الجمعة ٢٠ مايو ٢٠١٦
عندما يجازف حزب بحجم ذبابة قياساً إلى معايير القوة في العالم بدفع كوادره وقياديه ومرتزقته في أتون حرب لا ناقة له فيها ولا جمل غير الوهم التاريخي، والخيال الأحفوري الذي عفى عليه الزمن، فإنه رسم من الجنون وشيء من المجون، وبعض من الحنث المكنون. فسوريا ليست إسرائيل، والشعب المغلوب على أمره ليس من فلول الصهاينة، ولا من العلوج. هذا الحزب، ألبس السياسة بالدين، ولحف الدين بالسياسة، وأراد أن يخطف الريادة من الأحزاب الثورية، فاعتنق فكره الطائفي، مستغلاً بذلك الأوضاع العربية الراهنة ومشاعر السذج ليبني عليها عرش أوهامه، وأسقامه، فأول بداية لانطلاقته المشؤومة، أضرم النار في القلب السوري، وساهم بشكل مباشر في حرب التشريد، والتنكيل والقتل والدمار. ولكن لكل هذا لا بد من فاتورة تدفع، ولا بد من ثمن يقدمه الحزب إزاء جرائمه النكراء، والثمن غالٍ ونفيس، ألا وهو مقتل قياديه الواحد تلو الآخر، ونحن نسأل ماذا بعد كل هذا التهور والتضور، والخوار، والدوار، والسعار، والانصهار في بواتق الشر؟، وماذا سيجيب قادة هذا الحزب لأسئلة الطفل السوري، الذي لم ير فناء المدرسة منذ خمس سنوات، ولم ينم تحت سقف غرفته الذي تركه ليسكن في العراء، والذي لم يزل يذكر لعبته التي أودعها المكان المهجور بعد أن فر بجلده هارباً من بطش الشيطان. بماذا سيقابل هؤلاء الحزبيون رب العرش، وهم ملطخون بعار…
الأربعاء ١٨ مايو ٢٠١٦
للصحافة دور التنوير لا دور التكسير، وللصحافة دور مساعدة أصحاب القرار في تنمية العقل، وإزاحة الغبار عن النفوس.. الصحافة الحقيقية صانعة للمستقبل، وليست ضالعة في رسم الخطوط الحلزونية، أو الكلمات المتقاطعة.. اليوم وقيادتنا الرشيدة، تقف في الصفوف الأولى، منادية بدور فعال وحيوي للصحافة، على الجميع أن يكون في مستوى الحدث، وأن يكون جزءاً من المشهد الحضاري للوطن، ويرسم الصورة المثلى لحقائق التقدم والرقي والازدهار. نحن بحاجة إلى إعلام مضاد وقوي وراسخ، لنواجه به من عمي بصره، وغابت بصيرته، نحن بحاجة إلى إعلام سمته الإبداع، وصفته حسن الاختراع، لا يراوغ ولا يبالغ، وإنما يقوم بسرد الحكاية، كما يريدها المنطق لا كما تشتهيها النفس، أن يقف إلى جانب الناس، يتلمس همومهم، يعالجها بضمير حي، وبعيداً عن البهارات والشعارات، وبعيداً عن السياقات النارية التي أودت بحياة مجتمعات بأكملها. نحن بحاجة إلى إعلام لا يستنسخ ما يفضي إليه الغير، نحن بحاجة إلى إعلام يصنع لنفسه موئلاً يضاهي شموخ الصحراء وبلون زرقة البحر، فالتقليد بليد، لا يصنع فكراً ولا يصبغ حياة، وصحيح أننا لا يمكن أن نعيش في عزلة عن الآخر، ولكن من حقنا أن تكون لنا هوية إعلامية نابعة من هذه الأرض، ومتشربة من ملح بحرنا، وناهلة من قيمنا وتاريخنا، فنحن لسنا شعوباً طارئة، بل نحن لنا الجذور، ولنا البحور، ونستطيع أن نقارع الآخرين…
السبت ١٤ مايو ٢٠١٦
التاريخ يُعيد نفسه في عَود أبدي، والحضارات لا تختفي بقدر ما هي تحتجب لتبرز حضارة موازية، قابلة للامتداد والسرد، والتعبير عن نفسها في معطيات قوية ومؤثرة. الحضارة العربية ربما تلاشت في مكانها، لكنها برزت في القرن الواحد والعشرين، في الإمارات، هذا القرن قرن الإمارات وحضارتها الزاهية المزدهرة، ومنجزاتها العملاقة المعبرة عن جهد ثقافي وفلسفي كرّس واقعاً إنسانياً مشهوداً. اليوم في الإمارات نرى هذا الزحف الحضاري، والتنوع الثقافي والإنجاز على مستويات مختلفة، كل ذلك يضع الإمارات في لب المشهد، وقلب الأحداث، ومقلة العقل. الإمارات بفضل حكمة الحكم، وحكم الحكمة، تبدو كوكباً تخرج من ثناياه ضياء التفوق والتميز والفرادة والاستثنائية، فلا يمر شروق شمس، إلا ترسل معها خيوط لإنجاز جديد، وحدث باهر، وفعل مدهش، هذه القوة الفاعلة، المتفاعلة، يتوسط أخذها وعطاءها، فكر إنساني أمسك بألباب المعرفة، وسخرها في خدمة البناء المجتمعي. ليصير الوطن بكامله قدرة فائقة يتوخى الآخر التماثل معها، ويستبصر في نسجيها، فلا يجد غير جباه مرفوعة، وسواعد تتشابك كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، ليصبح البناء برمته سحابة ممطرة. هكذا هي دورة الزمن تبدأ بإرادة القوّة، والإنسان الأعلى الذي انتصر على ذاته ليحقق ذاتاً متماسكة، تستجمع عناصر قوتها من ذاتها، ولذاتها تعمل على هزيمة الظرف وعوامل الطبيعة.. نحن في الإمارات نشهد حلقة من حلقات التطور البشري التي تعيد للأذهان نمو قوى…
الجمعة ١٣ مايو ٢٠١٦
ما بين الموت والحياة خيط رفيع فإما تدمر أو تعمر، وما الكراهية إلا وحش أعمى، يقود إلى سفك الدماء وهتك الأعراض، والاعتداء على السيادة. في هذا اليوم، صرنا نتذكر فقط، كانت على الخريطة دولة اسمها الصومال وأخرى ليبيا، وفي الطريق بلدان بدأت تتلاشى وتذوب مثل فصوص الملح، فعندما لا يحضر العقل ويغيب الوعي، يصبح الموت وسيلة للتعبير عن الإسقاط الداخلي على الخارجي، فما معنى أن يقدم كائن شبه بشري على تفجير نفسه من أجل قتل أبرياء، أطفال ونساء وشيوخ، وما معنى أن يرفع أحد مصاصي الدماء سيفه عالياً ليهوي به على عنق إنسان لم يرتكب ذنباً سوى أنه ولد في أرض ما توافر فيها الحقد بكثافة. ما معنى كل هذا النزيف العاطفي، ما معنى كل هذا النزوح باتجاه مناطق الكراهية، إنه العبث الوجودي، والعدم الأخلاقي والعشوائية الثقافية. فاليوم في سوريا، القاتل والمقتول، والسائل والمسؤول، كل يضع أقدامه على جحيم البغضاء، وتذهب سوريا باتجاه الفناء بعد أن دمر الحقد بنيتها التحتية، وشرد الملايين ويتّم الأطفال، وجعل سوريا مجرد ذاكرة مثقوبة، تخر منها نتف أجمل الحضارات، وتذهب جفاء، ويطل على العالم شبح اسمه الفوبيا أو الخوف المرضي، ووجه شائه بلا ملامح، اسمه سوريا. وأعتقد أن داعش ومسميات أخرى، لن تغيب عن الوجود، طالما بقيت ثقافة الغالب والمغلوب، وطالما تضخمت الذات البشرية، وأصبحت…
الأربعاء ١١ مايو ٢٠١٦
في فريق الحكومة، هناك فرسان نجاح، أنيطت بهم مسؤولية ترسيخ ثقافة التسامح، وشغف القراءة الراسخة.. نحن اليوم نعيش عصر الإضاءات الكاشفة وزمن النجوم الساطعة، والأحلام الموشاة بملكات واقع يزدهر، برجاله المخلصين المؤمنين بأن التطور يبدأ بكلمة مسكوبة مثل الماء الرقراق، ولغة مسكوكة على معصم الروح، بأنامل بضة غضة.. ودعوة القيادة لترسيخ الوعي والتسامح، تأتي في سياق الرغبة العارمة لإنجاز مشروعنا الحضاري، وتحقيق طموحات أهل الوطن بأن نكون دائماً في المقدمة، ودائماً عند سحائب المجد. ولا نبالغ إنْ قلنا إن الرجال الذين يتحملون عبء الانتقال من مرحلة التهجي إلى مرحلة البلاغة والنبوغ، هؤلاء يضعون على عاتقهم قيادة المرحلة، تحت ظل الشجرة الوارفة، شجرة القائد الحكيم ونائبه الملهم، وبذلك أصبح التقاعس يهرب من محيطنا الوطني مذعوراً مرتجفاً لأنه يواجه صلابة الموقف وجسارة العزيمة، وقوة الإرادة والتصميم والإصرار على تحقيق الأماني، وتحويل الأحلام إلى واقع ملموس ومحسوس يعيشه الناس ويمارسونه حياة ووجوداً.. فرسان النجاح، جادون في تغيير الواقع، متسلحين بأدوات المعرفة والخبرة والتاريخ الذي أعطاهم قدرة المبادرة والمثابرة، وتنفيذ الأمر السامي بجدارة وقدرة فائقة، والمواطن اليوم يعيش عصره الذهبي في ظل الفريق الحكومي الذي يعيش بين الناس، وإلى الناس، فهو منهم وإليهم، فلا حاجب ولا راسب يقف سداً بين هذه الأيادي المتشابكة، والرؤوس المتعانقة، إنه الواجب، يضع القلوب مفاتيح للأبواب والنفوس نوافذ للإطلالة…
السبت ٠٧ مايو ٢٠١٦
أن تكون مثقفاً، تصبح كطائر نورس، يفرش أجنحة البياض، محلقاً بحرية، محدقاً في فضاءاته بلا قيود ولا عنجهية.. الثقافة هي إكسير حياة، وهي ديدن حب، وهي قاموس حلم، وناموس علم، وهي التي تضع الكلمات عند مشارف الشفاه، من دون تأتأة ولا لجلجة. أن تكون مثقفاً، فإنك تجلي الرواسب من العقل، وتزيح عن قلبك أثقالاً وأحمالاً، ويصير العالم في عينيك قلادة، والمحيطات سجادة، من مخمل التعارف والتكاتف، وعندما يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أنه لا يمكن تكوين أسر متماسكة وهوية راسخة بلا ثقافة وقراءة فإن سموه يكرس واقع الأحلام الزاهية، والأيام الواعية، والأقلام الراعية بشؤون الإنسان وأشجانه وألحانه وألوانه وأفنانه. هكذا تصبح القراءة، نحتاً في جدار الجهل، من أجل الصقل ومن أجل إثارة العقل، ومن أجل تخصيب السهل، ومن أجل الارتواء والنهل، ومن أجل إقامة معرفة متماسكة البنيان، واضحة البيان، مستقيمة البنان. مجتمع الثقافة، وطن يغرس أشجاره، في ترب التسامح والتصالح من دون ضغائن وشواحن، وطن يلون عيون أبنائه ببريق النجوم، ونث الغيوم، ويرخي شرشف الحرير على مشاعر من جعلته الثقافة كائناً استثنائياً. ما يحصل اليوم في العالم العربي، من خراب وعذاب ويباب واضطراب واحتراب، هو نتيجة مباشرة لسوء القراءة، وهو محصلة لوجدان بشري تراكمت في داخله قمامة الجهل،…
الثلاثاء ٠٣ مايو ٢٠١٦
الإمارات، خيط الضوء في محيط العالم، ونهر العذوبة في صحراء الكون وانسكاب الحياة، في منطقة التحول البشري، وعبق العطور في بستان الشعوب.. الإمارات، اللون السحري، يحيك قماشة الوجود ببهاء وصفاء ووفاء، وما يحدث هنا رسالة تحررها أنامل المخلصين، وينقلها النسيم إلى حيث يوجد قلب يتضور عطشاً لأجل ومضة سعادة، وإلى حيث يكون العقل متسائلاً، مستفتياً النهار، كيف تكون الشمس ساطعة في دهماء الليل، وكيف يكون القمر لامعاً في وضوح النهار، وكيف يكون الحب مزدهراً، في زمن تهشم فيه البياض، وكيف تكون السعادة والعالم يختلج بالفوضى والضجيج واللظى.. إنها الإمارات، في المعقول واللامعقول، في المنطق واللامنطق، في الواقع وما بعده، هي العقل الذي تدبر أمره، والقلب الذي باح بسِرِّه، والروح التي تسامت، فأورقت أشجارها بالعطاء، وأثمرت أغصانها بالسخاء، وأينعت أزهارها بعطر وحناء.. إنها الإمارات في القبل والما قبل، تشاء أن تكون المحور والجوهر، هي أول الكلمة وآخر السطر، هي بداية الجملة، ونصوع القُبلة، الإمارات في النشوء والارتقاء، نبتة الصحراء التي صارت بستاناً وأقناناً وأفناناً، وريعان حلم، وصيرورة واقع، الإمارات القارب الذي أرهق الموجة، وجاش ولعاً بالماء، الإمارات الانثيال الأزلي في غضون الأمل، والانسياب الأبدي في تلافيف الحياة، الإمارات المسافة ما بين الرمش والرمش، الإمارات الكحل والأثمد، الإمارات صوت الأبد يباري الزمن في سياقاته، وسباقاته. الإمارات قامة واستقامة وهمزة الوصل، ما بين…
السبت ٣٠ أبريل ٢٠١٦
بالتخطيط لا بالاحتمالات، هي هكذا الإمارات طائر يفرش جناحي الحب على كل القارات، متوهجاً يرسم صورة الحاضر بإنجاز يذهل بالإعجاز، يأخذ الناس جميعاً إلى حيث تسكن شجرة الحب، إلى حيث تسيل جداول السعادة، وخصلات التسامح، تسترخي على الوجنات والجباه.. هي هكذا الإمارات، كما أرادتها القيادة، وكما أحبها الشعب الوفي، وكما فسحت السماء لها نافذة التألق. «بالتخطيط لا بالاحتمالات»، مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في إطلاقه مؤسسة دبي للمستقبل، والمستقبل يفرد شراع البياض، ويذهب بالموجة نحو وشوشة الحاضر ورواية الماضي، ليبدو المثلث قائم الزاوية، متكئاً على قدرة الذين يحيكون من الأحلام قماشة الواقع، فيصير الواقع قميص النهار تدفئه خيوط الشمس، فيبدو كأنه السحابة الثرية تنعم برخاء النداوة والطراوة، هكذا هي دبي، عندما تأتي يصبح العشب خيوطاً لفساتين النساء، ويصير الزهر أزراراً لقمصان الحالمات في المساء، ويصير الليل عيوناً كحلت بالأثمد أحداقاً، وسورت بالحب أنساقاً، وطوقت باليسر أعناقاً، وأسست ورسخت عرفاً ومعرفة لأجل أن تصبح الدروب مضاءة بالسعادة، ممهدة بالتسامح، بالتخطيط لا بالاحتمالات.. تستطلع الجياد تضاريس حلها وارتحالها، والطير مشغول بما تبديه الأشجار من أخبار الحياة. وهكذا تذهب الإمارات، تسافر عبر الزمن، وللزمن أجنحة ومهارات، للزمن لسانه وشفته، للزمن لغته، للزمن مشاعره، للزمن تاريخه وحاضرته، نحن الذين فتحنا كتاب التاريخ…
الأربعاء ٢٧ أبريل ٢٠١٦
اليوم عيد، عيد الكِتاب والكُتّاب، عيد الأحباب والأصحاب، عيد الذين تسوروا بسوار الحلم، يبحثون عن ومضة غاصت في أتون الزمن، يسألون عن «لمضة» لم تزل الشغاف عارية منها، عيد يمتد لأيام يغسل السنين بالحنين، ويسرد حكاية النهار لطفل أو شبل، وكيف استمعت المحارات لوشوشة الموجة، وهي تبلل السواحل بالبياض، وتمنح الطير لغة العيون والجنون. عيد هذا، والناس فيه طيور بيضاء، أعشاشها دفات الكتب، وتغاريدها الكلام المباح، عيد هذا والناس فيه غزلان، مراعيها كتب، وكحل العين حروف ملتهبة بالغيض. وفي هذا المعرض قد تغيب نجوم، وتبزغ نجوم، ولكن السماء تبقى صافية، سحاباتها شال أبيض شفاف أشف من عيون امرأة تاريخية المعنى. عيد هذا، والمعرض يزخر ببساتين وزهور وفلاحين يزرعون المكان بحثاً عن قطف يلون الحياة، يزين العيون بألوان الطيف. عيد هذا ونحن إذ نجوب الممرات والأزقة، والحارات والمدن والقرى، في هذا المعرض، نجد أنفسنا، نجد أحبابنا الذين غابوا ثم جاؤوا يطرفون بجفون ملؤها الفرح، وعيون تغزل خيوط السعادة، في بلد السعادة. عيد هذا، وهذا عام، يتمشى الهوينا، والأيادي تلتئم كما هي الأفئدة، والحب وحده يرسم خارطة مزخرفة بجداول الكلمات، وحروف عناوين مدهشة، وسيول من البشر يتهافتون، مملوئين بالغبطة والسرور لأنهم فقط في معرض الكتاب، في قلب العاصمة الرائعة. عيد هذا، ونحن نخطو خطوات متئدة، باتجاه هذا الكون الكتابي أو ذاك، وعيوننا…
الإثنين ١٨ أبريل ٢٠١٦
نحو غاية الإنسان وحماية الأوطان ومجد في الأزمان، تسير الإمارات والسعودية على خارطة طريق ممهدة بالوفاق والاتفاق والاستحقاق، والأشواق المبللة بالحب والقناعة الراسخة، أنه لا طريق إلا طريق الصمود في مواجهة التحديات، وبناء علاقات استراتيجية لا تهزها ولا تغيرها تباريح، هكذا تذهب قيادة الإمارات مع المملكة مع العمق التاريخي والثراء الجغرافي بمعاني القوة والنخوة وصبوة الفرسان ومنهج الشجعان، هذا ما أفرزته عاصفة الحزم، هذا ما أنتجته الأيام العصيبة حين تنادى الرجال، وكل شد الحزام، وقال لبيك يا وطن، لبيك يا ضرغام، واستطاعت قوة الأحشام أن تروي الظمأ، وأن تشفي الغليل، وترد وتصد من أراد لليمن الهلاك والضياع والتشرذم وبيعه. الإمارات والسعودية سارتا معاً في طريق الحرير من أجل خليج عربي لا تشوبه شائبة الباطنية ولا تصيبه خائبة العنجهية، خليج يمتد ذراعاً واسعاً كأغصان النخلة باتجاه عروبة تحتاج كثيراً إلى بلح الحياة، تحتاج كثيراً إلى ظلال يوم لا ظل إلا ظل التعاضد والتعاون والتلاحم كجسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء، فنحن هكذا، التاريخ يفرض علينا الانسجام ولا بناء لقطر عربي واحد من دون الامتداد الطبيعي إلى سائر الأقطار.. ومن يتربص ومن يفكر في الخوض في مياه خليجنا يعرف ذلك جيداً، فلم يتجرأ أحد على تلويث فرات العراق، إلا عندما أصبح لقمة سائغة للحابل والنابل، ولم يسقط لبنان…
الأحد ١٠ أبريل ٢٠١٦
في خضم الضياع العربي والتيه في غابة التوحش، تبرز إيران كتلة الجحيم التي تنثر شظاياها في كل صوب وحدب، بغية تحقيق مآرب شيطانية الهدف منها إبقاء المنطقة العربية تحت سطوة التشرذم والانهيار والانهزام، وهذا مبتغى إيران وحلمها التاريخي ووهمها الأزلي، حيث تعودت إيران السطو على المنجز التاريخي العربي، فهي الآن تريد أن تقول للآخر إنها حامية الديار الإسلامية. وهذا أمر ليس مستبعداً على فئة حاكمة في هذا البلد، أخذت على عاتقها رسم لوحة الأكاذيب على جدار الواقع، وسارت تنقش مزاميرها عند كل بوابة زمن، ومنذ انشقاق الصفويين عن الدولة العباسية واتخاذ من إيران مدفعاً فتاكاً للهدم، وتدمير الثوابت الدينية، واتخاذ رموز إسلامية عربية قرشية واجهة للحفاظ على مطمع فارسي. اليوم وبعد أن انهار العراق وتلاشت سوريا وانكمشت لبنان، بدأت مخالب إيران تمتد إلى الجزيرة العربية وبداية من اليمن، حيث لم تكف إيران عن دعم الانشقاق بهدف إطالة الحرب ومنع الوصول إلى وفاق يحدد معالم اليمن الجديد، ويبعد عنه شبح الحرب الانفصالية المغطاة بلحاف طائفي، والمحقن بأمصال الملال.. ونتمنى للحوثيين أن يعرفوا أن الله حق، وأن الوطن لا يقسم إلى أرغفة تتقاذفها أفواه الطمع، والجشع، وأن الحقوق إنْ كانت هناك حقوق لا تؤخذ بالتآمر أو الارتهان إلى الغير وقتل الأبرياء، وتدمير المنجز الوطني، وتحويل البلد إلى خراب ويباب وعذاب واكتئاب.. فالعقل…
الثلاثاء ٠٥ أبريل ٢٠١٦
الاختطاف، قد يكون مزحة أو أثر لوثة أو ضمن أجندة مبرمجة مدججة بعدوانية فجة، والأمر سيان في كل الحالات، لأن من يسرق وجدان الناس في ساعة خطف طائرة تكون الأرواح معلقة ما بين السماء والأرض، يكون قد ارتكب جريمة شنعاء ونكراء، فكيف لنا أن نتصور مشاعر الذين حبسوا الأنفاس وارتجفت أوراحهم وأطرافهم وصاروا في حالة اللاحياة واللاموت، والسبب في أن شخصاً ما مشحوناً بالحقد والكراهية أراد أن يخفف من وطأة الحقد في داخله، ففكر في أبسط وسيلة رغم الإجراءات المعقدة التي تتخذ بحق كل من ينوي السفر على متن طائرة ما، إلا أن هذه الإجراءات لا تخلو من الثغرات لكونها عملاً بشرياً يحتمل الصواب والخطأ. فإذا كان الشخص قرر أن ينفذ عمليته الإجرامية، فإنه سوف ينتحل شتى الطرق كي يصل إلى مرماه ويحقق هدفه، وهذا لا يحتاج إلى ذكاء بقدر ما يكون لوسائل الكراهية أدواتها العقيمة والقميئة التي من خلالها يتم اتخاذ قرار ارتكاب الجريمة. ويعرف الخاطف أنه لو نفذ عمليته فسوف يموت قبل غيره إلا أنه يمعن في ارتكاب الجريمة لأن أمثال هؤلاء يكونون قد وصلوا إلى مرحلة قصوى من الدونية والعدمية ما يجعلهم لا يبالون ولا يرأفون، ولا يخافون، فهم أموات وليسوا أحياء. البعض استلطف والبعض الآخر استعطف قضية خاطف الطائرة المصرية، ولكن هؤلاء لا يستوعبون ما بين…