الأحد ٠٩ يونيو ٢٠٢٤
امتداداً لحديثنا بالأمس عن المبادرات والمقاربات النوعية والجهود الريادية لدولة الإمارات في مجال الاعتناء بالخطاب الديني والشرعي وصونه، نتوقف اليوم أمام مبادرة نوعية أخرى في هذا الميدان بإطلاق مركز جامع الشيخ زايد الكبير سلسلة ثقافية مرئية جديدة، بعنوان «ومضة فقهية». تتميز السلسلة بأنها تقدم بأسلوب مبسط قضايا وموضوعاتٍ دينية وفقهية تهم مختلف شرائح المجتمع، بحيث يمكنهم الاستفادة منها في معرفة واجباتهم الدينية بالصورة المثلى، ويتولى تقديم السلسلة عدد من أعضاء مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي. وكما جاء في معرض الإعلان عن السلسلة فإن كل حلقة منها تتضمن سؤالاً يطرحه الجمهور، ويقدمه أخصائي جولات ثقافية في الجامع، ليتولى أحد أصحاب الفضيلة العلماء أعضاء مجلس الإمارات للإفتاء بالرد عليه، وتقديم الإجابة السليمة له. وأنتج المركز أكثر من إحدى عشرة سلسلة دينية وثقافية، بينما تشمل الحلقات الجديدة العديد من المسائل الفقهية والشرعية المتخصصة في مجال العبادات والمعاملات المالية، والقضايا الأسرية والمجتمعية. وتقدم «بلغة بسيطة مبتكرة، حظيت بالاستحسان والقبول، كونها طُبعت بروح المجتمع الإماراتي، وقيمه النبيلة، وموروثه الثقافي الأصيل، وعززت التواصل الحضاري بين ثقافات العالم من خلال مفاهيم إنسانية مشتركة تعززها سماحة الثقافة الإسلامية وقيمها النبيلة». كما أعلن المركز سهولة وصول الجمهور والفئات المستهدفة إلى سلسلة «ومضة فقهية» وغيرها من الحلقات الدينية والثقافية الأخرى، والتي نشر منها أكثر من 250 حلقة مصورة، عبر منصاته في…
الخميس ٠٦ يونيو ٢٠٢٤
في المشهد الإنساني تبدو العاصمة أبوظبي مهارة متألقة بنظافة المكان ونقاء الفضاء وسيرة تاريخية واجتماعية وبيئة ترسو عند مرافئ التميز والاستثنائية في نظافة معطف البيئة، وحسن تصوير المظهر وجمال طلعة الجوهر. هكذا عملت حكومة أبوظبي على تنسيق أوراق الحياة في العاصمة الأنيقة، وهكذا اجتهدت فرق العمل، كل في ميدانه وملعبه على الاهتمام بالرونق كونه الوجه الحضاري للبلد، وهكذا أصبحت أبوظبي اليوم من أجمل عواصم الدنيا، لأنها المكان الذي تحضر فيه الأناقة، كما تولد فيه اللباقة، كما تزهر فيه اللياقة، وبكل فخر نستطيع اليوم أن نقول للعالم ها نحن نرتع على أرض حقولها مشبعة بصفاء البيئة وجداولها مترعة بعذب ما تجود به العقول المخلصة من اهتمام ورعاية وعناية وحماية حتى أصبحت أبوظبي اليوم أيقونة زمانها وقيثارة مكانها، وصار الإنسان في هذه العاصمة إنما يشد الخطى على تراب من أخضر تتجلى فيه الثمرات كأنها الدر في اللج وتتكلل الزهرات بتيجان الألوان الزاهية وترفل الأشجار بشدو العنادل، ويبدو النهار كأنه المصباح العملاق يطل على الجباه فيمنحها سحنات الذائقة الجمالية الكونية والليل معطف مخملي يتباهى ببصيص الأنوار البهية، والناس عصافير تحلق في أفنية الهواء الطلق وبين الحدائق الغناء والمساحات الخضراء اليانعة ونوافير البخت الحسن ترش رضابها على العشب الشاب الأغر، فتصبح الأمكنة فؤاداً يستريح على مشاعر مرهفة، والزمان طيفاً يمد خيوط الحرير على رموش…
الإثنين ٠٣ يونيو ٢٠٢٤
حلم أول بالتأسيس والثاني بتأسيس قاعدة وجودية على سطح القمر والوصول إلى الآخر بمشاعر أرهف من أجنحة الفراشات وأنصع من وجه اللجين، وأجمل من عيون الغزلان، وأوسع من المحيط، وأرفع من الجبال الشم. هذه هي أحلام دولة الإمارات، وهذه سياسة القيادة، وهذه القيم التي تنتمي إليها رؤية بلد مشت أقدام أهلها على رمال متحركة، ولكنها ثبتت الخطوات بإرادة الرجال الأوفياء وعزيمة الصناديد الذين ينظرون إلى الحياة طريق لم يعبد بالورد، وإنما هي الروح البشرية العالية التي تفتح جداول الثبات والثقة بالنفس لتستمر المياه العذبة في تغذية أشجار الطموحات والأهداف السامية وتطلعات القيادة إلى عالم يسوده التضامن والتعاون من أجل الحفاظ على الحضارة العالمية وتنميتها بالحب وإروائها بماء المكرمات وعرق العقول التي لا تكف عن العطاء حتى في أصعب الظروف وأقسى مراحل الحياة. الإمارات اليوم قارة عالمية تسكن في ضمير الإنسانية؛ لأنها دولة تمنح الحب قبل المعادلات السياسية، وتعطي بصدق ولا تساوم على حسابات سياسية. بهذه الروح القتالية الناعمة، استطاعت الإمارات أن تبني شاهقات الأفكار، وتعمر أبنية الرؤى بضمير الإنسان الإماراتي الاستثنائي ومن دون منافس؛ لأنها الإمارات لا يشبهها إلا هي ولا مثيل لها إلا هي. صورة رائعة برونق جمالي مذهل تبدو علاقات الإمارات مع الآخر، وهي صورة الكائنات المثالية عندما تحدب في فيحاء العفوية ومن دون رتوش سياسية، ومن دون…
الخميس ٣٠ مايو ٢٠٢٤
على طريق الأحلام الزاهية تذهب الإمارات وكوريا على جناحي طائر لا يعرف غير المدى، ولا يحلق إلا بمصاف النجوم، ولا يغرد إلا بين موجتين، بياضهما من خلق النقاء، ووشوشتهما من نغمات قيثارة الجمال الإنساني. اليوم الإمارات أصبحت في العالم خيط الضوء المعقود على منارة الطموحات عالية المنسوب، ومن يقرأ العلاقات بين الدولتين يرى في الأفق شعاعاً يتدفق من رؤى واضحة وصريحة، ويرى أحلاماً تتشكل من فيض إمكانات اقتصادية مذهلة، وما بين الإمارات وكوريا، كما هو ما بين دول الشرق من تاريخ تمتد جذوره في عميق الوجدان راسخة كأنها الدر في لجة البحار، كأنها البريق في عيون الطير، كأنها المدى في ضمير الإنسان العاشق لجمال المعطى، وروعة المنجز ومهارة البذل وجدارة الخطوات باتجاه المستقبل. الإمارات وكوريا بلّورتان في المحيط الإنساني، وسحابتان تحملان فجر المطر لأجل عشب الحياة لأجل إنسان يتطلع دوماً إلى حياة بصرها السلام وبصيرتها المحبة. الزيارة الميمونة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى كوريا هي ميلاد لعالم جديد، وفجر لأشعة شمسية أهدابها من ذهب العلاقات الشفافة واللقاءات البناءة والشراكات الناضجة نضوج الأقمار في السماء. كوريا اليوم نجمة الشرق الآسيوي والإمارات نافذة الشرق الأوسط إلى العالم، الإمارات المدى والمد والامتداد ومداد القلم التجاري، الإمارات الراحة والاستراحة وباحة العمل الاقتصادي، تهفو إليها الأفئدة، وتصبو…
الأربعاء ٢٩ مايو ٢٠٢٤
خلال ثلاث سنوات، مائة ألف وظيفة تنتظر شباب الغد، بمعنى أن أمام الشباب مائة ألف فرصة ومائة أمل، في الطريق إلى عزيمة الشباب. هذه بشرى يزفها صاحب القلب الكبير، وباني نهضة العقول، ومشيد إرادات الشباب، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، يفتح أمام شباب الوطن جداول الولوج إلى مستقبل زاهر، مكلل بأزاهير النجاح، متوج بأكاليل الفلاح، حيث يعمل القطاع الخاص كتفاً بكتف مع المؤسسات الحكومية، لأجل حياة زاهية، مترفة بالعمل الجاد، والمسعى الضامن لمستقبل يضاء بمصابيح المبادرات الحية، والراعية بأهمية أن يكون المواطن شريكاً أساسياً، لنهضة اقتصادية، تشيّد أركانها على أعمدة راسخة، وشواهق تطلعات تسير بالتنمية الحضارية نحو آفاق التقدم والازدهار، وتطور المشاعر ونموها وازدهارها، وقوتها ورسوخها في ضمير المجتمع. بشارة جديدة تضاف إلى بشارات حققت المنى وأنجزت الآمال العريضة، وسطعت في المدى، لتصبح الإمارات اليوم تقود قافلة التقدم الحضاري ليس في المنطقة، وإنما في العالم. عبارة تستحقها بلادنا؛ لأنها تقاد بذهنية توقد جذوتها، من رؤية مجللة بالوعي، متوجة بالإصرار والتصميم، والعزيمة التي لا تلين ولا تنثني، ولا يتوقف جدولها عن بذل العطاء السخي لأجل أن يستمر النخيل في السموق، وتمضي القوافل في الحث، وبث اللواعج الباذخة. هكذا هي الإمارات، هكذا هي تسدد الخطى، وتثبت الخطوات على أرض راسخة وصلبة،…
السبت ٢٥ مايو ٢٠٢٤
ما كان للقطاع الخاص أن يفترش سجادة التوسع في تعيين سبعة وتسعين ألف مواطن في أكثر من عشرين ألف شركة لولا المساندة الفعالة والمساهمة الجادة في تفعيل إشراك المواطن في العمل بالقطاع الخاص، وهي الأفكار النيرة التي أدت إلى رضا المواطن وسعادته وهو يشارك في نهضة بلاده، وهو يغمر رأسه في حياض المؤسسات والشركات الخاصة داحضاً الأفكار السابقة عن رفض المواطن الاندماج في هذه المؤسسات، وقد استطاعت الدولة أن تضع حدوداً لتلك الأفكار السوداوية، وأن تمسح عن سبورة الماضي فكرة التعالي على العمل الخاص، بل إن المواطن اليوم لم يعد موظفاً في شركة ما بل تعدى ذلك ليصبح صاحب مشروع تجاري ينمي فيه قدراته على الانغماس في العمل التجاري الأوسع والأكبر. وهذه خطوة لم تأتِ من فراغ، بل إن الوعي الإماراتي نما وكبر واتسعت رؤيته بفضل الجهود الحثيثة التي بذلتها الحكومة من أجل تحرير المواطن من عادات قيدت إمكانياته وتحكمت في قدراته، واليوم وبعد زمن قصير استطاع هذا المواطن أن يحقق أمل القيادة الرشيدة بتكوين رصيد إماراتي في مجال العمل بالقطاع الخاص. كما استطاعت القيادة أن تضع الشروط والقوانين التي تحفظ حق المواطن في العمل في هذه الشركات، مما ضاعف الاهتمام بالانغماس في هذا المحيط الواسع، وأصبحت الوظيفة الخاصة آمنة وحافظة لحقوق العاملين وذلك بدعم «نافس» وهو برنامج حكومي تأسس…
الأحد ١٩ مايو ٢٠٢٤
في المبتدأ فارس، وفي الخبر عطاء وما بين الكلمتين نرى جزالة اليدين، ونرى حلماً كأنه الرموش تظلل سمات قائد استلهم العطاء من نهرين نهر القيم الوطنية الإماراتية، ونهر الريادة للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته. وللنهرين عينان عين على الحاضر وأخرى على المستقبل وما بينهما حاجب العين وطن تسمق أركانه بشيم النجباء، وترتفع أغصانه من سمات الطيبين الذين صنعوا من سعفة النخلة عريش النسائم ومن يقف الخيمة غيمة الدفء وهذا هو فارس العطاء وتاج العمل الإنساني يمضي حقباً باتجاه الأفق ويمد يده للمدى بإشراقه ابتسامة وقلب بسعة الأقمار الطالعة في صدر السماء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة يحظى اليوم بالتقدير العالمي واعتزاز العالم بشخصية رسمت صورة الوفاء على صفحات السماء العالية وصاغت في الوعي البشري فكرة مفادها أنه لا مجد للإنسانية ولا سعد ولا أبد إلا بالعطاء والوقوف كالبنيان المرصوص مع المحتاجين، والذين في قلوبهم حاجة، وفي ضمائرهم دعوة لمساندتهم والمساهمة في رفع الضيم عن كواهلهم، وكشف الغمة عن صدورهم، والإمارات اليوم في ضمير العالم الحر النجمة التي تضيء دروب الذاهبين إلى الحياة برغبة العيش من دون سغب ولا تعب. الإمارات اليوم هي السحابة تغدق حقول المعوزين بما يفيض من فضيلة الأمر الذي كرس القناعة في أذهان…
السبت ١٨ مايو ٢٠٢٤
أي ذئب هذا يخرج من معطف الشعر ليفتك وأي جين هذا يطفح بالعدوانية تجاه الآخر؟ ذلك السؤال الذي يتدحرج على سفح المخيلة ويستدعي جل ما تقدمه القصيدة من أجل بياض العالم ومن أجل نبتة أرهف من رمش العين وأكثر خلوداً من نجمة في السماء. عندما قرأت خبر محاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو على يد شاعر سبعيني تحول إلى التطرف ليكتب قصيدة من عيار دموي ثقيل ويسجل للتاريخ كيف تتحول أبيات القصيدة الرائعة إلى طلقات نارية مفعمة بالشر مكتوبة بالحبر الأحمر القاني، ولأن التاريخ مليء اليوم بأنياب الذئاب البرية المنفردة والجماعية فإن ما قام به هذا الذئب الكهل لهو التعبير المباشر عن الفجوة التي تفصل ما بين الروح الشفافة للشعر وتلك الجينات البغيضة الغائمة القاتمة المعتمة التي تتفجر في أعماق البشر لأسباب مختلفة ودوافع تخرج من تحت ركام عالم تحترق فيه قمامة الأفكار لتتحول القصيدة الإيجابية إلى طلقات نارية من دخانها ينبعث الموت ومآتم بشرية مشحونة بأفكار العدمية، وعبثية لا حدود لتفاصيلها الداخلية ولا تفسير لها سوى أنها تتفتق عن حالات شاذة لمشاعر، ولا تفرق بين الشاعر والمجرم فكلاهما يندمجان في واحد وهو (الأنا) المأزوم في تطلعاته والذات المستلبة والإنسان الذي خلع معطف الإنسانية ليتحول إلى كائن خاوٍ إلا من أنياب الذئاب، كائن مفلس حتى القصيدة عجزت عن ردعه…
السبت ٠٤ مايو ٢٠٢٤
تحت المطر بلل الكتاب حروفه وفتح الصفحات للمدى والقراء هم الكلمات التي جرت في جداول وموائل كتاب سدد خطاه، عاشقون أدمنوا مجالسة خير جليس وصاروا في مجلسه تلاميذ تمشي بين رموشهم أحلام الشروق، وانبثاق الشمس من بين ثنايا ونوايا وتدلي بأهدابها كي يضاء الكون بعقول نسجت خيوط المحبة بين صفحة وصفحة، وما بينهما تفتحت زهرات اللوتس في عقول لم تزل خضراء يانعة، وأرواحاً مثل شمعة تترقرق بصيصاً إلى الحياة، وتدمع فرحاً بعلاقة وشيجة حميمة بين الكلمة وسؤال الوجود «لماذا أنا وليس نحن»؟ هنا يصبح الكتاب قماشة منقوشة بحروف الضاد، محاكة بإبرة الكلمات الناصعة. هنا أصبحت الكلمة كالسماء تحيط بكل شؤون حياتنا، وتتحكم بعصرنا عالي التقنية، كما تتحكم بعفويتنا وفطرة الألف والياء. تقول الفلسفة إن الحياة قماشة نحن الذين ننقي قماشتها ليرتع العالم تحت شرشفها في أمان واطمئنان، وتصبح أحلامه فراشات ملونة بالفرح. تحت المطر لوّن العقل صفحته وأرخى عليها ملاءة أيام تجلت باحتفاء منزوع من أبعاد غير أبعاد الحب، هو هذا الترياق هذا المساق الذي سارت على صداه دولة اجتمعت أركانها على الحب وتفرعت أغصانها حباً ونمت فروعها شوقاً إلى الأفق وتوقاً إلى نجمة في السماء تبدو هي بلورة الكونية وهي نافذته إلى الفرح. في معرض الكتاب يبدو الكتاب كأنه الندف ألقتها الغيمة تحية وإجلالاً لمناسبة هي أصول في البداية…
الثلاثاء ٣٠ أبريل ٢٠٢٤
ما بين النون والقلم، تمضي السنون حاملة معها علامتي الرفع والسكون وما بينهما سؤال الوجود كيف تبدو الحياة من دون مصابيح تضيء الدروب وتفتح علامات باتجاه الأفق؟ وها نحن نعيش عصرنا، عصر أينشتاين الذي قال إن الحياة من دون حب تدمير للذات والآخر، وزمن بيكون الذي أبهرته المعرفة فقال إنها قوة. والأيام دواليك تأخذنا بين الحين والآخر إلى عصر هذا الفيلسوف وذاك، وما يحدث من حروب عبثية يخبرنا بأن الإنسان لم يزل مخدوعاً بالقوة التي تسلب منه مشاعر الحب، هذا الإنسان يعيش سباقاً مريراً من أجل التفوق، ولكنه في نهاية الأمر يغدو مغموراً مغدوراً تتآمر عليه (الأنا)، فتجعله يمشي على الأرض، وكأنه خرق الأرض ومد الجبال طولاً، هذا الإنسان الذي أصبح يفكر في القوة كمخلب طاغٍ عاصٍ متجبر متبختر غير منسجم مع نفسه ولا مع الآخر. لهذا السبب نرى الطغيان والجبروت والتزمت والتعنت، نرى العصبيات تخنق الرقاب وتستولي على المصائر وتجلب الويلات والخيبات إلى الإنسانية ولم يزل الإنسان في لهوه وسهره يعيث فساداً ويمرغ أمنا الأرض في غبار خضيضها ورضيضها أم الإنسان في لا وعيه يفكر بالقوة التي هي ليست إلا خدعة بصرية وخيالاً مريضاً تلقيه عليه الأنا المتضخمة، فتجعله بين أمواجها قشة تائهة ورمية طائشة. فلا يتوقف عند هذه العبثية إلا الأوفياء والنبلاء، هؤلاء هم الذين يقولون للعالم قف…
السبت ٢٧ أبريل ٢٠٢٤
للشباب الكلمة الفصل، ومن يقتنص الفرص يقف على قمة الهرم، ومن يترك المياه تتسرب إلى فراشه فلا بد وأن تفوته فرصة الوصول إلى آخر النفق. اليوم ليس كالأمس، اليوم تتفجر الأنهار من تحت الأقدام بالماء الزلال، ومن يرغب أن يسقي عشب الحياة عليه فقط أن يملأ دلو الأهداف بإرادة أصلب من الصخور الصلدة، وأن يتوجه إلى حيث تكمن الفرص، ولا ينتظر مجيئها، لأنه إن فعل ذلك فسوف يتلقفها سواه، ويسبقه في التحالف مع الفرص واغتنامها بجرأة، ومن دون تردد وانتظار متى يُسجِي البحر، ويغمر الشواطئ بمراكب الحادبين ليلاً ونهاراً. هذه كلمات جاش بها قلب صاحب القلب الكبير، فارس الكلمة ومروض الأهداف، هذه كلمات فاه بها صاحب البوح الصريح والمباشر، ومن دون مواربة ولا رمز، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وهي الكلمات التي تضرب في صميم المعنى الوطني والإنساني، والتي تبعث على الفخر عندما يقول للشباب (إن بلادك ملأى بالفرص ولا تنتظروا)، هذا نداء من القلب، وهذا بوح يحمل في طياته الثقة الكاملة بدولة تتمتع بخيرات الله، والفرص فيها سانحة فقط للذين يستيقظون قبل غيرهم، ويتوجهون نحو ميادين العمل، ويحملون في صدورهم طموحات أوسع من المحيط، وتطلعات أعلى من قمم الجبال، هؤلاء فقط الذين سيحققون الأهداف، أهداف الوطن في الرقي…
الأحد ٢١ أبريل ٢٠٢٤
نحتاج إليه لأن أشجار الحياة لا تنمو ولا تتفرع أغصانها إلا بوجود حالة استقرار الطقس وذهاب الرياح بعيداً عن مواطن الطير الذي يغرد من أجل ألفة تدفئ الخواطر وتحمي الأرواح من صفير العواصف المهلكة. على ضفاف الخليج العربي، هناك أطفال يحلمون بصباحات مشرقة، وشمس تدلي بأهدابها على عيونهم كي ينظروا إلى الحياة من دون غبش ولا ضباب يمنع الرؤية. السلام هو ذلك الترياق الذي يحفظ الود وينثر ورود الحب، فإذا بها وردة البنفسج تطل في الصحراء محيية الركاب، وتصفق بلطف وعطف من أجل حياة خالية من الغبار، ومن أجل أجيال يعيشون كتفاً بكتف يعمرون الرؤوس بحكايات لا تلتفت إلى الوراء ويزرعون حبة القمح كي تستمر الحياة خضراء، وتستمر جداول الفرح تسقي عروق النخيل، وتظل الغيمة تظلل رموش الجمال البشري في كل مكان. فقط السلام وحده الذي يملك تلك القوة السحرية التي تنبت زروع السعادة، وتنثر ورود التآلف بين الناس أجمعين. فكم من حروب دمرت وكم من معارك أهلكت وكم من ضغائن أبادت وكم من أحقاد أمسكت بذراع الحضارة وسارت بها نحو الهاوية، فالغطرسة والتعنت والتزمت لا يجني الإنسان من حصادها إلا الفقدان والخسران وضياع المصير، وفي الحروب لا أحد ينتصر إلا الدمار وضياع المستقبل. ونحن في القرن الحادي والعشرين وقد بلغت الأمم ذروة التقدم التكنولوجي، ولكن يبقى العقل لم يزل…