مشروع سعودي لتحلية المياه بالطاقة الشمسية الأكبر من نوعه عالميا

منوعات

كشف الدكتور محمد بن إبراهيم السويل رئيس مدينة الملك عبد العزيز عن مشروع محطة تحلية المياه الذي تعمل عليه المدينة حاليا في محافظة الخفجي بالمنطقة الشرقية على الحدود مع الكويت، ويعمل بالطاقة الشمسية والألواح الخشبية التي تدعم بناء المرشحات، وهي المحطة الأولى والأكبر من هذا النوع في العالم، حسبما أوضح السويل.
وتبلغ سعة المحطة 30 ألف متر مكعب يوميا بسعر أقل من السعر الحالي، وأشار السويل إلى أن المدى الزمني لتنفيذ المحطة هو سنة ونصف، حيث ستبدأ بعدها «هذه المحطة تضخ بكامل قوتها القصوى المياه المحلاة»، وتابع: «إن الحكومة طلبت من المدينة كذلك إعداد تصاميم وتصورات لثلاث محطات مشابهة على ساحل البحر الأحمر نعكف على تصاميمها حاليا، مؤكدا أن عمل المدينة يقوم على البحث والتطوير وليس البناء والإنتاج، وقد جرى تسليم الأمور التنفيذية لشركة تقنية متخصصة تتولى حقوق البناء والإنتاج».

وجاءت تصريحات السويل خلال فعالية أسبوع العلوم والتقنية 2014، التي افتتحها الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية، وتنظمها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالمنطقة الشرقية بالتعاون مع شركة «أرامكو السعودية»، أمس في قاعة «السيف» بكورنيش الخبر شرق السعودية.

ويشتمل المعرض على أكثر من 30 جناحا تقدم الكثير من العروض والتجارب الحية، حيث يمكن للزائر مشاهدة الكثير من التجارب العلمية في عدد من المجالات والتخصصات، مثل الروبوتات الآلية ومنتجات تعمل على الطاقة الشمسية، إضافة إلى بعض المنتجات البتروكيماوية، وأيضا عروض القبة الفلكية.

من جانبه أكد المهندس خالد الفالح رئيس «أرامكو السعودية» وكبير إدارييها التنفيذيين أن معرض العلوم والتقنية الذي نظمته مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وبشراكة فاعلة من «أرامكو» يعكس مدى التنوع في الأنشطة والمبادرات التي من الممكن أن تشارك فيها مراكز البحث. وقال إن الشباب والأفراد هم من يصنعون الحلول للمشكلات التي تواجه القطاعات الاقتصادية بالمملكة أو المستهلكين وتعطي مثالا حيا للمجالات المتاحة للشباب والشابات في مجال العلوم والتقنية، وأضاف الفالح أن الجامعات ومراكز الأبحاث في الشركات العملاقة يمكن أن تساهم في تحويل التقنية من كلفة على الاقتصاد السعودي إلى مراكز تنافسية ذات قيمة عالمية في مسيرة السباق الاقتصادي العالمي، من أجل التميز في الأداء بشكل عام ولتكون عامل النجاح الأول في هذه المسألة.

وتابع الفالح: «إن التقنية لم تعد خيارا، بل أصبحت قضية الساعة من خلال الاستثمار في التقنية والبحث العلمي والابتكار وتحويل الابتكارات على أيدي أبناء وبنات الوطن إلى منتجات ذات قيمة عالية، والاستثمار في هذه الاقتصادات وتفعيلها لنضمن تحول الاقتصاد السعودي من اقتصاد يعتمد على الموارد الطبيعية إلى اقتصاد معتمد ومحفز للمعرفة وتحويل المعرفة التي ستتبلور من ذلك إلى قطاعات اقتصادية جديدة لا نستطيع تخيلها في الوقت الحالي أو حتى التفكير في طريقتها، ولكن بسواعد شباب المملكة الحالية والمستقبلية نستطيع أن نصنع اقتصادا قويا يواكب الاقتصادات العالمية، وتكون وسائل التقنية والمعرفة هي العامل الحاسم في ذلك وسبيل النجاح في هذا الجانب».

وأشار الفالح إلى أن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية هي «المرجع الوطني في مجالات العلوم والتقنية وتسجيل براءات الاختراع يجري عن طريقها، وتمويل البحوث العالمية من قبل الباحثين وتحفيز البحث العلمي موكل إليها، ونتعاون معها باستمرار في مجالات كثيرة في عدة نقاط تعكس هذا التعاون، ومن أهمها تقنيات البترول وتقنيات مراقبي الجودة، ولدينا مركز مشترك مع المدينة لفحوص الجودة، وأهمها مركز الحفاظ على الطاقة (سيك)، وهذا المركز سيكون له دور كبير في الحفاظ على الموارد البشرية وتقليل استهلاك الطاقة، ونعمل يدا بيد مع المدينة على تحفيز ودعم كل ما من شأنه النهوض بالاقتصاد السعودي والمحافظة على الموارد».

وأضاف الفالح: «نحن مستفيدون من القطاعات التي تعنى بالتقنية أو القطاعات العلمية والبحوث التي تهتم بالفيزياء والكيمياء والرياضيات والتقنيات التي تنطوي تحتها تقنية النانو بما فيها أجهزة لقياس خصائص مكامن البترول بتقنية النانو من خلال حقنها في حقول البترول للمحافظة عليها».

وبالعودة إلى السويل الذي قال إن هذا المعرض يستهدف جميع شرائح المجتمع وبالأخص الطلاب والطالبات لغرس حب العلوم في نفوسهم، وقال إن المدينة تحرص على إقامة مثل هذه المعارض باستمرار وبشكل دوري في كل المناطق، ومن أهمها المنطقة الوسطى والشرقية والغربية، والهدف هو إبراز ما تقوم به المدينة من إنجازات، وإن هناك نتائج ملموسة وصل الكثير منها إلى السوق، والهدف الآخر هو تهيئة النشء الجديد على حب العلوم والتقنية والحرص على انخراط الشباب والشابات في هذه المجالات، وأشار السويل إلى أن نسبة الطلاب المتخرجين في الأقسام العلمية بعد الثانوية بالمملكة لا يتجاوزون الـ25 في المائة، بينما في دول مثل كوريا والصين تصل النسبة إلى 50 في المائة، كما نتساوى مع دول أوروبا وأميركا في ضعف الإقبال على التخصصات العلمية»، وأضاف: «إننا نسعى إلى تحويل هذه الطاقات البشرية إلى اقتصاد معرفي».

وعن براءات الاختراع أوضح السويل أن المدينة تمنح براءات الاختراع وفقا للأنظمة المعمول بها، وذلك بالتقدم للمدينة وتسجيل الاختراع لديها وفق المتبع وتبعا للإجراءات، كما أننا نساند المخترعين في الحصول على براءات الاختراع، وكثير من الأمور لا تحتاج إلى براءات اختراع وإنما إلى رعاية فقط. وقال: «إننا ندعم الشباب في مجال الإلكترونيات والبرمجيات وكل ما يندرج في هذه الجوانب، ونسعى لاستقطاب الدعم المالي من رجال الأعمال وتوصيلهم بالمخترعين لكوننا جهة إشرافية وبحثية ولا ندعم في الأمور القانونية، كما أن المدينة ترعى الكثير من الأفكار الخلاقة من الشباب بشراكة مع (أرامكو) والجامعات ومراكز الأبحاث ونحن نهيئ لهم فرص النجاح».

ويعرض خلال الأسبوع الكثير من القضايا العلمية والمنتجات التقنية التي تنفذها المدينة في مراكزها البحثية بشكل يساعد الزوار والحضور على اكتساب تصور عام عن المجالات والقضايا العلمية وأساسياتها، فضلا عن تنمية مهارات التفكير والبحث العلمي لديهم من خلال التجارب التفاعلية.

المصدر: الدمام-علي القطان- الشرق الأوسط