الأربعاء ٢٩ يناير ٢٠٢٠
تتردد هذه العبارة كثيراً خلال هذه الفترة في وسائل التواصل مع كل صورة لطبيعة خلابة أو معلم أثري موغل في التأريخ، أو فعالية اجتماعية أو ثقافية أو ترفيهية، أو مشهد إنساني جميل. كثيرون يرفقون هذه العبارة إما لدهشة اعترتهم تشبه الصدمة بوجود تلك المناظر لدينا، أو كنوع من الدعاية المشوبة بالفرح عن أشياء لم يكن البعض يعتقد أو يصدق وجودها، وفي الحقيقة هي في كل الأحوال تعبير عفوي مشوب بالزهو والسعادة عن واقع جديد انبثق بسرعة، أو إعادة اكتشاف لجغرافيا وتأريخ وإنسان لم يتوقع أكثر المتفائلين حدوثها بهذه السرعة. المكان لم يتغير، لم تتغير الجيولوجيا، الطبيعة مثلما كانت منذ خلقها الله، لكن الإنسان تغير. الإنسان السعودي أتيح له إعادة اكتشاف نفسه الحقيقية المطمورة قرابة نصف قرن تحت طبقات كثيفة ثقيلة حجبت عنه الضوء والهواء ومنعته من رؤية جماليات الحياة وتضاريس الأرض وإبداع الخالق في أرضه، تلك الجماليات التي حرم من الاستمتاع بها كما يفعل البشر الطبيعيون في كل مكان، وعندما…
الأربعاء ٢٩ يناير ٢٠٢٠
لا شيء ينتقل أسرع من الضوء، سوى الأخبار السيئة، فتلك لها قوانينها الخاصة - دوغلاس آدمز. الأخبار السيئة دائماً تنتشر بسرعة، كالنار في الهشيم، والتي يتم ترويجها عادةً في أوقات الأزمات، فتثير الذُعر وعدم الاستقرار بين أفراد المجتمع. في الماضي، عاش العالم كابوساً ثقيلاً، بسبب انتشار مرض السارس، ووباء إنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير، واليوم يهّز فيروس كورونا الجديد، الصين، ويربك العالم. فلقد أكدت الصين مؤخراً، ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا الجديد في الصين إلى 571 حالة، وبلغ عدد الوفيات بهذا الفيروس 41 حالة في إقليم هوبي الصيني. فبدأ العالم يحبس أنافسه، مع التقارير المتداولة في كل لحظة، عن المستجدات التي تتضمن معلومات مؤكدة من المصدر، وأخرى تتضمن الشائعات البعيدة عن الواقع. فيروس كورونا الجديد، هو سلالة جديدة من فيروس كورونا، الذي تم التعرف إليه لأول مرة في مجموعة من حالات الالتهاب الرئوي في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي الصينية. ولقد ثُبت أن الإصابات بين البشر تنتقل من خلال مخالطة الحيوانات المصابة…
الأربعاء ٢٩ يناير ٢٠٢٠
عاد الحديث وعادت الحياة إلى الشأن الفلسطيني، مؤشر جيد بعد إغفاءة طويلة. ردود الفعل على ما يسمى مجازاً «صفقة القرن» يعبر عن المألوف، الإسرائيليون يقولون إن الخطة خطوة عظيمة وإنْ لم تصلنا التفاصيل. الفلسطينيون يكررون موقفهم القديم، نرفض الخطة مع أننا لا نعرف ما هي، وقد لا تكون سوى محاولة لإنقاذ بنيامين نتنياهو من مخاطر السجن المهدد به! لقد مر دهر على مشاريع السلام، فالعالم لا يتوقف عن الدوران، أنظمة انهارت، ورؤساء رحلوا، القذافي وصدام، تبدلت أجيال وأفكار وحدود، السودان فقد نصفه، سوريا مدمرة. القيمة الاستراتيجية البترولية للمنطقة تتراجع ويفقد نصف قيمته وقوته. أخشى أن الجيل القديم من القياديين لا يعون خطورة التبدلات الهائلة على كل الأصعدة. والدليل أن التعاطي مع صراع فلسطين لم يتغير. الإسرائيليون يفضلون إغلاق ملف القضية. وإذا اضطروا للتفاوض يراهنون على موقف الجانب الفلسطيني الرافض، وارتهان بعض الفصائل قرارها لأنظمة لها مصالح مختلفة مثل إيران وسوريا. ومهما قيل من نقد، بعضه محق، فإن اتفاقات السلام المحدودة…
الأربعاء ٢٩ يناير ٢٠٢٠
لا تجعل الناس البعيدين عما تكنه دواخلك، ونفسك الحرة يسلبونك عافية الحياة، ولا الحياة المتعافية، الحياة كما ينبغي وتحب أن تعيشها، بعيداً عن كل الأسوار والأسلاك والوصايا التي يحوطك الناس بها، وكأنها هي منقذتك من تيه الضلال، كنْ نفسك، ودَع الآخرين يحرثون البحر، ففي ساعة وجعك، ودمعك، وتعبك الحقيقي، لا أحد أقرب لك ولرأسك غير مخدتك، هكذا كنت أتأمل في قرار الأمير «هاري وميجان» التخلي عن كل الموروث الملكي، وكل ما يمكن أن يحاصر قرارهما بالعيش كيفما يريدان بحرية مشتهاة. قد لا يفهم تلك المعادلة الصعبة التي اتخذاها «الزوجان الملكيان» لا الفقراء المتطلعون لحياة الرفاه ورغيد العيش، وتلك الامتيازات المخملية، ولا الأغنياء أيضاً يفهمونها، وهم المتطلعون للتفرد والتميز وحب التملك لأقصى حدّ، الناس طبعهم عجيب غريب، قلما تعجبهم الأشياء التي يقدم عليها الآخرون، فهم يحبون ما يشتهون، لذا تجدهم يتراءون للآخرين أثناء اتخاذ قراراتهم المصيرية التي هم مسؤولون عنها، وعن شجاعة اتخاذها، وفرض حريتهم، والدفاع عن اختياراتهم، ولو تألم الآخرون،…
الأربعاء ٢٩ يناير ٢٠٢٠
صباح يوم الجمعة الماضي، اضطرت سيدة مواطنة إلى أن تمشي مسافة طويلة وهي على وشك الولادة، كي تصل إلى أقرب مكان تستطيع فيه الوصول إلى السيارة التي أقلتها للمستشفى، هذه السيارة كانت بعيدة عن منزلها لسبب واحد، وهو إغلاق جميع المداخل والمخارج في منطقة جميرا التي تقطنها السيدة، بسبب تنظيم سباق للماراثون، ما جعل وصول السائق إلى بيتها مستحيلاً! بالتأكيد لا أحد يعارض تنظيم الأحداث الرياضية، بل إنها ضرورية للغاية، ولابد منها، لما لها من فوائد مجتمعية واقتصادية وتوعوية وغيرها، ولا أحد ضد تنظيم الماراثونات الطويلة، فرياضة الماراثون أصبحت دليل وعي وتقدم، ولكن مع ذلك، لابد من مراعاة تنظيم هذه الأحداث بشكل مناسب، وفي المكان المناسب، فالمدينة لم تعد تحتمل إغلاق شوارع رئيسة لمدة طويلة، كما حدث يوم الجمعة! لا ننكر أن اللجنة المنظمة اختارت توقيتاً تقل فيه الحركة المرورية، بدءاً من الساعة السادسة صباحاً في يوم عطلة رسمية، لكن طول مسافة السباق على شارع حيوي ومهم مثل شارع جميرا،…
الإثنين ٢٧ يناير ٢٠٢٠
كانت عاقبة «السفه» الذي اقترفه، جيف بيزوس، رئيس شركة أمازون العالمية، ومالك جريدة «واشنطن بوست»، تجاه السعودية، وبالاً عليه. الرجل منذ تملَّك الصحيفة الأميركية الشهيرة، وهو منخرط في حملة عدائية ضد المملكة العربية السعودية، وفي صلبها حملة ضد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وقد ركَّز جيف بيزوس هجومه، سواء بشكل مباشر شخصياً، أو من خلال صحيفته المذكورة آنفاً، على ولي العهد السعودي، عرَّاب الرؤية والنهضة السعودية الجديدة، الأمير محمد بن سلمان. لست أعلم: هل دافعه في ذلك، دوافع إيديولوجية، أو انتهازية لمغازلة جناح اليسار المتطرف في الحزب الديمقراطي، أو تحالف ما، مع قطر وتركيا وإيران، لا نعلم عنه... الله أعلم، لكن ما نعلمه على وجه التأكيد، هو أنَّ الرجل، ورغم أن الأمير محمد ألقى عليه تحية السلام في البداية عند زيارته لأميركا، سيئ النية تجاه السعودية، وهو لسوء طبعه، ردَّ التحية بالسوء. خلاصة مهزلة جيف بيزوس، هو أنه كان على علاقة غرامية مع عشيقة سرية، ثم انفضح أمره، وانتشرت رسائله الغزلية…
الإثنين ٢٧ يناير ٢٠٢٠
في كل مرة تقبل فيها على الإمارة الباسمة، هناك جديد يحمل بصمات ورؤى وفكر «سلطان الثقافة والقلوب» صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. الأب والقائد الحكيم والحنون واسع الاهتمام ودائم المتابعة لكل شاردة وواردة في كافة أرجاء الإمارة، ولا سيما في المدن والضواحي، لذلك لم يكن غريباً أن يعبّر أبناؤه المواطنون عن شكرهم وامتنانهم لسموه دائماً وفي مختلف المناسبات، مدونين عبارة طبعت في قلوبهم قبل أن يخطوها في لوحات، وعلى الجدران، وعند قمم الجبال التي شقها للتيسير عليهم: «شكراً أبونا سلطان»، تعبر عن بعض من حجم المحبة، وكل معاني الفخر والولاء التي يكنونها لوالدهم، ولكنها مجرد عنوان لمشاعر فياضة وجياشة لرجل هو بمثابة الأب للجميع، وسموه يغمرهم بمكرماته وأياديه البيضاء التي لا يراها كذلك، وإنما واجب الراعي تجاه رعيته، ليس ذلك فحسب، وإنما يطلب من ممثليهم في المجلس الاستشاري للشارقة «حاسبوني قبل أن يحاسبني الله». لا يكاد يمضي يوم دون مداخلة لسموه عبر…
الإثنين ٢٧ يناير ٢٠٢٠
انتشر خلال الأسبوع الماضي مقطع لسمو أمير الرياض الأمير فيصل بن بندر أثناء زيارته لإحدى المحافظات وهو يلوم بعض المسؤولين عندما طلبوا منه تدشين مشروع لم يكتمل لكن الأمير رفض ذلك، وطالبهم بإكمال المشروع أولاً، وأبدى استعداده للحضور مرة أخرى عند اكتماله لتدشينه، ليس بالضغط على زر وإنما بالوقوف الفعلي على المشروع والتأكد من انتهائه بالمواصفات المحددة التي تجعله يفي بالغرض من إنشائه. والحقيقة أن احتفاء المجتمع بذلك المقطع يعود إلى سبب مهم هو معاناتهم من ثقافة التدشين التي انتشرت في الماضي لمشاريع بعضها ناقص ومبتسر ومشوه بشكل واضح لا تخطئه العين، كان ذلك يتم بلا خجل أو خوف لدى المسؤولين الذين عبثوا بتلك المشاريع، بل بلغت بهم الجرأة إلى حد دعوة رؤسائهم أو حتى وزرائهم لتدشين تلك المشاريع في احتفاليات إعلامية صاخبة، وبشكل قبيح من الاستخفاف بالمجتمع وتحدٍ سافر لأنظمة المتابعة والمساءلة والرقابة التي لا يأبهون بها. التفتوا حولكم، في كل منطقة ومحافظة ومدينة، لتتبينوا كم هي المشاريع التي…
الإثنين ٢٧ يناير ٢٠٢٠
على عكس مقالاتي السابقة، جاء ردّ جامعة الإمارات فورياً وسريعاً بخصوص مقالي الأخير حول «إدارة الموارد المالية في الجامعة»، في الوقت الذي كنت أتطلع إلى أن يصلني ردّ بالسرعة نفسها حول مصير الطلبة المواطنين، الذين سيواجهون معاناة قبولهم في جامعتهم الوطنية «الأم»، أو بخصوص إصرار الجامعة على المضي قدماً في مشروع «التحول» الذي تبنته موظفة مقربة من الإدارة العليا، بعد أن فشل «قريبها» في تطبيقه بمؤسسة تعليم عالٍ أخرى، واستطاعوا تمريره في الجامعة، بل واستقطبوا الشركة ذاتها التي كانت تعمل فيها الموظفة ذاتها، هي وبعض العاملين الوافدين في إدارة الجامعة، ولا أستطيع أن أجزم بأن كل ذلك مجرّد مصادفة! عموماً ووفقاً لرد الجامعة في جزئية مجال البحوث، كنا ننتظر أن يكون الرد أكثر عمقاً، ومرتبطاً بإحصاءات توضح نوعية وكمية البحوث ذات العلاقة المباشرة بالدولة والمجتمع، بدلاً من أن يكون حديثاً عاماً عن إنجازات غير ملموسة ميدانياً، وطالما إدارة البحوث في الجامعة تؤدي دورها بشكل إيجابي، كما ورد في الرد، فلماذا…
الأحد ٢٦ يناير ٢٠٢٠
لا يوجد أحد في الإمارات يعيش تحت خط الفقر الذي حدده البنك الدولي، بـ (1.25) دولار يومياً، (4.6) درهم، وقد أنجزت التنمية المستدامة مهمتها بنجاح منذ عامين، وحققت قضاءً على الفقر بنسبة 100%، ونحن بين قلة من دول العالم التي نجحت في إتاحة الموارد، وتحديث التشريعات، وخلق بيئة عمل منافسة، بما ساهم في نهاية الفقر، ومظاهره الاجتماعية، وأنتج رفاهاً، وشعوراً بالأمان والاستقرار أيضاً. واجهنا خلال العقود الماضية التحديات المتعلقة بالفقر، بالتوزيع العادل للثروات الوطنية، وعوائد التنمية، ووضعنا تأهيل الكفاءات المواطنة في رأس أولوياتنا، لتوطينهم في المناصب القيادية في القطاعين، ولم نغفل عن صناديق الدعم والرعاية الاجتماعية، ووفرت التشريعات حماية لأجور للمواطنين والمقيمين، واتسعت مظلة التأمينات الصحية، لتشمل سكان الإمارات كافة. توازياً مع ذلك، انتهجنا سياسة حرية الأسواق وتشجيع الاستثمار، بما أتاح لملايين الأشخاص من عشرات الجنسيات من مختلف دول العالم، مشاركتنا مكاسب الازدهار الاقتصادي في بلادنا، وكل ذلك ونحن مواظبون في التركيز على التعليم، وتحديثه باستمرار، ليواكب الثورة التكنولوجية واقتصاد…
الأحد ٢٦ يناير ٢٠٢٠
ذكرنا مراراً وتكراراً أن المحتوى العربي على الـ«سوشيال ميديا»، باختلاف منصاته، كارثة ولا يمكن الخروج منه بأي فائدة، وذلك بسبب حالة الخواء الفكري والثقافي التي تعيشها المجتمعات العربية، والتي أفرزت الكثير من الأمراض النفسية، أبرزها الاستعراض. قلنا إن «تويتر» يشبه ملتقى النخبة والصعاليك، في مقال سابق، ونزيد هنا أن الحال لم تتغير، ومازلت على رأيي نفسه. هناك نوعان من المستعرضين على «تويتر»: المكشوف والمستتر، الأول لسنا بحاجة إلى شرحه لأنه لو اشترى أي شيء من الإنترنت سيعلن الخبر فوراً، أو تجده يخوض في ما لا يعنيه بشكل فج، أما الثاني فهذه سماته: أولاً، أغلب تغريداته عربية ثم يغرد باللغة الإنجليزية بشكل مفاجئ، وكلامه لو نسخته ووضعته في «غوغل» ستعلم فوراً من أين أتى به. ثانياً، يغرقك في البديهيات لأنه أستاذ في مجاله! ينتقد ما يسميه جمود مجال معين ثم يشرح لك رؤيته، وهذا من حقه، لكن عندما يتجاوز الشرح 10 دقائق، في فيديو يحمّله على حسابه، وكل محتوى الفيديو بديهيات…
الأحد ٢٦ يناير ٢٠٢٠
مبدأ تساوي الفرص هو أهم مبادئ الرياضة بجميع أنواعها وأشكالها، وكرة القدم بالتأكيد ليست استثناء من هذا المبدأ، وتساوي الفرص يعني بشكل واضح أن تحظى جميع الفرق المتنافسة في البطولات بالحقوق والفرص ذاتها، وتُطبق عليها القوانين ذاتها، وذلك بهدف إعطاء شرعية وأحقية الفوز في المنافسات لمن يمتلك الجدارة والتميز، والجهد الأفضل داخل المستطيل الأخضر فقط، من دون أن يحصل على أي أفضلية من خارج الملعب، تجعله مؤهلاً للفوز أكثر من غيره داخل الملعب! ولعل هذا المبدأ الرياضي المهم، الذي لا تستقيم المنافسات من دونه، غاب بشكل واضح عن قضية التجنيس التي شغلت الرأي العام الرياضي في الإمارات، الأيام السابقة، ومع اتفاقنا على ضرورة التجنيس في المرحلة المقبلة، فإنه في الوضع الحالي أعطى أفضلية وتميزاً لأندية بعينها دون بقية الأندية، وبشكل بات يؤثر بشكل كبير في مسار منافسات كرة القدم في الدولة، ما يعني غياب العدالة والمساواة، وتميز فرق على غيرها بشكل يؤدي إلى غياب طعم المنافسة والترقب والحماس الكروي المعهود.…