آراء

عمار بكار
عمار بكار
كاتب و أكاديمي متخصص في الإعلام الجديد

80 مليارا لصناعة جيل عظيم..

الإثنين ٠٩ يونيو ٢٠١٤

"التغيير يبدأ من هنا".. بهذه العبارة اختتمت مديرة مدرسة أميركية شهيرة كلمتها بمناسبة حفل تخرج طلبة المدرسة الأسبوع الماضي. كانت المديرة تروي قصتها مع السياسة حين نذرت حياتها لمحاربة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا عندما كانت طالبة في الجامعة، لدرجة أن قريتها الصغيرة صارت جزءا من تاريخ حركة النضال التي قادها مانديلا، لكن هذه الطالبة غيرت كل حياتها لاحقا، ودرست البكالوريوس مرة أخرى في التعليم الذي أعطته حياتها العلمية والعملية، لأنها أدركت أن التعليم وليس النشاط السياسي هو ما يخلق التغيير ويصنع الأمم العظيمة. ربما تشرح هذه القصة أصل المشكلة في العالم العربي. العالم العربي يعاني من التخلف العميق الذي يؤثر عليه بدرجات متفاوتة، ويحرمه هذا التخلف من النهوض الشامل رغم وفرة الفرص. الحال مختلف بالنسبة للسعودية وعدد من دول الخليج، حيث كان هناك استثمار كبير وجهد ضخم عبر عدة عقود في مجال التعليم، لكن لا يمكننا بحال من الأحوال أن نقول إن التعليم وصل إلى مستوى مقبول من حيث…

خالد السهيل
خالد السهيل
كاتب - مستشار إعلامي

متفائل بمرور الرياض

الإثنين ٠٩ يونيو ٢٠١٤

الجلوس مع شخص مثل المقدم طارق بن حمود الربيعان رئيس قسم البحث والتحري في مرور الرياض يجعلك تسبر أغوار صورة غائبة عن ذهنك وأذهان كثيرين. إنها قصص وحكايات الليل والنهار، التي تشهدها شوارع الرياض، التي تتقاطع فيها قضايا التفحيط وسرقة السيارات والمخدرات، وأولئك الذين يمارسون الفرجة والتصفيق لمن يهددون أرواح الناس. استضافنا مرور الرياض الأسبوع الماضي أنا والصديق الشاعر منصور البطي، إضافة إلى مجموعة من شباب الإعلام الجديد المؤثرين، وكذلك الزميلين خالد السملق ورائد فهد من فيديو "الاقتصادية الإلكترونية". كان المقدم طارق الربيعان واضحا وصريحا وهو يتحدث عن التحدي الجاد الذي خاضه مرور الرياض من أجل تطويق الظواهر السلبية وتقليصها مثل التفحيط وما يرافقها من سلبيات يستغلها المروجون وذوو النفوس المريضة بما في ذلك ما يسمونهم "الدرباوية" أو هيبز السعودية - إن صح التعبير. سمعنا كثيرا من القصص عن ضحايا التهور والتفحيط، وتأثرنا كثيرا بآلام آباء وأمهات وجدوا أبناءهم في دائرة التجاوزات، وهم يتصورون أن فلذات أكبادهم بعيدون عن هذه…

مستقبل سوريا بعد فوز الأسد

الإثنين ٠٩ يونيو ٢٠١٤

«لم يعد لمؤتمر جنيف معنى بعد الانتخابات السورية». كان هذا تصريح علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية لمجلس الشورى الإيراني (البرلمان). والحقيقة أنه تصريح واقعي جداً في ظل ما نراه حالياً. فخلال الفترات السابقة ظل المجتمع الدولي يسعى إلى عقد مؤتمر يجمع الفرقاء في الداخل السوري أملاً في الوصول إلى حل سياسي يوقف معه آلة الدمار التي لا يشعر بويلاتها سوى الشعب السوري. لكن هذا المؤتمر غفل أو لنكن أكثر تحديداً تغافل عن أمر مهم وهو أن الجمع بين الفرقاء الإقليميين والدوليين حول الأزمة السورية هو المفتاح الرئيس للوصول إلى حل لهذه الأزمة. فجاء مؤتمر جنيف الأول وتبعه مؤتمر جنيف الثاني وكان الهدف الرئيس تشكيل حكومة انتقالية لا يكون لبشار الأسد أي دور فيها. هذا الأمر لم يتحقق نتيجة العديد من الأسباب ومنها: • استمرار تباين الرؤى الإقليمية والدولية حول الأزمة السورية نتيجة تضارب المصالح بين اللاعبين الرئيسيين فيها. • دخول الجماعات الإرهابية في الساحة السورية والتخوف…

محمد فاضل العبيدلي
محمد فاضل العبيدلي
عمل محرراً في قسم الشؤون المحلية بصحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، ثم محرراً في قسم الديسك ومحرراً للشؤون الخارجية مسؤولاً عن التغطيات الخارجية. وأصبح رئيساً لقسم الشؤون المحلية، ثم رئيساً لقسم الشؤون العربية والدولية ثم نائباً لمدير التحرير في صحيفة "الايام" البحرينية، ثم إنتقل للعمل مراسلاً لوكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) كما عمل محرراً في لوموند ديبلوماتيك النشرة العربية.

الفارق المميت بين الهجاء والتحليل

الأحد ٠٨ يونيو ٢٠١٤

هل قرأتم في يوم لصحافي أو كاتب غربي أو آسيوي يتحدث عن الانتخابات في بلاده ويصفها بأنها «عرس ديمقراطي»، هل قرأتم تصريحاً لمسؤول غربي مثلاً أو كتاب موالين له يصفون فيها معارضي هذا المسؤول بأنهم «كلاب ضالة»؟ أو صحيفة موالية للحزب الحاكم تصف الحكومة بأنها «حكومة رشيدة؟». وصف الانتخابات بأنها «عرس ديمقراطي» امتياز حصري للصحافيين والكتاب العرب لأن الانتخابات لدى الآخرين هي انتخابات، لا أكثر ولا أقل. فالغربيون وسواهم يتعاملون مع الانتخابات كأداة من أدوات الديمقراطية وليس باعتبارها احتفالاً يوظف لكيل المدائح للسلطة. المبالغة، التحقير، السباب، ترديد الإشاعات دون تحقق، الكتابة تحت وطأة الانفعال، الاجتزاء من السياق، خصائص ملازمة لأسلوب الصحافة والإعلام والتدوين في وسائل التواصل الاجتماعي لدى العرب. أكثر ما يهم المتجادلين في القضايا السياسية لدينا هو البحث في النوايا، وقد يفسر هذا الهوس شيوع مفردات مثل «الخيانة» و«العمالة» و«الكلاب الضالة» في غالب ما نقرأه خصوصاً على الإنترنت وهو ما يجعل الجدل أقرب للهجاء. لكن هذا يقودنا إلى التساؤل،…

مصطفى النعمان
مصطفى النعمان
كاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد

اليمن: حرب عمران وآثارها!

الأحد ٠٨ يونيو ٢٠١٤

من الواضح أن قدر اليمنيين هو العيش في ظل حروب عبثية داخلية وقودها الأبرياء، وحصيلتها مزيد من الدمار لما تبقى من تماسك النسيج الاجتماعي في مختلف المناطق اليمنية، الذي تمزقت عراه حين تخلت مؤسسات الدولة عن مهامها وانشغل القائمون عليها بمصالحهم الخاصة وابتعدوا عن مصالح المواطنين ومعيشتهم، وهكذا أضحت الساحة مرتعا للفئات التي تمتلك السلاح والمال، وتراجع دور الأحزاب السياسية المتهالكة أصلا واختفت مؤسسات المجتمع المدني، وصار الخطاب فئويا ومذهبيا ومناطقيا بامتياز، واحتكر المشهد (سيد) هنا و(فقيه وشيخ) هناك، وضاع بينهما الوطن. تحولت محافظة عمران، شمال العاصمة صنعاء إلى ساحة حرب حقيقية وسالت دماء اليمنيين على أرضها ظلما وعدوانا ولأهداف غير وطنية على الإطلاق من كل الأطراف، وكان محزنا أن يقول (السيد) عبد الملك الحوثي إن أسرى يمنيين موجودون في سجونه، وزاد أنه سيتفضل بإطلاقهم (معززين مكرمين) وأنهم (كانوا ضيوفا عنده). ولا بد أن الغرور والغياب عن منطق العصر ونواميسه ومتغيراته تثبت أنه غير مدرك لفداحة ما يرتكبه في حق…

علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

أميركا.. التي رأتني

الأحد ٠٨ يونيو ٢٠١٤

كان الوقت يشير إلى الساعة الثالثة بعيد ظهر الجمعة وأنا أدلف بعد هذا الغياب الطويل إلى قلب جزيرة "مانهاتن"، روح نيويورك وأيقونتها المعتمدة. كنت في مكتمل التعب والإعياء بعد رحلة طويلة من "أبها – جدة – فرانكفورت وأخيراً نيويورك"، وللحق أو للصدفة كان مدخلي إلى "مانهاتن" من البوابة المناسبة أو الجسر البحري المناسب: فجأة وجدت نفسي أمام إشارة مرور طويلة جداً على الركن الخلفي لمبنى الأمم المتحدة. وفي المشهد، على الرصيف المقابل نفر من جماعة الإخوان المسلمين يتظاهرون أمام المبنى الأممي ويرفعون صور "محمد مرسي"، وتلك الأعلام والشعارات التي أدمنتها منذ عام على قناة "الجزيرة". هربت منها في رحلة استرخاء إلى غرب الأرض فوجدتها "أول صوت" أسمعه في الأرض الجديدة والعالم الجديد. كانت إشارة المرور طويلة وحمراء مزدحمة تسمح بالمناكفة وتبادل إشارات الأصابع ما بين عابر سيارة أجرة وبين متظاهرين على الرصيف. كنت أرفع إصبعين وهم يرفعون "الأربع". حتى الصدفة نفسها تسمح بتداخل نغمة تشابه الحروف ما بين "مرسي وسيسي"…

محمد الرميحي
محمد الرميحي
محمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت

الرايات السود والرايات الصفر!

السبت ٠٧ يونيو ٢٠١٤

كل القرارات السياسية تحتمل الصواب والخطأ، ولا يمكن الحكم عليها إلا بعد حين، عندما تظهر النتائج النهائية للفعل السياسي. واحد من الأعمال السياسية ذات العمق الإنساني المؤثر عرفنا نتائجه في الفترة الأخيرة، وذلك عندما ذهبت زرافات من المتشددين إلى الحرب الدائرة في أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي، وعاد بعضهم يحمل الكثير من الندوب الفكرية والنفسية، فعاثوا فسادا في أوطانهم العربية المختلفة. تبين للجميع، دولا وجماعات سياسية، أن هناك ثمنا باهظا يرجح أن يدفع، عندما تشترك جماعات وأفراد من المواطنين في حروب تحت رايات مختلفة خارج الوطن. وقد عمدت دول عديدة، بعد تلك التجربة الصعبة، إلى مراقبة تلك الجماعات وتشديد العقوبات على كل من يشارك في مثل تلك الأعمال الحربية الخارجية، أيا تكن تحيزاتها الفكرية، كما حدث في القرارات الرادعة التي سنتها المملكة العربية السعودية في هذا الأمر مؤخرا. اليوم يعود الحديث موسعا حول مخاطر «العائدين من سوريا»، وهو حديث تكرر مثله في السابق، كالقول «العائدون من البوسنة أو الشيشان» أو…

حازم صاغية
حازم صاغية
كاتب وصحفي لبناني

في المشرق.. ليس لبنان الأكثر هشاشة

السبت ٠٧ يونيو ٢٠١٤

لاحظ عدد من المراقبين مفارقة دالّة، وهي أنّ رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان كان يغادر قصره بهدوء، مع انتهاء ولايته الرئاسية، فيما كان الرئيس السوري بشار الأسد يمضي في حملته لـ«الانتخابات» الرئاسية، طامحاً في تجديد ولايته، وسط كمّ لا يُحصى من القتل والدمار والتهجير الذي تسبب فيه. هذه المفارقة -المقارنة جاءت تردّ على سردية سائدة في الفكر السياسي العربي، لاسيما منه القومي والراديكالي، مفادها أن لبنان أكثر بلدان المشرق العربي، بل العالم العربي، اصطناعية وهشاشة. والحال أن لبنان لا يخلو من الاصطناع والهشاشة، مثل معظم البلدان حديثة الولادة التي نشأت إمّا بعد الحرب العالمية الأولى أو بعد الحرب العالمية الثانية، والتي صارت تشكل اليوم الأغلبية الكاسحة بين البلدان الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة. كذلك فإن التكوين الطائفي للمجتمع اللبناني وانعكاس ذلك على البنيتين السياسية والثقافية فيه جالبان لأزمات لا تنتهي، أزماتٍ يعيش اللبنانيون حالياً بعض أكثرها شدةً واحتداماً. مع ذلك فالقول إن لبنان هو الأكثر هشاشة واصطناعاً قول يستنفر الكثير…

ياسر حارب
ياسر حارب
كاتب إماراتي

إبهامُ «زوربا»

السبت ٠٧ يونيو ٢٠١٤

يقول زوربا اليوناني: «عديدة هي أفراح هذا العالم؛ النساء والفواكه والأفكار». وإذا فكرتَ فيما يجلب لك السعادة وتمعنتَ حولك قليلاً، فستجد بأن أفكارك فقط كافية لجلب كل شيء جميل. ولا أتحدث هنا عن قانون الجذب، بل عن قدرتك على بناء عوالمك الخاصة، وتصوير حياة جميلة بعدسة أفكارك. هل دخلتَ المستشفى مرة وبينما أنت مكتئب من رائحة الدواء وتأوهات المرضى وسذاجة الطعام، راودتك فكرة أنك ستخرج من ذلك المكان يوما ما وتمشي على الشاطئ، وتذهب إلى السينما، وترتاد المطارات، وتحلق في السماء، وتلتقط صورا أمام برج إيفل، أو على العتبات الإسبانية في روما؟ إن التفكير المجرد والبسيط في أمور كهذه كفيل بتحويل غرفة المستشفى المليئة بمصابيح النيون البيضاء، التي تسكب التعاسة والقلق على ساكنيها، إلى مكان مقبول، وربما جميل لبعض الوقت، كمحطة القطار التي، رغم امتلائها برائحة المحروقات والزيوت، إلا أننا نحبها كثيراً. أتعلمون لماذا؟ لأنها بوابة تُفضي بنا إلى عالم الترحال الروائي. فمهما تنوعت أساليب السفر، يبقى القطار أكثرها عذوبة…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

هل يكره الإيرانيون العرب والإسلام؟

السبت ٠٧ يونيو ٢٠١٤

الإيرانيون في غالبهم عرفوا بتعاطفهم مع الفلسطينيين، مثل كثير من الشعوب في العالم، بما فيها التي لا تمت بروابط دينية أو ثقافية في المنطقة العربية. هي مسألة ظلم وقع على شعب بأكمله، ودام الظلم عقودا طويلة. ولا أدري صحة الاستبيانات المفتوحة التي تدار في بلدان مغلقة، لكن لو افترضنا أن الإيرانيين حقا أقل تعاطفا مع الفلسطينيين، وأكثر ميلا للجانب الإسرائيلي، وهذا يمكن أن يكون صحيحا، وإن كان بنسبة صغيرة، فإنه ليس صعبا علينا فهم الدوافع التي أوصلت العواطف الأمور إلى هذه الحالة السلبية. منذ الثورة الخضراء التي هب فيها عشرات الآلاف من الإيرانيين ضد حكومة الرئيس السابق أحمدي نجاد، أصبحنا نسمع شعارات تقال في الشارع ضد شعارات النظام، كان هناك احتجاج علني ضد دعم «حزب الله» اللبناني، الذي يعتبر أكثر الأطراف قربا من نظام طهران، وكان يعتبر وليدا تابعا، ثم ظهرت في الحرب السورية دعوات صريحة تنتقد موقف حكومة روحاني بإنفاقها المالي الضخم لتمويل الحرب دفاعا عن نظام بشار الأسد…

د.منصور أنور حبيب
د.منصور أنور حبيب
اختصاصي طب الاسرة والصحة المهنية

من المهد إلى اللحد

الجمعة ٠٦ يونيو ٢٠١٤

"مبروك المولود الجديد!"، مقولة يتمنى سماعها كل حديث عهد بالزواج، ومن اشتاقت نفسه للثاني والثالث، ومن حرم سنوات من هذه النعمة الإلهية العظيمة. لكن في خضم الاحتفالات والهدايا والتبريكات، هل وضعنا في حسابنا كيفية التعامل مع هذا القادم الجديد حتى قبل ولادته؟ لنبحر في محطات سريعة لنرى كيف نستطيع إضافة فرد جديد صحي من الناحية الجسدية والنفسية والاجتماعية. المرحلة الأولى هي عندما يكون الفرد جنينا في بطن أمه، وحتى قبل ذلك (عند انعقاد النطفة). فالعلاقة الحميمة بين الزوج والزوجة المبنية على التفاهم والثقة والمحبة، تنعكس إيجابا في روح الجنين. وأيضا التأكد من عدم وجود القابلية لإنجاب فرد يحمل أمراضا وراثية (فحوصات ما قبل الزواج)، أو تشوهات خلقية (تجنب التدخين من أحد الزوجين أو كليهما، الكحول، بعض الأدوية). وفي هذا الخصوص وجدت دراسات عديدة أن إكثار المرأة الحامل من ذكر الله وقراة القرآن والابتعاد عن الأجواء المشحونة، ينتج مواليد بدون اللجوء للعملية القيصرية، وبأوزان جيدة وفي صحة وعافية. تسمية الفرد والرضاعة…

ممدوح المهيني
ممدوح المهيني
المدير العام لقناتي «العربية» و«الحدث»

نهاية الأوبامية أم بدايتها؟!

الجمعة ٠٦ يونيو ٢٠١٤

خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الأخير في الـ«ويست بوينت» هو أول السكاكين التي سنها للإجهاز على العقيدة الأوبامية في السياسة الخارجية التي هي مزيج من الانعزالية والعمليات والصفقات السرية وغير الاستراتيجية كما يقول بعض منتقديه. التراجع والترميم عادة أغلب الرؤساء في سنواتهم الأخيرة حينما يضطرون للتخلي عن الأفكار النظرية والقبول بالواقع بعد أن يئسوا من تغييره. لكن هل هذا يعني نهاية الأوبامية؟! ربما لأربع سنوات أو ثمان، ولكنها قابلة للصعود من جديد. مبدئيا يمكن القول إنه حتى لو لم يتراجع أوباما فإن الرئيس القادم، سواء كان الجمهوري جيب بوش أو الديمقراطية هيلاري كلينتون، سيقوم بقلب الصفحة. جيب بوش الجمهوري سيعيد الولايات المتحدة للشرق الأوسط وللعالم من جديد في محاولة لاستعادة النفوذ والثقة، خصوصا بعد الاحتلال الروسي للقرم، الذي صدم الإدارة الأميركية الحالية التي تقول كل الأخبار إنها لم تتوقعه مطلقا ولم تستعد له أبدا. ولكن حتى هيلاري اختلفت مرارا مع نهج أوباما في أكثر من مكان أهمها الانسحاب من أفغانستان…