الإثنين ١٧ يناير ٢٠٢٢
تجارب الحياة أكبر معلم لنا، ربما يعاني الفرد منها في البداية لكن عندما ينتهي من التجربة ويدرك الدرس منها سيتعافى ويتشافى من كل ألم، بل سنجد أفرادا يشكرون هذه الظروف التي مرت بهم فلقد غيرتهم للأفضل والأحسن. في عمق التجربة سيطرح الفرد العديد من الأسئلة باحثاً عن الأسباب ولماذا يمر بهذه الظروف، من هنا يفتح العديد من الأبواب لتأمل حاله ورؤيته للحياة، سيشاهد نفسه وكأنه أول مرة يشاهدها بعمق بعيدا عن إسقاط اللوم على أحد؛ بل سيتحمل مسؤولية نفسه في التعلم حقيقة من هذه التجربة وسيدرك معنى عميق جدا لا أحد يضر ولا أحد ينفع غير الله، وهذه قوة تجعل من الجميع يستطيعون اختيار الطريق الذي يناسبهم بقناعة ويتحملون مسؤولية أنفسهم في البحث داخل أعماقهم عن ماذا يريدون فعلاً، وستكبر الصورة للحياة بطريقة جميلة وعميقة بحيث تجعلهم لا يتأسفون على شيء. هناك فرق بأن يغير الفرد من نفسه، وبين أن يجلس في الحزن أو تأنيب الضمير، الحل نبحث عن الأسباب ثم نغير من أنفسنا للأفضل والأحسن. هناك العديد من القصص لأفراد حولوا حياتهم من الضعف إلى القوة بعدما أدركوا المعاني العميقة مثل الدكتور واين داير رغم وصوله إلى دكتور في الجامعة إلا أنه ما زال يشعر بالضعف والغضب من والده الذي هجرهم وهم صغار وكيف عاشوا في دار الأيتام، أدرك…
السبت ١١ سبتمبر ٢٠٢١
ندرك أن الحياة يوجد بها الكثير من التحديات والظروف والأحوال المتقلبة فلا شيء ثابت، ويدرك بعضنا الكثير من المعرفة والعلم والمعلومات لكنه يجد صعوبة في التطبيق. ربما سأل بعضنا لماذا نجد صعوبة في تطبيق ما تعلمناه هنا بالذات، هذا السؤال يتيح لنا الملاحظة العميقة عن ماذا نحن نبحث؟ سنكتشف أن بعضنا يشعر بالفراغ الداخلي ليس لأنه لم يحقق شيئاً ربما وصل إلى النتيجة الظاهرية للشيء الذي يريد لكنه اكتشف أنها لم تشبع شيئاً في داخله، من هنا يبدأ طرح هذا السؤال العميق عن ماذا نبحث نحن؟ الملاحظة تجعلنا ندرك ماذا نريد من هذا الفعل أو هذا الهدف، ماذا يشبع في داخلنا؟ عندما ندرك أن خلف كل الأشياء التي نقوم بها توجد احتياجات أساسية للإنسان فعليها نحن نتحرك ونغذي هذه الاحتياجات من مصادر خارجية ولكن للأسف هذه المصادر ليست دائمة فنفقد هنا توازناً، كما أن هناك من يصل للشيء الذي يريد لكن مازال يشعر بفراغ داخلي رغم أنه حقق النتيجة التي يريد مال أو صداقات أو علاقات أو عمل، وقد يسبب لبعضنا حالة من عدم التوازن بسبب الاستغراب من وجود هذا الشعور. للإنسان احتياجات أساسية الشعور بالأمان والحب والمساندة والدعم والشعور بقيمة الذات، كلنا نحتاج ذلك والمهم أن ندرك حقيقة احتياجاتنا ونعرف كيف نغذي هذه الاحتياجات من داخلنا وأنفسنا أولاً، ومهم…
السبت ٠٧ أغسطس ٢٠٢١
تحدث الكثير عن الحب، وطرّزوا أجمل القصائد فيه، وتسابق الشعراء في الكتابة عنه ونظمه ثم نشره على الملأ، البعض يشاهد الحب من زاوية واحدة وصورة واحدة ذات بعد واحد، وحصر مفهوم الحب بين الرجل والمرأة فقط، ليضيقوا بذلك مساحة الحب الواسعة. الحب حالة شعورية وجدانية بيضاء تشع نوراً وسلاماً، ما إن يصاب أحد به إلا وتتحول حياته إلى معنى عميق جداً. الحب ينثر عطره في تلك القلوب المستعدة في استقبال شعاعه ونوره من دون خوف وارتياب، لأن الحب يلغي الأحكام المسبقة ويتخلص من الشروط والقيود، هو نور وسلام يخلص الإنسان من التناقضات والتعلقات والحقد والحسد والغيرة، ويبعث رسالة سلام وطمأنينة لكل من حوله كنسمة هواء باردة لطيفة. عندما يصل الحب إلى الأعماق تصبح الرحمة حاضرة، ويشعر كل من تجرع الحب الصافي بالرحمة الإلهية في كل المواقف والظروف وتقلبات الحياة، يصبح الإنسان رحيماً بالآخرين، يدرك باطن الظرف ولا ينتقد الظاهر، يصبح أكثر حكمة وتأنٍ في تعامله مع الآخرين، فلا يجزع من ظروف الحياة. عندما يمتلك الإنسان هذا الحب وهذه الرحمة تصبح حياته كنهر متدفق من النور، يسقي الجميع محبة، ويراعي الآخر، وأيضاً كما يسقي الآخرين يكون مع ذاته معطاء محباً وكريماً، هؤلاء أينما وجدوا في مكان ما أضاؤوا محبة لكل من حولهم، نجد ذلك الحب أحياناً لدى الجدات وكبار السن، ونجده…
السبت ٠٥ يونيو ٢٠٢١
ندرك بأن الحياة مشاركة وتفاعل فيما بيننا، فلا يستطيع الإنسان أن يعيش وحيداً، طبيعة الحياة أن تكون اجتماعية مفعمة بالحب وتبادل المعرفة والخبرة والمنفعة والمساندة. هكذا هي العلاقات الإنسانية مفعمة بالحركة الدائمة في عملية الأخذ والعطاء والمشاركة والتعاون. هناك علاقات تضيف لحياة الفرد الشيء الكثير، كل منا يتذكر في رحلة الحياة تلك المواقف ومشاركة الآخرين لنا ومشاركتنا الآخرين أيضا. الحياة رحلة يتعلم فيها كل منا ما الواجب فعله تجاه علاقاته الإنسانية؟ ويدرك ما دوره في إنجاح هذه العلاقات بشكل سليم وجميل، خالٍ من التحكم والسيطرة أو التنافس والغيرة. هذا يوضح أننا نتحمل المسؤولية في العلاقات الجيدة وغير الجيدة أيضا، هناك علاقات مسمومة تضر ولا تنفع، يجلس الفرد مقيدا بها تستنزف صحته وعافيته، وهذا لعدة أسباب أولها وأهمها أنه لم يدرك بعد قيمة نفسه كإنسان، فهناك من يريد من هذه العلاقات منفعة مادية أو عاطفية، فيجعل من نفسه أسيرا لها، وربما يقدم على قرارات مضرة له وربما يفقد احترامه لنفسه، وهناك من وقع أيضا في حبال التعلق التي تجعله تابعا ليس له رأي أو موقف من الحياة، وللأسف ستنهار هذه العلاقات بعد أن تؤذي صاحبها. من هنا جميل أن نتأمل علاقاتنا، هل نحن السبب في ذلك أي -الخلل منا-؟ وهنا علينا التوقف وإعادة النظر مرة أخرى، أين الخلل؟ وكيف يمكن تعديله؟…
السبت ١٦ يناير ٢٠٢١
لقد شاهدنا تدشين سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس إدارة نيوم مشروع المستقبل مدينة "ذا لاين" في نيوم الذي يهدف إلى تنوع الاقتصاد المستقبلي من خلال تطوير القطاعات الخدمات العامة كقطاع الطاقة والمياه، وقطاع الغذاء وقطاع التصنيع وقطاع العلوم التقنية الرقمية وقطاع التنقل وقطاع الإعلام والإنتاج الإعلامي، وغيرها مما يجعلنا نفرح ونسعد بهذا الإنجاز والتقدم في المجال الاقتصادي. ولقد لفت انتباهنا كلمة ولي العهد محمد بن سلمان حينما قال: الإنسان هو محورها الرئيس في إعادة تعريف مفهوم التنمية الحضرية من خلال تطوير هذه المجتمعات وإيجاد التوازن للعيش مع الطبيعة معززة بالذكاء الاصطناعي، نعم الإنسان هو محور كل شيء خاصة عندما يجتمع الوعي والطموح والتخطيط والتنفيذ يكون دوره بارزا وواضحا في تقدم المجتمع. ما يميز المجتمعات وتقدمها هو التنوع والتطور في كل مجالاتها في المجال الفكري والاقتصادي والاجتماعي والمجتمعي والصحي والثقافي كل جانب مهم للجانب الآخر فهي تعتبر البنى التحتية كقواعد ثابتة إن صحت نما وتطور المجتمع وأفراده، وكذلك تقدم الجانب الاقتصادي وتنوع مصادره هو استقرار وثبات للبنية الأساسية للمجتمع هذا يعني الاكتفاء الذاتي، أي المملكة قادرة على تنوع مصادرها ودخلها المادي وليس على مصدر واحد مما يجعل التوازن قويا مع باقي الجوانب الأخرى، الإنسان عن ماذا يبحث؟، يبحث عن العيش الطيب والحياة المستقرة والكريمة وهذا يفيد أهمية…
الأربعاء ٠٤ أكتوبر ٢٠١٧
الوعي الإنساني والحقوقي هو الذي يعطي للأفراد هويتهم الخاصة بهم وحريتهم الشخصية، طالما لم يتجاوزوا حدود غيرهم، ولم يتجاوزوا القوانين والأنظمة. نعم هو قرار الحزم والوعي الذي اتخذه الملك سلمان في الوقت المناسب، لينهي جدلية استمرت كثيراً بين مؤيد ورافض. هذا القرار جعل كل منا يشعر بقيمته الإنسانية وأنه لا يختلف عن بقية البشر، وأيضاً هو ثقة عالية وغالية من أبينا سلمان الحزم وولي عهده محمد بن سلمان. المرأة السعودية أثبت جدارتها في كل المجالات؛ إن كان عالمياً فهي المخترعة والعالمة، وإن كان محلياً فهي تولت مناصب مهمة أثبتت قدرتها وقوتها واتزانها في تولي العديد من المهام، ولا ننسى كيف أثبتت جدارتها كصورة مشرفة ومشرقة في الابتعاث وتحصيلها العلمي والعملي بامتياز على رغم معارضة البعض سابقاً، وكيف لاحظنا في ما بعد حرص الأهالي أنفسهم على تعليم بناتهم وطلب تمديد الابتعاث والتوسع به والرغبة الصادقة في تطوير التحصيل العلمي عندما أدركوا أهمية التعليم والعلم، وعندما أيضاً شاهدوا قوة المرأة السعودية في تحقيق طموحها العلمي مع احترامها للقيم والمبادئ التي تربت عليها، فكانت خير من يمثل المملكة في الخارج. هذه الصور الايجابية شاهدنها بكثرة كالعالمة خولة الكريع في مجال البحوث والاكتشافات، وأيضاً سارة السحيمي في مجال الاقتصاد والبنوك، إضافة إلى تقلدها منصباً قيادياً للمرة الأولى في هذا المجال، وأيضاً شاهدنا مشاعل الشميمري…
الأحد ٢٠ نوفمبر ٢٠١٦
الإنسان يعيش وسط دائرة كبيرة من الصور الذهنية التي تعتمد على مجموعة من الأفكار والمعتقدات والمفاهيم، تتشكل وتتلون وتتغير هذه الصور في مراحل حياتنا، وهذا ليس كله سيئاً، فلربما من خلال ذلك يستطيع الإنسان أن يتطور وينمو ويتغيّر، لكن المهم أن ندرك قوة تأثير هذه الصور الذهنية فينا، وكيف تحرك الداخل من دون أن نشعر. ونقصد بالصور الذهنية: «كل شيء نقوم به أو نسعى إليه أو نفكر فيه له صور في مخيلتنا»، وتختلف هذه الصور من فرد إلى آخر، إذ إن بعضنا تكون «صوراً»، والآخر «رمزاً»، ومنهم من تكون «فكرة مسيطرة»، جميعها تؤثر فينا من دون أن نشعر. بعضنا يضع أهدافاً في حياته يرغب في تحقيقها ويسعى جاهداً لذلك، لكنه يصل إليها بصعوبة، وعندما نرجع إلى «الصورة» الذهنية الباطنية لديه نجد الصورة الأساسية لديه هي «الفشل»، يشاهد صورة عدم تمكنه من بلوغ هدفه، وللأسف هذا هو ما يحصل له على رغم جهوده، ربما يصل لكن بعد جهد ووقت أطول، من هنا لا بد أن ندرك حقيقة الصور الذهنية الخاصة بنا، ولا نُسْقِط فقط على الظروف. مَن يشاهد نفسه فاشلاً أو ضعيفاً حتماً سيكون كذلك، ومن يشاهد نفسه قوياً ويمتلك القدرة أو العزيمة فله ذلك أيضاً. مثال لذلك «الاستحقاق»، البعض تأتي لديه الفرص بأن يعمل شيئاً رائعاً، لكن الصورة الذهنية التي…
الأربعاء ٢٧ يوليو ٢٠١٦
يتجلى المعنى في الحياة في كل شيء، أبسطها إطعام طير، وزرع ابتسامة للغير. كل شيء له معنى ومغزى ورسالة وهدف، لم تكن الحياة يوماً فارغة أو عبثية، بل كانت منذ الأزل تزرع وتحصد، هي أقدار وأعمال وأفعال ونيات وعطاء، لكل جانب منها معنى، ومن لم يدرك المعنى الحقيقي للوجود تاه كثيراً، ومن لم يدرك المعنى من الحياة خسر من عمره الشيء الكثير. هناك معان ظاهرة للعيان، مثلاً: يحصل عليها الإنسان سريعاً بعد شهر من الوظيفة يحصل على راتب في مقابل هذا العمل، وهناك من يقوم ببناء مبنى أو إقامة مشروع وسيحصل على المردود سريعاً أيضاً، وهناك من درس وتعلم وتخرج وسيحصد المردود لذلك. لكن هل عرفنا واكتشفنا المعنى الحقيقي لكل ذلك؟ معظم الأفراد يمارسون حياتهم ويطلقون أهدافهم بصورة آلية كطبيعة بشرية تنقل نمطاً معيناً من مكان لآخر أو من ثقافة لأخرى، لكن هل كان واضح المعنى من كل ذلك؟ الحياة ليست عملاً وشهادات ومكانة اجتماعية، هناك «الروح»، لكل شيء له «روح» تحيا به، إن شعرنا بأن كل عمل وهدف له مغزى ومعنى حقيقي، ساعد الإنسان أن يعيش إنسانيته، استطاع أن يكون مليئاً جداً بتلك «الروح» الممتلئة بالحياة والمفعمة بقيمة الوجود الإنساني الحر، أي لا تقيده الأُطر والقيود التي وضعتها الحياة المادية والحياة الجامدة أو الحياة الآلية. نلاحظ الأفراد يعانون من…
الأربعاء ٢٠ يوليو ٢٠١٦
موجة من الجنون والغضب تجتاح العالم، أصبح يعاني مرارة هذا المرض الذي استفحل حتى النخاع، وضاعت معه حقيقة الأشياء، وأصبح الكل يهاجم الكل، والصراعات والتراشق في التهم سراً وعلانيةً، وهناك من يحرك هذا الجنون ليس مهماً بعد اليوم اسمه، فلقد اكتوى العالم بنار دماره وشره، وهذا ما يجعلنا ننادي بالوحدة الإنسانية والسلام والحب والإخاء بين جميع البشر، متجاوزين العِرق واللون والحزب والتيار، لأننا لن نتخلص منه إلا عندما نتخلص من بذرة الشر فينا كأفراد. التخلص من غرور وهيمنة الإنسان وحبه للسيطرة قديمة على مر التاريخ الإنساني، ابتليت الإنسانية بها منذ الأزل، لروح الشر وعشقها للحرب والتملك وسفك الدماء وبث الرعب في قلوب الآخرين، لتشبع مرضها وجنونها، وهذا لا يقتصر على مجتمع واحد، بل معظم المجتمعات الإنسانية القديمة عاشت الاستعمار والحروب والظلم والانتقام والغزو. سلسلة طويلة ملأت السنوات الماضية من قصص وحشية الإنسان، لذا لا يهم ما هو اسمها اليوم، لأنها لم تعد صنفاً واحداً أو نوعاً واحداً، بل تعددت هوية الإجرام، وتعددت المسميات، وتعددت التيارات، لكنه في الحقيقة هو «الشر» مهما كان نوعه ولونه ضد الإنسانية والأبرياء والأفراد المسالمين الخيّرين. نحتاج تحريكاً جماعياً من أصغر فرد إلى أكبر سلطة وهيئة ومؤسسة، من أصغر دولة إلى أكبر دولة، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، الكل مسؤول في تحريك موجة الحب والسلام…
الأربعاء ٠٤ مايو ٢٠١٦
نشطت في السنوات الأخيرة حركات ونشاطات تطوعية لشباب في مجالات عدة، تبشّر بجيل واعٍ وطموح ومليء بالنشاط والحركة، والأهم إحياء «حس المسؤولية»، كانت اجتهادات شخصية غالبيتها. لذا سعدت كثيراً عندما قرأت خبراً في في إحدى الصحف بعنوان «إقامة فعاليات منتدى الرياض التطوعي الأول» برعاية وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، من خلال تصريح المدير العام للتعليم في منطقة الرياض المشرف العام على المنتدى محمد المرشد، بأن الهدف منه النهوض بالأعمال والمهارات التطوعية، وتبادل الأفكار والرؤى الشبابية في مفهوم التطوع. سعدت بأن تكون هذه الجهود منظمة وذات فعالية أكثر ليستفيد منها شباب الوطن بأعداد أكثر، وأن تسهم في نشر ثقافة التطوع في جيل أبنائنا لتكون في ما بعد من المسلّمات الطبيعية والضرورية في المجتمع. مفهوم التطوع هو إسهام ومشاركة يقوم بها أفراد متطوعون في عمليات التطوع، سواء أكانت تبادل أفكار ورؤى أم القيام بأعمال تطوعية من تقديم المساعدات والخدمات في مجالات عدة في المجتمع من دون مقابل، أي من دون أجر على ذلك. الشباب يمتلكون طاقة عالية وذهنية متدفقة بالنشاط والحركة والقوة والقدرة، إن استطعنا الاستفادة منها، فستكون بذوراً للمستقبل، أهمها الشعور بالمسؤولية والإحساس الإنساني العميق في مساعدة الآخر برغبة وحب من دون إجبار، كل ذلك يجعل هؤلاء الشباب قادة مبدعين وعمليين، مما يساعد في نهوض المجتمع. نحن هنا نحرّك ذلك المخزون…
الأربعاء ٠٩ مارس ٢٠١٦
أسباب النجاح والتفوق في أي مجال يشترط الشعور بالمسؤولية، وممارستها حقيقة، لأن من خلالها تنطلق الأدوار الرئيسة في حياة كل منّا. دور أسري، واجتماعي، واقتصادي، ومهني، وشخصي ذاتي، كل هذه الأدوار مطالبون جميعاً كأفراد بالقيام بها، لبناء أنفسنا وبيئتنا الصغيرة والكبيرة، ومهمة جداً في بناء مجتمع واعٍ ومسؤول يتخطى الصعاب ليكون له حضوره، ودور في توفير حياة رغيدة له، وليكون أيضاً له بصمة وحضور أمام المجتمعات الأخرى. ثقافة المسؤولية تكاد تكون ضعيفة أو هشة في مجتمعنا، وهذا يجعلنا نسأل هل نحن كأفراد نمتلك حس المسؤولية؟ وهل هي متفاوتة أم سمة غالبة في المجتمع؟ للأسف نحن نفتقد إلى الشعور بالمسؤولية، وكأننا نعيش في غابة، إذ إن الكل يبحث عن مصلحته وظروفه، من دون مراعاة المسؤوليات والأدوار المطلوبة منه، وإن عملنا شيئاً اعتقدنا أننا صنعنا معجزة «ما»، والحقيقة أن هذا الدور هو المطلوب من الأفراد القيام به من دون منّة أو جزاء. نلاحظ أن الشعور بالمسؤولية يتأزم يوماً بعد يوم، وللأسف عندما يكون في مواقع مهمة مثل المؤسسات الاجتماعية، أو الدينية، أو الصحية، أو التعليمية، يكون أثره سلبياً جداً، لأنها الأنموذج الذي يتعلم الفرد منه الانضباط، والحيوية، والمسؤولية، أو العكس أنموذج يتعلم منه تغليب المصالح الشخصية على المصالح الأساسية، أو يتعلم منها اللامبالاة من طريق إهمال هذه المؤسسات لحقوق عمالها وموظفيها، ما…
الأربعاء ٢٤ فبراير ٢٠١٦
التدفق حال متواصلة من الاستمرارية والاستقبال، تعيشه من دون تعمد أو توجيه أو إجبار، متدفق منصهر متفاعل مع كل شيء من حولك، تكون في حال استقبال دائمة تفيض حركة وحيوية وديمومة، تجعلك كالنهر المتدفق لا تتوقف لسلبية ما، أو إصدار حكم ما، تعيش الرضا والتوكل الدائم والمستمر. التدفق حركة روحية عميقة، تجعلك في عز قوتك الإلهامية، والإدراكية، والفكرية، والحركية، والإنتاجية. يعيش الفرد اللحظة الراهنة عندما يكون واعياً ومدركاً، وبعيداً عن حكايات الماضي السلبية، وعن المواقف المؤلمة أو الصادمة، أو التجارب المؤذية، خالياً من القلق والتوتر والخوف من الغد، هنا يستطيع أن يعيش الحاضر وبقوة. لا نستطيع أن نجعل الأفراد يتخلون عن ماضيهم أو ذكرياتهم، لاسيما المؤلمة منها، لكن هناك سر عميق جداً، بأنهم يستطيعون أن يتعايشوا بطريقة إيجابية خالية من الألم، على رغم بقاء الذكريات المؤلمة أو المواقف القديمة. يتطلب الاعتراف بها أولاً، أي يتقابل معها وجهاً لوجه، لا يتهرب من الماضي، لا يجعل العقل الباطن مليئاً منها بأسى أو حزن، يكون ذلك من خلال عدم مقاومتها، والاعتراف دائماً - كما يقولون - سيد الموقف، الفرد الذي وصل لتجربة الاعتراف الكامل أمام النفس وما تعرضت له في الماضي، تستطيع أن تبدأ النفس هنا بإزاحة كتلة الألم، تبدأ بالتنظيف والتطهير بسردها أو مواجهتها، أي الاعتراف بهذه المشاعر، مما يجعل المقاومة الداخلية…