البحرين.. بحر العين

آراء

البحرين في عمق البحر في عنق النحر، هي النقطة في آخر السطر هي الأول والآخر وهي روح الخليج وهي الجزر، هي محيط الدائرة، وهي القطر والوتر، هي الحلم والأبدية في ثنايا الوجد، وهي السفينة والسفر، وهي الشراع ببياضه وهي المرساة في عمق البحر، هي ديلمون وهي دانا وهي التاريخ العريق والضمير المستتر، هي المسافة ما بين الحاجب والحاجب، وهي فضاء الخليج المزدهر، هي الشيمة والقيمة وهي نخوة الجياد ساعة الظفر، هي فسحة العشاق، وقصيدة الأشواق، وهي المهد المعشوشب بموال السهر، هي جاهنا وجباهنا واتجاهنا، وهي القوس والنشاب وشقشقة الفجر.

البحرين، لا يمكن أن تكون إلا القلعة والشمعة، وشعلة الوعي المنهمر، البحرين، لا يمكن أن تكون إلا المعصم والمبسم، والملهم، وشعشعة الفجر المزدهر.. البحرين هكذا هي ولن تكون غير ذلك، ومهما حاول المغالون والمفرطون في الخيانة والمسوفون في الادعاء لأنها فقط البحرين، ولأنها قامة الدهر وشامة السحر، وعلامة من علامات العروبة، فلا عمامة ولا جهامة ولا ذمامة تستطيع أن تخدش زجاجتها الصافية، وسماءها الوضاحة، وأرضها المغسولة بماء الزهر.. البحرين يحاول المدعون والمتطرفون والمنحدرون من سقامات وغدر أن يوجهوا البوصلة إلى حيث لا اتجاه إلا اتجاه الغدر، يحاول المدمنون على البيع بدون ثمن أن يجعلوا من هذا البلد ساحة للمقايضات، ونخاسات الفجور والكفر ولكن كيف يمكن للكذبة أن تستمر طالما هناك ضمير بحريني عربي إسلامي، يسهر على أمن الناس، ويواجه الافتراء بسيف العدل.

البحرين، بحر العين، والرمش والحاجبين، وخُصلة الإنجاب وومضة الجبين، وكف السخاء والقمر اللجين، البحرين لن تكون إلا للبحرينيين، ورائحة الدر الخليجي ومراكب الصهيل ومواويل الرجال الأفذاذ الذين غرسوا في الوجدان خارطة بلد اسمها البحرين منذ الأبد وحتى أبد الآبدين، ومهما حاول مهربو الوجدان والأشجان والألحان أن يفعلوا ستظل البحرين نقطة التقاء الوريد بالشريان، وعشق الأحبة من الملايين، ونهراً يطور نسل العذوبة في الأحداق والأعناق والآفاق، البحرين لا لن تكون لقمة سائغة للوحوش الضواري، طالما نثت أمطار الضمائر الحية من سحب الانتماء والولاء لأرضها وقيادتها.

المصدر: الاتحاد