وعي ويقظة المستهلك

آراء

تطالعنا بين فترة وأخرى وعبر وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة عن جهاز صغير بحجم الكف متداول ويعرض للبيع، يزعم مروجوه كشفه مستوى «الكيماويات» ضمن الخضار والفواكه وغيرها من المواد الغذائية. وقد بادرت الجهات الرقابية المسؤولة عن السلامة الغذائية في الدولة بإصدار توضيحات أكدت فيها سلامة المواد المتداولة، وحذرت الجمهور من عدم دقة قراءات الجهاز المروج له.

خطورة الجهاز تكمن في استغلاله قلق الناس وحرصهم على جودة ومأمونية الغذاء الذي يدخل بيوتهم، وبالتالي التشكيك في سلامة ما هو متداول في أسواقنا، وقدرة الأجهزة التنفيذية في مختلف إمارات الدولة على متابعة الواردات الغذائية، خاصة أن أسواقنا تعتمد بدرجة كبيرة للغاية عليها.

ومع كل التقدير للجهد الكبير الذي تقوم به«السلامة الغذائية» في أبوظبي وكذلك بلدية دبي، نظراً لأنها تضم أكبر أسواق ونقاط التوزيع الرئيسية، فإنها تواجه ضغطاً غير عادي مع وجود مئات المواقع الافتراضية لبيع الغذاء وحتى الدواء من دون رقيب أو حسيب، وأهم رهان في مواجهتها والتصدي لها وعي المستهلك الذي يفترض ألا يغريه انخفاض سعر السلعة المعروضة والظروف الناجمة عن جائحة كورونا، وسهولة التوصيل للإقبال على هذه السلع المعروضة.

قبل أيام غمرتنا عبر «انستجرام» حملة ترويجية لعبوات من زيت الزيتون الذي يلقى إقبالاً من جانب شريحة واسعة من المستهلكين، نظراً لفوائده الصحية الكبيرة، وكانت تلك العبوات من الحجم الكبير الذي يعبأ محلياً في منطقة حرة بإحدى إمارات الدولة تعرض بنصف سعرها تقريبا مقارنة بالسعر الحقيقي لها في السوق.

هنا أحيي وعي أحد الإخوة المواطنين الذي ارتاب في الأمر جراء الفارق الكبير في السعر بين«الأونلاين» والمعروض في منافذ البيع. وبحسب ما ذكر للزملاء في البث المباشر لاستديو1 بإذاعة أبوظبي، فقد أخد العبوة التي اشتراها إلى «السلامة الغذائية»، حيث أكد له الموظف المختص ورود حالات عدة من زيت الزيتون المغشوش، والذي يمثل خطورة عالية على صحة الإنسان، ناصحاً إياه بالتخلص من العبوة و«العوض على الله».

اللافت للنظر في الواقعة كيفية دخول مثل هذه الشحنات أساساً للبلاد، وارتفاع تكلفة ورسوم الفحص في مختبرات«السلامة الغذائية»، مما يشجع المستهلكين الإقبال على الأجهزة الكاشفة المطروحة في الأسواق رغم عدم دقتها والخطورة التي تمثلها، ويظل وعي ويقظة المستهلك الرهان الأول والداعم لجهود أجهزة الدولة لضمان سلامة ما في أسواقنا.

المصدر: الاتحاد