الجمعة ٢٠ مارس ٢٠٢٠
«العالم في خطر»... هذا التحذير كان عنواناً لتقرير صدر في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، أي قبل ثلاثة أشهر من ظهور فيروس «كورونا» في ووهان بالصين. المفزع أن التقرير أورد في استهلاليته الآتي: «إذا كان الماضي تمهيداً (للحاضر)، فإن هناك خطراً حقيقياً من وباء فتاك سريع الانتشار من مسببات الأمراض التنفسية، يقتل ما بين 50 إلى 80 مليون إنسان ويمحو قرابة 5% من الاقتصاد العالمي. إن جائحة عالمية بهذا المستوى ستكون كارثية، وستخلق فوضى واسعة، وعدم استقرار وانعدام أمن، والعالم ليس مستعداً». ما أورده التقرير يقترب من ملامسة ما يشهده العالم اليوم، إلى درجة الحديث عن جائحة من مسببات الأمراض التنفسية، كما أنه يبدو استقراء للطريق الذي يسير فيه العالم نحو كارثة محققة، إن لم تكن بفيروس «كورونا» الحالي أو «كوفيد 19»، فسوف تكون بوباء أو جائحة أخرى. فالرعب الذي يشهده العالم اليوم، وأدى إلى إغلاق العديد من الدول لحدودها وأجوائها، وتوقف الكثير من الأنشطة والأعمال، وإغلاق المدارس والجامعات، والاستنفار…
الثلاثاء ١٧ مارس ٢٠٢٠
التلوث أنواع؛ فهناك التلوث البيئي، والتلوث العقلي والنفسي، والتلوث البصري، والتلوث السمعي، وهو أعلاها صوتاً وأكثرها إزعاجاً – خصوصاً إذا كانت تطاردك بالشوارع تلك الأصوات بالميكروفونات، وتقتحم عليك جدران ونوافذ منزلك، وتكاد تخرق طبلة أذنك، ولا تترك لك المجال لأن تستنجد أو حتى (تفرفص). ولم يجانب الصواب ذلك الذي وصف العرب بأنهم (ظاهرة صوتية). لا أريد أن أدخل (بالغويط)، وأتحدث عن السياسة ونكباتها. لا؛ فأنا في هذا المجال أجهل وأجبن من الخوض فيها، وأترك الحديث فيها (للطحاطيح)، وسوف أقصر كلامي على التلوث السمعي فقط، الذي تنطبق عليه مقولة: تعددت الأسباب والموت واحد. واسمحوا لي أن أشيل كلمة (الموت)، وأضع بدلاً منها كلمة (الإزعاج). وحسناً ما فعلته نقابة المهن الموسيقية المصرية، عندما فعّلت قرارها بمنع التعامل مع مطربي المهرجانات أو المطربين غير الأعضاء بالنقابة أو غير الحاصلين على تصريح، وذلك بعد أن أصدر الدكتور علاء سلامة، عضو النقابة ورئيس لجنة العمل، قراراً حذر فيه جميع الهيئات وجميع المسؤولين عن الحفلات بعدم…
الإثنين ١٦ مارس ٢٠٢٠
لا يستطيع أي نظام طبي في العالم استيعاب تزايد حالات الإصابة بفيروس «كورونا»، هذا ما يؤكده الجميع، فخطورة الفيروس لا تكمن في درجة فتكه بالبشر، بل في سرعة انتشاره الغريبة التي حيرت العالم، والأرقام العالمية الحالية تشير إلى أن أعداد المصابين به تتضاعف كل 14 يوماً أو أقل! مهما كان حجم البلد، وعدد سكانه، فإن مستشفياته لن تستطيع تقديم العناية والحجر الصحي الصحيح للمصابين، بسبب تزايد وتضاعف أعداد المصابين، والحل الوحيد هو السعي بكل الوسائل الممكنة إلى تقليل عدد المصابين، من خلال اتخاذ إجراءات صارمة لمنع التجمعات، وكل النشاطات التي تسهّل انتقال الفيروس بين المجاميع البشرية في وقت واحد، هذا ما فعله ونجح فيه عدد من دول العالم، التي كانت تصنف على أنها دول موبوءة، وهذا ما أسهم بشكل فاعل في تقليل عدد الإصابات وخفضه. الوضع غير طبيعي، ومن يصرّ على ممارسة حياته الطبيعية في وضع كهذا، فهو إنسان غير مكترث، وبعدم اكتراثه فإنه يضر نفسه وغيره وكل أفراد عائلته،…
الإثنين ١٦ مارس ٢٠٢٠
لا جدال في حق الناس بالتغريد والتدوين في «الترند» العالمي حول تطورات فيروس كورونا، وقد أعلنت دول كبرى حالة الطوارئ، وبلغ التأهب أقصى حدوده ودرجاته، وتعددت بؤر انتشار الوباء، على نحو فاق كل التوقعات. هذا وباء خطر يشغل الناس على امتداد الكرة الأرضية، ومثلما يحدث في بلادنا وجوارها، يحدث أيضاً في بلدان أخرى، ومن المعروف أن شركات الاتصالات حول العالم، تحقق عوائد تجارية عالية هذه الأيام، بسبب كثافة استخدام الهواتف وشبكة الإنترنت، والمتابعة المستمرة للأخبار وتطورات الوباء، والتفاعل معها. لكن بعض أوجه التفاعل تغريداً وتدويناً ضارة جداً، وتعيق جهود الأنظمة الصحية والفرق الطبية العاملة في الميادين، فمنها ما ينطوي على «معلومات» خاطئة عن المرض، ومنها ما ينشر نصائح أو طرقاً للعلاج، لا تمت للطب بأية صلة، اعتماداً على نصائح دعاة أو عشّابين، ومشاهير تواصل اجتماعي ينقلون عنهم. هذا فيروس جديد، لم تعرفه المختبرات قبل ديسمبر الماضي، وما لم يبتكر العلماء لقاحاً له، فلا الأعشاب مفيدة، ولا أية وسيلة أخرى، سوى…
الأحد ١٥ مارس ٢٠٢٠
فيروس كورونا لم يزل يتصدر اهتمامات العالم أجمع، من كل الطبقات والفئات، من القمة إلى القاعدة، لا صوت يعلو فوق صوته، وقد ألغى كل الأولويات ليظلّ وحده على رأس القائمة، وهو أمرٌ طبيعي فلا شأن يعلو على حياة الإنسان وصحته. هذه الأوبئة والجوائح مثل فيروس كورونا المستجد الحالي مخيفة - وحقّ لها - وذلك لسرعة انتشارها وشدة فتكها بالناس، والجهل المطبق بها فضلاً عن علاجها أو اختراع لقاحٍ لمقاومتها، وقد مرّت البشرية بأمثالها كثيراً، وهي أبدا لا تخلّف إلا المرارة والألم لدى كل الناجين منها بما تأخذه من أحبة وأقارب. كم كان مثيراً ورائعاً التغيّر الذي طرأ على الفتاوى الصادرة من عددٍ من البلدان العربية ومن الجهات الرسمية فيها في مواجهة هذا الفيروس الخطير وهو خطابٌ لم يكن معهوداً من قبل لأسبابٍ متعددة؛ ذلك أن المؤسسات الدينية الرسمية كانت تخضع من قبل لسلطة خطاب جماعات الإسلام السياسي ورموزها بشكلٍ أو بآخر باستثناء الأحداث الكبرى التي لا تستطيع المؤسسات الدينية مخالفة…
الأحد ١٥ مارس ٢٠٢٠
وقت كتابة هذه السطور كانت أزمة فيروس كورونا الذي ازعج العالم أيما إزعاج لا تزال قائمة، ومع ظهور السطور للنور ربما تكون الأزمة قد استفحلت بزيادة أعداد المصابين حول العالم، وقد تكون المعجزة في طريقها إلى الحل عبر اكتشاف الأمصال اللازمة لمواجهة الوباء الأشد هولاً منذ وباء الكوليرا الذي ضرب البشرية في أوائل القرن العشرين. والشاهد أنه مهما يكن من شأن قادم الأيام، فإن فكرة الأزمة التي تعيشها البشرية اليوم، قد ذكرت الجميع باللغة الصينية، وربما هذا من مصادفات القدر الغريبة، حيث إن الإشكالية نشأت في الصين أول الأمر، ثم انتقلت تالياً إلى بقية بقاع وأصقاع الدنيا. في اللغة الصينية التي ترسم بالأشكال، تعني كلمة الأزمة (فرصة أو خطر)، وعلى المرء أن يختار ما الذي يريده لنفسه، وهل يفضل البقاء في دائرة الخطر المهلك، أم أن يسعى عبر الفرصة المتاحة لاستغلال المشهد، بمعنى أن يفعل ما يستطيع ليقلص الخسائر ويعظم المنافع والأرباح. ما رأيناه في الصين مثير حقاً، إذ لم…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الأحد ١٥ مارس ٢٠٢٠
كما في كل حالات انتشار الفوضى، وحين اختلاط الحابل بالنابل، وعندما يزداد الغموض، ويكثر تداول الأخبار، وتصبح وسائل الإعلام بيد الجميع، في مثل هذه الأوضاع فإن أكثر ما ينتشر ويروج هي الإشاعات، صناعتها وتناقلها دون تفكير وتثبت، وبالتالي شيوع حالة من الخوف والقلق جراء محتوى هذه الإشاعات التي في غالبيتها مبالغ فيها أو كاذبة! إن كمية الأخبار غير الدقيقة والإحصاءات والقصص الخبرية الملفقة والمقالات والصور والنكات التي تضخها وسائل التواصل الاجتماعي ناهيك عن المواقع الإخبارية والصحف والقنوات الإخبارية حول انتشار فيروس كورونا أكثر بكثير من تلك الأخبار الدقيقة والصحيحة والواردة من جهات ومنظمات صحية أو طبية رسمية أو معتمدة! هناك جهات مستفيدة من الإشاعات بلا شك طالما أن ازدهار الإشاعات سيقود إلى ترويج سلع أو بضائع أو أية خدمات أخرى، فتحت وطأة القلق والذعر يندفع الناس للشراء دون تفكير، كما حصل مع الإقبال على شراء الكمامات مثلاً التي اتضح لاحقاً أن كورونا لا ينتقل بالهواء بقدر انتشاره بلمس الأسطح التي…
الثلاثاء ١٠ مارس ٢٠٢٠
حسب منظمة الصحة العالمية، أمس، فإن 70% من المصابين بفيروس كورونا في الصين تماثلوا للشفاء، ويبدو أن هذا الخبر مفرح وسيسعد الملايين من البشر حول العالم، وهو يؤكدما ذكره خبراء المنظمة سابقاً من أن الصين نجحت من خلال التدابير التي اتخذتها في تلافي عدد كبير من الحالات، ما يعني أن الفيروس يمكن احتواؤه.. هذا الخبر يعزز ما أشار إليه فريق من خبراء منظمة الصحة العالمية، من أن الوباء تصاعدت حدته حتى استقرت في الفترة من 23 يناير إلى 2 فبراير، ثم بدأت تراجعاً مستمراً منذ ذلك الحين. في الإمارات، كان الاستشعار بالفيروس والاستعداد له مبكراً، وكانت الإجراءات استباقية واحترازية، وهذا ما يجعل المواطنين والمقيمين اليوم يشعرون بأن هناك جهداً كبيراً يبذل من خلف الكواليس وبكل هدوء من أجل الحد من انتشار الفيروس قدر الإمكان والحفاظ على صحة الجميع.. وهذا ما جعل الإجراءات التي تم اتخاذها، والتي تعتبر إجراءات غير معتادةلدى الناس، محل قبول، سواء بتأجيل الدراسة أو التحذير من السفر…
الثلاثاء ١٠ مارس ٢٠٢٠
أعطيت جائزة مصطفى وعلي أمين «لشخصية العام» هذه السنة للأستاذة سناء البيسي. كان الكوميدي الأميركي الأسود ديك غريغوري يقول إنه لو تسنى ذلك للأفرو أميركيين، لاقترعوا لجون كيندي ثلاث مرات. ولو كنت عضواً في جائزة مصطفى وعلي أمين، لكنت لا أزال أقترع لسناء البيسي حتى الآن. كل كاتب له متذوقوه ومعجبوه ومن يخالفونه، أحياناً بسبب سياسته، وأحياناً بسبب اهتماماته، وأحياناً بسبب أسلوبه، وأحياناً بسبب المنبر الذي يطل منه. ولست أعرف كاتباً يحقق مثل هذا الإجماع حوله مثل سيدتي وأستاذتي ومولاتي سناء البيسي. وأقول مولاتي هنا كما ترد في غنائيات أحمد شوقي، بلهجة ووقع الولاء الذي لا يناقش. فمنذ أن بدأت قراءة سناء البيسي، لم أقع مرة على وهن أو ملل أو تكرار أو هبوط أو انهزام. منذ السطر الأول تشدك من يدك كأنك طفل. وتدهشك من سطر إلى سطر كأنك في جولة على عالم ديزني. كل باب جديد ومفرح. تحب ما هو حقيقي وتطرب لما هو خلف الحقيقة. ويحدث لك…
الثلاثاء ١٠ مارس ٢٠٢٠
تقولُ إحدى السيدات «أجدُني أتذكر كلام معلمتي في المرحلة الابتدائية بين الفينة والأخرى كلما تجاوزتُ مرحلة دراسية بنجاح، أجدني أحلق في ذاكرتي لأجد نفسي أمامها وهي توجه لي كلماتها المحبِطة بأنه من المستحيل لن أتجاوز المرحلة الثانوية لأنها تظن أنني فاشلة ولا أمتلك قدراً كافياً من الذكاء الذي يساعدني ويؤهلني لذلك». وتكمِل كلماتها قائلة: «كنتُ أذهب إلى والدتي وعيناي تتأججان بالدموع لانزعاجي، فتخبرني بأهمية التغاضي عن الكلمات السلبية، وأنه يجب أن أضيف إلى معجمي ثلاث كلمات (ذكية ودكتورة وناجحة)». الخطوات التي تساعد على تقوية شخصية الطفل تكمن في التعزيز المعنوي من خلال مدحه والثناء عليه باستمرار عند تحقيق أي إنجاز، وتشجيعه على اتخاذ القرارات بنفسه وتحمل تبعات قرارته، حتى ينشأ الطفل قوي الشخصيّة، ناجحاً في حياته. فإذا كانت البيئة التي ينشأ فيها الطفل تغرس فيه القيم الإيجابية، وتشجعه على تقدير الذات وتعلّمه آليات فن الحوار الناجح مع الآخرين، فسوف يصبح واثقاً من نفسه ومحبوباً في المحيط الذي يعيش فيه، كما…
الثلاثاء ١٠ مارس ٢٠٢٠
عدت قبل يومين من إحدى العواصم الأوروبية مرورا بأبوظبي التي توقفت رحلة المواصلة فيها 7 ساعات، تخيلت وضعي لو أن قرار منع السفر من وإلى الدول التي حددتها وزارة الداخلية، ومنها الإمارات، قد صدر وأنا عالق هناك خلال تلك الساعات السبع، كيف سأتصرف؟! لذلك كنت أرجو أن يمنح القرار مهلة للمواطنين والمقيمين للدخول أو الخروج للدول المذكورة على غرار المهلة التي منحت قبل إغلاق منافذ السفر البرية مع دول الخليج، أو على الأقل إرشاد المواطنين لما يتعين عليهم فعله، فليس كل مسافر قادر على تحمل مصاريف الإقامة والمعيشة لمدة تتجاوز مدة سفره المعلومة التي قد تكون رحلة عمل قصيرة أو إجازة خاطفة برفقة العائلة! ولا شك عندي أن الدولة ستقف إلى جوار مواطنيها كما تفعل دائما وستفتح السفارات السعودية صدورها قبل أبوابها لتقديم كل مساعدة للمواطنين العالقين في تلك الدول والترتيب لعودتهم، فقد مدت الدولة يد العون لانتشال المواطنين المخالفين الذين سافروا إلى إيران فكيف بالمواطنين الذين سافروا بشكل نظامي…
الأحد ٠٨ مارس ٢٠٢٠
العالم في حالة فوضى ورعب بسبب كورونا. وكل دولة تسارع في اتخاذ الإجراءات الاحترازية كوقاية من تفشي الفيروس، وأهم أنواع الاحتراز إبطال التجمعات، وقد اتخذت دولتنا العديد من القرارات التي تحد من الاختلاط إلا في الحدود الضيقة لكي تتمكن من فرز الحالات، ولنا في التاريخ الإسلامي قدوة فحين ضرب الطاعون مدينة عمواس وكان يتواجد بها الجيش الإسلامي بقيادة أبوعبيدة عامر بن الجراح، أمره أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن لا يدخل أحد إلى عمواس وأن لا يخرج منها أحد - في هذا روايات مختلفة تذهب بعض الروايات أن عمر أراد الذهاب إلى عمواس فنصحه بعض المهاجرين بعدم الذهاب - حتى إذ استنكر البعض فعل عمر بن الخطاب بحجة أن قراره يعد هرباً من القدر، فكان رده: نهرب من قدر الله إلى قضاء الله. وفي هذا الرد قامت مدرستان في الفكر الإسلامي وهما: (القدرية والجبرية). ونحن في هذه الشوطة العالمية (كورونا) يحق لولي الأمر اتخاذ القرار الذي يحمي البلاد والعباد، ليس…