حمد الكعبي
حمد الكعبي
رئيس تحرير صحيفة الاتحاد

الطريق إلى «كوب 28»

الخميس ١٠ نوفمبر ٢٠٢٢

رسائل كثيرة ودلالات متعددة يشير إليها الحضور الإماراتي اللافت خلال «قمة المناخ» المنعقدة في مصر والزخم الذي صاحبه. لعلّ أبرزها: التمهيد عملياً لـ«كوب 28» الذي تستضيفه بلادنا العام المقبل، ويمثل اعترافاً عالمياً جديداً بنجاح نموذجنا التنموي الأكثر إلهاماً، خاصة فيما يتعلق بأجندة الاستدامة والعمل لمواجهة تداعيات تغير المناخ. أكثر من 70 جهة إماراتية شاركت في الفعاليات، ونجحت في إلقاء الضوء على الاستدامة «في منظورها الإماراتي» الذي يتجلى ضمن نهج شامل يضمن تحقيق التوازن بين متطلبات التنمية والحد من تغير المناخ، وتعزيز التكيف معه، وفق رؤية قيادة رشيدة، تعمل للمستقبل وتقود أحلامنا وغاياتنا الكبرى نحوه باقتدار. فقبل نحو 51 عاماً، اتخذت بلادنا قرارها الاستراتيجي، ووضعت العمل المناخي في صلب استراتيجيتها الوطنية للنمو، لتحصد الأجيال الثمار سريعاً، وتتجه نحو الاستثمار في التقنيات والسياسات منخفضة الكربون، حيث ساهمت هذه الاستثمارات في تدعيم الاقتصاد، ومهدت الطريق لتحقيق مستقبل أكثر استدامة. ولا نكون مبالغين إذا قلنا إن ذلك الزخم الإماراتي الكبير الذي صاحب «كوب 27» هو بمثابة «رسالة إماراتية قوية شديدة الوضوح» بضرورة أن يبحث له عن مسار آمن يحافظ من خلاله على مستقبله، ويتفادى الآثار المدمرة للتغيرات المناخية التي لم تعد شأناً يخص دولة بعينها أو منطقة دون أخرى. نتطلع لاستضافة العالم في عام 2023، حيث «كوب 28»، لنمضي بأجندة استدامته نحو آفاق أرحب،…

لماذا العربية؟

الأربعاء ١٧ أغسطس ٢٠٢٢

نظرة عميقة للمستقبل، تعكسها توجيهات سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان لجميع المؤسسات التعليمية بالدولة، بما فيها الحكومية والخاصة، وفي المراحل كافة، بتكثيف الجهود لتعزيز الهوية الوطنية واللغة العربية لدى أبنائنا الطلبة. تنطلق هذه النظرة العميقة من إيمان إماراتي راسخ بأن المستقبل يبدأ من المدرسة، بينما «العربية» أداة لتعزيز هويتنا الوطنية لدى الأجيال، لكونها لغة حياة وعلم وقيم، وهمزة وصل بين تراثنا وحاضرنا، ورافعة لحضارتنا وثقافتنا وآدابنا وفنوننا. كما لا يخفى على أحد أن الإحاطة بأسرار اللغة العربية تعني ببساطة شديدة المعرفة الصحيحة بديننا وتعاليمه ومبادئه التي تحمل للعالم بأسره رسائل سلام وأمان، الأمر الذي يمثل جوهر رؤية الإمارات للمنطقة والعالم. قد يقول قائل: ومتى غابت اللغة العربية عن مدارسنا؟، وله نقول: بالطبع لم تغب.. لكننا مطالبون بتعزيز تطوير أساليب تدريسها، ومحاولة تغيير الصورة النمطية عنها، وترسيخ حبّها في نفوس أبنائنا كقيمة أصيلة، وإثبات أنها عالمية وحيوية. مطالبون بصياغة مسارات نوعية لتعزيز مكانتها في المدارس، وتمكين الطلبة من مهاراتها، وغرس قيمها وما تمتاز به من بلاغة وفنون أدبية راقية في نفوسهم، ذلك لأن التحدي الأكبر لأيّ لغة يتمثل في تبنّي الأجيال القادمة لها، وإجادة استخدامها والتمكّن منها. فخورون بأن قيادتنا الرشيدة تعمل لحفظ العنصر الأبلغ في ضميرنا الجمعي، والذي تمثله اللغة، التي بمعاني قوافيها طرّزنا أحلامنا، وبحروفها ومعانيها عرفنا…

المواطن أولاً وثانياً وثالثاً

الثلاثاء ٠٥ يوليو ٢٠٢٢

يوماً بعد يوم، تترسخ قناعتنا بأننا نعيش في دولة جعلت من بناء المواطن وعيشه وعمله وأمنه وصحته وتعليمه، محور اهتمامها، إيماناً بكونه حجر الأساس والركن الأهم في تقدم الوطن وصون مكتسباته. نقول ذلك، ونحن نطالع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله» بإعادة هيكلة «برنامج الدعم الاجتماعي لمحدودي الدخل»، والتي تعني ببساطة شديدة أن الإمارات قررت أن تزيد من استقرار ورفاهية مواطنيها باعتبارهم أحد أبرز مكامن قوتها ومحور اهتماماتها. 28 مليار درهم قيمة الدعم الجديد، وفقاً للبرنامج الذي يغطي مختلف المحاور الأساسية للأسر المواطنة ذات الدخل المحدود بما يشمل علاوات لرب الأسرة والزوجة والأبناء، ودعماً مالياً للسكن والمواد الغذائية والماء والكهرباء والوقود، إضافة إلى دعم مالي للمواطنين العاطلين الباحثين عن العمل والعاطلين فوق سن الـ45. مباشرة، تحيلنا هيكلة برنامج الدعم إلى منظومة الرفاه المجتمعي في الإمارات، والتي جعلت بلادنا في صدارة مؤشر السعادة الدولي، الذي يراقب مستويات الدعم الاجتماعي التي تقدمها الدول لأبنائها ويرصد بمعاييره سخاءها على مواطنيها، خاصة إذا علمنا أن قطاع التنمية والمنافع الاجتماعية يستحوذ بالأساس على النسبة الأكبر من موازنة الدولة بنسبة 41.2%. ويأتي برنامج الدعم بشكله الجديد، لتواصل الإمارات من خلاله التحليق بمواطنيها على مؤشرات السعادة، وتجعلهم في منأى عن أي تداعيات لموجات التضخم العالمية المحمومة التي تجتاح معظم الاقتصادات…

مستقبلنا الصناعي

الإثنين ٢٧ يونيو ٢٠٢٢

تسرُنا التقارير الدولية التي تتحدث عن التسارع اللافت الذي تشهده القدرات التنافسية الصناعية لبلادنا، في الخمسين الجديدة. آخر هذه التقارير صدر عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو»، التي صنفت الإمارات بالمرتبة الأولى عربياً في تقرير الأداء الصناعي التنافسي لعام 2022، مشيرة إلى القفزات الكبرى التي حققها القطاع مؤخراً. دوافع كثيرة تقف وراء هذه القفزات، أبرزها: الأسس السليمة التي وضعتها الإمارات للنهوض بالقطاع، ضمن استراتيجية للنمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام للخمسين عاماً المقبلة. فلقد آمنت قيادتنا الرشيدة بأن الصناعة هي أحد أقوى الجسور المؤدية للمستقبل، وأن تطويرها هو تطوير لاستقرارنا الاقتصادي، ومكانتنا العالمية، ومستقبل أجيالنا المقبلة. ومن هنا.. عملت على امتلاكنا بنية مؤسسية مواكبة لعصر التكنولوجيا، واستحدثت منظومة سياسات وبرامج واستراتيجيات وطنية للتصنيع، وتسعى لتحقيق اكتفاء ذاتي في العديد من الصناعات الحيوية، والارتقاء بجودة المنتج الصناعي المحلي، ودعمه وترويجه محلياً وعالمياً. أمر آخر، ربما لا يعرفه البعض، وهو أن الإمارات كانت الدولة الأولى في العالم التي تؤسس مجلساً وزارياً للثورة الصناعية الرابعة، وفق سياسات استباقية تستثمر في التعليم والمعرفة والابتكار، ما جعلها أكثر استعداداً لاستحقاقات القفزة الصناعية الحالية والمقبلة، وأهَّلها لتكون مختبراً عالمياً لنماذج تلك الثورة وتطبيقاتها ونجاحاتها. كل ذلك يجعلنا متفائلين جداً بمستقبلنا الصناعي، بما لدينا من موارد، وإمكانات وسياسات فاعلة، وإرادة قيادية واعية، تتصدى للتحديات، وتبتكر الحلول، وتفكر خارج…

ملامح زايد وطيبة خليفة

الأحد ١٥ مايو ٢٠٢٢

بسلاسة شديدة، وبالإجماع.. جرت عملية انتقال الحكم في بلادنا أمس، حيث تم انتخاب الرئيس الثالث في تاريخ الإمارات، في أبلغ تعبير عن «بيتنا المتوحد» تحت علمنا، ودولتنا الراسخة في التنمية والسيادة. معانٍ كثيرة وعميقة، يدركها القاصي والداني، لخّصها مشهد التفاف أصحاب السمو أعضاء المجلس للاتحاد، أمس، حول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وقد عقدوا له البيعة، حيث لا غموض في نموذجنا، ولا نعاني من ارتباك الرؤية في خياراتنا. أمر آخر يعكسه هذا المشهد، وهو الثقة الوطنية الكبيرة في شخص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، باعتباره الأقدر على قيادة البلاد، فهو شخصية استثنائية من طراز رفيع، ولديه قدرة هائلة على تحقيق طموحاتنا الوطنية، ذلك أن العمل الوطني يعني في منظوره السموّ بالأوطان فوق أي حدود معتادة، فضلاً عن اعتقاده الجازم بأن منظومة الأداء التنموي لا بد أن تبقى الأسرع والأكثر مرونة وقدرة على التكيف مع متغيرات المستقبل. لقد ثبت للعالم أجمع أن دولة الإمارات، رئيساً وحكاماً وشعباً، قد استوعبوا مبادئ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأحالوها لمنهج قويم لدولة اتحادية ذات أركان متماسكة ومستقرة وراسخة، تعمل يداً واحدة بثقة وطمأنينة. كمراقبين، نرى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد يعبّر عن رؤية إماراتية جريئة وشجاعة وعملية، تمسك بزمام المبادرة، وتنفتح انفتاحاً واعياً على العالم،…

إلى جنة الخلد

السبت ١٤ مايو ٢٠٢٢

ودّعت الإمارات والعالم، أمس، المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي رحل عن عالمنا بعد رحلة حافلة بالعطاء والعمل الوطني، تاركاً بصمات واضحة لمنجزات كبرى تؤكد في مجملها أن الحضارات لا تبنى إلا بأيدي رجال عظماء. امتلك «طيب الله ثراه» تجربة تاريخية ثرية وخبرة واسعة اكتسبها من معايشته وملازمته عن قرب لمؤسس الدولة خلال مختلف مراحل العمل الوطني، فتشرّب منه الحكمة في مباشرة مسؤوليات الحكم بإرادة صلبة، ولم تغب عن باله ولو للحظة المقولة الخالدة للمؤسس: «إن الثروة الحقيقية ليست في الإمكانات المادية، بل في الرجال الذين يصنعون مستقبل أمتهم». مع الشيخ خليفة، انتقلت الإمارات إلى مرحلة جديدة، كان عنوانها التمكين، ترسخت خلالها دعائم الدولة، وتعالت فيها صروح الإنجازات لتبلغ غاياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حتى وصلت بلادنا في عهده إلى الفضاء، وأضحت مرادفاً للتقدم والنهضة، وعنواناً للعطاء. لقد كان الشيخ خليفة كبيراً في وطنيته، كبيراً في إنسانيته، كبيراً في عطائه، حكيماً في مواقفه، عظيماً بإنجازاته.. نذر حياته لبناء الوطن وتقدمه وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين ولكل المقيمين على أرضه، حتى أصبحنا على ما نحن عليه اليوم. ومع «بوسلطان».. أثبت الإماراتيون أنهم شعب طموح تقودهم قيادة واعية قادرة على التأثير الحضاري، من منطلق بناء الجسور وتعظيم القواسم المشتركة والعمل المشترك مع الأصدقاء والأشقاء، لضمان عقود مقبلة من الاستقرار العالمي والإقليمي.…

قواتنا المسلحة.. والقرار التاريخي

الأحد ٠٨ مايو ٢٠٢٢

مع كل مناسبة وطنية، نتعلّم من مسيرتنا الاتحادية درساً بليغاً، كتبت فصولُه بمداد الوعي والطموح والهمّة والعزيمة والإرادة القوية، والثقة بالذات والإيمان بوحدة الهدف والمصير. نقول ذلك، بينما نحتفي بالذكرى الـ 46 لتوحيد قواتنا المسلحة، تحت راية واحدة، وقيادة موحّدة، ضمن قرار تاريخي اتخذه آباؤنا المؤسسون، الذين كانوا عظماء في طموحهم، عظماء في إرادتهم.. كباراً في عزمهم، حكماء في استشرافهم للمستقبل. فلقد أدرك المؤسّسون مبكراً قيمة وجود قوة تحمي مكتسبات ومصالح الدولة، وتضمن لها المضي نحو أهدافها التنموية، في «بيت متوحد»، قائم على أركان الاتحاد القوية الشامخة، وركائز هويته وملامحه، وإيمانه بوحدته، وثوابته. ولا أدل على ذلك من قول الراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»: «إن الحقّ والقوة جناحا طائر واحد.. فلا القوة وحدها يكتب لها الحياة، ولا الحق وحده دون القوة يكتب له البقاء..». ولأن قوة الجيوش تصنعها تضحيات الأبطال وشجاعة المخلصين من أبنائها، فإن التاريخ يشهد على ما قدمته قواتنا المسلحة من بطولات وما حققته من إنجازات، وفق عقيدة عسكرية قائمة على حماية الوطن، والدفاع عن مكتسباته، والوقوف مع الحق، وإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وكما كانت قواتنا المسلحة الركن الأساسي في انطلاقتنا نحو التنمية في مرحلة التأسيس، فهي اليوم ركن أساسي في «انطلاقة الخمسين»، حيث لم تعد مهمتها تقتصر…

وداعاً «إكسبو»

السبت ٠٢ أبريل ٢٠٢٢

قصة طموح، كتبها «إكسبو 2020» في ختام فعالياته، تمثل في فصولها ومشاهدها تأريخاً لفكر إماراتي خالص، عملت أجهزة سيادية على ترجمته، بداية من النجاح في تقديم الملف، ثم الفوز على منافسين بارزين، باستضافة المعرض في دبي، التي أبهرت العالم بحداثتها وجاذبيتها، ونجحت في تنظيم نسخة أضافت الكثير إلى رصيد الإمارات. كنا قد وعدنا العالم بإبهاره، وكنا قد قطعنا عهداً على أنفسنا بأن تكون بلادنا حاضنة للإبداع البشري ووجهة للكفاءات من جهات الأرض الأربع، وأيقونة إنسانية عابرة للحدود.. وأنجزنا العهد والوعد. 23 مليون زيارة، وأكثر من 13 ألف مسؤول حكومي و80 من قادة الدول استقبلتهم الفعاليات، التي فتحت الأبواب لتحقيق الآمال والتطلعات والأحلام، واحتفت بالطاقات والإمكانات الموجودة في كل إنسان، أياً كان لونه وعرقه ودينه، متخذة من «تواصل العقول» طريقاً لـ«صنع المستقبل». على المستوى المحلي، مكاسب عديدة، تتعدى الاقتصاد، جنتها بلادنا من الحدث الدولي الكبير، أبرزها: تعريف الدنيا كلها بـ«ثقافة اللامستحيل» التي تتبناها كمنهج شعب وطموح مجتمع ومنظومة عمل متكاملة، تسخر من أجلها مختلف مقدراتها السياسية والاقتصادية والتاريخية والجغرافية والإنسانية والثقافية والقيمية. يضاف لذلك كله، رسالة الأمل والتحفيز التي خرجت من الإمارات إلى العالم، لتعزز سمعتنا وحضورنا في المجتمع الدولي، دولة حريصة على استدامة التنمية محلياً وعالمياً ومواصلة النمو والتطور، واحتضان الابتكار وتسخير الإمكانات وصناعة الريادة وتصديرها، وهي في مجملها قيم…

«قمة الحكومات» وقوتنا الناعمة

الخميس ٣١ مارس ٢٠٢٢

بشغف كبير، نتابع التجمع الأكبر من نوعه الذي يشهده العالم بعد جائحة كوفيد 19، والذي تستضيفه بلادنا، متمثلاً في «القمة العالمية للحكومات» التي تختتم أعمالها اليوم في دبي. أكثر من 4 آلاف شخصية من 190 دولة، بينهم قادة دول ورؤساء حكومات ووزراء ورؤساء منظمات وهيئات دولية ورؤساء شركات عالمية ورواد أعمال يبحثون من الإمارات التحديات الملحّة التي يواجهها العالم، وسبل الارتقاء بالأداء الحكومي، وتعزيز قدرة الحكومات على استباق التغيرات المتسارعة والاستعداد لها وابتكار الحلول التي تضمن توظيفها في تحسين حياة المجتمعات.. وذلك من هنا، حيث الإمارات الشغوفة دائماً بالمستقبل. كل هذا الزخم، يمنحنا مزيداً من الثقة بقوتنا الناعمة، وقدرتنا على التوهج الحضاري، وقد ترسّخت سمعتنا دولة حديثة، منفتحة، متسامحة ومحبة لكافة شعوب الدنيا، ومختبراً عالمياً للأفكار والرؤى، وحاضرة بقوة في المشهد الدولي، الأمر الذي يعني مزيداً من تعزيز موقعنا شريكاً رئيساً ومؤثراً في الساحة العالمية. أمر آخر يعكسه هذا الزخم، وهو ترسيخ قناعة العالم بامتلاك الإمارات المشروع الأكثر جاهزية للمستقبل، بفضل قيادة رشيدة لديها من الرؤى ما يمكّنها من استشرافه ووضع الخطط الفاعلة للتعامل مع آفاقه وتحدياته وفرصه. أما الرسالة الأعمق.. فتتمثل في أن بلادنا كانت، ولا تزال وستظلّ، النموذج التنموي الذي يقيم كل يوم دليلاً جديداً على أن التعايش والسلام هما الأساس لصناعة مستقبل أفضل للبشرية، بينما تعزيز الحوار…

رسائل محبة

الإثنين ٢١ مارس ٢٠٢٢

في داخل كلّ أمّ.. وطن يسكنُنا ونسكُنه، نحبّه ونفتخر به، نلجأ إليه حين تهزّنا رياح الحياة، ونلوذ به حينما ترهقنا الهموم.. ولذلك قالوا: «إنّ الحياة تكون فارغة حين تمرّ من دون أمّ، بينما أعظم الأوجاع في أن تشتاق لأمّك ولا تجدها». نتحدث عن الأمّ.. فتفيضُ مشاعرنا بالحبّ والتقدير لواهبات الحياة، وتلك القلوب الكبيرة التي تلهج دوماً بالدعاء وتفيض بالحب، والأيدي الحانية التي نقبلها كل صباح فتزول بدفئها كل الهموم، وتتفتح بلمس أناملها كل أبواب الأمل. فأمهاتنا المدرسة الأولى التي علّمتنا أول المشاعر، وأول الكلمات، وقرأنا من خلالها أبجديات استيعاب العالم من حولنا.. حتى إنه يمكننا أن ننسى كل شيء إلا ما تعلمناه من أمهاتنا. في 21 مارس.. نرسلُ الكثير من رسائل المحبة والتقدير إلى «أم الإمارات» وسيدة الإنجازات، عرفاناً بما قدمته سموها من إنجازات غيّرت حياة كل الأمهات إلى الأفضل، وفاضت بالخير والعطاء، ونثرت رحيق التراحم في قلوب الجميع.. فكان للحياة بريقها الخاص في بلادنا. فقد ألهمت سموها، ولا تزال، كلّ أمهات الوطن، وتعلمن منها كيف تكون الأمومة نبعاً ثرياً من العطاء والإيثار والعمل بصمت من أجل البلاد وأهلها، وكيف تستطيع الأمّ أن تصنع مستقبل مجتمع بأكمله، وتربي أبناءها على التواضع والكرم والتسامح والطموح، ليكونوا بحق «عيال زايد» بكل ما تحمله الكلمة من قيم ومعان. في 21 مارس.. نوجّه التحية…

منتهى الجدّية

الأحد ٠٦ مارس ٢٠٢٢

لا يخفى على متابعٍ، الجهودُ الإماراتية المتواصلة والحثيثة في ما يتعلق بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، انطلاقاً من نهج متكامل استطاع أن يقدم للعالم واحدة من أفضل التجارب التنموية وأكثرها شفافية، عبر مسيرة حضارية متسارعة لم تغب عنها يوماً السياسات المالية السليمة. كان -ولا يزال- الهدف الرئيسي لهذه الجهود هو تعزيز بيئة عمل حديثة ومرنة ومتماسكة، تحكُمها قاعدة تشريعات وأنظمة؛ من شأنها الحفاظ على تنافسية الاقتصاد وجاذبيته الاستثمارية، بالتوازي مع دور الإمارات الإيجابي الذي تقوم به في حماية سلامة النظام المالي العالمي. بمهنية والتزام لافتين، تعاملت بلادنا مع ملف مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ولديها في هذا الصدد الكثير من الإجراءات المهمة الفاعلة التي تفخر بها. فقد أدخلت تحسينات تشريعية وإجرائية تواكب المستجدات والتطورات، وأنشأت المحاكم المتخصصة لجرائم غسل الأموال بما يضمن مواجهتها وملاحقة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة، واتخذت العديد من الخطوات والإجراءات بالتنسيق والتكامل مع مختلف الجهات المعنية، ضماناً للالتزام المستمر بالمعايير الدولية ذات الصلة. كما تبنّت بلادنا التقنيات الحديثة في مكافحة الجريمة المالية، وأنشأت اللجنة الوطنية لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب والتنظيمات غير المشروعة، واستحدثت استراتيجية وطنية في هذا الشأن. لم يقف الأمر عند هذا الحدّ، بل استحدثت الإمارات مكتباً تنفيذياً للإشراف على تنفيذ خطتها واستراتيجيتها في هذا الشأن، والعمل مع المجموعات الإقليمية والدولية ومنها: فريق عمل مكافحة…

أهلاً تركيا

الإثنين ١٤ فبراير ٢٠٢٢

زخم جديد لعلاقات متنامية تضيفُه زيارة الرئيس رجب طيّب أردوغان للإمارات اليوم، عنوانُه الاقتصاد والتنمية والعمل الإيجابي المشترك، خاصة مع توقّعات بإبرام أكثر من 10 اتفاقيّات جديدة في مختلف القطاعات، تضاف إلى اتفاقيّات عدّة كان قد تمّ توقيعها بين الجانبين خلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لأنقرة مؤخراً. وكمراقبين، نرى أنّ هذا الزّخم من شأنه أن يكون له انعكاس إيجابي لن يقتصر على الإمارات وتركيا فحسب، بل سيمتدّ ليشمل المنطقة بأسرها، انطلاقاً من الثّقل السياسي والاقتصادي للبلدين. فلقد سئمت شعوب المنطقة التوترات، فيما باتت دولُها تتطلّع إلى بناء الجسور وتعظيم التعاون عبر علاقات أقلّ خصومة وأكثر فاعلية؛ الأمر الذي يمثل أولوية مشتركة للدبلوماسية الإماراتية والتركية. اليوم، الإمارات وتركيا تعملان على الاستفادة من خططهما الاقتصادية للتعافي المستدام ودفع النمو، مع زيادة التنويع الاقتصادي وتطوير بيئات اقتصادية قوية ومرنة، والاستفادة من سياساتهما التجارية المنفتحة وموقعيهما الاستراتيجيين المتميزين، لا سيّما بعد الجائحة. ولا شك في أنّ علاقات بين البلدين قادرة على تقديم فرص كبيرة ومتنوعة لإقامة شراكات جديدة، تدعم المصالح المتبادلة وتدفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة وأن الإمارات محور يصل بين الشرق والغرب، وبوابة تجارية لأسواق الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا، بينما تشكل تركيا سوقاً مهماً للمنتجات والصادرات الإماراتية، ونافذة إلى عدد من الأسواق الأوروبية والآسيوية، ما يعكس إمكانات تطوير…