الخميس ٢٥ يوليو ٢٠٢٤
الثقة التي تصنعها في نفسك تنمو وتزداد بالتطبيق والفعل وليس بمجرد التفكير، فالأفعال وحدها هي التي تولد النتائج، حتى تحقق نتائج مختلفة فأنت بحاجة إلى أن تغير شيئاً ما، وحتى تتحرر من رواسب الماضي يجب أن تتعلم أن تسامح الذين اعترضوا سبيلك في الماضي من الأهل والأصدقاء والزملاء في العمل، وكل من حاول زعزعة ثقتك بنفسك أو تعرضت للإساءة منهم، قد لا يكون الأمر مناسباً لك، ولكنه ضروري حتى تنعم بالراحة والطمأنينة وراحة البال. إن القدرة على القيام بفعل التسامح يتطلب منك نوعاً من الإدراك والعقلانية والمسؤولية تجاه نفسك، ومن أروع القصص التي سمعتها قصة ترويها الصحفية باتريشيا تشيان في مجلة ميكلانز، حيث تقول: «كانت الفتاة الصغيرة فان تاي، التي تبلغ من العمر تسع سنوات تحاول الفرار من قريتها مع الفارين عندما بدأت القنابل، التي أسقطتها القاذفات الأمريكية مستهدفة قواعد وثكنات عسكرية تنفجر في كل مكان، تتذكر الفتاة المشهد قائلة: وجدت الملابس التي أرتديها تشتعل فيها النيران، كل شيء كان يحترق، رأيت النيران تمسك بكفي ذراعي». لقد أصيبت الفتاة بجروح بالغة في ظهرها، وتعرضت لمساحات كبيرة من جلدها للاختراق بالنابالم، وقد مكثت في المستشفى 14 شهراً، أجرت خلالها عمليات جراحية كثيرة، ورغم ذلك أظهرت الفتاة قدرة رائعة وهائلة على التسامح، وقد جمعتها الصدفة، وبشكل غير متوقع مع الكابتن جون بلامر،…
الأربعاء ٢٤ يوليو ٢٠٢٤
إن الثقة بالنفس عادة يمكن تنميتها وتقويتها كل يوم، وأثناء ذلك سوف تظهر لك الكثير من التحديات التي سوف تضعفك متمثلة في الخوف والقلق والشك وهي عناصر قد تقلب حياتك، إن الحياة هي عبارة عن كفاح مستمر وأشبه بقتال في ساحة ذهنية يتحتم عليك معرفة قواعد اللعبة وكيفية الانتصار فيها، بل وإن رغبت بحياة مليئة بالإنجازات ومفعمة بالنجاح لا بد أن تتحلى بالثقة والقوة، لقد قضى نيلسون مانديلا ما يقرب من واحد وعشرين عاماً مسجوناً خلف القضبان في زنزانة أحد السجون بسبب آرائه الصريحة المناهضة لسياسة التمييز العنصري آنذاك. ورغم ذلك لم تزعزع القضبان همته ولا إيمانه الراسخ بل في النهاية انتصر وواصل المسيرة إلى أن تم انتخابه لتولي أعلى منصب في بلاده. وأشكال الخوف والانهزام كثيرة، البعض يتظاهر أنه لا وجود لأي واقع سيئ ورغم ذلك فهو يئن تحت وطأة الديون ويرفض أن يعالج هذا الوضع بل يتوقع بأن هذه المشكلة قد تختفي من تلقاء نفسها، بل نجده يعيش في عالم الأحلام ولا يريد أن يغير عاداته السيئة، إن الخوف في معظم الأوقات لا وجود له إلا في أذهاننا، إننا غالباً ما نعطي للمسائل البسيطة في حياتنا أهمية كبيرة وربما مبالغة وحجماً أكبر من حجمها بكثير ونرسم في مخيلتنا صوراً ذهنية تبدو سخيفة للغاية عند مقارنتها بالحقائق من حولنا،…
الخميس ٢٣ مايو ٢٠٢٤
يقال إنه لا يمكن محاربة الفكر إلا بفكر مضاد، بمعنى أنه لا يمكنك أن تنتصر على الآراء مهما كانت إلا ببث وطرح آراء مضادة، وهذا صحيح، بل هي حقيقة شبه مسلم بها تماماً، المعرفة كنز، وهدف نسعى للحصول عليه، لأن المعرفة والسعي نحوها ستقود نحو الحقيقة ببساطة متناهية، ولعل هذا الجانب حاول ابن رشد تأكيده عندما قال: «سعيت دوماً نحو المعرفة والحقيقة، وآمنت بأني لكي أتقرب إلى الله ليس هناك طريقة أفضل من أن أبحث عن المعرفة والحقيقة». المشكلة دوماً، والتي يجب الحذر منها تقع في جانب مهم نغفل عنه دوماً، وهو الخلط الواضح بين نشر قيم المعارف والآراء المتنوعة المتصالحة مع الأفكار المتطرفة والمتعصبة، التي تستغل التسامح لتعرض نفسها، وبالتالي تجردت من الرأي الحر، لأن تكوينها يقوم على الحركة الدافعة بقوة وقسوة لانتشارها، تستغل الخداع والكلمات البراقة في جمع الحشود، والتأثير عليهم وتجنيدهم لخدمتها، لكن هل يمكن لأي فرد انضوى تحت لوائها أن يتركها في أي لحظة؟ وإذا هيمنت على أي مجتمع هل سيكون لأفراد هذه المجتمعات حرية التماهي والتماشي معها أو نبذها والابتعاد عنها؟ بطبيعة الحال ستكون الإجابة: لا، والأمثلة في الواقع المعاصر عديدة ومتنوعة، فالقاعدة وداعش وغيرهما من التنظيمات الإرهابية كان واضحاً أنها تقوم على أفكار متطرفة، لا يمكن فسح المجال لها تحت قيم حرية الرأي، لأنها…
الإثنين ١٥ أبريل ٢٠٢٤
معظم الابتكارات التي شهدناها على مدى التاريخ، جاءت لتلبي رغباتنا، في حياتنا اليومية يكون لدينا شغف كبير بالبحث عن الحلول لمشاكلنا، وتكون الحاجة أم الاختراع، كما في المثل المعروف لدينا، كما يقول المثل العربي الآخر: «معرفة الناس كنز»، لذلك، إذا رغبت بالتميز في حياتك وأفكارك، اجعل من أحلام الناس ورغباتهم وحاجاتهم فرصتك للتميز، وحتى تضمن طريقك للابتكار وصناعة الأفكار، يجب عليك أن تتعرف إلى حاجات الآخرين ورغباتهم وطموحاتهم وتطلعاتهم وأمنياتهم، وسوف ترشدك تلك العلامات السابقة لتلبية مطالب الآخرين، فيخرج عقلك الباطن بالحلول والأفكار الملائمة لإرضاء وإشباع الحاجات. تعرف إلى كنزك المتمثل في احتياجات الآخرين، اكتب قائمة باحتياجاتك ورغباتك، وحاجات الآخرين واحتياجاتهم، وتأكد أنك ستحصد مئات الأفكار الجديدة، وجودك خلف كمبيوترك وجلوسك في مقعدك ومنزلك لن يفيدك، بل حاول أن تختلط بالآخرين، فعندما تقرر تنمية علاقة مع شخص آخر، تذكر أن العلاقات مع الآخرين، إنما هي صفقة شاملة، فكل شخص لديه الكثير من المشاكل والمنعطفات في حياته، ولكن حاول أن تبحث عن الفائدة المرجوة من محيطك، بعيداً عن العيوب والنقائص. استمع لأفكارهم، واحترم آراءهم، امنحهم الحب والتقدير، وكوِّن مجموعات يمكن لها أن تفيدك. استخدم بريدك الإلكتروني، وأرسل كل يوم رسالة إلكترونية، اطلب منهم موافاتك بتطلعاتهم وأحلامهم وأمنياتهم لـ 5 سنوات قادمة، وتأكد أنك بعد فترة ستحصد عشرات الأفكار التي سوف تسهم…
الثلاثاء ٢٦ يوليو ٢٠٢٢
أعداء التغيّر هم في الحقيقة ثلة قليلة جامدة لا تريد ألواناً متعددة ولا تطويراً ولا تقدماً ولا رقياً، يريدون أن يستمر كل شيء كما هو، وقد تجدهم دوماً يرددون: «الله لا يغير علينا»، عداوتهم للتغير ناتجة من فهم قاصر لطبيعته، فهم يجهلون أن أي عملية تطور لأي مجتمع وتقدم وبناء حضاري لا يمكن أن تتم إلا إذا وضع التغير شعاراً لها، لا يفقهون أن المناهج التعليمية ستكون قاصرة إذا لم تحاول أن تبني جيلاً مختلفاً متوثباً بالتفكير ويحمل شعلة من برق التميز. وبطبيعة الحال وكما في كل أمة من أمم الأرض لدينا ثوابتنا ولدينا قيمنا، نعليها ونفتخر بها، وتذهب وترتقي معنا، نحن نحتاج من بعض العقول أن تبدأ في رؤية العالم وكيف يتطور وكيف يتقدم، أقول إن التغير البناء والحقيقي المفيد يبدأ من العقل نفسه، يقول الدكتور وليم جيمس، الذي يعد من رواد علم النفس الحديث، والذي نشر كتباً مؤثرة في علم النفس الحديث وعلم النفس التربوي: «الإنسان يمكن أن يغير حياته، إذا ما استطاع أن يغير اتجاهاته العقلية». لنتوجه نحو التغير، نحو التطور، نحو التقدم، لأنه هو الضمان للتفوق والتميز. مع تقدم الزمن، يوجد الكثير مما تغير أو ما سيتغير، ويتم تحديثه، ففي كل المجالات نشاهد التطور في أبلغ صوره، والشواهد عدة، من السيارات والهواتف وصولاً للملابس، فعند اقتناء…
الخميس ٢١ يوليو ٢٠٢٢
في الحياة بعض المهام والأشغال من الطبيعي أن نتوقف عن ممارستها بعد مضي فترة من الزمن، فنتركها لمن يأتي من خلفنا ويكملها، ولكنْ هناك مهام وأعمال لصيقة بنا، ولا يمكن تجاهلها، ويجب دوماً ممارستها والعمل وفقها دون تردد، لأننا في المحصلة النهائية سنستفيد منها، ومن هذه المهام القراءة والسعي نحو المعرفة، وهو ما يعني التعلم الدائم. هذه المهمة لا تتوقف عند سن محددة، ولا عند مرحلة دراسية. يقول رائد صناعة السيارات الأمريكي هنري فورد: أي شخص يتوقف عن التعلم هو عجوز، سواء كان في العشرين أو الثمانين. أدرك أن الناس يختلفون في أهدافهم وتطلعاتهم، ولكن رغم كل هذه الاختلافات تبقى القراءة هي العنصر والحاجة التي تجمع الجميع دون استثناء، بمعنى أن القراءة مهمة لكل من يتطلع أن يكون له مكان في المجتمع المعرفي، وفي أي مجتمع ينشد التطور والتقدم، فالقراءة قوة شخصية وحياتية لكل من يتوجه نحوها. ومن يقرأ فستجده يتمتع بخبرات تتجاوز مرحلتهم العمرية كثيراً، وفي أحيان تتجاوز حتى وسطهم الاجتماعي. الفكرة هنا هي: لماذا لا تكون منهم؟ يقول الفيلسوف والسياسي الإنجليزي جون لوك: القراءة تمد العقل فقط بلوازم المعرفة، وأما التفكير فيجعلنا نملك ما نقرأ، ذلك أن القراءة هي المورد الوحيد للمعرفة، ولن تستطيع التعامل مع هذه المعارف دون عقل تعود على الغذاء المعرفي الدائم. وأعتقد أن هذا…
الخميس ١٦ يونيو ٢٠٢٢
تعز علينا أنفسنا كثيراً، لذا لا نتقبل النقد الذي يوجه لنا، بل ندخل في حالة دفاع مستميتة ضد أي محاولة للمساس بمشاعرنا. نتخذ وضعية الدفاع رغم أن الذي يحدثنا ويسوق كلمات النقد محق في قوله، لكننا نصم الآذان ونرفض الإصغاء. حالة أخرى أن نرى في الآخرين العيوب كافة، ولا نلتفت نحو أنفسنا وعيوبنا. أوليفر ساكس أستاذ علم الأعصاب والطب النفسي في جامعة كولومبيا أصدر الكثير من الكتب الشهيرة، يقول: يمكننا أن نرى بسهولة في الآخرين ما لا نهتم أو نجرؤ على رؤيته في أنفسنا. تطوير النفس بالمعارف المختلفة والثقافات المتنوعة أمر ضروري في حياة الطموحين نحو المستقبل والمتطلعين أن يكونوا فعالين في أوطانهم ومجتمعاتهم، ولهؤلاء تذكروا أن كل إنسان تعتريه العيوب والنقص، فلا يوجد إنسان على هذه الأرض دون عيوب ونواقص. وعملية التطوير تأتي من الذات والرغبة بالتطور وتأتي بالتفاعل الإيجابي مع الدروس سواء الحياتية أم التي نتلقاها في مدارسنا. ثم يوجد جانب آخر مهم يتعلق بوضع خطة، فنحن دوماً نسير دون تخطيط وتطلع للمستقبل أو ما الذي نريد إنجازه في قادم الأيام؟ ببساطة نسير دون خطة، لذا نشاهد تعثرات للبعض وتراجعاً ونكوصاً عن بعض المشاريع من البعض الآخر. ضع خطتك، وطور مهاراتك وليكن ذهنك منفتحاً على رياح التغيير وكن إيجابياً ومسالماً وأغمر عقلك وقلبك بالطموح وبأن الغد أكثر إشراقاً…
الثلاثاء ١٤ يونيو ٢٠٢٢
لا تمل أبداً من طلب العلم، مهما كان، وبأي طريقة كانت، سواء من خلال دراسة منتظمة، أو من خلال دورة تعليمية، أو من خلال محاضرة تثقيفية، أو حتى بكتاب تقرأ وتفهم محتواه. ثق أن كل معلومة تعرفها، وكل سطر تقرأه، سيأتي يوم وتستفيد منه، بطريقة أو بأخرى، يكفي أنك ستشعر بأن خبراتك الحياتية ازدادت، ومعارفك اتسعت. وكما يقول فيلسوف الأخلاق ورائد الاقتصاد الشهير آدم سميث: العلم هو الترياق المضاد للتسمم بالجهل والخرافات. وبالفعل فإن العلم، أيضاً وقودك نحو التطور الوظيفي، وزادك في رحلتك الحياتية نحو الاستقرار والسعادة، لأنك عندما تملك القدرة على البحث وتزويد نفسك بكل ما تحتاجه من معارف، فأنت في الحقيقة تمكنت من توظيف المعرفة لمساعدتك في نوائب الدهر وشجون الدنيا وأحوالها المتقلبة. العلم هو المجال الأمثل والأشمل وهو إن صح الوصف الاختراع الأنجح الذي قدمه الإنسان لنفسه منذ قديم الزمان وحتى عصرنا الراهن، بواسطة العلم تطورت البشرية وانتقلت من عصور التخلف والتراجع إلى عصور الفهم والتطور، وهنا ندرك أثر وقوة العلم وحضوره الطاغي المفيد للإنسانية قاطبة. وتبعاً لهذه الوظيفة الرائدة المهمة للعلم، ظهرت مراكز التعليم والمدارس والكليات والمعاهد والجامعات على مختلف توجهاتها وعلى مختلف درجاتها، وباتت المدرسة ميداناً حتمياً يبدأ مع الطفل منذ نعومة أظفاره حتى ينهي المرحلة الجامعية، والبعض يواصل للدراسات العليا، ورغم هذه الأهمية القصوى…
الأحد ١٢ يونيو ٢٠٢٢
توجد في حياتنا بديهيات تحدث بتلقائية وعفوية، لماذا نتعب أنفسنا بالبحث عنها أو بتفسيرها؟ والنتيجة أننا ننشغل عن لذتها وجوهرها وحقيقتها. في الحياة أمور كثيرة جميلة، نفوت جمالها بالتساؤل من أين جاءت؟ وكيف ستذهب؟ ولماذا لا تبقى مطولاً؟... كم مرة نسأل عن السعادة، وكيف تنبع؟ ومتى تحضر؟ وهل هي بالمال؟ أم بالصحة؟ أم بالأبناء والزوج أو الزوجة؟ وغيرها الكثير من التساؤلات والتحليلات، ومحاولة البحث عن أمور أشبه بالوهم والخيال... قبل فترة قرأت في كتاب للفيلسوف الاجتماعي إريك هوفر، في جملة كلمات كانت في غاية من الروعة عن السعادة، فقد قال: «البحث عن السعادة أحد مصادر عدم السعادة». هناك عدة نظريات في هذا المجال، ومعظمها اتفق على أن السعادة لا يمكن استحضارها بالمال، ولا بأي من المكتسبات المادية، قد تفرحك هدية ما وقد يسعدك إنجاز ونجاح، ولكن لفترة من الزمن ثم تبدأ بالعودة للوضع السائد الذي يتخلله شعور إما بالحزن أو الألم غير الواضح ونحوها من المشاعر. هناك من العلماء من أرجع السبب للمحيط المكاني الذي يعيش فيه الفرد كأن يكون ملوثاً أو مزدحماً ونحوها، ولكننا نعلم أن هناك من يعيش في محيط جميل سواء من حيث وجود حديقة كبيرة شاسعة أو من حيث البيئة المناخية النقية، ورغم هذا تنتابهم مشاعر غير سعيدة، وهناك من العلماء من يرجع السبب لعوامل وراثية…
الأحد ٢٤ أبريل ٢٠٢٢
البعض منا يشق طريقه نحو التحصيل العلمي والدراسي، وآخرون يشقون الطريق نحو الحياة العملية والارتقاء الوظيفي، وهناك من يشق الطريق نحو التجارة الحرة، وغيرهم كثير، كل في مجال حياتي محدد. والبعض من هؤلاء يتحقق له النجاح، والبعض من الآخرين يخفقون، هذا جميعه وارد ومتوقع في طرق الحياة المتعددة. لكن توجد نقطة يتساوى فيها النجاح والفشل.. وكما قال هنري فورد، مؤسس شركة فورد لصناعة السيارات: «أنت في الطريق الصحيح طالما أنك تفكر، سواء حققت ما تريد أم لم تحققه»، والسبب ببساطة لأن التفكير في نهاية المطاف هو من سيقودك نحو مبتغاك وتحقيق النجاح، المهم أن تفكر، وعقلك سيتكفل بالباقي. أكاد أجزم بأن الإنسان المبدع والطموح، كلما وصل لمحطة من محطات النجاح، وجد في نفسه ظمأ وعطشاً لما هو أكبر وأهم وأكثر، وإذا كنت تريد أن تعرف نفسك، اسأل عندما أنهيت المرحلة الجامعية هل تطلعت وحلمت باللحظة التي تنهي الماجستير؟ ولمن أنهى الماجستير هل تطمح بالحصول على الدكتوراه؟ ولمن قدم مائة فكرة مبادرة في عمله، ولم يتم قبول إلا عشر مبادرات، هل أشغلك عدم قبول تسعين مبادرة، قبل احتفالك وفرحتك بقبول عشر مبادرات؟ ولأطرح السؤال بطريقة أخرى، هل تخاف أن تعمل وتجهد نفسك وتقدم منجزاً وتنجح فيه ثم تكتشف أنه غير مهم، أو غير ملح، أو أنه غير مفيد؟.. وكما قال الروائي…
الثلاثاء ١٢ أبريل ٢٠٢٢
ألم تمر بكل واحد منا إخفاقات تعرض لها في حياته بصفة عامة ؟ ألم تقم بعمل وبعد فترة من السير في تنفيذه تكتشف أنك ارتكبت خطأ، بسببه أنت مضطر لتعيد كل شيء من نقطة البداية ؟ إذا كنت تعمل وبغض النظر عن نوع عملك وطريقته وآليته، فأنت معرض للإحباط بسبب عدم نجاحك أو عدم مقدرتك على تقديم منجز متميز. في هذه اللحظة تذكر لا شيء يدعو للإحباط أو يدعوك للتراجع والتوقف، بل المفروض أن تعيد المحاولة، مرة واثنتين وثلاثاً وأربعاً ومائة. وكما قال مايك ديتكا: طالما أنك تواصل المحاولة، فأنت لن تضل أبداً. المحاولة تعني الخبرة، فأنت عندما تقرر العودة بتركيز أكثر واندفاع أشد، فهذا يعني أن المحاولة ساعدتك وبدأت التقدم، وفهم الدرس. كثيراً ما نواجه في حياتنا شخصيات ناجحة ومتميزة، ومن هذه الشخصيات من قامت بتأليف كتب سردت فيها طريقة عملها والمنهج الذي سارت عليه، ونصادف في اللحظة نفسها أناساً يتوهجون بالحماس والحيوية، ويقدمون أعمالاً متميزة ورائعة، ونتوقع لهم مستقبلاً زاهراً متميزاً، ولكن بعد فترة من الزمن نلاحظ خفوت شعلة الحماس وانطفاء قوة الوهج الحماسي الذي كان يحيط بهم، هناك دراسات علمية حاولت رصد مثل هذه الحالات، حاولت دراسة سبب تميز البعض وتفوقهم وإخفاق آخرين رغم أن القدرات العقلية واحدة والإمكانيات المادية متساوية، ظهرت بطبيعة الحال الكثير من الآراء…
الأحد ٠٣ أبريل ٢٠٢٢
العمل هو السعادة، هو المكان الذي تحقق فيه نفسك وذاتك، لكنه يتحول للروتين ولأمر اعتيادي، إذا قررنا تغيير ماهيته وشكله ووظيفته، إذا اعتبرناه مكاناً لتمضية الوقت، من دون مبادرات، من دون إنتاجية، ومن دون إنجاز. يقول الأديب الفرنسي الشهير، الذي ترجمت رواياته إلى معظم اللغات العالمية، فيكتور هوجو: «لا ندرك حقيقتنا إلا بما نستطيعه من الأعمال»، وبالفعل فإننا لن نتمكن من معرفة جوهرنا وعمقنا وطموحاتنا إلا بما نحققه من فعل إيجابي في حياتنا، وهذا الفعل مكانه الطبيعي هو في مقر عملنا، الذي نمضي فيه يومياً نحو تسع ساعات. يقول ستيف جوبز، رائد أبل الشهير: «عملك سيشغل وقتاً كبيراً من حياتك، وأفضل طريقة كي ترضي نفسك أن تقوم بما تعتقد أنه عمل عظيم»، لكم الخيار والقرار. إن العمل يعطي الإنسان شعوراً بالإنجاز والأهمية والوجود في المجتمع، ومتى ما فقد هذا الجانب من العمل بات روتينياً، والهدف هو الجانب المادي وحسب، وهنا يحدث عدم التطوير بل مقاومة التغييرات الإيجابية ورفضها. أعتقد أن العامل الذي يصل إلى مرحلة الكسل والخمول، لم يصلها إلا مروراً بمطبات عدة، قادته إلى هذه الحالة، منها عدم التشجيع، عدم الإعلاء من مكانته، وعدم تحفيزه، ومنحه الصلاحيات ليبدع ويبتكر، ومع تراكم المحبطات والرفض، وحصره في مهمة محددة، بات يؤديها باعتياد ثم بإهمال. في منظومة أي عمل إن توفرت الحوافز…