هيفاء صفوق
هيفاء صفوق
كاتبة واخصائيه اجتماعية

العلاقات المسمومة

آراء

ندرك بأن الحياة مشاركة وتفاعل فيما بيننا، فلا يستطيع الإنسان أن يعيش وحيداً، طبيعة الحياة أن تكون اجتماعية مفعمة بالحب وتبادل المعرفة والخبرة والمنفعة والمساندة.

هكذا هي العلاقات الإنسانية مفعمة بالحركة الدائمة في عملية الأخذ والعطاء والمشاركة والتعاون.

هناك علاقات تضيف لحياة الفرد الشيء الكثير، كل منا يتذكر في رحلة الحياة تلك المواقف ومشاركة الآخرين لنا ومشاركتنا الآخرين أيضا.

الحياة رحلة يتعلم فيها كل منا ما الواجب فعله تجاه علاقاته الإنسانية؟ ويدرك ما دوره في إنجاح هذه العلاقات بشكل سليم وجميل، خالٍ من التحكم والسيطرة أو التنافس والغيرة.

هذا يوضح أننا نتحمل المسؤولية في العلاقات الجيدة وغير الجيدة أيضا، هناك علاقات مسمومة تضر ولا تنفع، يجلس الفرد مقيدا بها تستنزف صحته وعافيته، وهذا لعدة أسباب أولها وأهمها أنه لم يدرك بعد قيمة نفسه كإنسان، فهناك من يريد من هذه العلاقات منفعة مادية أو عاطفية، فيجعل من نفسه أسيرا لها، وربما يقدم على قرارات مضرة له وربما يفقد احترامه لنفسه، وهناك من وقع أيضا في حبال التعلق التي تجعله تابعا ليس له رأي أو موقف من الحياة، وللأسف ستنهار هذه العلاقات بعد أن تؤذي صاحبها.

من هنا جميل أن نتأمل علاقاتنا، هل نحن السبب في ذلك أي -الخلل منا-؟ وهنا علينا التوقف وإعادة النظر مرة أخرى، أين الخلل؟ وكيف يمكن تعديله؟ لكي نعيش حياة سعيدة خالية من الألم، وأيضا نعيد النظر، هل هذه العلاقات من تسببت في أذيتنا؟ فإن كانت كذلك وجب علينا التخلص منها فوراً.

لذا دائما أحمل الفرد مسؤولية ذلك، فلا تنتظر أن يعلمك أحد ما الذي عليك فعله؟ عندما تحسن لنفسك وتحترمها وتقدرها تستطيع أن تقيم العلاقات الاجتماعية والإنسانية بما يسعدك ويضيف لحياتك معنى جميلا، يتم من خلاله التبادل الطبيعي في عملية العطاء والأخذ، ويتم الاستمتاع والحضور الجميل في هذه العلاقات، فتكون إضافة رائعة للجميع.

أحيانا تبنى العلاقات على الاحتياج، وشعور الفرد بالعوز والاحتياج العاطفي، وللأسف سيكون حينها لعبة بيد غيره، وأحيانا عدم إدراك الفرد لما يريد؟ يجعله يتخبط أثناء سيره في الحياة، لذا اختصر الطريق وتأمل في ذاتك، ماذا تريد؟ وما أهدافك في الحياة؟ وهل هذه العلاقات إضافة أم عبء؟

كيف يدرك الفرد ذلك؟ من خلال معرفته لهويته ونقاط قوته وضعفه، فيكون المسؤول الأول عن حياته، ويدرك التوازن بين ذاته والآخرين من خلال الأدوار التي يقوم بها، فلا غالب ولا مغلوب بل حياة طيبة محبة للجميع.

المصدر: الرياض