاً على ترسيخ الوشائج بين الإنسان ومصالح الوطن، وبين الإنسان وما تتطلبه المرحلة من تمتين العلاقة بين الإنسان والإنسان، وبين الإنسان والحس الوطني والذي من دونه لا ترتفع راية، ولا تعلو سارية، ولا يسطع علم. اليوم وقد اقتربت ساعة الصفر بالنسبة لكل مرشح، نرى أنه اقتراب الضوء من غرفة الحوار الداخلي بين كل مرشح ونفسه قبل أن يتحاور مع الآخر، لكي يستطيع أن يجسد الكلام مع الفعل، وأن يضع على الكلمات نقاطاً زاهية ترفع من شأن الوطن، وهذا بدوره يحتاج إلى ترتيب أجندات واضحة وصريحة وعملية ومتناسبة مع احتياجات الوطن. فليس دور المرشح أن يضع أفكاراً بقدر ما هو المطلوب منه أن تكون لأفكاره معنى يغزل فيه نسيج القماشة الوطنية، والتي لا تتعارض مع طموحات الوطن، ولا تقف حائلاً دون تكوين فريق عمل متناسق، ومتضامن ما بين الحكومة والمجلس الوطني، لذلك نقول…

صناع الأمل.. أنشودة الفرح.. ملحمة التفاؤل

الأحد ١٨ يونيو ٢٠٢٣

صناع الأمل هم أولئك الذين يقبلون وجه الغيمة، ويصافحون كف الوردة، كي يغسل العالم وجهه بالعذوبة، ويعطر معطفه بالشذا. صناع الأمل هم أغنية الصباح التي تتشح بها الطفولة وتطوق أعناق الكهولة، وتملأ الحياة بهجة، وسروراً. صناع الأمل هم الشركاء في صناعة شجرة الحياة الثرية، هم من يصوغون قلائد الابتسامة، على ثغور، ونحور. قيادتنا الرشيدة، سعت منذ البدء إلى بناء جسور المودة مع هذه القناديل، وعملت على ترتيب العلاقة الحميمية بين من يقدم على الخير ومن يستحقه، ودأبت على سبك هذه العلاقة على أسس إنسانية، حيث لا حياة تدوم من دون تعاضد أهل الخير، وتضامنهم مع احتياجات من ليس لديهم من وسيلة غير هذا النهر الخبر المتدفق من علو الهامات الخيرة، إلى سفوح الرمال المكتنزة بالعوز. قيادتنا الرشيدة منذ البدء، وهي تشذب شجرة الحياة من الضغائن، والشحناء، وتهذب مشاعر الناس على أسس من القيم الرضية، والشيم السخية، ومشاعر تنبثق من الصدور كأنها الجداول. واليوم وبعد مرور أربع دورات لـ «صناع الأمل»، أصبح المشروع الإنساني التاريخي الإماراتي يحث الخطى نحو غايات ليس لها من مراتع غير ضمائر عشاق الأمل، ومحبي الحياة، هؤلاء الذين لبوا نداء الأخوة الإنسانية، وأعدوا العدة لكي يكونوا السند، والعضد لإخوتهم في الإنسانية، من دون تمييز، أو تصنيف، بل الهدف هو التسامي عن الأنانية، والنزول إلى رغبة الضمائر الحية،…

في عرس الثقافة الأحلام لها حبر وأنامل

الخميس ٢٥ مايو ٢٠٢٣

في عرس الثقافة المقام حالياً على أرض المعارض في أبوظبي، تشعر أن للأحلام حبراً وأقلاماً وأنامل تنقش على الأرض صورة إنسان يقرأ الأبجدية على جبين الوجود بشغف العشاق الأقدمين الذي نظروا إلى السماء، فرأوا النجوم تصفق وترقص، فصفقوا ورقصوا ورفعوا النشيد عالياً، حتى شدت الأرض أوتار قيثارتها، وتسمرت أمام المشهد، وسكبت رحيق إعجابها بين الحقول، فانهمرت الجداول تتسرب بين ضلوع الجذور، فارتفعت الأغصان وتفرعت، ومدت أناملها إلى السماء شاكرة ومبتهلة لأن الله أعطاها خير العطاء وهو الوعي بأهميتها في الوجود. في عرس الكتاب، تمضي الركاب مسهبة في الغناء، تفيض بأحلام لها بريق أراجيز ابن ماجد، قصائد الماجدي بن ظاهر، والليل يسكب شهده في كأس النهار، والنهار يغسل أنامل الليل بضوء الشمس، العشاق مستمرون في الطواف حول أجنحة الطير ممتدة على مساحة واسعة في المعرض. تمر هنا، وتلتفت هناك، والوجوه تلمع ببريق الفرح، والجباه مغسولة بوميض الأشعة الضوئية مسلطة من لدن قلوب أحبت الكتاب، كما أحبت هذه الأرض الطيبة، تجود في كل عام بخطوات أوسع من أجل تطوير معرض الكتاب، وترسيخ جذوره، وجعله معلماً من معالم التاريخ الإماراتي الحافل بالمنجزات المبهرة، والمشاريع المدهشة. في غضون أيام من أيام المعرض، تشعر بأن الحياة تخلع قميص الصمت، ليرتفع غناء الكتاب وتعلو قامة الثقافة، ويستمر التحليق في فضاءات مضاءة بأحلام تزهو بجمال الوجوه الباسمة…