أكثر من 140 قتيلاً غالبيتهم تلاميذ في هجوم شنّته «طالبان باكستان» على مدرسة

أخبار

A mother mourns her son Mohammed Ali Khan, a student who was killed during an attack by Taliban gunmen on the Army Public School, at her house in Peshawar

اقتحمت مجموعة من مسلحي وانتحاريي حركة «طالبان باكستان» مدرسة رسمية للجيش في بيشاور، عاصمة اقليم خيبر بختونخوا القبلي (شمال غرب)، ما ادى الى سقوط 140 قتيلاً على الأقل و122 جريحاً غالبيتهم من التلاميذ في احد الهجمات الأكثر دموية في البلاد خلال السنوات العشر الأخيرة. وتدير المؤسسة العسكرية 146 مدرسة في انحاء البلاد مخصصة لأولاد العسكريين ومدنيين.

وأعلنت الحركة، في بيان تبني الهجوم، انها ارادت الثأر لمقتل عناصرها في العملية التي اطلقها الجيش الباكستاني ضدها بدءاً من منتصف حزيران (يونيو) الماضي في اقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب)، وأسفرت وفق مصادر عسكرية عن سقوط اكثر من 1600 متمرد «ما شكل نجاحاً كبيراً» في مواجهة تمرد «طالبان باكستان» الذي خلّف آلاف القتلى في باكستان منذ اطلاقه عام 2007.

وقال الناطق باسم الحركة محمد خراساني: «تقصف مقاتلات الجيش ساحاتنا العامة ونساءنا وأطفالنا، في حين أوقف آلاف المقاتلين وأفراد عائلاتهم وأقربــائهم، وقد طلبـنا مرات وقف العملية».

وزاد: «في مواجهة تصلب الجيش اضطررنا لشن هذا الهجوم بعدما تحققنا من تلقي اولاد مسؤولين كبار في الجيش تعليمهم في هذه المدرســة. اردنا ان نجعلهم يشعرون بمعاناتنا وإلى اي حد من المؤلم رؤية احباء يرحلون. ان عائلاتهم يجب ان تبكي مواتاها مثلما فعلنا». لكنه استدرك ان «المهاجمين تلقوا اوامر بإطلاق النار على التلاميذ الأكبر سناً، وليس الأطفال».

وبدأ الهجوم بدخول 5 او 6 من عناصر «طالبان باكستان» يرتدون بزات عسكرية المدرسة الواقعة في ضواحي بيشاور المجاورة لمنطقة القبائل، والتي ضمت حوالى 500 تلميذ تتراوح اعمارهم بين 10 و 20 سنة.

وروى شهود ان انفجاراً قوياً هزّ المدرسة، وأن مسلحين تنقلوا من صف الى آخر مطلقين النار على التلاميذ الذين قضى غالبيتهم برصاصات في الرأس.

وتدخّل الجيش لقتل المهاجمين وتحرير الرهائن من التلاميذ والأساتذة و»تطهير» المبنى من عبوات ناسفة بدائية الصنع زرعها الإرهابيون، في عملية استغرقت أكثر من 5 ساعات. وقال مسؤول عسكري: «اغلقنا المنطقة، وأجلينا عدداً كبيراً من التلاميذ والأساتذة».

وندّد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بـ «ارتكاب وحوش مأساة وطنية»، وقرّر التوجه الى موقع الهجوم للإشراف بنفسه على العملية وهو امر نادر في بلد اعتاد عنف طالبان. «هؤلاء الأطفال هم اولادي. البلاد في حداد وأنا في حداد».

ملاله يوسفزاي تبدي حزنها الشديد بعد هجوم طالبان على مدرسة بباكستان

وقالت الفتاة الباكستانية ملالا يوسفزاي الفائزة بجائزة نوبل للسلام هذه السنة لدفاعها عن حق الفتيات في التعليم، ما دفع مقاتلي «طالبان» الى محاولة اغتيالها بالرصاص على متن باص مدرسي عام 2012: «قلبي انفطر من العمل الإرهابي الأحمــق الذي أرتـكب بدم بارد في بيشاور».

وأضافت من بريطانيا حيث تقيم: «لا يجب ان يتعرض أطفال أبرياء لترويع مماثل داخل مدرستهم. أدين هذه الأعمال البشعة، وأؤيد الحكومة والقوات المسلحة التي بذلت جهوداً تستحق الثناء في التعامل مع هذا الحدث المروع، وأؤكد اننا لن ننهزم أبداً في مواجهة الإرهابيين».

ردود دولية

في ردود الفعل الدولية، ندّد رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي بـ «العمل المتهور الذي لا يمكن وصف وحشيته»، فيما كتب وزير الداخلية الهندي رجناث سينغ على «تويتر»: «يكشف الهجوم الخسيس وغير الإنساني الوجه الحقيقي للإرهاب».

وسبق ان حضت الهند مرات باكستان على ضبط المجموعات المتمردة التي تنشط على اراضيها، وإزالة ملاذات المتمردين في شمال وزيرستان والتي يستخدمها المسلحون لمهاجمة قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في افغانستان.

وأبدى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون صدمته وذهوله لرؤية اطفال يقتلون «لمجرد انهم ذهبوا الى مدرسة».

كما وصف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الهجوم بأنه «خسيس»، فيما صرّح كريستوف بوليراك، الناطق باسم منظمة رعاية الطفولة التابعة للأمم المتحدة «يونيسيف» في جنيف: «تندّد يونيسيف بكل الهجمات التي تلحق أضراراً بأطفال وتعليمهم. هذا تجاهل لا يمكن تبريره للمبادئ الإنسانية الأساسية. انه مأساة وحدث خطر».

المصدر: بيشاور (باكستان)، نيودلهي، لندن – أ ف ب، رويترز