الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٢
ليس جديداً أن أكتب عن إعجابي الصادق بما تشهده الإمارات من تنمية متواصلة على أكثر من صعيد. وأكتب هذا الكلام عن خبرة ومعايشة طويلة وليست وليدة لحظة أو زيارة عابرة. للتو أعود من “سفرة طويلة” شملت البرازيل وفرنسا. اكتشفت خلال رحلتي أن الإقامة في الإمارات قد رفعت كثيراً من سقف توقعاتنا. في باريس تنتظر أحياناً لساعات قبل أن توفق بتاكسي فيما يأتيك في دبي بلمحة بصر. والانتظار الطويل في طوابير المطارات التي مررت بها يضطرني فجأة للمقارنة بمطارات الإمارات حيث لا تستغرق المسألة سوى دقائق قصيرة إلا وأنت خارجها. وكلما انتظرت طويلاً لتفعيل خدمة الإنترنت البطيئة في أكثر من مكان مررت به خلال رحلتي قلت: الله عليك يا الإمارات! وحينما كنت أقود سيارتي في شوارع باريس، وكنت على أعصابي خوفاً من فوضى السير من كل اتجاه، هدأت من روعي وقلت: كلها أيام وأعود لمتعة القيادة في شوارع دبي وبين دبي وأبو ظبي. هذه الأمثلة ليست “تفاصيل صغيرة”! تلك من صميم…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٢
يتزامن هذا المقال عندي مع ذريعتين: الأولى أننا الآن في حضن «رمضان» الحاني، هذا الشهر الذي يغمرنا بالإيمان والرحمة ويغسلنا من رهق الشهور الدنيوية الأحد عشر. والذريعة الأخرى هي ما شاع من تزايد الحديث عن الشك والإلحاد بين الشباب، والتساؤل إن كان عددهم حقاً في ازدياد أم أن جرأتهم على إعلان شكوكهم هي التي زادت؟ ومن دون الدخول في جدلية شطري السؤال فإن نشوء التساؤل ذاته هو مبعث قلق كافٍ للمؤمنين. هنا بالذات تكمن فرادة هذا الكتاب لجان جاك روسو. فالكاتب فيلسوف، ولطالما عُرف الفلاسفة بإسهامهم القديم في تعزيز نوازع التشكيك وتقويض فكرة الإيمان الفطري. أما كتاب روسو هذا فهو إيماني فطري خالص، ولذا فضّل مترجمه إلى العربية المفكر عبدالله العروي أن يجعل عنوانه: (دين الفطرة)، عوضاً عن العنوان الأصلي: عقيدة قس من جبل السافوا. لماذا يعمد المفكر العربي الكبير إلى ترجمة هذا الكتاب، شبه المنسي الآن، لكبير مفكري عصر الأنوار (القرن الثامن عشر)؟! يقول سعيد بنسعيد العلوي، في قراءة…
الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٢
مثل الربيع العربي اهم المنعطفات في السياسة الدولية منذ احداث سبتمبر 2001م وتزامن ذلك مع انحسار تدريجي للقوة الامريكية بسبب الازمة الاقتصادية وخسائر الحرب على العراق وأفغانستان مما جعل روسيا تستغل ذلك عبر العودة التدريجية للشرق الاوسط للبحث عن الدور المفقود ونجحت الى حد كبير في حشد التأييد الصيني والايراني لملء جزء من الفراغ الامريكي في الشرق الاوسط والذي تزامن مع انكفاء تركي نتيجة القلق من انعكاسات الوضع السوري على الداخل التركي، ولقد اثبتت الازمة السورية ان الشرق الاوسط يشهد تحولا في مراكز القوة واعادة تشكيل الوضع الاستراتيجي واعادة ترتيب الأدوار السعودية والتركية والإيرانية. ويفرض الدور العدائي الروسي في سوريا والمشاريع الايرانية والمتمثلة في تقوية سيطرتها في العراق ولبنان والبرنامج النووي الإيراني وخططها لاستغلال العامل الطائفي في الدول العربية حتمية قيام السعودية بإعادة تنشيط قواها الذاتية وبرمجة عوامل التفوق الاستراتيجي لديها واعادة تحديد مصالحها بكل واقعية لمواجهة السياسات العدائية وإيجاد الخطط المضادة لها للتقليل من خطرها. وبقدر ما تمثل الاخطار…
الثلاثاء ٢٤ يوليو ٢٠١٢
الخطأ الاستراتيجي الذي وقعت فيه جماعة "الإخوان المسلمين" في الإمارات أنها اختارت التوقيت والمكان الخطأ لتحركها، فرغم ما يتكلم عنه البعض من قصور تعانيه الإمارات وخلل في بعض الجوانب -كما في أي دولة في العالم- إلا أنها تعتبر دولة ناجحة ومجتمعها متماسك ولم تكن جاهزة لتتقبل ذلك التحرك الذي بدأه "الإخوان". "الإخوان" في الإمارات لم يقرأوا الواقع بشكل سليم فجاءت أخطاؤهم متتالية وقوية ونسوا أن الإماراتيين كانوا يتعاطفون معهم على أساس أنهم أشخاص متدينون ودعاة دينيون همهم الآخرة وليس الدنيا... فاكتشفوا عكس ذلك، لذا فبمجرد أن اتضح أنهم من جماعة "الإخوان المسلمين" وليسوا دعاة إلى الله فإن الكثيرين اتخذوا موقفاً رافضاً لهم... فشعر "الإخوان" في الإمارات أنهم أصبحوا في قفص الاتهام أمام الشعب وهم عاجزون عن الدفاع عن أنفسهم أمام الدولة وذلك طبيعي لأنهم سلموا أمورهم للقيادات المتشددة في الجماعة المحظورة التي تتلقى تعليماتها من الخارج، هذه القيادات التي أخذت الجماعة إلى المجهول، فضلاً عما سببته من جروح عميقة في…
الثلاثاء ٢٤ يوليو ٢٠١٢
الدعوة السعودية لإقامة مؤتمر استثنائي للتضامن الإسلامي في مكة المكرمة تعيد للسياسة الخارجية السعودية وهجها. هذا المؤتمر في غاية الأهمية لأن الظرف العالمي الراهن في غاية التعقيد، (تحديات اقتصادية مستمرة وانقسام في المواقف الدولية حيال ما يحدث في العالم العربي وفي سوريا تحديداً). الدور السعودي، خصوصاً فيما يحدث على مستوى المنطقة، مهم وحاسم في كثير من المواقف. وأهمية الدور الاقتصادي للسعودية في التأثير الإقليمي والعالمي يوازيه مصدر آخر للقوة، ربما أكثر أهمية، ألا وهو قيادتها الروحية للعالم الإسلامي. ولهذا يمكن أن نقرأ دعوة المملكة لمؤتمر استثنائي للتضامن الإسلامي كخطوة جيدة لإحياء مصدر مهم من مصادر قوة السياسة الخارجية للسعودية. لا يمكن أن تترك ورقة التضامن الإسلامي لعبة من ألاعيب “السياسة الخارجية” الإيرانية أو التركية فيما المملكة هي الأجدر والأصدق في محاولات “لم الشمل” الإسلامي. منذ عهد الملك المؤسس والمملكة لاعب فاعل في السياسات العربية والإسلامية. وجدارتها في قيادة العالم الإسلامي لا تأتي فقط من مكانتها الروحية للعالم الإسلامي ولكنها أيضاً…
الثلاثاء ٢٤ يوليو ٢٠١٢
قبل الهجوم على بغداد في عام 2003 بلغ الضغط أشده على الرئيس العراقي حينها صدام حسين. كان من الواضح أن الهجوم الأميركي واقع، وهزيمة صدام أكيدة، وتقلصت خياراته إلى اثنين: الخروج أو القضاء عليه. للتاريخ، صدام اختار الأول، حيث وافق من خلال مبعوثه وسكرتيره الشخصي عبد حمود على التخلي عن الحكم وتجنيب العراق الحرب بوساطة مع القيادة الإماراتية. اجتمع القادة العرب في قمة شرم الشيخ، حيث رفض حينها الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إدراج الحل الإماراتي، وانتفض رئيس الوفد العراقي بحجة أنه لا يمكن لصدام أن يستسلم. صدام في بغداد صار في موقف محرج وأخذته العزة، فتراجع عن الاتفاق وكان ما كان، ولو خرج لتغير تاريخ العراق من دون دماء. قبل أيام، ألقى السفير الروسي في باريس قنبلة عندما كشف عن أن الرئيس السوري بشار الأسد وافق على التنحي بصورة حضارية، ضمن اتفاق جنيف الذي طبخه المندوب الدولي كوفي أنان، إلا أن المتحدث الرسمي في دمشق سارع لينفي الرواية.…
الثلاثاء ٢٤ يوليو ٢٠١٢
في العقد الأول من الألفية الثانية تغيرت شعوب الخليج في تلقيها للمعلومة.. حيث انتقلت من تلقي المعلومة الحكومية إلى معلومة الفضاء المفتوح. في الوقت نفسه كانت حكومات المنطقة تكافح التطرف وتبحث عن نماذج معتدله تظهر على الشاشات لتصنع رأيا دينيا معتدلا، تلقف هذه الحاجة من يسمون بـ"حركيي التيار الإسلامي" وغيروا جلدهم فورا من معارضين إلى موالين تائبين ليفتح لهم المجال. اقتنصوا فرصة عشر السنوات الماضية لتكوين الشعبية على القنوات الفضائية، فأخفوا مخالبهم تحت غطاء القصص المؤثرة، والبرامج الاجتماعية، وفقه التسهيل الذي يجذب الجماهير ويبعدهم عن العلماء الثقات.. إلى أن جاءت سموم الربيع فتغيرت النغمة وخشن الصوت وظهر المخلب.. وجاءت فرصتهم التاريخيه التي لا تتكرر، فبدأوا يركزون على الإعلام الجديد الذي غير المنطقة أملا في أن يوصلهم إلى ما وصلت إليه مرجعياتهم من كراسي الحكم. وعقد اجتماع في بيت أحدهم في أكتوبر العام الماضي ضم كثيرا من أعضاء الاتحاد العالمي للعلماء (الحركيين) وعلى رأسهم أمينه المساعد لشؤون الإعلام لإعلان خطة التواجد…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
الإثنين ٢٣ يوليو ٢٠١٢
سيستيقظ قادة المنطقة ذات صباح قريب على شرق أوسط من دون بشار الأسد، وعلى سورية متفتحة عليهم، من دون نظام قمعي شمولي، خطفها بعيداً عن عالمهم وأغلق أبوابها عليهم، وحوّلها من شريك إلى تهديد، كلهم يعلمون أن ذلك سيؤثر في بلدانهم بشكل أو بآخر. إنه عالم جديد يطلون عليه في ذلك الصباح بكل ما فيه من فرص ومخاطر وتحديات. أخيراً سقط النظام ومن الداخل، ومن دون تدخل منهم، يتنفسون الصعداء، فلم يكونوا يرغبون في التدخل مباشرة حيث مخاطر حرب لا تضمن عواقبها على دولهم. كان رأي خبراء الأمن عندهم أن لا داعي للتورط فيها طالما أن السوريين يقومون بواجبهم، اكتفوا بالدعم المالي وبعض من السلاح والسماح للمعارضة بحرية الحركة، ولكنهم قلقون الآن من تداعيات الوضع المنهار في سورية. بالكاد نجت من حرب أهلية ماحقة. لقد انهار الجيش النظامي، تفرق بين منشق وهارب، لم يقم بشبه انقلاب كالجيش التونسي أو يحافظ على الدولة ويسمح بالثورة كما فعل المصري. حارب حتى الرمق…
الإثنين ٢٣ يوليو ٢٠١٢
تحدَّث ابن منظور في قاموسه الشهير «لسان العرب» عن لفظة غوغاء فذكر من معانيها: أنها من مراحل نمو الجراد، وأنها شيء مثل البعوض لا يؤذي، وأن الغوغاء هم السفلة من الناس، والغوغاء هي الفوضى والجلبة. يتّبع المثقفون والمصلحون طريقتين شهيرتين في نشر الثقافة والإصلاح، الطريقة الأولى تعتمد على إعداد مثقفين ومصلحين آخرين ورفع كفاءاتهم، وهذه الطريقة هي الأسهل لأنها لا تحتاج لمهارات «خاصة» في التعامل مع الجمهور ولا لبراعة تبسيط المعلومة، فالمتلقي هنا أصلاً مثقف، أو عنده استعداد لنيل الثقافة وقبول الرأي المخالف، كما أن هذه الطريقة توافق هوىً في نفس المتكلم حيث «يأخذ راحته» في الاستعراض بألفاظ رنانة ومصطلحات معقدة يبرز بها -بقصد أو بغير قصد- علوَّ كعبه في المجال الذي يتكلم فيه. أما الطريقة الثانية فتعتمد على توجيه الخطاب المباشر إلى الشعب، وأقصد بالشعب هنا الطبقة غير المثقفة، التي تتأثر بالإعلانات التجارية وتقتنع بالأصوات العالية وتنخدع بالمصطلحات اللذيذة، حيث يسعى المثقف أو المصلح إلى «تخدير» عقول المستمعين بإحدى…
الإثنين ٢٣ يوليو ٢٠١٢
لا يخفى على أحد أن الوطن هو الحب الخالد والقيمة الأسمى بعد حب الله عز وجل، وقد سعت قيادتنا الرشيدة لترسيخ قيمه العليا، على النهج الذي تركه المؤسس الكبير (أبونا زايد) طيّب الله ثراه، وعلى ذات المنهج سار خلفه، (خليفة الطيب والخير)، فتوالت المنجزات التي تتكئ على هذا الحب، واستمر نهر العطاء بالتدفق، فروى أرض الإمارات ووثق المحبة بين الشعب والقيادة. ومن أهم ما اتخذته القيادة من آليات وتميزت بها وبتفرد، هو مبدأ سياسة الأبواب المفتوحة، وتحديداً "الميالس" الأسبوعية للقيادات ومتخذي القرار، وهو تقليد إماراتي عريق، حيث تلتقي في هذه المجالس القيادات بأعداد كبيرة من المواطنين، فتستمع وتصغي لهم ولاحتياجاتهم، وتوجه باتخاذ كل الإجراءات المؤدية لتلبيتها، على وجه السرعة، بل وتتابع شخصياً تنفيذ ما تم التوجيه بخصوصه. إن فكرة التواصل بين القيادة والشعب من أهم استراتيجيات الإدارة الواعية لمصلحة الفرد والمجتمع، والساعية لتحقيق أعلى معدلات السعادة والرضا، وهذا ما شهد به مؤخرا تقرير دولي صدر عن الأمم المتحدة تناقلته وسائل…
الإثنين ٢٣ يوليو ٢٠١٢
يخترع المصريون (الظرف) كل دقيقة ليسهلوا طرق حياتهم الصعبة جدا، وليشعروا بأنهم على قيد الحياة الكريمة التي يستحقونها، ومع اقتراب شهر رمضان سمى المصريون تمورهم بأسماء الساسة المتنازع عليهم، فأصبح هناك (تمر مرسي) و (تمر شفيق) و (بلح الشعب)، والأخير هو الأرخص في التقاط ذكي لقيمة الشعب إذا ما قورن بالإخوان الأغلى في مصر الجديدة، وبالفلول الذين لا يقلون غلاء سوى بنسبة واحد فاصلة بالمائة.!! ويقول أحد الباعة الظرفاء : إن كل شيء في أرض الكنانة تغير بعد ثورة 25 يناير ، حتى مسميات التمر التي نداعب بها الزبائن، فبينما كانت أسماء تمر رمضان تخييلية عاطفية تتوزعها ليلى علوي وهالة صدقي وإلهام شاهين، سميناها هذا العام بأسماء واقعية سياسية لعلمنا بهموم جمهور الثورة، والقصد الذكي للبائعين ـ فيما يبدو ـ هو أن تتلذذ بالتمرة إن كنت تحب مرسي أو تسحقها بأسنانك إن كنت تكره شفيق والعكس صحيح، وفي الحالتين البائع هو المستفيد، سواء تلذذ المشترون بالتمر أم مارسوا السحق، الذي…
الإثنين ٢٣ يوليو ٢٠١٢
شخصياً، لم أستبعد، من قبل توضيح أمين الرياض، أن تكون قصة «الحارس والمظلة» جاءت كمصادفة بريئة وليست من تدبير أو بقناعة الأمين. فحماس بعض الموظفين لخدمة «كبار المسؤولين»، من باب التقدير أو الانبهار، واردة جداً. والأهم أننا اليوم في زمن ترصد فيه «الكاميرا» كل حركة وموقف. فمن منا اليوم يمشي وليس في جيبه هاتف بكاميرا؟ صار أكثرنا صحفياً ومراسلاً ومصوراً وفضولياً بفضل التقنية. ولأن بيننا من يظن أن المسؤول -كل مسؤول- حق مباح للنقد والتطاول وربما الشتيمة فلا رادع -إلا ما ندر- لاختلاق الحكايات وصناعة الأكاذيب. لست هنا مدافعاً عن أمين الرياض. هو وفريقه الإعلامي أقدر على شرح ملابسات قصة «المظلة». لكنني هنا أتساءل: كيف نصدق أية صورة أو جملة كتبت في مواقع التواصل الاجتماعي من دون فرز أو تساؤل أو سماع لوجهة النظر الأخرى؟ في غياب ثقافة النقد و أخلاقياته وشروطه ومعاييره، لا نستغرب أن يخلط البعض بين النقد والشتيمة وبين النقد البناء والترصد واستغلال الفرص للتشكيك في المسؤول-…