أنجزت هيئة الصحة في دبي أخيراً تطبيق نظام الصيدلة الالكترونية في مستشفى حتا وربطه مع النظام المطبق في الهيئة، في خطوة تهدف إلى تسريع عملية صرف الأدوية للمرضى بشكل يضمن السلامة الدوائية والكفاءة العالية.

وقال الدكتور علي السيد مدير إدارة الخدمات الصيدلانية في هيئة الصحة بدبي إن النظام يوفر خاصية صرف الأدوية بنظام الجرعة الأحادية ما يوفر الوقت والجهد المبذول من قبل الموظفين ويضمن دقة الصرف الدوائي للمرضى الداخليين إلى جانب ضبط الكميات المصروفة.

وقال الدكتور السيد في لقاء خاص مع “البيان” إن النظام المطبق في الهيئة يمتاز بخاصية فريدة تتمثل في التحذير الإكلينيكي الالكتروني لكل من الطبيب والصيدلي، والتي بدورها تنبه عن وجود أي تداخلات طبية أو تكرار علاجي ما يؤدي إلى تقليل نسبة الأخطاء الطبية والوقاية منها والارتقاء بالمحصلات العلاجية للمرضى.

مميزات النظام

وأوضح ان النظام يمكن الطبيب من الاطلاع على التاريخ الدوائي الكامل للمريض وأصناف وكميات الأدوية التي تم وصفها وصرفها وإعطائها له إلى جانب موقع وصفها، الأمر الذي يسهل من عملية مراجعة سجل المريض، إضافة لمعرفة الطبيب الذي قام بوصف الأدوية والصيدلاني الذي قام بصرف الأدوية والممرض الذي قام بإعطاء الأدوية ما يسهل من عملية التواصل بين مختلف أفراد الفريق الذي قدم الرعاية الصحية للمريض، لافتاً إلى انه بإمكان الطبيب (من خلال هذا السجل) القيام بإعادة وصف الأدوية (سواء دواء واحد أو مجموعة من الأدوية)، الأمر الذي يسهل على الطبيب ويوفر من وقت استخدامه للنظام وكذلك من وقت انتظار المريض، كما ويضمن الدقة في عملية الوصف.

واشار إلى ان نظام الوصفات الالكترونية يدعم سلامة وأمان عملية الوصف الدوائي والذي يتضح جلياً من خلال تنبيه الطبيب لأية مداخلات دوائية مثل التفاعلات الدوائية، والجرعات المسموح بها وازدواجية الأدوية الموصوفة، كما انه يمكن الطبيب من توثيق أية معلومات عن حساسية المرض تجاه أي نوع من الأدوية أو الأغذية مما يساعد غيره من مهني الرعاية الصحية من الاطلاع عليها واتخاذ اللازم حيالها في كل من مراحل الرعاية الطبية المقدمة للمريض ويوفر المعلومات للطبيب وغيره من مهني الرعاية الصحية عن مختلف الأدوية وذلك من خلال منشورات جاهزة تم تحميلها على النظام أو من خلال تمكين الطبيب من الولوج لأي موقع الكتروني يوفر المعلومات الطبية اللازمة من خلال النظام.

مميزات أخرى

وأوضح مدير إدارة الخدمات الصيدلانية أن النظام يشتمل أيضاً على عدد من المزايا منها نظام الوصفات الالكترونية وهو نظام دقيق يمكن الطبيب من كتابة الوصفة الطبية بشكل الكتروني للمرضى المسجلين، حيث يسهل على الطبيب عملية الوصف الدوائي من خلال البحث عن الأدوية واختيارها عن طريق محرك بحث يتقبل إدخال الأدوية بالاسم العلمي أو التجاري، كما ويبين الأصناف المخزنية في هيئة الصحة، ويسمح للطبيب بتكوين قائمة مفضلة من الأدوية التي يقوم الطبيب بوصفها بشكل متكرر مما يوفر الوقت والجهد أثناء عملية الوصف الدوائي.

وأوضح أن النظام مزود بقائمة إرشادات متعددة يستطيع الطبيب من خلالها اختيار إرشادات استخدام الدواء من الجرعة المحددة وفترة العلاج وأي إرشادات خاصة أخرى، الأمر الذي يسرع من عملية وصف الأدوية، ويسمح للطبيب بتوثيق أية ملاحظات موجهة إما للممرض أو الصيدلاني وذلك لأخذها بعين الاعتبار أثناء عملية صرف الأدوية للمريض، خاصة وان النظام يحتوي على السجل الدوائي الكامل للمريض والذي يتضمن كافة الأدوية التي تم وصفها للمريض منذ أول زيارة مسجلة للمريض في نظام الصيدلة الالكتروني، كما ويمكن الولوج إليه بسهولة من قبل جميع مهني الرعاية الصحية المصرح لهم بذلك، مما يتيح لهم تحقيق عدد من الجوانب الإيجابية.

نظام دقيق

وأوضح أن نظام صرف الأدوية الالكترونية المطبق في هيئة الصحة يمكن الصيادلة من صرف الأدوية المصروفة للمريض بشكل يضمن سلامة المريض ودقة المعلومات المقدمة له وذلك من خلال قاعدة بيانات واحدة تضمن تطابق الأدوية الموصوفة والمصروفة وتنبيه الصيادلة أثناء عملية صرف الأدوية حول أي تداخلات دوائية أو تكرار دوائي أو تجاوز الجرعة المحددة من خلال التنبيهات الدوائية التي يصدرها النظام، إضافة الى خاصية قائمة العمل (Work List) التي يتضمنها النظام وتضمن سرعة صرف الأدوية.

وذلك من خلال عرض الوصفات مجرد قيام الطبيب بوصفها وذلك بترتيب يضمن تتابع الوصفات بناءً على وقت وصفها من قبل الأطباء، حيث تسمح هذه الخاصية للصيادلة بتحضير الأدوية قبل وصول المريض وصرفها للمريض حين وصوله فوراً ما يسهم وبشكل فاعل في تقليل وقت انتظار المرضى وفي كثير من الأحيان عدم انتظارهم مطلقاً نظراً لجاهزية الأدوية، كما يوفر النظام خاصية طباعة ملصقات إرشادات الأدوية والتي توفر من وقت تجهيز الأدوية كما وتضمن صحة الإرشادات المقدمة للمريض ووضوحها مع إمكانية طباعتها باللغتين العربية والانجليزية.

ضبط المخزون الدوائي

وأضاف ان النظام يمكن مزودي الرعاية الصحية (الممرضين) من توثيق الأدوية التي يتم إعطاؤها للمريض بشكل يضمن دقة عملية إعطاء الدواء ويعزز من السلامة الدوائية، حيث إن النظام يبين عدد الجرعات التي يجب إعطاؤها مع تحديد أوقاتها، كما ويوفر نظام ترميز لوني يبين الأدوية التي آن موعد إعطائها وتلك التي قد فات موعد إعطائها مما يوفر ضبط لعملية إعطاء الأدوية ويوفر النظام تقرير دوري حول الأدوية التي آن موعد إعطائها لجميع المرضى المتواجدين في القسم، مما يسهل على العاملين ويوفر الوقت والجهد ويسمح بإدارة أفضل للموارد المتاحة ويضمن من عملية إعطاء الدواء بالوقت المحدد. وأشار الدكتور السيد إلى أن النظام مكن مزودي الرعاية الصحية من طلب الأدوية من الصيدلية الكترونياً مما وفر الوقت والجهد .

كما وفر ضبطاً دقيقاً للمخزون الدوائي، حيث إن النظام لا يسمح بطلب أدوية خارج من القائمة المعتمدة، كما لا يسمح بتجاوز الكميات المحددة لكل قسم، مرتبط الكترونياً (مدمج) مع نظام تخطيط الموارد الحكومية، الأمر الذي سمح لموظفي الصيدلة من طلب الأدوية الكترونياً من المخازن الرئيسية من خلال نظام الصيدلة الالكتروني دون الحاجة لإدخال طلبات الأدوية باستخدام النظاميين مما يوفر وقت وجهد العاملين، حيث ساهم بشكل كبير وأساسي في ضبط ومراقبة الأدوية ومخزونها، حيث يوفر مراقبة أفضل وأدق لمخزون الأدوية من خلال إمكانية عرض جميع التحركات التي أجريت على أي صنف من الأصناف، لافتاً إلى ان يوفر تقارير مختلفة حول مختلف أوجه الإدارة الدوائية مما يعزز من ضبط حركة الأدوية ويوفر مراقبة أفضل لعملية الاستهلاك الدوائي.

الارتقاء بالخدمات

وأوضح أن النظام أدى إلى الارتقاء بمستوى الرعاية الصيدلانية المقدمة وتحسين نوعية الخدمة وضمان سلامة وأمان المريض لما لهذا النظام من فوائد جمة وانعكاسات إيجابية على مجمل الإدارة الدوائية في الهيئة ومنها على سبيل المثال لا الحصر التقليل وبشكل كبير من الأخطاء الطبية سواء الناجمة عن وصف الأدوية أو صرفها أو إعطائها للمرضى، خاصة وأن النظام يتميز بخاصية التحذير الإكلينيكي الالكتروني لكل من الطبيب والصيدلي والتي بدورها تنبه عن وجود أي تداخلات طبية أو تكرار علاجي.

كما ان النظام مدمج بنظام إدخال المرضى، الأمر الذي يمكن الطبيب من الولوج إليه دون الحاجة للخروج من نظام إدخال المرضى مما يوفر وقت وجهد الأطباء كما ويدعم دقة وأمان الرعاية الصحية المقدمة، كما ان النظام مدمج بنظام الموارد الحكومية، الأمر الذي أزال الكثير من الأعباء الإجرائية عن كاهل الصيادلة، حيث لا حاجة لاستخدام نظامين للإدارة المخزنة للأدوية، حيث إن أي حركة مخزنية للأدوية في نظام الصيدلة الالكتروني سيتم تحديثها الكترونياً في نظام الموارد الحكومية.

توفير وقت وجهد

ساهم نظام الصيدلة الالكتروني في توفير سجل دوائي شامل للمريض يمكن الوصول إليه والإطلاع عليه من قبل أي من مهنيي الرعاية الصحية في أي من مرافق هيئة الصحة بدبي مما يوفر الوقت والجهد ويعزز من جودة الرعاية الصحية المقدمة للمريض خاصة وأنه يضمن عدم تكرار صرف الأدوية ذاتها للمريض نفسه من عدة جهات في الوقت نفسه، ويضمن الاستهلاك الأمثل للموارد المتاحة وسرع من عمليات صرف الأدوية.