الأربعاء ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٠
المرأة الإماراتية تعانق اليوم بعطائها نجوم الفضاء، بما حققته لها القيادة الحكيمة من تمكين، ودعم غير محدود، أثمر معجزة حقيقية في وقت قياسي واستثنائي، وكان محرك دفع قوياً نقلها، بما أثبتته من قدراتها الفائقة، من مقاعد المشاركة إلى قمم الإنجازات الكبرى التي يشار إليها بالبنان عالمياً. الإنجاز الذي حققته سارة الأميري على قائمة «بي بي سي» لأكثر 100 امرأة تأثيراً وإلهاماً في العالم في 2020، هو إنجاز متعدد الدلالات، وهو قبل كل شيء تأكيد، كما قال محمد بن راشد، بأن «لا شيء مستحيل أمامها»، فهي اليوم تقود المهمة الأضخم عربياً، في رحلة الإمارات التاريخية إلى المريخ، وتقود وكالة الإمارات للفضاء، وتقود حملة لإلهام المرأة العربية بأنها تستطيع. ما يجسده اختيار سارة الأميري بوضوح، هو مدى القوة والنفوذ والتأثير والكفاءة، الذي حمل المرأة الإماراتية إلى العالمية، لتكون صانعة إنجازات معرفية لم يسبر غورها إلا قلة من البشر، وتقدم عطاءات تخدم الإنسانية جمعاء، وما باتت تمثله من نموذج إلهام للمرأة في عالمنا العربي وفي العالم. هذه القوة التي تهيأت للمرأة في الإمارات، بدأت بإيمان ومبادرة واستراتيجية فاعلة من قيادة الدولة، استطاعت من خلالها، في وقت قصير، ترسيخ مكانة متقدمة للمرأة، لتتصدر الصفوف الأولى، في المشاركة في صنع القرار، وقيادة مؤسسات تصنع تاريخاً جديداً للوطن وللعالم العربي. كانت حكومة محمد بن راشد سباقة…
الخميس ١٩ نوفمبر ٢٠٢٠
ما تقدمه الإمارات من دعم غير محدود للسودان، ظل تاريخياً، ركناً أساسياً في تمكين هذا البلد الشقيق وشعبه من الاستقرار ومواصلة مسار التنمية، وهذا الدعم، في وقت الأزمات، كما في وقت السلم، هو نهج إماراتي ثابت ميز الإمارات في تعاملها مع مختلف قضايا الأشقاء العرب، ليس فقط في تقديم العون التنموي والإغاثي، وإنما في الدرجة الأولى في بذل كل جهد ممكن لضمان الاستقرار وتحقيق السلام والأمن في جميع الدول، إيماناً منها بأن السلام هو الطريق الوحيد نحو التنمية والازدهار. جهود كبيرة ودؤوبة بذلتها الإمارات طوال شهور، مهدت من خلالها أرضية صالحة للحوار بين الحكومة الانتقالية في السودان والجماعات المسلحة، وبما قدمته الدولة من رعاية مضاعفة، أثمر هذا الحوار اتفاق سلام تاريخياً تم توقيعه في جوبا عاصمة جنوب السودان في 18 أكتوبر الماضي، وهو الاتفاق الذي أنهى نزاعاً طويلاً مع المسلحين بعد استقلال جنوب السودان في عام 2011. وقفة الإمارات التاريخية، كعادتها، مع السودان الشقيق، صنعت حدثاً فارقاً في تاريخه لطيّ دوامة من الحروب التي امتدت سنوات طويلة، وتدشين مرحلة جديدة من السلام والاستقرار والتنمية، وجاء هذا الاتفاق نتاج الهدف النبيل والعمل المخلص الذي بذلت من خلاله الإمارات جهوداً استثنائية في تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف المشاركة في عملية التفاوض، وتقديم كافة التسهيلات والضمانات، والعمل بشراكة فاعلة مع قادة جمهوريتي…
الأربعاء ١٨ نوفمبر ٢٠٢٠
نصف قرن من مسيرة النهضة تضيء من خلالها الشقيقة عُمان يوبيلها الذهبي بتاج المجد والرفعة، والإنجازات المباركة، وتضيء معها الإمارات، قيادة وشعباً، الفرحة والمحبة والأخوّة المتجذرة بين شقيقين قدما نموذجاً في العلاقات الراسخة، والتعاون المثمر لتحقيق الاستقرار والأمان، والرخاء والازدهار لكلا الشعبين ولشعوب المنطقة ككل. علاقات البلدين، التي قامت دعائمها القوية على الإرث التاريخي والثقافي المشترك، وزادتها متانة وحدة الدم والمصير، وتطابق الرؤى والأهداف النبيلة، وجدت حرصاً مبكراً من المغفور لهما بإذن الله، الشيخ زايد وأخيه السلطان قابوس، رحمهما الله، ليسيرا بها إلى منعطفات تاريخية مهمة من التنسيق والتعاون والتكامل في جميع المجالات التي كان لها عظيم الأثر على رفاه الشعبين الشقيقين، وعلى الارتقاء بالأخوة التي تجمعهما. والاهتمام الكبير اليوم للبلدين الشقيقين بقيادة الشيخ خليفة، والسلطان هيثم، بهذه العلاقات وتعزيزها يؤسس لمراحل نوعية جديدة من التكامل والتوافق في المواقف والرؤى، وهو ما نجده في الاحتفاء الكبير وتهنئة محمد بن راشد ومحمد بن زايد لعمان الشقيقة وسلطانها وشعبها، وتأكيدهما على عمق الأواصر بين البلدين، والحرص على تطوير العلاقات والارتقاء بها إلى آفاق أوسع. كما نجد هذا الاهتمام من خلال ما أظهره شعب الإمارات من محبة كبيرة للأشقاء في عمان، ومشاركتهم فرحتهم باحتفالات عمت أرجاء الدولة، فعُمان منا ونحن منهم. تحمل الإمارات مع هذه المحبة أمنيات كبيرة للأشقاء بأن يواصلوا بالعز والرفعة…
الثلاثاء ١٠ نوفمبر ٢٠٢٠
نظرة سريعة على ما كان عليه العالم قبل سنوات، تكشف بوضوح ما سيكون عليه بعد عقد أو عقدين من الزمن، ومن يمتلك الرؤية الصائبة يدرك أنه مقبل على تغيرات كبرى سواء في منظومات الاقتصاد والطاقة والغذاء والصناعة والتقنية، أو حتى في أساليب حياة الناس ككل. ولا شك أن دبي استطاعت بالإدراك المبكر لقيادتها أن ترسخ سبقاً، ليس فقط في استعدادها وجاهزيتها لخرائط العالم الجديد بكل متغيراته، وإنما ريادة وقيادة لصناعة هذا المستقبل، والاستثمار في منظوماته، وهو ما بدأ يثمر في أكثر من مجال.وبما يتجاوز ذلك، باتت الإمارات، بفضل الرؤية الاستباقية للقيادة، تتحول إلى دولة مصدرة للمعرفة، فمع وصول «مسبار الأمل» الذي أعلنه محمد بن راشد في 9 فبراير 2021، إلى المريخ، يبدأ المسبار بتوفير معلومات غير مسبوقة عن الفضاء والكوكب الأحمر، لمئات المؤسسات البحثية حول العالم. وقطاع الصناعات الفضائية هو من القطاعات التي تتطلع دبي إلى ترسيخها كركيزة أساسية للتنمية المستقبلية، سواء بالاستثمار الحكومي في هذا القطاع، أو تشجيع شركات القطاع الخاص على ريادته، الأمر الذي بادرت من خلاله غرفة دبي إلى إعداد دراسة متخصصة لمساعدة القطاع الخاص على تحديد أولويته ورسم خططه ضمن هذا القطاع، والعمل على استقطاب استثمارات خارجية نوعية في الصناعات الفضائية، والتي كشف عنها حمد بوعميم مدير عام الغرفة لـ «البيان»، وحددت الدراسة 10 مجالات مختلفة…
الأحد ٠٨ نوفمبر ٢٠٢٠
على المفترق الخطير الذي تعيشه البشرية اليوم، بين أن تنهض لصناعة مستقبلها الواعد، وبين أن تكبو وتتراجع تحت وطأة الأزمات والكوارث والصراعات، لا أقدر من أن يقدم لها الإلهام والأمل والتفاؤل، من دولة صنعت الفارق عالمياً بزمن قياسي، وقيادة رسخت بإدارتها الاستثنائية، نموذجاً حياً ومضيئاً لمعنى تمكين الإنسان، وتحفيزه على قهر المستحيل، وعززت نهج دولة تأسست على الوحدة والتعاون والانفتاح والتعايش والتسامح والسلام ونشر الخير للجميع. قوة الرسائل التي يبعث بها محمد بن راشد إلى العالم أجمع، عبر كلمته بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس الأمم المتحدة، والأهمية الكبيرة لهذه الرسائل، لا شك تأتي من الحاجة الملحة للإنسانية، وفي هذا الوقت بالغ الحساسية، الذي يمر به العالم بظروف غاية في الصعوبة، لمثل هذا النموذج وهذه الدروس الملهمة، ورأس حكمة هذه الرسائل ما يؤكد عليه سموه: «الحكمة هي أن نستقوي ببعضنا وليس أن نستقوي على بعضنا»، وهي الحكمة التي أرستها الإمارات منذ تأسيسها، ففتحت قلبها وأبوابها أمام الجميع للتعاون والتعايش والتسامح وتحقيق الأحلام. الثقل والتأثير الكبيران اللذان تمتلكهما هذه الرسائل أن الإمارات بهذا النهج وهذه الحكمة حلّقت بإنجازاتها، وفي فترة قياسية من عمر الدول، في الفضاء لتعانق النجوم، بل وتغلبت على تأثيرات جائحة «كورونا» بقدرة فائقة ولافتة عالمياً، على مواصلة التنمية وتحقيق الطموحات والخطط، فأطلقت مسبار الأمل لاستكشاف المريخ، وأول محطة طاقة نووية…
الأحد ٠١ نوفمبر ٢٠٢٠
الإبهار الحضاري الذي اعتاد العالم على انتظاره من دبي، لا ينحصر بجمال مشهدها العمراني الذي تضيف إليه كل يوم سحراً جديداً، وإنما أصبح أكثر من ذلك يمثل نموذجاً عالمياً في فكر قيادي وإداري يفاجئ الجميع بما يرسخه من مسيرة تنموية قوية لا توقفها ظروف أو أزمات، وتثبت قدرتها ومرونتها على اقتناص الفرص من جوف التحديات، لتواصل دبي الإنجاز متفوقة على كل ما يمر به العالم أجمع واقتصاده من تباطؤ بسبب الجائحة، وتتغلب على ما تعيشه المنطقة من ظروف صعبة. وأكثر من ذلك يتفرد هذا الفكر القيادي برؤية مستقبلية، تثابر على تمهيد الغد الأفضل للأجيال، مثلما تعمل لتحقيق أقصى مستويات الرفاه لأبناء الحاضر، في ميزان لا تميل فيه كفة، وتجربة باتت مطلباً للدول وقدوة لأصحاب القرار. سر نجاح هذا النهج، هو الأولوية القصوى التي تضع فيها قيادة دبي، الناس وجودة حياتهم، في مقدمة أهداف جميع مبادراتها ومشاريعها الكبرى، وهذا ما يؤكده محمد بن راشد: «جودة الحياة في دبي هي سر حب الحياة في دبي»، كما يجدد سموه بث الإيجابية والتفاؤل وتحفيز العمل والمثابرة مبشراً بالقول: «نحن مستمرون في تطوير مدينتنا.. مستمرون في تطوير جودة حياتنا.. مستمرون في بناء مستقبلنا». بشائر يسبق فيها الفعل القول، إذ جاءت كلمات سموه، وكذلك كلمات ولي عهده الأمين الذي أكد بالقول: «مستعدون لريادة المستقبل بمشاريع كبرى…
الأحد ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٠
تكاتف الإمارات، بقيادتها ومؤسساتها ومجتمعها، لصياغة استراتيجية شاملة ومدروسة للخمسين عاماً المقبلة، هو عمل استثنائي وغير مسبوق عالمياً، إذ يعد هذا الفريق هو أكبر فريق وطني يجتمع لغاية هي أيضاً الأكبر من نوعها لرسم ملامح المستقبل برؤية استباقية على كافة المستويات الاتحادية والمحلية وفي جميع المجالات الحيوية. الإنجازات الكبيرة التي حققتها الدولة خلال الخمسين عاماً الماضية، والتي وضعتها في صدارة مؤشرات التنافسية العالمية في مجالات كثيرة، باتت اليوم محفزاً ودافعاً لطموحات قوية نحو منعطفات ونقلات نوعية في مسيرة الإمارات، سواء في المحركات الاقتصادية والمجتمعية والتنموية المتسارعة لتكون الأفضل عالمياً في كل شيء، وهي طموحات تغذيها القيادة باستمرار بالمبادرة والمثابرة، والعمل الملهم والمحفز، وإشراك الجميع في صناعة الإنجاز والتخطيط له. وما حققته الدولة من معجزات حقيقية إلى الآن، في فترة زمنية قياسية في عمر الدول والشعوب، ومعانقتها الفضاء، وما أثبته أبناؤها من قدرات فائقة في العلوم المتقدمة وريادة مجالات المستقبل، ليس إلا إلهاماً يعزز من تطلعات الجميع نحو ريادة المستقبل، بل قيادته، وتحقيق قصب السبق في جميع مجالاته، ووصفة الإنتاج الفكري والتنموي الشامل والمتكامل، التي يضع من خلالها محمد بن راشد، نموذجاً ملهماً للعالم، في جمع أكبر فريق لتصميم الخمسين عاماً المقبلة، وإشراك جميع فئات المجتمع في ذلك، هي مبادرة استثنائية وفاعلة في توحيد الرؤى لضمان مشاركة أوسع في العمل، وتعظيم…
الخميس ١٥ أكتوبر ٢٠٢٠
تكريم الشيخة هند بجائزة المرأة العربية في العمل الإنساني، تكريم بعدة أوجه، فهو يتجاوز التكريم الشخصي عن قيادتها لأكبر حملة مجتمعية وطنية بتوفير 10 ملايين وجبة للمحتاجين، إلى تكريم للمرأة الإماراتية بوجه عام ودورها في العطاء، وهو أيضاً تكريم للإمارات عنوان العطاء العالمي، وتكريم للعمل الإنساني واعتراف بأهميته في تغيير حياة المحتاجين والوقوف إلى جانبهم. أي أن رمزية الجائزة ومعانيها تأكيد على نشر قيم البر والإحسان والعطاء بسخاء، وفتح لمسارات وقنوات كبرى في عمل الخير، وإلهام يخلق نماذج مبتكرة ومستدامة في العمل الخيري، وحشد الطاقات نحو هذا الفعل الذي يرتقي بحياة الملايين ويؤثر إيجاباً في مستقبلهم. في تلك الحملة ومن خلال رئاستها لمجلس أمناء مؤسسة بنك الإمارات للطعام، جسّدت الشيخة هند وعبر مسيرة ممتدة لعقود في العمل الخيري، التراحم والتكافل والسخاء بمعانيها الكاملة، بصمت وهدوء، فاستحقت الجائزة واستحقت ثناء محمد بن راشد وهو يهنئها بالجائزة، قائلاً إنها «أقرب الناس للناس وأسرع النساء للخير»، وهو ثناءٌ يعكس في مضمونه تكريساً لنهج الإمارات في استدامة العطاء واستنهاض الجميع أفراداً ومؤسسات للسعي إليه واعتباره ممارسةً حياتية يومية تستجيب بسرعة وكفاءة وقت الحاجة، وقد كان ذلك واضحاً في تجاوز الحملة هدف 10 ملايين وجبة لتتوسع إلى 15 مليوناً في شهر واحد. ما يحسب للإمارات، في كل المبادرات التي نفذتها سواء محلياً أو عالمياً، أن…
الأربعاء ٠٧ أكتوبر ٢٠٢٠
كل صفات القائد الاستثنائي تجمعت فيه، فصنع معجزة استثنائية، ملأت الدنيا إعجاباً وروعة ودهشة، مازال بيننا بفكره وإنجازاته، رغم رحيله عنا قبل 30 عاماً. هو الوالد والقائد الشيخ راشد بن سعيد، مهندس نهضة دبي وباني مجدها، هو الذي اتفقت رؤيته مع رؤية رفيقه وأخيه الراحل الشيخ زايد، فأسسا دولة الاتحاد، فوحدا البيت ورفعا البناء، فكبرت المعجزة التي تثير كل يوم إعجاب العالم. في ذكرى رحيله، يقول محمد بن راشد مستحضراً ذكراه، وهو الذي تشرب ونهل من مدرسة والده في القيادة «كان قليل الكلام، كثير التفكر، نظرته عميقة كبحر واسع، يومه يبدأ قبل الناس، وأحلامه تتجاوز سنواته، محباً لزوجته لطيفة، عاشقاً لدبي، مخلصاً للاتحاد، رحل بهدوء بعد أن ملأ الدنيا ضجيجاً بأعماله، وما زالت». هنا يلخص محمد بن راشد سيرة هذا القائد بكلمات تتجاوز الرثاء، إلى تجديد العهد لمهندس دبي، بالاستمرار على نهجه والتأسي بمآثره وتوسيع مدرسته في القيادة والإدارة التي أثبتت قدرة غير عادية على تحقيق الطموحات، لهدف واحد هو رفعة الوطن وتقدمه وتنافسيته ورغد شعبه. في ذكرى رحيل راشد نستحضر الإرادة والتحدي والقدرة الفائقة على تجاوز الصعاب وبراعة التخطيط وهندسة المستقبل، والاستفادة القصوى من كل الإمكانات واستغلال الطاقات، ويروي عدد ممن عاصروا راشد، كيف كان يدعم التجار، ويوفر لهم كل الدعم، لأنه كان يؤمن أن دعمهم مصلحة وطنية يستفيد…
الثلاثاء ٠٦ أكتوبر ٢٠٢٠
من التمكين، إلى المشاركة، إلى صناعة الحدث واتخاذ القرار، ثلاث مراحل مترابطة نقلت المرأة الإماراتية في أقل من خمسين عاماً، إلى كل مواقع العمل لتشكل أكثر من نصف القوة العاملة في الدوائر والمؤسسات الحكومية، ولتؤكد نجاحها وتثبت قدرتها على تحمل المسؤولية إلى جانب شريكها الرجل. هذا الإنجاز الذي تسجله المرأة وتتقدم فيه سنوياً، ما كان ليتحقق لولا القوانين والتشريعات والسياسات التي تفتح لها أبواب المساواة والتوازن بين الجنسين، ما جعل الإمارات تتصدر المشهد العربي في هذا المجال، وتنافس في نفس الوقت على المراكز الأولى في المؤشرات العالمية للتوازن بين الجنسين. ومع قيام الاتحاد، كانت القوانين والتشريعات تفتح للمرأة أبواب التعليم والعمل والمشاركة وتمنحها الحق في تحديد مستقبلها، فكانت البداية مع النص الدستوري الذي يصون المساواة بين الجنسين، ثم توالت القوانين التي تعزز من حضور المرأة في مسيرة التنمية وتوفير الظروف والبيئة التي تؤهلها للقيام بدورها باعتبارها إحدى ركائز صياغة مستقبل الوطن، حيث نراها اليوم في كل القطاعات، ليست عاملة فقط، بل قائدة وصانعة قرار، سواء في القطاع العام أو الخاص. ليس هذا فقط، بل إنها أدت دوراً وطنياً بالغ الأهمية حين تقدمت الصفوف لإغلاق الفجوة في تركيبة القوى العاملة في الدولة، فهي اليوم في صدارة مشهد التوطين، خصوصاً في الدوائر والمؤسسات الحكومية، وهو دور ما كان ليتحقق لولا فهم المرأة…
الأحد ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٠
لا يختلف اثنان على أن المعرفة قوة، بل إنها هي التي تبني وتصنع الأشكال الأخرى للقوة سواء كانت عسكرية أو اقتصادية أو غيرها، ولكن المعرفة تحتاج إلى رؤية وبيئة تنهض بها وفيها، وتوفر كل الظروف اللازمة للأجيال كي تواصل نهضتها وتقدمها بالعلم والمعرفة، وتستديم الحوافز لمواصلة الجهد العلمي ما يخدم الأهداف الوطنية والإنسانية. ويمكن بسهولة رصد تلك الرؤية لدى قيادة الإمارات، التي بدأت مبكراً مهمة وطنية وإنسانية، من واقع إدراكها دورها في تجاوز توفير الخدمات لشعبها إلى الانتقال به لمرحلة من التأهيل والعلم والإنتاجية والعمل، بما يجعله مؤثراً في الساحة العالمية ومشاركاً في صناعة الحضارة. وهو ما نشهده اليوم من تجليات ولعل من أبرزها والتي تختصر الكثير من إنجازات تلك الرؤية، دخول ناديين عالميين كانا حكراً على الدول العظمى، وهما نادي الدول النووية، بتشغيل مفاعل براكة، والثاني نادي الدول الفضائية سواء بأعداد رواد الفضاء أو مهمات استكشاف الفضاء برحلة طموحة إلى المريخ، أو تصنيع وإطلاق الأقمار الصناعية، والذي ينطلق أحدثها غداً ليكون القمر الحادي عشر في عشرين عاماً، بمتوسط قمر كل عامين. هذا الواقع الفريد الذي يميز الإمارات، لم يصنعه المال على أهميته، وإنما صنعته رؤية القيادة بجعل هذا البلد واحة علم وازدهار، ولكن ذلك لم يكن ليتحقق لولا الإرادة والتصميم والتخطيط الدقيق للأهداف وتوفير الأدوات، وأولها بناء الأجيال القادرة…
الأربعاء ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٠
وسط حالة التشظي وعدم الاستقرار التي تمر بها المنطقة العربية، يظهر التحالف الاستراتيجي الإماراتي السعودي، كعمود فقري صلب يحمي المنطقة، أعاد بناء أمنها، تحت مظلة تحميها من الأطماع الإقليمية، فأثبت التحالف قوته ومتانته في وجه أزمات المنطقة، حتى غدا نواة للعمل العربي المشترك بسبب قوة الأداء وفاعليته، المستند إلى ما تمتلكه الدولتان من قدرات هائلة تستطيع التعامل مع أية متغيرات أو تقلبات إقليمية. من هنا، تبدو احتفالات الإمارات باليوم الوطني السعودي الـ 90 الذي يصادف اليوم، تعبيراً رمزياً، رسمياً وشعبياً، عن وحدة الحال، الذي يستند إلى علاقات تاريخية أسس لها قادة البلدين منذ عشرات السنين، ولا زالوا يواصلون توسيعها، لضمان مستقبل مشترك، يزيد تشابك الشعبين وينقلهما إلى واقع أكثر نماء ورخاء وازدهاراً، وما نشهده اليوم من نهضة في البلدين ومن تشكيلهما ثقلاً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً يحسب حسابه إقليمياً وعالمياً، ما هو إلا تجليات تلك العلاقة التي تثمر خيراً لصالح الشعوب العربية واستقرار المنطقة. ربما تتلاقى المصالح وتتقاطع لتشكيل أي تحالف بين دولتين أو أكثر، لكن النموذج الإماراتي السعودي يتقدم الرؤية والتفكير الواحد، لدى قيادة البلدين، على المصالح، لتشكيل علاقة عضوية دائمة تؤمن بالمصير المشترك، لذلك تأتي النتائج والمنافع أكثر تلبية لطموحات شعبي البلدين نحو مستقبل أكثر أمناً واستقراراً، والانصهار في مسار واحد يزيد الدولتين قوة على قوة. ومن بوابة هذا…