“حزب الله” يحوّل لبنان مقراً لإدارة “صراعات” اليمن

أخبار

يتحول لبنان، يوماً بعد يوم، إلى مركز تلتقي فيه أطراف الصراع في اليمن. وفي العامين الفائتين، بلغت زيارات اليمنيين إلى البلد الذي حافظ على استقرار نسبي في محيط يغلي، حداً غير مسبوق. فصارت بيروت عنواناً لمؤتمرات سياسية يمنية، ومقر إقامة لسياسيين يمنيين مع الثورة اليمنية أو ضدها. كما أن كيانات سياسية يمنية مختلفة اتخذت من لبنان مقر إقامة دائمة، منها مكتب علي سالم البيض، الرئيس السابق لجنوب اليمن والذي يدعو للإنفصال التام من الجمهورية اليمنية، والمقيم حالياً في لبنان (ابنته تماني زوجة المطرب اللبناني ملحم زين). وانتقلت القناة الفضائية التي يمتلكها البيض (عدن لايف) من بريطانيا الى الضاحية الجنوبية حيث السيطرة السياسية والأمنية التامة لـ”حزب الله”.

وهناك قناة أخرى تبث من بيروت وهي “المسيرة” التابعة للحوثيين، بالإضافة إلى أن ورشات تدريب شباب للعمل في قنوات جديدة كالورشة التي أقيمت لإعلاميي قناة “الساحات” الذين تدربوا في قناة “المنار” اللبنانية. كذلك، فإن آل صالح قرروا أيضاً التمدد من صنعاء إلى جنوب لبنان، إذ ذكر موقع حزب “المؤتمر” (يرأسه الرئيس السابق علي صالح)، في تقرير بتاريخ تشرين الأول (اكتوبر) 2012، أن يحيى محمد عبد الله صالح (رئيس جمعية “كنعان لفلسطين” وابن أخ علي صالح) الذي يقيم حالياً في لبنان، أقر مشروع بناء مدينة الصالح السكنية في منطقة “البرج الشمالي” من الجنوب اللبناني، معلناً أن هذا المشروع هو باكورة سلسلة مشاريع تعتزم جمعية كنعان إقامتها في جنوب لبنان، دعماً لصمود ونضال الشعب اللبناني.

ويكمل التقرير أن ثمة عدداً من المشاريع المقترحة من الجانب اللبناني، ووقع اختيار الجمعية على مشروع مدينة الصالح السكنية التي ستضم نحو (250) وحدة سكنية مع كافة المرافق الخدماتية والترفيهية، والتي سيتم بناؤها على الطراز المعماري اليمني.

وقال يحيى صالح إن الجمعية بصدد إقرار مشروع آخر في منطقة مرجعيون”ريثما ينتهي الجانب اللبناني من إعداد اقتراح المشاريع التي تحتل أولوية في حاجات المنطقة.

ويشير التقرير إلى أن قوى مضادة سماها “قوى الربيع العربي” طمست إسم علي عبدالله صالح من مشروع طبي في اليمن قيد الإنشاء وتم تسمية المشروع “مدينة حمد بن خليفة الطبية”. ولذلك قرر صالح أن يتحدى هذه القوى بأن يبني مدناً سكنية ومشاريع بإسمه في لبنان بدلاً من بنائها في اليمن الذي يحتاج إلى هكذا مشاريع أكثر من غيره.

أما على مستوى النشاط السياسي في لبنان، فعقدت وتعقد مؤتمرات عديدة كان أكثرها إثارة للجدل مؤتمر “اليمن الذي نريد” والذي تلقى المشاركون في ختامه دعوات لزيارة إيران وسوريا.

وقال سلطان الرداعي، ناشط في الثورة وأحد المدعوين للمؤتمر: “كنا مدعوين على أساس أن المؤتمر برعاية المعهد الدنماركي، لكننا فوجئنا بأن هذا ليس صحيحاً وأن المؤتمر برعاية شخصيات سياسية لبنانية. لم يتم تغيير أوراق العمل التي قدمناها، لكن في نهاية المؤتمر تم دعوة أكثر من نصف الحاضرين للذهاب الى سوريا بضعة أيام ثم الى إيران”. وتابع: “لست ضد المؤتمر بقدر ما أنا ضد عدم الشفافية في طريقة دعوتنا إليه. وكانوا يريدون إضافة فقرة على التوصيات تندد بالتدخل السعودي فكان اعتراضي بأننا إذا كنّا سنندد بالتدخل فيجب أن نشمل كل أنواع التدخل سواء السعودي أو الإيراني، هذا الرأي –كما يبدو- لم يعجبهم واستبعدتُ من الدعوة إلى سوريا وإيران”.

عبدالرحمن الأشول طالب يمني يدرس في لبنان وكان أيضاً من الحاضرين في المؤتمر، قال إن “اليمن عانى طويلاً من الانكفاء والعزلة عن العالم، وأتاحت الأحداث الأخيرة لأطراف دولية وإقليمية التدخل بالشأن اليمني والسعي إلى جعل اليمن ساحة لصراعاتها ووضعها تحت خيار المقايضة. أنا قلق من تحول اليمن لساحة صراعات دولية على غرار ما حدث في لبنان ويحدث في العراق وسوريا من خلال العزف على حساسيات طائفية واجتماعية لتأجيج مشاعر الناس وإشعال الحروب الطائفية بين أبناء الشعب الواحد”.

وأضاف الأشول أن “هذه الصراعات ليست صراعات اليمنيين بل هي حروب الآخرين على أرض اليمن، واليمن لن يستقر إلا بالتعايش والتوافق، وتوازن القوى، والعمل خارج هذا الإطار تآمر على الوطن”.

المصدر: NOW Online