علي عبيد
علي عبيد
كاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة

ظِلّ زايد وامتداده

آراء

بانتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، تكون مرحلة جديدة في تاريخ دولة الإمارات قد بدأت، ويكون عهد جديد مشرق المعالم قد دخل حيز تاريخ هذه الدولة، التي قامت على المحبة والتآلف ووحدة الهدف والمصير.

هذا الانتقال السلس للسلطة، وهو ليس غريباً على قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، إنما يدل على أن هذه الدولة، تستمد بقاءها واستمرارية مسيرتها، من الإجماع الذي جعل مؤسسيها الأوائل يجمعون أمرهم على نبذ الاختلاف، الذي طالما أودى بالكيانات والدول عبر التاريخ، وعلى وحدة الرأي والرؤية والهدف، وعلى ضم الجهود للمضي قدماً في تحقيق كل ما فيه مصلحة الوطن والشعب والأمة.

يتضح هذا من تصريحات أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، فقد وصف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أخاه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بأنه (ظل زايد وامتداده فينا، ومؤسس مئوية دولتنا، وحامي حمى اتحادنا، نبارك له، ونبايعه، ويبايعه شعبنا.. وتنقاد له البلاد كلها، ليأخذها في دروب العز والمجدد والسؤدد، بإذن الله).

هذه الكلمات الصادرة من قلب قائد محب، هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، الموجهة إلى قائد محبوب، هو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، إنما تدل على المكانة الرفيعة التي يحتلها سموه، ليس في قلوب قادة دولة الإمارات وأبنائها فقط، وإنما في قلوب جميع المقيمين على أرضها، الذين طالما اعتبرهم سموه شركاء في هذا الوطن، وليسوا وافدين إليها، يتكامل دورهم مع دور أبناء الوطن في بناء دولة الإمارات، والمحافظة على أمنها وسلامها ورخائها.

هذه المكانة الرفيعة التي يحتلها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تتجاوز حدود دولة الإمارات، لتشمل كل بقاع العالم، حيث يحتل سموه مكانة رفيعة لدى قادة دول العالم وشعوبها. وقد كان لي شرف مرافقة سموه، ضمن الوفد الإعلامي المرافق، أثناء زيارة سموه الثالثة لجمهورية الصين الشعبية، في شهر ديسمبر من عام 2015، وزيارة سموه الثانية لجمهورية الهند في شهر يناير من عام 2017، حيث لمست الاحترام والتقدير اللذين يحظى بهما سموه، من قبل قادة هاتين الدولتين والدول الأخرى، الأمر الذي يعكس المكانة الرفيعة التي يحتلها سموه بين قادة العالم. وقد اتضح من هاتين الزيارتين، والزيارات الأخرى التي قام بها سموه إلى دول كثيرة، ذات ثقل سياسي واقتصادي في الشرق والغرب، أن توجه سموه إلى إقامة علاقات وطيدة مع هذه الدول، إنما يدل على أفق سياسي واسع، يستجيب للتغيرات والتحولات الإقليمية والدولية المتسارعة، التي تحتاج إلى مزيد من التنسيق والتفاهم، لمواجهة التحديات التي تفرضها هذه التحولات، واستثمار الفرص التي توفرها، مثلما صرح سموه أثناء زيارته الأولى لجمهورية الهند، في شهر فبراير من عام 2016.

كل هذا ليس غريباً على صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، فقد كان سموه واحداً من أنجب خريجي مدرسة المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أولئك الذين كانوا قريبين منه، يأخذون عنه معاني الحكمة العميقة، التي كان يتمتع بها، والحنكة السياسية الكبيرة التي جعلت منه قائداً خالداً، وزعيماً حكيماً في مرحلة دقيقة ومهمة من تاريخ الأمة العربية، حيث استقى سموه من النبع الأصيل الصافي. وعندما تولى الشيخ خليفة بن زايد، طيّب الله ثراه، مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي، وتم انتخابه رئيساً للدولة عام 2004، كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، الساعد الأيمن له، واستلم ملفات عديدة، منها ما هو سياسي، ومنها ما هو اقتصادي، ومنها ما هو عسكري، ومنها ما هو تعليمي، ومنها ما هو اجتماعي، وغيرها الكثير، فأدار هذه الملفات بحكمة ومهارة واقتدار، رسخت سموه قائداً بالفطرة والممارسة والخبرة، ودلت على أنه ربان ماهر، قادر على قيادة سفينة الوطن إلى بر الأمان الذي ينشده شعب هذا الوطن.

لهذا، نحن واثقون من أننا مقبلون على مرحلة أكثر إشراقاً من مراحل مسيرة وطننا الحبيب، نجدد الولاء لقادته المخلصين، ونعاهدهم على المضي معهم إلى آفاق أرحب من البناء والنهضة والتقدم، نبذل الغالي والنفيس، من أجل حماية هذا الوطن، والمحافظة على أمنه واستقراره وعزته.

المصدر: البيان