السبت ٢٦ مايو ٢٠١٢
كان جميلا ذلك الجهد الذي بذله الزملاء في "الوطن" بالمتابعة المنشورة أول من أمس حول قرار رئاسة مجلس الوزراء بحصر ممارسة الصحافة على الصحفيين المعتمدين في هيئة الصحفيين السعوديين. فالمسألة فعلا بحاجة إلى توضيح أكثر، وجملة واحدة لم تكن كافية ليفهمها عدد كبير جدا من العاملين في الصحف الورقية وكذلك الإلكترونية. ثمة نقطتان هنا من المهم الإشارة إليهما، أولاهما أن بدايات هيئة الصحفيين وما قامت به بعدها لم تشجع الصحفيين على الانتساب إليها، ولذلك توقف عدد المتفرغين من أعضائها على 441 عضوا، أما المتعاونون ممن لا يجوز لهم التصويت أو الترشح فعددهم قليل أصلا في الهيئة. ما يعني أن على الهيئة أن تطور نفسها. النقطة الثانية التي لم تأخذها متابعات القرار بعين الاعتبار هي وجود شريحة كبيرة عاملة في الصحافة السعودية من الصحفيين العرب، ومعظمهم لم ينتسبوا لهيئة الصحفيين السعوديين لأكثر من سبب، مثل كونهم منتسبين إلى اتحادات الصحفيين في بلدانهم أو أنهم رأوا أن الهيئة لا تخدمهم في شيء، وبما أن الحيثيات التي بني عليها القرار تنطبق عليهم، فإن تساؤلا جديدا يقفز إلى الواجهة، وهو: ما وضع هؤلاء؟ كيف تطبق عليهم الشروط والضوابط التي تحدث عنها أمين عام هيئة الصحفيين السعوديين الدكتور عبدالله الجحلان في صحيفة "الشرق" أول من أمس؟ تلك الشروط التي قال إنها سوف توضع من قبل…
الأحد ٢٠ مايو ٢٠١٢
بعيدا عن القناعة بقدراتها الفنية وجودة صوتها، إلا أن غصنا ذبل قبل أيام في شجرة الزمن الفني الجميل برحيل المطربة "وردة الجزائرية" التي عاصرت عمالقة الطرب العربي الأصيل بكلماته ولحنه وغنائه. "وردة" التي قدمت من الجزائر إلى مصر صارعت للبقاء وإثبات الوجود في بلد مليء بالفنانين الكبار، مثلها في ذلك مثل كثير من المطربين الذين أثبتوا وجودهم في ساحة الغناء بمصر كفريد الأطرش وأسمهان وفايزة أحمد ونجاة القادمين من سورية وغيرهم... ولعلّ أهم أسباب توجه المطربين سابقا إلى مصر هو قوة إعلامها الذي يختصر طريق الشهرة على المستوى العربي لأي فنان متمكن. لكن الطريق في مصر لم تكن سهلة يوما ما لأي فنان قادم من الخارج، فـ"وردة" التي كم هاجمها أنيس منصور في مقالاته قائلا "المطربة دي بتزعق وما بتغنيش"، أُبعدت عن مصر مطلع الستينات من القرن العشرين، لأسباب تتعلق بكبار رجال الدولة، ومُنعت من دخولها لغاية بداية السبعينات مع استلام السادات للحكم.. وفريد الأطرش تعرض لحرب شرسة من بعض نجوم مصر، ورويت قصص على لسانه تشير إلى أن بعض مواقف عبدالحليم حافظ السلبية ضده كانت برعاية محمد عبدالوهاب، وكذلك لم تكن أم كلثوم نقيةً كما أظهروها في مسلسلها وقيل الكثير عن محاربتها لأسمهان. ولولا قوة صوت أسمهان، ومقدرة فريد الفنية العالية موسيقيا وصوتيا لما وجدا مكانا لهما في زمن…
الأربعاء ١٦ مايو ٢٠١٢
حين وقف خامس ملوك سومر "جلجامش" أمام مجلس الشيوخ في عاصمته أوروك حوالي عام 2900 قبل الميلاد، سألهم المشورة في قرار بالحرب ضد "آجا" حاكم كيش، مخاطباً إياهم بقوله: (دعونا لا نخضع إلى بيت كيش، دعونا ندكهم بالأسلحة). لم يكن أعضاء المجلس المنعقد آنذاك لجلسة عاجلة "يصفقون" طوال الجلسة للحاكم "جلجامش"، بل ناقشوه بكل ديموقراطية حول منطقية الحرب، وهل تستحق التضحية بشباب أوروك؟ ثم رفضوها ووافقوا على خضوع أوروك لشروط حاكم كيش بسيادته على كل بلاد سومر، الأمر الذي لم يقنع جلجامش القوي الذي يريد أن تخضع كلُّ بلاد سومر بما فيها كيش لحكم أوروك، لكن ما الخيار وقد رُفضت الحرب من قِبل عقلاء مجلس الشيوخ الذي يريد حقن الدماء وعدم الرمي بشباب أوروك إلى التهلكة؟ هنا، وفي حادثة ربما هي الأولى في التاريخ، لجأ الحاكم إلى "الدستور" واستخدم حق "الفيتو"، لنقض قرار مجلس الشيوخ، واتجه إلى المجلس الآخر "مجلس الشباب" أو مجلس العموم، باحثا عن موافقته لإعلان الحرب، لأن قرارا خطيرا كهذا لم يكن فرديا خاصا بالحاكم كما يبدو، بل لا بد من موافقة أحد المجلسين ليصبح نافذا. وافق مجلس الشباب أو مجلس عامة الشعب على الحرب، لكنها لم تحدث لأن "آجا" آخر حكام "كيش" قبل بخضوع عاصمته إلى أوروك من غير حرب بعد أن عرف أن جلجامش عزم…
الأحد ١٣ مايو ٢٠١٢
على غرار المناظرات التي تقام بين المرشحين للرئاسة في الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا، وفي حالة جديدة لم يألفها العرب، تابع المشاهدون عبر شاشتي "دريم" و"أون تي في"، مناظرة أقيمت بين أهم مرشحي انتخابات الرئاسة في مصر وهما الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، و"الإخواني" السابق عبدالمنعم أبو الفتوح، وربما تم تجاهل بقية المرشحين لقلة حظوظهم في الفوز بمقعد الرئاسة. المناظرة الرئاسية التي شكلت الحدث الأبرز على الشاشات العربية الأسبوع الماضي تهم المصريين بالدرجة الأولى لأنها تساعدهم على اتخاذ قرار الانتخاب عن قناعة بعد الاطلاع على أفكار ومرئيات المرشح، لكنها أيضا جديرة بالاهتمام من باقي العرب نظرا للثقل الذي تشكله مصر في الوطن العربي، فمَنْ في دول "الربيع العربي" يستفيدون من التجربة، ومن في دول "الاستقرار" يطلعون على فكر كل من الرجلين، وبالتالي يعرفون طبيعة السياسة التي سيتعاملون معها عند فوز أحدهما. الغريب في الأمر أن المناظرة تم بثها على قناتين فضائيتين خاصتين، وليس على إحدى القنوات الرسمية، ولعل سبب ذلك أن اختيار اثنين من المرشحين وتجاهل الآخرين أمر قد يضع القنوات الرسمية في مأزق، أما القنوات الخاصة فلا إشكالية لديها لأنها تبحث عن ربحيتها ورفع نسبة مشاهدتها. ظل المرشحان واقفين على رجليهما يتجادلان ويجيبان على التساؤلات حوالي ثلاث ساعات بالرغم من تجاوزهما لمرحلة الشباب، لكن الأكيد أن…
الخميس ١٠ مايو ٢٠١٢
كثرت الأحاديث في الفترة الأخيرة عن أن الإعلام الإلكتروني سوف يتقدم على حساب الإعلام الورقي التقليدي الذي رأى بعض الدارسين والمهتمين أنه سوف يتراجع. غير أن الدراسات الميدانية لا تشير إلى تلك الفكرة، ومنها الإصدار الرابع لتقرير "نظرة على الإعلام العربي" الصادر حديثا عن نادي دبي للصحافة تحت عنوان "الإعلام العربي: الانكشاف والتحول" الذي لم يكن ثريا بالمعلومات فحسب، بل اتضح فيه الجهد البحثي الاستشرافي الذي يحلل النتائج ويقرأ الغد استنادا على متغيرات اتضحت معالمها. وفيما يتعلق بالمطبوعات توصل التقرير إلى أنه في حين أن الصحف في العالم تشهد انحدارا من ناحية التداول والإعلان، إلا أنها في المنطقة العربية ما زالت تجاري مختلف الظروف، إذ إن تداول الصحف أظهر بعض النمو بين عامي 2010 و 2011 وإن كان بدرجة أقل من السابق. كما ظهر نمو في سوق المجلات من حيث عددها عام 2011. والملاحظ أن بعض القطاعات مثل مجلات المرأة حافظت على قدرتها على استقطاب القراء برغم ظهور منافسين جدد. ويتحدث التقرير عن استعداد بعض دور النشر الرائدة للهجرة الرقمية والاستفادة من إمكانية الانتشار عبر خصائص إلكترونية محددة قوية التركيز. ورأى 76% من المشاركين في استطلاع للرأي أن استخدام الجمهور لوسائل الإعلام الجديد كمصدر للأخبار سوف يتزايد، مما يعني أهمية الالتفات لهذه الوسائل من قبل السياسيين وصناع القرار لتأمين وصول…
الأحد ٠٦ مايو ٢٠١٢
تشكل مبادرة قناة "روتانا أفلام" بإقامة مهرجان "الفيلم السعودي" الذي تبدأ عروضه بعد أيام منعطفا مهما في مسار السينما السعودية التي أخذت في السنوات الأخيرة تتحرك بسرعة معتمدة على جيل شاب أتقن لغة التكنولوجيا والعصر، واستخدم أحدث الوسائل لإنتاج أفلام انطلقت إلى المهرجانات الإقليمية والدولية، فيما لم يستطع المكان الذي أنجبهم أن يوفر لهم مساحة لعرض إبداعاتهم، لأن الممانعة مستمرة من قبل مجموعة تصر على البقاء خارج الزمن، وترفض إنشاء صالات عرض تستقطب الخبرات المحلية من جهة، وتحتضن الجمهور الذي يود مشاهدة الأفلام من جهة أخرى. لم يدرك الممانعون أن وسائل العرض باتت متاحة، ولم يعرفوا أن الأفكار لا تنضب. ولأنها لا تنضب جاءت فكرة إقامة مهرجان الفيلم السعودي على قناة فضائية.. وهكذا ينوي القائمون على المهرجان أن يحققوا الإنجاز والسبق عبر منح 13 جائزة للأفلام الفائزة من خلال لجنة تحكيم وجمهور يشارك في اختيار أفضل الأفلام في مجالاتها، وأفضل ممثل وممثلة ومونتاج وتصوير وسيناريو، ومؤثرات صوتية، وأفضل إخراج، بالإضافة إلى جائزتي لجنة التحكيم والجمهور. ليقترب المهرجان بأسلوب جوائزه من المهرجانات الدولية. إلى ذلك، يبث المهرجان رسالة مفادها أنه إذا صعب الوصول للجمهور عبر الصالات، فإن السينمائيين سوف يصلون إلى المتفرجين داخل السعودية في منازلهم بعد أن وصلوا إليهم عبر اليوتيوب. التجريب في السينما السعودية ليس جديدا، فهو بدأ منذ…
الخميس ٠٣ مايو ٢٠١٢
من الأمور الحسنة في تاريخ بلاد الرافدين أنها حُكمت ذات زمن من قبل ملك آشوري مثقف هو آشوربانيبال (669 - 627 ق.م) ترك في نينوى بالعراق للأجيال اللاحقة ولعشاق الفكر والمعرفة مكتبةً ضخمةً اكتشفت عام 1853، تضم آلاف الألواح المكتوبة التي تؤرخ لزمنه وللعصور السابقة، ومنها 11 لوحا طينيا دُوّنت عليها ملحمة جلجامش بالخط المسماري باللغة الأكادية. في رحلة البحث عن سر الخلود، تكشف الملحمة السومرية التي تعدّ أقدمَ رواية أو مطوّلة شعرية كُتبت عن التفكير المتطور لإنسان الألف الثالث قبل الميلاد ورغبته الجارفة في التمسك بالحياة. قبل تلك الرحلة، أي بعد تغلب جلجامش ملك أوروك الذي يمثل الشر على إنكيدو الذي يمثل الخير، أبى الكاتب إلا أن يبث رسالة تقول إن الخير أقوى من الشر داخل الإنسان، ولذلك جعل جلجامش يصادق خصمه المهزوم، فتحولا إلى قوة جبارة، انتصر بها الكاتب على إرادة الآلهة "المصطنعة" بقتل مارد غابة الأرز والثور المجنح. ولأن كلَّ إنسان فان.. فقد بثّ الكاتب رسالة أخرى بعد بكائيات جلجامش وحزنه على موت إنكيدو، وهي كيفية اكتساب الخلود. ذلك الهاجس الذي سيطر على عقله إثر إدراكه أنه سيموت كصديقه، وما من مهرب إلا بـ"الخلود". طبقا للأسطورة، لم يكن أمامه سوى الوصول إلى (أوتونبشتم) وهو الإنسان الوحيد الذي حقّق الخلود مع زوجته بعد نجاتهما في حادثة الطوفان الشهيرة.…
الأحد ٢٩ أبريل ٢٠١٢
لم يكد ابني يمسك "الريموت" ويغير القناة عن مشاهد مؤلمة أتابعها في قناة إخبارية حتى أعادت mbc4 حالة الألم عبر برنامج المواهب العربية بمشهد سقوط المشارك التونسي رضوان شلباوي من ارتفاع أمتار على المسرح لانقطاع الحبل الذي كان يتعلق به ويتلوى مقدما مشاهد بهلوانية تذكرنا بما كنا نراه من حركات في السيرك الذي لم نستمتع به صغارا لأن المدن النائية محرومة من هذه الكماليات.. وحين كبرنا كانت قد "راحت علينا". سألني "بشر": لماذا لم يضعوا على الأرض شيئا طريا احتياطا لهذه الحالة؟ وحدثني أنهم في السيرك يحتاطون لهذه الحالات من السقوط باستخدام مواد مطاطية ممدودة ومشدودة أو أرضيات إسفنجية أو "شغلات" لا يعرف اسمها لكن السقوط عليها من علو لا يؤذي أولئك "المتشقلبين" في الهواء حتى من يمسكون بأيدي وأرجل بعض ويقومون بحركات عجيبة أكثر غرابة وإدهاشا مما قام به التونسي الذي سقط على رأسه وجرح ونزف دمه فيما أعضاء اللجنة والجمهور في حالة ذهول. كل ما عمله القائمون على البرنامج بعد ذلك، من إرسال المشارك للمستشفى وعلاجه لا يعفيهم من ذنب الإهمال.. وأصر على مفردة الإهمال، لأنها تعبر بدقة عن عدم توفير وسائل الحماية للعروض الخطيرة على حياة الإنسان.. استدرار عواطف المشاهدين والتكفير عن الذنب بمنح المشارك درجة النجاح في فقرته الفاشلة ليس حلا، بل هو خطأ يضاف إلى…
الخميس ٢٦ أبريل ٢٠١٢
عند دراستنا لثقافات وآداب الشعوب القديمة نجد أن الفكر الإنساني في حضارات بلاد الرافدين لم يأخذ حقه من الانتشار إلا لدى نخب قليلة من المهتمين بالميثيولوجيا والتاريخ الإنساني للشعوب. فمن الظلم أن يهتم العالم بحضارات الأمم ويبقى بعيدا بصورة عامة عن حضارة اتسمت معظم آثارها بالثقافة والمعرفة كحضارة بلاد الرافدين التي تبدأ ثقافيا منذ الألف الرابع قبل الميلاد.. بألواح السومريين المسمارية ثم الكتابات التي تطورت لاحقا ضمن الدول المتلاحقة كالأكادية والبابلية والآشورية.. وتركت لنا رقيمات أظهرت رقياً ونضجاً عقليا لدى إنسان المنطقة. كذلك من الظلم أن تنال ملحمتا الإلياذة والأوديسة تلك الشهرة الجارفة، فتصدر الدراسات الكثيرة، وتُنتج الأفلام السينمائية العالمية عنهما، فيطّلع العالم على تاريخ الإغريق وطريقة عيشهم.. فيما ظلت ملحمة "جلجامش" السومرية نخبوية لم تنل من الشهرة العالمية ما نالته ملاحم الشعوب الأخرى، ولم تنل حظها سينمائيا بإمكانات هوليوودية، بل أُنتج عنها فيلم بسيط في خمسينات القرن العشرين كما عرفتُ من الصديق العراقي المهندس أحمد التميمي. كي نتأكد من أن الحضارة والملحمة ظُلمتا.. يكفي أن نعرف أنّ ترجمات الألواح المكتوبة كشفت عن نظام مدرسي تعليمي في بلاد الرافدين في الألف الرابع قبل الميلاد، أي قبل أن يعرف الآخرون الكتابة.. وبتلك الكتابة نَقَشَ شخصٌ مجهولٌ ملحمةَ "جلجامش"، هذا الشخص الذي أعدّه من أهم مبدعي التاريخ، لأنه سعى إلى هدم فكرة…
الأربعاء ٢٥ أبريل ٢٠١٢
لم تفلح أفلام "نعال جندي" و"نافذة ليلى" و"نكرة" وغيرها في حصول السعودية على أي جائزة في مهرجان الخليج السينمائي الخامس الذي اختتم في دبي الأسبوع الماضي، إذ ذهبت الجوائز إلى الدول الأخرى، ما يثير الكثير من التساؤلات حول صناعة السينما في السعودية التي بدأت تنمو في السنوات الأخيرة.. لكنْ على ما يبدو أن نموها أوصلها لمرحلة المنافسة وليس الفوز. السينما العراقية التي سيطرت على الجوائز عادت إلى الواجهة لتؤكد أن تاريخها السينمائي الذي بدأ مطلع القرن العشرين له دوره في استمراريتها وتعافيها بعد الظروف التي مرت عليها في العقود الأخيرة.. عقود الحرب والحصار والاحتلال.. ولذلك ليس مستغربا أن ينال فيلم "حلبجة" الجائزة الكبرى نظرا لكونه يتحدث عن قضية إنسانية من جهة، ولكون العراق يمتلك الخبرات والإمكانات التي تقوده إلى الفوز على المستوى الخليجي من جهة أخرى.. فالدول المشاركة بدأت بعده في هذا المجال، ومنها التي ما زالت تترسم الخطى في تجاربها المبشرة كتلك التي في السعودية على سبيل المثال. فالسينمائيون يعملون في ظل غياب تام لدور العرض، وممانعة من قبل بعض الفئات.. ومع ذلك فهم يحاولون ويشاركون في المهرجانات بحسب قدراتهم التي ربما يحتاج الكثير منها إلى رعاية وصقل وتدريب ودراسة لتكتمل الحالة عبر تداخل الموهبة بالتعليم.. وأحسب أن قيام جهة رسمية كوزارة الثقافة والإعلام بتبني مشروع يعنى بالموهوبين في…
الخميس ١٩ أبريل ٢٠١٢
في ثمانينات القرن العشرين أدهشني التشكيلي والمهندس المعماري ماهر حميد بدراساته عن العمارة المستقبلية في "ألف ليلة وليلة".. وهذه الأيام أتابع تساؤلاته عن الحضارة السومرية وترجماته لبعض نصوصها، ساعيا إلى دعم الرأي الذي يقول إنها جزء من حضارات بلاد الرافدين وليست دخيلة عليها كما ترى دراسات تعتبر السومريين جماعة جاءت في الألف الرابع قبل الميلاد من مكان مجهول إلى المنطقة ثم أنشأت حضارة في المنطقة، وبعد مئات السنين هاجرت أو اختفت.. ثم قامت بعدها حضارات أخرى، وهذا ما يعمل "ماهر" على دحضه مؤكدا في حواراته مع أعضاء "مقهى الحنافل" على الفيس بوك، أن حضارة بهذا الرقيّ لا يمكن أن تنشأ من فراغ وينقرض أصحابها. عند الكشف عن الحضارة العراقية في القرن التاسع عشر أثيرت التساؤلات حول السومريين كشعب، وهناك من اقتنع بوجودهم مستدلا بلغتهم. أما من رأوا أنه ليس لهم وجود حقيقي تاريخيا وأنهم ليسوا إلا الأكاديين والبابليين والآشوريين، فقد ارتكزت نظريتهم على أن "السومرية" ليست إلا لغة سرية ابتكرها البابليون ليستخدموها بطقوسهم الدينية ومدارسهم التعليمية. وهذه الفكرة بالذات سعى الباحث والمؤرخ العراقي نائل حنون لإثباتها عبر خمس سنوات درس خلالها آلاف المفردات السومرية والأكادية.. وتوصل إلى أن "السومرية" ظاهرة كتابية وبالتالي فـ"السومريون" هم أسلاف الأكاديين الذين اخترعوا هذه اللغة المدوَّنة. وفي نظرية الباحث حنون أن العقيدة الدينية لسكان بلاد…
الأحد ١٥ أبريل ٢٠١٢
بعيدا عن أسباب اختيارأعضاء لجنة تحكيم برنامج المواهب العربية Arabs got talent الذي يبث على mbc4 ومع تقديرنا لكل منهم في مجاله، إلا أن ورطتهم أول من أمس وهم يعدّون حروف الكلمات ويسقطون الهمزة منها ينمّ عن ضعف في اللغة العربية، ويؤكد أن على القائمين على القناة عمل دورة معلومات للجنة التحكيم في أبجديات اللغة العربية، كي يحكموا بين المتسابقين وهم على دراية إن تطلب الأمر بمعلومة لغوية. أحد المشتركين أول من أمس هوايته عد حروف الكلمات بسرعة هائلة، أسمعوه جملة، فأجابهم بأن حروفها 108، حسبوها فاكتشف علي جابر أنها 110.. فذكّره القصبي بأنهم يعتبرون حروف العربية 28 حرفا، فيما هي 29 بوجود الهمزة.. وهي وجهة نظر بعض اللغويين أيضا. شكك المتسابق بدقة عدّ جابر.. وباستسلام، أكد الأخير على التشكيك مبينا أنه عدّ همزتين بالخطأ معتبرا إياهما حرفين! فيما نجوى تنظر محتارة. ولكم أن تتخيلوا بحسب طريقة المحكّمين ناصر القصبي ونجوى كرم وعلي جابر في عدّ الحروف أن كلمة (بائس) تتكون من ثلاثة حروف فقط وليست أربعة، ولكم أن تتخيلوا أيضا أن لجنة التحكيم بإلغائها الهمزة من العدّ ألغت دراسات اللغويين حول الهمزة المتطرفة وأختها المتوسطة التي لم يحسم شكل كتابتها بعد خاصة في حال مجيئها على (واو).. وألغت أيضا دراسات من يقولون إنها حرف يركب فوق حرف آخر، فألغوها…