فاطمة المزروعي
فاطمة المزروعي
كاتبة إماراتية ، لها عدة إصدارات في القصة والرواية والشعر والمسرح وقصص الطفل ،رواية كمائن العتمة ، دار الفارابي 2012 ، زاوية حادة 2009

نحو التغيير الإيجابي

آراء

أعداء التغيّر هم في الحقيقة ثلة قليلة جامدة لا تريد ألواناً متعددة ولا تطويراً ولا تقدماً ولا رقياً، يريدون أن يستمر كل شيء كما هو، وقد تجدهم دوماً يرددون: «الله لا يغير علينا»، عداوتهم للتغير ناتجة من فهم قاصر لطبيعته، فهم يجهلون أن أي عملية تطور لأي مجتمع وتقدم وبناء حضاري لا يمكن أن تتم إلا إذا وضع التغير شعاراً لها، لا يفقهون أن المناهج التعليمية ستكون قاصرة إذا لم تحاول أن تبني جيلاً مختلفاً متوثباً بالتفكير ويحمل شعلة من برق التميز. وبطبيعة الحال وكما في كل أمة من أمم الأرض لدينا ثوابتنا ولدينا قيمنا، نعليها ونفتخر بها، وتذهب وترتقي معنا، نحن نحتاج من بعض العقول أن تبدأ في رؤية العالم وكيف يتطور وكيف يتقدم، أقول إن التغير البناء والحقيقي المفيد يبدأ من العقل نفسه، يقول الدكتور وليم جيمس، الذي يعد من رواد علم النفس الحديث، والذي نشر كتباً مؤثرة في علم النفس الحديث وعلم النفس التربوي: «الإنسان يمكن أن يغير حياته، إذا ما استطاع أن يغير اتجاهاته العقلية». لنتوجه نحو التغير، نحو التطور، نحو التقدم، لأنه هو الضمان للتفوق والتميز.

مع تقدم الزمن، يوجد الكثير مما تغير أو ما سيتغير، ويتم تحديثه، ففي كل المجالات نشاهد التطور في أبلغ صوره، والشواهد عدة، من السيارات والهواتف وصولاً للملابس، فعند اقتناء أي من الأشخاص هذه الأدوات ويكون مضى عليها وقت، سرعان ما يصبح محل سخرية وتهكم من البعض.

وهؤلاء الذين يسخرون ويتهكمون، ليسوا مولعين فعلاً بالتحديث والتطوير، لأنهم فقط ينظرون له من جانبه المادي، لأنهم مع الأسف لا يواكبون التطور عقلياً، بمعنى لا يتطورون معرفياً وعلمياً وثقافياً.

المؤلف الإيرلندي الشهير جورج برنارد شو، قال: «التقدم مستحيل بدون تغيير، وأولئك الذين لا يستطيعون تغيير عقولهم لا يستطيعون تغيير أي شيء».

لذا لا أجد مبرراً ولا أفهم سبباً لمن يرفض التغيير ويعتبره خطأ أو يخشاه، والحقيقة أننا سواء رضينا به أو اصطدمنا معه هو يمضي ويبدلنا دون أن نعلم في البعض من الأحيان. وكما قال السياسي الأمريكي شيلز ديفيس: «التقدم في العمر إلزامي، أما التقدم في المستوى فهو اختياري».

لذا ركّز على أن تكون تغييرات إيجابية ومفيدة، وطوّر من مهاراتك الفكرية والمعرفية، لتكون التغييرات لديك مميزة وطموحة.. أتمنى أن تكون الرسالة وصلت.

المصدر: البيان