«هذا ما يحبه زايد»

آراء

عشية احتفاء الإمارات بيوم زايد للعمل الإنساني، وقبيل الإفطار كان صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان يتفقد برنامج كسر الصيام الذي ينفذه مركز الهلال الأحمر الإماراتي في الإمارة وعلى مستوى الدولة وضمن مبادراته الرمضانية لتوزيع وجبات الإفطار على المارة والسائقين عند الإشارات الضوئية وبمشاركة أحفاد سموه، في مشهد يلخص ثمار الغرس الطيب للمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، غرس جعل من الإمارات واحة وعاصمة للعمل الخيري والإنساني. كما خلدت الإمارات ذكرى رحيله عن دنيانا الفانية بجعله يوماً للعمل الإنساني يحمل اسمه الخالد والراسخ في قلوبنا رسوخ الجبال الرواسي، وحرصت على جعله يوماً للتسابق في تنفيذ مبادرات خيرية وإنسانية على مدار العام داخل وخارج الدولة تأكيداً للنهج الذي رسمه للإمارات الذي يطلق عليها الجميع تحبباً «بلاد زايد الخير».

مهما توالت الأيام والسنون، سيظل اسم وذكرى ومآثر زايد القائد الحكيم والأب الرحيم راسخة في القلوب على امتداد الأجيال المتعاقبة، نستحضر جلائل أعماله التي سطرت للعالم قصة نجاح ملهمة وحققت نقلات نوعية هائلة في مسيرة شعب الإمارات، وحرص أن يصل جود وخير الإمارات للمجتمعات المحتاجة في مختلف أصقاع الأرض من دون تمييز للون أو عرق أو معتقد، انطلاقاً من رؤيته -رحمه الله- بأن «لا خير في الثروة والمال إذا لم يسخر لإسعاد وخدمة الآخرين».

لقد جعلت قيادة الإمارات وشعب الإمارات من «إرث زايد» دستوراً وبرنامج عمل، وعند كل محطة يبرز اسمه وتُستدعى مواقفه ومنهاجه في التعامل مع الأمور على مختلف مستوياتها وفق ميزان قويم بأن «هذا ما كان يحبه زايد» و«هذا ما كان لا يحبه زايد»، وصنع هذه الصورة الزاهية لأبناء الإمارات في العالم، وهم فخراً واعتزازاً بأنهم «عيال زايد»، كيف لا، وقد كان حريصاً على توقيع قراراته ومراسيمه لهم ممهورة بكلمة «والدكم».

صاغ بهذه الكلمة السامية علاقة ورابطة قلما تجدها بين حاكم ورعيته، أبهرت كل من أقترب منها، حيث الحب المتبادل والإخلاص والتفاني لإسعاد شعبه الوفي وبنى دولة عصرية نفاخر بها اليوم بين الأمم، تقوم على قيم ذات الإرث من حب للخير ومن تسامح وحسن تعايش بين البشر.

رحم الله زايد واسكنه فردوسه الأعلى، وبارك لنا في خليفة وإخوانه، وحفظ الإمارات منارة للخير ومدرسة للعطاء.

المصدر: الاتحاد