هند الأريانيناشطة سياسية واجتماعية ومدونة يمنية مقيمة حالياً في بيروت، نشر لها مقالات في عدة صحف منها جريدة السفير ويمن تايمز والجمهورية والمصدر أونلاين، حاصلة على بكالوريوس في علوم الكمبيوتر من اليمن وماجستير في إدارة الأعمال من بيروت، وتعمل حاليا كمحللة سياسية.
الأربعاء ٠٦ يونيو ٢٠١٢
أرى عينيه وهي تضيء، يحكي لي عن ساحة التغيير، وكيف أن عينيه أدمعتا عند سماعه للنشيد الوطني، مع أنه كان قبل الثورة يدعو للانفصال.. صديقي الحضرمي صاحب القلب الطيب، رأيت في عينيه أحلاما كبيرة، كان يرى أن اليمن ستصبح أفضل وأن كل الفاسدين سيرحلون، وأن صالح سيعاقب هو ومن يعاونه، أحلام كبيرة كان يراها هو ورفاقه ممكنة، ولكن........ بعد سنة ونصف من الثورة اليمنية، رأيت صديقي الحضرمي. لم يعد كما كان، لا شيء يرضيه، يتذكر رفاقه ممن استشهدوا وتلمع عيناه، هذه المرة ليست لمعة الطموح والأمل وإنما لمعة بدمعة الحزن، صديقي يرى أن الثورة لم تمشِ في الطريق الذي تمناه.. صديقي الحضرمي لم يكن يتوقع هذه الصعوبات، لم يكن يتخيل أن تتحول الثورة إلى صراع بين أطراف متنازعة، لم يتوقع أن يستغلها كل طرف في مصالح شخصية به، أصيب بالإحباط وأصبح الحزن هو الشعور الدائم عنده... يسألني وفي عينيه نظرة تدعوني لأن أحيي فيه الأمل: هل تعتقدين أني رسمت أحلاما…
الأربعاء ٠٦ يونيو ٢٠١٢
مرة سألت وزير خارجية عربياً إن كنا فعلاً نفهم إيران، ثقافة وتاريخاً وتركيبة سكانية ناهيك عن حراكاتها على أصعدة الفكر والسياسة والإقتصاد. كان الجواب جريئاً، احترمت صاحبه كثيراً، إذ أجاب سريعاً بالنفي. نحن لا نفهم إيران. تذكرت كلام الوزير وأنا، قبل يومين، أحاور الباحث السعودي في الشؤون التركية، د. عبدالله الشمري، الذي أكد لي أننا أيضاً لا نفهم تركيا. كثيرون منا يقرأون تركيا وإيران بالعاطفة والإنطباعات العامة. ولهذا يأتي السؤال دائماً عن أسباب ندرة، إن لم يكن غياب، مراكز الدراسات المتخصصة في الشؤون الإقليمية والدولية. وهو سؤال أصبح مملاً لكثرة ما طرحناه. لكننا صدقاً بحاجة لفهم علمي أشمل لبلدان مهمة في منطقتنا ولنا مصالحنا واختلافاتنا معها. كم لدينا من يجيد اللغة التركية ويتقنها؟ وكم لدينا من باحثين في الشأن التركي، يقرأون الصحف التركية يومياً ويرصدون حراك المجتمع التركي بكل أطيافه ويفهمونه؟ يقول الشمري إن أعداد الطلاب السعوديين في الجامعات التركية عدد محدود جداً قد لا يتجاوز العشرين طالباً. ما الذي…
الثلاثاء ٠٥ يونيو ٢٠١٢
يقول إبراهيم الكوني: «ما نفع الحقيقة بعد فوات الأوان» أخذ معوله، بيديه أزال نخلته، بفرح زرع أشجاره الجديدة مكانها، غرسها بحب وسقاها بشوق، رأها تكبر أمامه، تغطي جدران بيته، ابتسم ابتسامة المنتصر وهو يستظلل بظلالها، كبرت الأشجار وغطت كل المكان ومنذ ذلك اليوم كبرت معها المشاكل. البعض يفهمك بعد فوات الأوان ويقدم اعتذاره في الوقت الضائع بعض الأفكار الدخيلة كالأشجار الدخيلة، تعطيها أكبر من حجمها، يغرك منظرها الخارجي وطريقة طرحها وعرضها، سريعاً ما يتأثر بها البعض وما إن تتمكن منه حتى تبدأ آثارها السلبية تطفح على السطح، تماماً كالأشجار الدخيلة تبدأ جذورها بالانتشار تحطم جذورك تستولي على نباتاتك، وبطيئاً من حيث لا تدري تسيطر على حديقة بيتك، لا تعلم كمية الأذى التي تسببها تحت بيتك. البعض يواجهك بمنظره الحسن ويخفي جوهره الآسن. قراءة الفصل الأول لا تعني أنك أنهيت الرواية الحياة رواية عميقة لمعرفة تفاصيلها تلزمك قراءة عميقة لفصولها وتجربة طويلة لتعرف خباياها، وكذلك الأشخاص مجرد الحديث معهم أو مقابلتهم…
الثلاثاء ٠٥ يونيو ٢٠١٢
حكى لي أحد الكُتّاب أن أحد قُرّائه يُطارده منذ مدة طالباً منه الكتابة حول القضية الفلسطينية، وعندما قال له بأنه ليس متخصصاً في السياسة اتهمه بأنه عميلٌ للأنظمة، ويدعو إلى التطبيع مع إسرائيل. وقبل ذلك طُلب منه أن يكتب حول الانتخابات العراقية فرفض، فاتُهم بأنه ذو أجندة خارجية. وقد تتخذ هذه المطاردات طابعاً أكثر شراسة، فكل يوم يُطالعنا أحدهم أو إحداهن على تويتر وفيسبوك أو في مواقعنا الشخصية، شاتمين، غاضبين، مهددين، متوعّدين؛ إذا رفضنا الكتابة في الموضوعات التي تهمّهم، ويستخدمون نفس الطريقة الابتزازية؛ حيث يقولون لك إنك لستَ وطنياً، أو لستَ مسلماً؛ فالقضايا الوطنية والإسلامية هي التي يصرخون هم فقط من أجلها، أما باقي القضايا الفكرية التي لا تهمّهم فيبدو أنها تقع تحت باب العِلْم الذي لا ينفع. أُتابع الكُتاب باهتمام على تويتر، وأقرأ يومياً السؤال التالي يوجه لهم: “ما رأيك في كذا وكذا” وعندما يرفض كاتبٌ التعليق أو يتجاهل السؤال فإنه يُرمى بما ذكرتُه قبل قليل. وعندما ننظر إلى…
الثلاثاء ٠٥ يونيو ٢٠١٢
تبرئة المتهمين الرئيسيين الذين تمت محاكمتهم على خلفية كارثة جدة وبطء وتيرة المحاكمات أثارا حفيظتي وفكرتُ في إعادة تساؤلات تُطرح منذ الكارثة الأولى عسى أن تنتصر لأرواح الشهداء وتجد آذاناً صاغية تتساءل عن الحق والعدل، كما نتساءل عنه. في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009، هجم المطر على جدة - أكبر الثغور السعودية على البحر الأحمر- وأصيبت في مقتل. مرضتْ جدة، وقيل ماتتْ بعد أن حزنتْ حزناً عميقاً. عاشت تلك المدينة المتصالحة مع أهلها وزوارها مصاباً جللاً. كانت فيها مأساة إنسانية وكارثة حقيقية لا تُخطِئها العينُ. جثثٌ طافحة وسياراتٌ سابحة، وجسورٌ وأرصفة غارقة وعائلاتٌ ذهبتْ بقضها وقضيضها بفعل أمطار طمرت المدينة وغمرتها في ساعات قليلة جداً. وفي كانون الثاني (يناير) 2011 عاد المطر ليختبر قدرة الجهات الرسمية في جدة مرة أخرى، وجاءت النتائج محبطة وحزينة، بعد أن فاقم المطر آلام الحزن وفتح الجروح مرة ثانية. وكتبتُ حينها مقالةً بعنوان: «لا جديدَ.. أعيدوا ما كتبتم»! الأربعاء الماضي، وبحسب ما نُشِر في الصحف السعودية،…
مشعل القرقاويكاتب ومحلل إماراتي متخصص في الشؤون الراهنة في المنطقة. بعد حصوله على البكالوريوس والماجستير في إدارة الأعمال (تخصص تمويل)، بدأ حياته المهنية كمصرفي كما قام بتأسيس شركة عائلية في قطاع البنية التحتية. وبعد كتابة عمود أسبوعي في الصحف المحلية، انضم إلى حكومة دبي وترأس ملف المشاريع الثقافية المعاصرة. يواصل مشعل كتاباته مع التركيز بشكل خاص على منطقة مجلس التعاون الخليجي بدولها ومدنها محللاً تحديات وفرص المنطقة الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
الإثنين ٠٤ يونيو ٢٠١٢
لابد من الإشادة بالمبادرة الكريمة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة - حفظه الله - لتسوية القروض المتعثرة التي تقل عن خمسة ملايين درهم. حيث تشمل هذه المبادرة 368 مواطناً يصل مجموع ديونهم لـ 568 مليون درهم. والجدير بالذكر أنها تعتبر المرحلة الثانية من برنامج تسوية القروض الخاص برئيس الدولة في حين أن المرحلة الأولى شملت ذوي القروض المتعثرة التي تقل عن مليون درهم. ومما لاشك فيه أن المبادرة الكريمة لرئيس الدولة، قد رفعت الكرب عن المستفيدين وعائلاتهم أيضاً. وهي بمثابة تذكير بأن العلاقة الحميمة بين القيادة والشعب لا تزال تزداد دفئاً مع نمو الدولة وازدياد عدد المواطنين. ولكن يجب علينا أن نتساءل كيف نستفيد من هذه المبادرة؟ وكيف نضمن تعلم الدرس؟ فالسؤال الذي يطرح نفسه: كيف استطاع المستفيدون من مبادرة التسوية الوصول إلى هذه المرحلة أساساً؟ هل كان السبب عدم قدرة الأفراد على إدارة مواردهم ومصاريفهم الشخصية؟ هل كان تأثراً بثقافة استهلاكية؟ هل…
الإثنين ٠٤ يونيو ٢٠١٢
المنشغلون بخصوماتهم مع الآخرين إنما يسيئون لأنفسهم أكثر من إساءاتهم لخصومهم. أستغرب من أولئك الذين يهدرون أثمن الأوقات في مؤامرات وتصفية حسابات ضد من اختلفوا معهم في الفكر أو في الرأي. وثمة نوع من الناس كأنه لا يقوى على العيش من غير اختلاق العداوات والمشكلات مع من حوله. حينما تنشغل بنفسك؛ بتطوير قدراتك ومواصلة إنجازاتك فأنت تنتصر على من تظنهم أعداء وخصوماً. وحينما تغرق في البحث عن فرصة انتقام ممن أساء لك أو حسبته منافساً لك فأنت تؤكِّد هزيمتك وتقدّمها لمن تعتبره الخصم على طبق من ضياع. المواجهة، في المواقف الحقيقية التي تتطلب المواجهة، ليست كتلك الخاسرة من أصلها فنضع أنفسنا في شباكها المعقدة، وليست كتلك التي يسعى بعض «الخصوم» لجرنا إليها كي نصبح، مثلنا مثلهم، سواسية في الفشل والخسارة. نصيحتي لك أن تبقى فوق، هناك في الأعلى. حذارِ من أن تُجرّ لمعارك خاسرة. كم من معركة ربحتها حينما أعطيتها ظهري وواصلت مسيرتي نحو أهداف رسمتها بنفسي لنفسي. انتبه: لا…
الإثنين ٠٤ يونيو ٢٠١٢
في دبي رأيت أباً يرافق ابنه إلى مقهى شبابي يرتاده عشاق الدراجات النارية. ولأني أعرفه جيداً وأعرف ابنه جيداً فلم أندهش لتلك الصداقة التي جمعت الأب بالابن وأصدقاء الابن. قال لي مرة إن أصدقاء أبنائي أصدقائي. وعرفت منه لاحقاً أنه يشارك أولاده وأصدقاءهم رحلات برية وبحرية وهو عندهم واحد من أفراد «الشلة»! أحببت في الأب حميمية الصداقة مع أولاده وأصدقاء أولاده. كم هي ممتعة تلك الصداقة التي تجمعنا بآبائنا وأعمامنا وإخواننا. سمعت يوماً أباً يطلب من ابنه: كن صديقي! ظننته يقولها مازحاً لكنني عرفت فيما بعد أنه كان يعنيها. ولأننا في زمن كثرت تعقيداته وزادت مخاطره، فليس ثمة آمن على الأبناء من صداقة حقيقية مع آبائهم؛ صداقة قوامها الصدق والقرب والفهم. عرفت يوماً أباً يظن أن كسر الحواجز مع الأبناء يكسر «هيبة» الأبوة! يا لهذه العقدة العربية التي اسمها «هيبة»، كم ورطتنا في متاهات ما أنزل الله بها من سلطان. أي «هيبة» تلك التي تصنع جدار من النفاق والخوف والكذب…
علي الظفيريكاتب وإعلامي سعودي، وُلد في دولة الكويت في 19 أكتوبر 1975. حصل على بكالوريوس علم نفس تربوي من كلية التربية في جامعة الكويت عام 1997، ثم دبلوم إعلام من جامعة الملك سعود في الرياض عام 1999. عمل في جريدة الوطن السعودية في الفترة من 2002 إلى 2004، وإذاعة وتلفزيون المملكة العربية السعودية ما بين عامي 2000 و2004.
يعمل حالياً كمذيع ومقدم برامج سياسية في قناة الجزيرة القطرية.
الأحد ٠٣ يونيو ٢٠١٢
وضع المجلس العسكري اللمسات الأخيرة والنهائية على النظام القديم الجديد في مصر، استطاع البارحة وعبر إسدال الستار على المحاكمة الهزيلة لمبارك أن يعيد إنتاج نفسه مرة أخرى وبخسائر لا تذكر، وهذا قياساً على ثورة شعبية عارمة يفترض بها أن تسقط كل شيء وتعيد البناء من جديد، إن الأحكام التي صدرت لا تعبر عن روح الثورة أبداً، واستطاع المجلس أن يهزأ بالثورة والثوار، مارس أكبر استخفاف في حق المطالبين بمحاكمة نظام أهلك مصر وشعبها وأعادها مئات السنين للوراء، حتى باتت علامة بارزة في التخلف الاقتصادي والتنموي والتعليمي، فضلاً عن التراجع الكبير في مكانة مصر السياسية والقيادية في المنطقة. حوكم مبارك على قتل المصريين في أثناء الثورة، وهذا جرم عظيم ولا شك، لكن لماذا ثار المصريون من الأساس وعلى ماذا؟ ولو افترضنا جدلاً عدم استشهاد أحد في أثناء الثورة، فهل كان سيحاكم أم لا؟ أما براءة نجليه جمال وعلاء والفريق الأمني القيادي المعاون لحبيب العادلي فهي الفضيحة بعينها، إن الذي خطط للأحكام…
الأحد ٠٣ يونيو ٢٠١٢
في كل حوار أجريه مع الدكتور محمد القنيبط تكون مشكلة البطالة محوراً مهماً في حوارنا. ما زال القنيبط يؤكِّد على خطأ استراتيجية التعاطي مع هذه المشكلة. أغلب الردود والاتصالات التي علّقت على مقابلتي الأخيرة مع القنيبط جاءت مؤيدة لما يطرحه القنيبط إزاء مشكلة البطالة المتفاقمة. فالأسواق والمحلات التجارية قادرة على توظيف الآلاف من شبابنا. قطاع التجزئة من أكبر القطاعات التي يمكنها استيعاب أعداد كبيرة من الباحثين عن وظيفة. هذا، بالطبع، يتطلب قوانين تضمن، على الأقل، الحد الأدنى من الرواتب الملائمة لظروف الشاب السعودي وفق منطق «لا ضرر و لا ضرار». ولعل تجربة سلطنة عمان من أنجح التجارب في منطقتنا. ففي كل مرة أسافر فيها براً من دبي لمسقط، يدهشني حضور الشباب العماني، من الجنسين، في سوق العمل. في محطات البنزين وفي الفنادق وفي المحلات التجارية من النادر أن ترى موظفاً من خارج البلاد. وبعض شبابنا حينما تطرح عليهم فكرة العمل -ولو مؤقتاً- في الأسواق يظن أنه سيبقى طيلة عمره بائعاً في…
مازن العليويكاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية
، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010
، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
الأحد ٠٣ يونيو ٢٠١٢
شهد الأسبوعان الماضيان صعود الإعلام السعودي بفروعه إلى صدارة المشهد المحلي واهتمام الصحف وأحاديث مواقع التواصل الاجتماعي، وفيما كانت الصحف والصحفيون والكتاب يناقشون قرار رئاسة مجلس الوزراء بأن يمارس الصحافة من ينتسبون إلى هيئة الصحفيين فقط، صدر قرار آخر منذ أيام يقضي بتحويل الإذاعة والتلفزيون إلى هيئة عامة وكذلك وكالة الأنباء السعودية. ما يعني أن تطورا يُفترض أن يحدث في الإعلام السعودي بأنواعه المقروء والمسموع والمرئي.. وهذا هو بالضبط ما يهم المواطن - الذي في الأغلب – لا يعرف الفرق بين وضع الإذاعة والتلفزيون حاليا ووضعهما حين يصبحان هيئة عامة، ولا يهمه إن كان الصحفيون منتسبين إلى هيئة الصحفيين أم لا، لأن كل ما يريده من تلك الوسائل أن تتغير نحو الأفضل بأساليب صياغة الأخبار وبثها ونقلها وطرحها وتحليلها. وكي تكون الأمور واضحة أكثر، فإن وزارة الثقافة والإعلام ووزيرها الدكتور عبدالعزيز خوجة أمام مهمة ليست باليسيرة، فهناك صورة ترسخت في ذهن المواطن عن إعلامه بات من الضروري مسحها ورسم صورة…
السبت ٠٢ يونيو ٢٠١٢
يبدو أن معدي برامج إذاعتي (البي بي سي) و(مونتيكارلو)، الناطقتين بالعربية، ما زالوا يحملون نظرة الثمانينيات من القرن الماضي في تعاطيهم مع ما ينشر في الصحافة العربية. ما أن يستشهد أحدهم بما نشر في الصحافة العربية إلا ولجأ لواحدة من ثلاث صحف عربية تصدر من لندن. كأن تلك الثلاث صحف – مع تقديرنا لها – هي كل الصحف العربية. أم أن معدي البرامج الإخبارية في تلك الإذاعتين لا يجيدون قراءة الصحف العربية على الإنترنت؟ الصحف العربية، من المحيط إلى الخليج، تقدم آراء سياسية وثقافية متقدمة، وفيها محللون سياسيون مؤهلون ممن يُعطي الاستشهاد بآرائهم تنويعاً حقيقياً في الرأي والتحليل. لكن زملائنا الكرام في لندن ومونتيكارلو يدورون دوماً في فلك ما ينشر في الصحف العربية الصادرة في لندن وكأن تلك الثلاث صحف تختزل كل آراء العالم العربي. أفهم أنه لا يقرأون غير تلك الصحف قبل عصر الإنترنت. لكن في عصر الإعلام الجديد، حيث تنتشر المقالات من مئات الصحف العربية عبر مواقعها على…