السعودية تدشن أضخم مشروع تعديني في العالم باستثمارات تتجاوز 13 مليار دولار

أخبار

أطلق مشروع الملك عبد الله لتطوير مدينة وعد الشمال بالسعودية (أضخم مشروع تعديني في العالم)، أمس (الثلاثاء) عددا كبيرا من الاستثمارات والتعاقدات العالمية، قُدر الموجه منها للبنية الصناعية بـ36 مليار ريال (9.6 مليار دولار)، في حين لامس إجمالي عقود إنشاءات مصانع معادن للفوسفات بـ14 مليار ريال (3.7 مليار دولار).

وأوضح الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد، أمير منطقة الحدود الشمالية، لدى تدشينه المشروع أمس بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين، أن هذا المشروع سيسهم في إيجاد فرص استثمارية واعدة للمقاولين، فضلا عن إيجاد فرص وظيفية لأبناء المنطقة ويحقق مزيدا من الاستقرار والتنمية.

من جانبه، أكد المهندس علي النعيمي، وزير البترول والثروة المعدنية، أن العمل على تنويع مصادر الدخل الوطني هو ما تسعى إليه الدولة وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين، ومن بين ذلك تنمية الاستثمار في الصناعات التعدينية وفي الغاز.

وأوضح أن الاستثمارات المتوقعة في المصانع والبنية الأساسية الموقعة أمس (الثلاثاء)، بلغت نحو 36 مليار ريال (9.6 مليار دولار)، مبينا أنه سيكون أحد أهم مخرجات هذه المشروعات كفاءات بشرية مؤهلة تكون رافدا للتنمية الصناعية في السعودية.

ويرى الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان، رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، أن هذه العقود تشكل انطلاقة حقيقية لتطوير المدينة وتؤسس لتكامل صناعي يعزز مخرجات الإنتاج البتروكيماوي والتعديني ويقوي منافستها في الأسواق العالمية.

وأكد الأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز، مستشار وزارة البترول والثروة المعدنية، أن المشروع سيسهم في تطوير صناعة المعادن والصناعات التحويلية المرتبطة بها في السعودية، إلى جانب تطوير موارد الغاز والفوسفات في المنطقة.

وأوضح أن استراتيجية الوزارة لاستغلال المعادن والموارد الهيدروكربونية تحفز تطوير صناعات متقدمة تخدم أهداف التنوع الاقتصادي للسعودية، فضلا عن نقل وتوطين التقنية الخاصة بصناعة المنتجات الفوسفاتية لتحقيق الميزة التنافسية للمنتجات السعودية في الأسواق العالمية.

من جهته، أكد الدكتور إبراهيم العساف، وزير المالية، أن توقيع العقود الإنشائية والهندسية ومبادرات التنمية المحلية للمشروع يتواكب مع توجه الدولة التي تمضي قدما في تحقيق التنمية المستديمة والمتوازنة والتنويع الاقتصادي لتأسيس قاعدة صلبة ومتينة يرتكز عليها الاقتصاد ويعزز مكانة المملكة في الأسواق العالمية.

ولفت إلى أن مشروع قطار الشمال ستكون له أدوار بارزة في تحفيز دخول قطاعات وشركات صناعية لإنشاء مرافق جديدة لها في هذه المنطقة، بالإضافة إلى تشجيع الانتقال السكاني لها بعد اكتمال البنى التحتية ووجود فرص العمل إلى جانب توافر وسائل النقل والسفر من المدينة وإليها.

وبين المهندس عبد الله الحصين، وزير المياه والكهرباء، أن الوزارة شريك حقيقي للنجاح في وعد الشمال وستعمل بكامل طاقتها وخبرتها لتنفيذ ما يخصها من مشروعات لصالح مدينة وعد الشمال.

ونوه الدكتور جبارة الصريصري، وزير النقل، بأن الوزارة ستحدث عددا من مشاريع النقل بما يتواكب مع قيام المدينة وربطها برصيفاتها، مؤكدا إسهامها في تطوير مناطق شمال السعودية وتحقيق التنمية المتوازنة بين المناطق.

وقال المهندس محمد الماضي نائب رئيس «سابك»: «إن (سابك) ترى الاستثمار في مدينة وعد الشمال منسجما مع خطتها الاستراتيجية 2025، والتي من ضمنها نمو قطاع الأسمدة بشقيها النيتروجينية والفوسفاتية»، مؤكدا أن صناعة الأسمدة ركيزة أساسية في الأمن الغذائي العالمي وعامل رئيس في التنمية الزراعية الوطنية.

من ناحيته، أوضح المهندس خالد الفالح، رئيس أرامكو السعودية، أن أعمال استكشاف الغاز في المنطقة الشمالية الشرقية أسفرت عن اكتشافات جديدة للغاز غير التقليدي في هذه المنطقة، ستمكن من رفع الإمدادات المتوافرة من الغاز بأكثر من ثلاثة أضعاف.

ولفت المهندس زياد الشيحة، الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء، إلى إنشاء محطة توليد وعد الشمال بقدرة 1000 ميغاواط بنظام الدورة المركبة بقيمة تقديرية تبلغ 3.6 مليار ريال (960 مليون دولار).

يشار إلى أنه وقعت اتفاقية بين كل من صندوق الاستثمارات العامة والشركة السعودية للاستثمار «سنابل للاستثمار» وشركة سن أديسون لتمويل دراسة جدوى مشروع مشترك مقترح لإقامة مجمع صناعي متكامل لإنتاج البولي سيليكون ومنتجات الطاقة وألواح الطاقة الشمسية بالمشروع الملك، بالتعاون مع وزارة البترول والثروة المعدنية والبرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية.

ويقدر حجم استثمارات هذا المشروع بنحو 24 مليار ريال ويشمل خمس وحدات صناعية لإنتاج مادة البولي سيليكون عالي النقاوة بطاقة سنوية تبلغ ثلاث غيغاواط؛ ما يوفر نحو 6300 وظيفة مباشرة في مدينة وعد الشمال.

وبين المهندس عبد الله السيف، أن شركة معادن تستثمر نحو 26 مليار ريال (6.9 مليار دولار) منها 21 مليار ريال (5.6 مليار دولار) في مدينة وعد الشمال لإنشاء مجمع للصناعات التعدينية ترتكز على أعمال تصنيع الفوسفات وصناعاته التحويلية، كما ووقعت شركة معادن عقد إنشاء مصنع حامض الفوسفوريك مع شركة هانوا الكورية، وعقد إنشاء مصنع الأمونيا مع شركة ديلم الكورية، بالإضافة إلى توقيعها عقد إنشاء مصنع الأسمدة الفوسفاتية المركبة مع شركة أنتكسا الصناعية الإسبانية، ووقعت عقد إنشاء الطريق الرئيس مع إحدى الشركات الوطنية بجانب عقد تسوية الموقع مع إحدى الشركات الأخرى، في حين تعاقدت الشركة السعودية للكهرباء مع أحد المكاتب الاستشارية بسويسرا للإعداد لنطاق العمل والمواصفات الفنية لإنشاء محطة توليد وعد الشمال بقدرة 1000 ميغاواط بنظام الدورة المركبة.

كما تعاقدت السعودية للكهرباء مع عدد من الشركات لإنشاء محطة تحويل في وعد الشمال، مزدوج الدائرة لربط المحطة الفرعية ومحطة مشروع الفوسفات بالمدينة، بالإضافة إلى عقود الرفع المساحي والمسح الجيوتقني ودراسة تقييم الأثر البيئي لمشروع محطة التوليد.

ومن بين المشاريع التي جرى توقيعها في الحفل مشروع المؤسسة العامة للموانئ وعقد إنشاء أرصفة وعد الشمال في ميناء رأس الخير مع شركة تشاينا هاربور إنجينيرنج، ووقعت الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» عقدا مع شركة «تبسا» لتولي مهام استشاري الإدارة والإشراف على تنفيذ ربط مدينة وعد الشمال التعدينية بموانئ المملكة على الخليج العربي في كل من الجبيل الصناعية ورأس الخير التعدينية.

ووقعت شركة معادن عقدا مع شركة «أرامكو» لإمداد الكبريت المصهور لمجمع معادن للفوسفات لإنتاج حامض الفسفوريك، بطاقة 1.78 مليون طن سنويا عند بلوغ الطاقة الإنتاجية الكاملة، في حين وقعت مذكرة تفاهم مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لإنشاء مركز تدريبي في المدينة.

ووقعت وزارة البترول والثروة المعدنية مذكرة تفاهم مع وزارة المياه والكهرباء ممثلة في شركة المياه الوطنية للعمل على دراسة إمكانية تطوير ومعالجة مياه الصرف الصحي في المنطقة الشمالية لتوفير مياه التبريد والمياه الصناعية للمدينة.

المصدر: فتح الرحمن يوسف – الشرق الأوسط