الخميس ٢٦ مارس ٢٠٢٠
«الحبس والغرامة لكل من لا يلتزم بالتدابير الوقائية، والتقيد بالتعليمات التي تعطى له، بهدف الحيلولة دون نقل العدوى إلى الآخرين». هذا ما ينص عليه القانون الاتحادي، بشأن الأمراض السارية، لسنة 2014، بوضوح لا يقبل الالتباس، وبعقوبات تسري على مخالفي الخطة الوطنية، لمنع تفاقم انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد ـ 19». ولولا هذه العدوى المرعبة التي تجتاح العالم، وتنشر فيه الموت كل ثانية، لما احتاجت وزارة العدل أمس الأول إلى التذكير بهذا القانون، ولولا أن بيننا من يستهتر بالأمن الصحي، لما وجدنا آلاف المواطنين والمقيمين يطالبون على مواقع التواصل الاجتماعي بالتشدد في تنفيذ التشريع، ويستنكرون ذلك الفيديو الذي تظهر فيه سيدتان في دبي، تسخران من حملة «خلك في البيت»، بحثاً عن استعراض فج، ودراما مرضيّة، لا علاج لها، إلا الردع، بذراع القانون. نحن في مرحلة صعبة جداً، وكلنا على السفينة نفسها، والمحاججة بأن استهتار السيدتين سلوك فردي ليس أكثر، ينطوي على خطأ فادح، فالفيروس أيضاً ينتقل من فرد واحد، ويصيب عشرات…
الأربعاء ٢٥ مارس ٢٠٢٠
مجلة العلوم السياسية المعروفة «فورين بوليسي» وجَّهتِ السؤالَ التاليَ إلى 12 من خبراء العلاقات الدولية: - كيف سيكونُ العالمُ بعدمَا يزولُ وباءُ كورونا - 19؟ سينتهي هذا الزلزال خلال أسابيع. لكنَّنا سنواجه سلسلة هزات ارتدادية. فهل لدينا معرفة ولو أولية بطبيعة هذه الهزات، وتأثيرها على السياسة الدولية والاقتصاد وموازين القوى؟ في السطور التالية تلخيص لبعض تلك الآراء. وهي نموذج لاتجاهات التفكير في عالم السياسة، في حقبة ما بعد كورونا. الضحية الأولى للوباء هي فكرة العولمة، التي أخفقت في تقديم بديل فعال عن السياسات القطرية ضيقة الأفق. ويتوقَّع ستيفن والت، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد، أن تتفاقم مركزية الدولة والمشاعر الوطنية. سوف يبرّر الوباء لكافة حكومات العالم تبنّي سياسات طارئة لإدارة الأزمة، تركّز على الحاجات المحلية وتغفل المسؤوليات الدولية. وستحصل النخب الحاكمة على سلطات جديدة تتجاوز ما حازته في الماضي. وحين تنتهي الأزمة فإنَّ كثيرين سيكرهون على التخلي عن هذه السلطات. يشير والت أيضاً إلى صعود محتمل للنموذج الصيني. سيعتقد الناس…
الأربعاء ٢٥ مارس ٢٠٢٠
الجميع عليه أن يتحلّى بالمسؤولية المجتمعية، هذا كل ما في الأمر. إنها ظروف استثنائية صعبة على الجميع، على الحكومات والأفراد والتجّار، لذلك فالمبادرات التي أطلقها تجّار ورجال أعمال إماراتيون، في الأيام الماضية، في مواجهة هذا الفيروس الخطير، تثلج الصدر، وتكشف عن معدنهم الطيب، وحبهم وإخلاصهم وانتمائهم لهذا البلد، فكل الشكر والتقدير والاحترام لكل من أسهم بأي مبادرة إنسانية. وعندما نطالب الشركات الضخمة والتجّار ورجال الأعمال بالإسهام والتعاضد مع المجتمع في هذه الظروف، فليس الهدف إطلاقاً التهجم عليهم، ولا النيل منهم، ولا توجيه أي اتهامات. نريد أن نشعر بأنهم سند وعون للمجتمع وللحكومة، لا أكثر. الوقت يمر بصعوبة عليهم أيضاً، وهم كذلك يتعرّضون لخسائر، ولا ننكر ذلك، فالأزمة عالمية، وما يعانونه هنا يعانيه نظراؤهم في جميع دول العالم، لكن هذا لا يعني الوقوف في خانة المتفرج، كما لا يعني التخلي تماماً عن فكرة المساهمة المجتمعية، ولو بأبسط الأشياء. هناك نماذج كثيرة، وأمثلة لا حصر لها، طبقتها شركات في الصين وأوروبا وغيرها،…
الثلاثاء ٢٤ مارس ٢٠٢٠
تتابعت أخبار وقف الرحلات الجوية بسبب «كورونا»؛ شركة تلو أخرى. ولم تشكل عشرات ومئات الشركات شبه المحلية حدثاً في تاريخ الطيران. لكن عندما أعلنت «طيران الإمارات» وقف جميع رحلاتها، شعرت بأن هذه الصناعة المذهلة أقعدها حقاً الوباء الغاشم. لقد أصبح الإنسان مخلوقاً طائراً بعدما ظل لعصور كائناً برياً. ثم اكتشف الملاحة في البحار، فطارد مغارب الشمس ظاناً أنه سوف يلحق بها. لكن حلمه الأكبر كان الطيران. وأول من تحدى العلم جدياً كان القرطبي عباس بن فرناس (القرن التاسع) الشاعر والموسيقي وعالم الحساب. وقد حسب عالمنا الحساب لكيفية الإقلاع كما تفعل الطيور، وفاتَه، كعربي، حساب الهبوط، فلم ينتبه إلى أن الطيور تستخدم مخالبها مثل فرامل لإبطاء النزول. فحلّق وعلا، ووقع محطماً أضلاعه. لكن تجارب الطيران استمرت حتى أصبح من أهم صناعات الدنيا. وتقوم 250 طائرة في أسطول «الإمارات» بـ3.600 رحلة حول العالم كل أسبوع، فيما تزيد الرحلات الجوية على 45 مليون رحلة كل عام. لحق «كورونا» بالإنسان براً، وبحراً، وجوياً، وطارده…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الإثنين ٢٣ مارس ٢٠٢٠
لم تجد إيطاليا من يمد لها يد العون حين استغاثت بدول الاتحاد الأوروبي، فلجأت إلى الصين، وكذلك فعلت دول أخرى، كصربيا وتونس، يوجد على أراضيها كوادر عمل طبية صينية لتقديم المساعدة، ولذلك وصف رئيس صربيا الصين بقوله: «أنتم لستم أصدقاء، أنتم كإخوتنا تماماً»، ما يعني أن المعادلات السياسية والتكتلات الاقتصادية في مرحلة ما بعد «كورونا» لن تشبه ما قبلها أبداً، وخاصة بالنسبة إلى موقع الصين في ميزان القوة والسيادة! في إيطاليا لا يزال الوباء يحصد أرواح المئات يومياً، وإذا كان العالم يحاول أن يبدي دهشته واستغرابه، وأن يرجع ذلك إلى زيادة أعداد كبار السن وانهيار النظام الصحي فقط، فلأن هذا العالم لا يريد أن يضع إصبعه على السبب مباشرة! والسبب هو أن العالم اعتاد على الرفاهية، وأصبحت الأنانية طبيعة متفردة فيه، لكن المصيبة أن عقيدة الفردانية والأنانية التي يعتبرها العالم أحد مكاسبه الكبرى هي ما تتسبب في حصد أرواح المئات في إيطاليا وغيرها من مدن أوروبا! يقول رئيس الصليب الأحمر…
الإثنين ٢٣ مارس ٢٠٢٠
من المؤسف، أن تتحول كارثة إنسانية، يعاني منها الشعب الإيراني والبشرية بأسرها إلى ساحة للمزايدة السياسية، ومن المشين أن تجد متربصين في المؤسسة الرسمية القطرية، وأذرعها الإعلامية، يسارعون إلى تجيير الموقف الرسمي والشعبي الإماراتي المتضامن مع محنة الشعب الإيراني في مواجهة كورونا، لمصلحة الإثارة والتشويش، وافتعال سجال في غير زمانه، ومكانه. الإمارات متضامنة رسمياً وشعبياً مع الشعب الإيراني. قريباً منا يصاب نحو 50 إنساناً كل ساعة، ويموت شخص كل 10 دقائق. هذه أرقام مرعبة، أعلنت عنها وزارة الصحة الإيرانية، وهي مرشحة للأسوأ، مع بالغ الأسف، ولا يمكننا إزاءها إلا أن نتعامل بالقيم الإماراتية في غوث الجار، دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى، فالخلافات السياسية تحدث بين الدول، ولكن من غير الطبيعي أن تنعكس على المواقف الإنسانية في الشدائد والمحن. هذه أخلاقنا. سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، اتصل بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف في الأيام الماضية، مؤكداً تضامناً إماراتياً مع معاناة الشعب الإيراني، في ظل…
السبت ٢١ مارس ٢٠٢٠
بدأت أزمة فيروس كورونا من الصين في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي، في ظرفٍ مشابه لانتشار فيروسات الإنفلونزا الموسمية التي سبقته، ولكن بضراوة أكبر ووتيرة انتشار أسرع، مجبرةً الدول والحكومات على التعامل مع طارئ صحي عالمي، مجيرةً كل إمكاناتها المادية والبشرية في سبيل الحد من انتقاله، ومحاولة مكافحته لحين إيجاد اللقاح المناسب له. واتخذت السلطات الإماراتية المختصة الإجراءات الفورية المناسبة في سبيل الحد من خطورة الوباء وعزل المصابين به فور اكتشاف إصابتهم بالمرض، وكان لقيادتنا سبق الاستشراف لطبيعة هذا الوباء ومخاطره، وكيفية الوقاية منه والاستعداد له بكل تعاطف وحس إنساني مع ضحاياه، حيث عملت الإمارات، بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأوامر صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على إجلاء رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة من بؤرة تفشي الوباء، ونقلهم إلى المدينة الإنسانية في أبوظبي التي بنتها وجهزتها في سرعة استجابة قياسية شهد…
الجمعة ٢٠ مارس ٢٠٢٠
الإمارات بإمكانياتها البشرية والمادية جاهزة لأن يصبح فيها مركز أبحاث طبية. الإمارات رائدة في كل مفاصل الحياة، ولديها القدرة على الريادة في مجال البحوث الطبية، وهي أساسية، وضرورية، لبلد أصبح في المواجهة لكل ما يعتري العالم من ملمات، ومفاجآت، تأتي من الطبيعة، ترهب، وتعذب، وتطيح بالفرح الإنساني. نطرح هذه الفكرة ونحن على ثقة من أن بلادنا قادرة وبكل قوة على صناعة مستقبل يملك مقومات النجاح، والظفر بمكتسبات تضيف إلى انتصار الإنسان على كثير من العقبات، انتصاراً جديداً يتمحور في تقصي محدثات الدهر، ووضع الكوابح التي تمنع الضرر عن البشر. الإمارات قادرة على فعل ذلك، وبإمكانها مفاجأة العالم بقدرات مدهشة، لأن لديها العقول اللامعة الأذهان الصاحية، والإرادة القوية. اليوم ونحن نواجه وباء الكورونا، أثبتت كوادرنا الوطنية أنها تملك مخزوناً معرفياً هائلاً، ما يؤهلها لأن تقيم مركزاً بحثياً يسمع العالم بأن هنا في الإمارات مخزناً للإبداع، ومرفقاً ثقافياً يستطيع أن يصبح في المستقبل موئلاً للخبرات العالمية، وقبلة لكل من يريد أن يستزيد…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الجمعة ٢٠ مارس ٢٠٢٠
التفاؤل ليس استهانة بما هو كائن، وليس تعاملاً سطحياً أو طفولياً مع الظروف الصعبة أو حتى الكارثية، التفاؤل حالة شعورية ناضجة، لأنها تدل على توازن عاطفي وذهني في النظر إلى تقلبات الحياة، لأن العاقل والمتزن هو من يعرف بدقة أن تغير الأحوال هو ما قامت وما تجري عليه قوانين الكون منذ الأزل، لذلك علينا أن نتفاءل في كل الظروف. وحتى إن اختلت خطواتنا في البداية، أو قلنا كلاماً هذيانياً يعبّر عن بشريتنا وضعفنا، أو حزنّا وبكينا ولم نرَ أي ضوء في نهاية النفق، فإن ذلك يبدو طبيعياً جداً للذين يمارسون بشريتهم بدون ملائكية متصنعة. إن الطبيعة البشرية فينا هي صلب تكويننا وهي جذرنا الأكيد، هي تلك القبضة من الطين، وتلك الحزمة من الضعف، ولولا تلك النفخة الربانية التي منحت ذلك الضعف بذور قوته، وذلك الجسد أسرار إنسانيته، ما كنا استطعنا أن نجترح كل هذه المعجزات، ولما عرفنا من ضمن ما عرفنا كيف نكون أقوياء ومتفائلين، وأن نستمر رغم الحروب والكوارث…
الجمعة ٢٠ مارس ٢٠٢٠
«العالم في خطر»... هذا التحذير كان عنواناً لتقرير صدر في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، أي قبل ثلاثة أشهر من ظهور فيروس «كورونا» في ووهان بالصين. المفزع أن التقرير أورد في استهلاليته الآتي: «إذا كان الماضي تمهيداً (للحاضر)، فإن هناك خطراً حقيقياً من وباء فتاك سريع الانتشار من مسببات الأمراض التنفسية، يقتل ما بين 50 إلى 80 مليون إنسان ويمحو قرابة 5% من الاقتصاد العالمي. إن جائحة عالمية بهذا المستوى ستكون كارثية، وستخلق فوضى واسعة، وعدم استقرار وانعدام أمن، والعالم ليس مستعداً». ما أورده التقرير يقترب من ملامسة ما يشهده العالم اليوم، إلى درجة الحديث عن جائحة من مسببات الأمراض التنفسية، كما أنه يبدو استقراء للطريق الذي يسير فيه العالم نحو كارثة محققة، إن لم تكن بفيروس «كورونا» الحالي أو «كوفيد 19»، فسوف تكون بوباء أو جائحة أخرى. فالرعب الذي يشهده العالم اليوم، وأدى إلى إغلاق العديد من الدول لحدودها وأجوائها، وتوقف الكثير من الأنشطة والأعمال، وإغلاق المدارس والجامعات، والاستنفار…
الثلاثاء ١٧ مارس ٢٠٢٠
التلوث أنواع؛ فهناك التلوث البيئي، والتلوث العقلي والنفسي، والتلوث البصري، والتلوث السمعي، وهو أعلاها صوتاً وأكثرها إزعاجاً – خصوصاً إذا كانت تطاردك بالشوارع تلك الأصوات بالميكروفونات، وتقتحم عليك جدران ونوافذ منزلك، وتكاد تخرق طبلة أذنك، ولا تترك لك المجال لأن تستنجد أو حتى (تفرفص). ولم يجانب الصواب ذلك الذي وصف العرب بأنهم (ظاهرة صوتية). لا أريد أن أدخل (بالغويط)، وأتحدث عن السياسة ونكباتها. لا؛ فأنا في هذا المجال أجهل وأجبن من الخوض فيها، وأترك الحديث فيها (للطحاطيح)، وسوف أقصر كلامي على التلوث السمعي فقط، الذي تنطبق عليه مقولة: تعددت الأسباب والموت واحد. واسمحوا لي أن أشيل كلمة (الموت)، وأضع بدلاً منها كلمة (الإزعاج). وحسناً ما فعلته نقابة المهن الموسيقية المصرية، عندما فعّلت قرارها بمنع التعامل مع مطربي المهرجانات أو المطربين غير الأعضاء بالنقابة أو غير الحاصلين على تصريح، وذلك بعد أن أصدر الدكتور علاء سلامة، عضو النقابة ورئيس لجنة العمل، قراراً حذر فيه جميع الهيئات وجميع المسؤولين عن الحفلات بعدم…
الإثنين ١٦ مارس ٢٠٢٠
لا يستطيع أي نظام طبي في العالم استيعاب تزايد حالات الإصابة بفيروس «كورونا»، هذا ما يؤكده الجميع، فخطورة الفيروس لا تكمن في درجة فتكه بالبشر، بل في سرعة انتشاره الغريبة التي حيرت العالم، والأرقام العالمية الحالية تشير إلى أن أعداد المصابين به تتضاعف كل 14 يوماً أو أقل! مهما كان حجم البلد، وعدد سكانه، فإن مستشفياته لن تستطيع تقديم العناية والحجر الصحي الصحيح للمصابين، بسبب تزايد وتضاعف أعداد المصابين، والحل الوحيد هو السعي بكل الوسائل الممكنة إلى تقليل عدد المصابين، من خلال اتخاذ إجراءات صارمة لمنع التجمعات، وكل النشاطات التي تسهّل انتقال الفيروس بين المجاميع البشرية في وقت واحد، هذا ما فعله ونجح فيه عدد من دول العالم، التي كانت تصنف على أنها دول موبوءة، وهذا ما أسهم بشكل فاعل في تقليل عدد الإصابات وخفضه. الوضع غير طبيعي، ومن يصرّ على ممارسة حياته الطبيعية في وضع كهذا، فهو إنسان غير مكترث، وبعدم اكتراثه فإنه يضر نفسه وغيره وكل أفراد عائلته،…