الأحد ٣٠ سبتمبر ٢٠١٨
في كثير من دول العالم تعد العواصم هي المدن الأكثر أهمية وجذبًا، والأكثر سكانًا نظرًا لتوافر فرص العمل والاستثمار فيها؛ وهو ما يجعل خطوطها الوطنية تتخذ منها نقطة انطلاق لرحلاتها الدولية؛ لتكون محطة (ترانزيت) للمدن الأخرى في هذه الدولة أو تلك. ويؤسَّس بناء على هذه المعطيات مطار ضخم ومتطور، يستوعب الرحلات الدولية كافة إلى مختلف الوجهات في العالم. هذا الأمر الطبيعي والمعتاد في معظم دول العالم لا يعتد به لدى الناقل الوطني (السعودية)؛ فبعض رحلاتها الدولية تنطلق من جدة وليس من الرياض، في قرارات غريبة وغير مفهومة من إدارة الخطوط، بالرغم من كل المؤشرات التي تمنح الرياض - بوصفها عاصمة سياسية للدولة - الحق في أن تنطلق الرحلات منها، إضافة إلى الكثافة السكانية الكبيرة التي تتفوق فيها على جدة، باستثناء فترة الحج فقط، وهي أيام معدودة، وكذلك الفارق الكبير بين المطارين وتجهيزاتهما.. فمن غير المنطقي أن ينتقل المسافرون إلى جدة في رحلاتهم إلى لوس أنجلوس وتونس والمغرب وغيرها؛ الأمر الذي…
السبت ٢٩ سبتمبر ٢٠١٨
الزيارة التاريخية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الكويت تبحث في قضايا خليجية وإقليمية ودولية مشتركة، فضلاً عن موضوعات ثنائية تجمع البلدين الشقيقين، وتعزز من مسيرتهما الأخوية على أكثر من صعيد. توقيت الزيارة مهم للمنطقة التي تشهد حراكاً دولياً في تسوية نزاعاتها، وإعادة الأمن والاستقرار لها، وتحديداً بعد إعلان الولايات المتحدة الأميركية الانسحاب من الاتفاق النووي مع طهران، وفرض عقوبات قاسية عليها مطلع الشهر المقبل، وأهمية التنسيق السعودي الكويتي في مواجهة تلك التداعيات أمنياً واقتصادياً وعسكرياً إذا اقتضى الأمر ذلك، حيث تقود المملكة تحالفاً دولياً في مواجهة المشروع الحوثي الإيراني في اليمن، والكويت جزء من ذلك التحالف، إلى جانب دور الكويت في استضافة المشاورات السياسية بين اليمنيين قبل نحو عامين بمن فيهم وفد الحوثي لإيجاد حل سياسي للخروج من الأزمة. التنسيق السعودي الكويتي خلال زيارة ولي العهد سيطال الملف العراقي الذي يجمع البلدين في حدود مشتركة معه، وتحديداً مع قرب تسمية رئيس الوزراء هناك، والدور المنتظر من المملكة والكويت…
السبت ٢٩ سبتمبر ٢٠١٨
ربما لا تصل هذه الجملة إلى وعي بعض الناس، وربما لأنهم فهموا أن الحرب هي من أجل الانتصار على آخر، وتحقيق الرغبة الكامنة في الداخل وهي إشباع الأنا، وتكريسها كقوة لا تقهر. وهذا مفهوم سائد، ومتمكن من أفئدة الكثيرين، ولكن عندما نخرج من هذه الغرفة المظلمة، غرفة الوعي المتأخر جداً عن حركة الحياة الجوهرية، نجد أنفسنا أمام قاموس جديد يفسر معنى الحرب عندما تكون في مواجهة طرف آخر، شيمته اغتيال الحقيقة، والذهاب بالعدمية إلى ذروتها، إلى أقصاها، فهي مسعى إنساني من أجل القضاء على العدوانية والبربرية وإحلال السلام، ولأن السلام كائن مخملي، لا يستقيم وجوده مع وجود العدوانية، فإنه لابد من أداة حادة تكسر شوكة العدوانية، لتعيد للعالم توازنه، وتضع الحقيقة في مكانها المناسب، حتى لا يضيع الوجود البشري في عتو ونفور طرف آخر من معنى السلام. في الفلسفة الشرقية (حتى يعيش الإنسان في سلام فلابد من توافر الثلاثي النهم، ألا وهو القضاء على الشبق، والتخلص من الغضب، والتحرر من…
السبت ٢٩ سبتمبر ٢٠١٨
الدوائر السياسية التقليدية في أوروبا تعيش حالة ذهول كبرى وهي تراقب المواقف السعودية الصارمة من كل تدخل في شؤونها الداخلية ومن كل المواقف السياسية التي تخالف أبسط أبجديات العلاقات المتكافئة بين البلدان؛ الموقف من ألمانيا والموقف من كندا تمثل أبرز الشواهد على الأداء السياسي السعودي الجديد وتمثل أيضا دليلا على أن ثمة ذهنيات سياسية أوروبية توقفت أفكارها ورؤيتها السياسية عند زمن الحرب الباردة والمعادلات السياسية المألوفة، التي تنظر لدول العالم الثالث باعتبارها قاصرة حضاريا وإنسانيا. في الواقع أن هذا التصنيف (دول العالم الثالث) هو أيضا من الماضي، وأول من استخدمه كان الباحث الفرنسي الفريد سوفيه العام ١٩٥٢، في إشارة إلى البلدان المتراجعة اقتصاديا والتي ليست جزءا من النهضة الصناعية والتي تعتمد في اقتصادها على الدول الاستعمارية. اليوم لا يكاد يصدق أي من هذه الأوصاف على كثير من دول المنطقة وعلى رأسها دول الاستقرار: السعودية، الإمارات، وغيرها، فلا اقتصادها معتمد على المستعمر ولم يحدث أن كانت عرضة للاستعمار أصلا، إضافة إلى…
الخميس ٢٧ سبتمبر ٢٠١٨
جانب ما تبقّى من ورق وحبر ورائحة قديمة، تروي تاريخاً عمره أكثر من 570 عاماً، عندما اخترع الألماني يوهان غوتنبرغ نماذج نافرة للحروف في العام 1447. حتى ذلك التاريخ، فإنّ أفكاراً وقواعد أساسية لن تنقرض أبداً، أهمها المحتوى، والدقة والحرفية في صناعته وتسويقه، وهذا الأساس لا غنى عنه لوسائل الإعلامِ كافةً، بصرف النظر عن كونها «تقليدية»، أو رقمية، ثم يكون ما يكون من حديث عن إغلاق الصحف، وانتهاء الكتاب المطبوع، والضغط على المنصات لتواصل مهمة توفير المحتوى الجذّاب، وقد بات لديها كل هذا الترويج الهائل في الاتصال الاجتماعي، بينما عشنا قروناً لا نجد فيها منافذ للانتشار سوى سيارات التوزيع، والأكشاك والمكتبات، وهذه يستطيع موقع مثل «انستغرام» اختصارها جميعاً بسهولة متناهية الآن. النقاش طويل، لكنه ممتع، خصوصاً أن آخر مداولاته كان في الشارقة أمس. الإمارة الباسمة التي تضيف إلى مشهدنا الثقافي في الإمارات كثيراً من الإبداع والتنوع والفن، وذلك باهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى،…
الخميس ٢٧ سبتمبر ٢٠١٨
منذ نحو 4 عقود والمحاولات الإيرانية لم تتوقف عن محاكاة تجربة «حزب الله» اللبناني، ولكن بنسخة بحرينية، فقد راهن النظام الخميني منذ وصوله في 1979 على مشروعه الاستراتيجي بإنشاء «حزب الله البحريني»، والاستفادة من جماعات الإسلام السياسي الشيعي لتنفيذ الرغبة الإيرانية المحمومة، ومع كل الدعم الكبير الذي تلقته تلك الجماعات، ماليا ولوجستيا وسياسيا، فإن المشروع الإيراني في البحرين لا يزال متعثرا ويواجه الفشل مع كل محاولة جديدة، منذ أول محاولة انقلابية قادها الشيرازيون وحلفاؤهم عام 1981، بعد عامين فقط من وصول الخميني، مرورا بمحاولة ثانية لـ«حزب الله البحريني» محاولا قلب نظام الحكم بالقوة وإقامة نظام موالٍ لإيران، ومحاولة ثالثة تزامنت مع أحداث الربيع العربي في 2011 انكشفت خلالها جميع الجمعيات السياسية البحرينية التي خدعت الجميع بأنها جزء من المشروع الإصلاحي لملك البحرين، وصولا إلى محاولة رابعة كشف عنها أول من أمس، حيث أسندت إلى 169 متهما من أعضاء «حزب الله البحريني» تهمة «تأسيس والانضمام إلى جماعة إرهابية وإحداث تفجير والشروع…
الخميس ٢٧ سبتمبر ٢٠١٨
لسنوات طويلة كانت السعودية أرضاً للفرص ومنتهى أحلام وآمال ملايين من الشباب والعائلات من كل أصقاع العالم، تدفقوا منذ الخمسينات الميلادية وربما قبل ذلك إلى المملكة الناشئة، بدأت حياتهم من العمل في متاجرنا ومصانعنا وشركاتنا، بنوا مستقبلهم ورعوا عائلاتهم وازدهرت أوطانهم بسبب التحويلات المالية الكبرى التي أرسلوها. كانت السعودية في حالة نمو متسارع وخلية عمل تكاد لا تهدأ، أرض مترامية الأطراف متباعدة المدن والقرى والهجر كل متر منها في حاجة للتنمية والتطوير، ومن محاسن الصدف أن خرج من باطنها الكنز الذي ساعدها في تمويل أحلام بنائها. لعل أصعب ما واجه الخطط الهائلة التي قادتها الدولة، كان عدم توفر الأيدي العاملة المحلية القادرة على سد احتياجات مشاريع النمو السريعة والكبيرة، الصعوبة الأخرى كانت غياب أي بنية سابقة، فالأراضي قاحلة والمدن فقيرة والبلاد في حاجة لكل شيء من المياه الصالحة للشرب للطرقات والتعليم والزراعة والصناعة والبناء والتجارة والصحة، تقريبا كل شيء، فكانت التكلفة مضاعفة ومحاولة اختصار الزمن أكثر كلفة. اضطرت الدولة لاستقدام…
الخميس ٢٧ سبتمبر ٢٠١٨
دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، أكبر مشروع قطارات بالمنطقة وهو مشروع «قطار الحرمين» والذي يمر بخمس محطات رئيسة «مكة المكرمة - المدينة المنورة – مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ، مدينة جدة بحي السليمانية، وأخيرا بمطار الملك عبدالعزيز المنتظر تدشينه أيضا قريبا». سوق النقل بالمملكة يتحول ويتغير، فقبل قطار الحرمين الشريفين، كان هناك أيضا مشروع «سار» والذي ينطق من أقصى الشمال لبلادنا من «حزم الجلاميد» إلى شرق المملكة «رأس الخير» بخط يقارب 1300 كلم، وينقل ما يقارب مليون طن من الفوسفات «إحدى الثروات المعدنية بالمملكة»، هذا الخط التجاري لسكة الحديد أزاح عن طرق المملكة ما يقارب 40 ألف شاحنة من على الطرق، ولنا تقدير الآثار الاقتصادية لهذه السكة الحديدية التي فتحت آفاق استثمار للثروات المعدنية بالمملكة وحقق وفورات مالية ضخمة في النقل. اليوم ملك هذه البلاد -حفظه الله- الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهي مرحلة تحول كبيرة تتوافق مع رؤية البلاد 2030، فقطار الحرمين سينقل يوميا ما…
الخميس ٢٧ سبتمبر ٢٠١٨
من سمات العقد الثاني من القرن الـ21 ظهور منصات سوشيال ميديا، وسحبها البساط من تحت الصحف في ما يتعلق بصميم صناعة الأخبار. أحبّ صنّاع الخبر منصة التغريدات وتوجهوا إليها بشكل مباشر. اختلف الترتيب وأصبحت الصحف هي التي تنقل عن «تويتر»، وليس العكس الذي كان متبعاً منذ أقل من 10 سنوات. استقطب «تويتر» الجميع من صانع القرار والمثقف إلى الصعاليك، وحتى الأطفال الذين لا يعرفون الفرق بين التاء المفتوحة والمربوطة. اتسعت رقعة المجتمع الافتراضي، وخُيّل إلينا أننا جميعاً متواجدون في ذلك العالم. البعض يراه منصة حرة لإبداء الرأي، وآخر يراه أداة شريرة لإفساد المجتمع، وبينهما من يراه من منظور تقني بحت. عندما يصدر خبر عادي وليس بالضرورة مثير للجدل، لكنه مثلاً يؤثر في أفراد المجتمع، سواء في أميركا أو هنا في الدولة، ولنعتمد مثال الدولة، فإن الجميع يحتشدون في «تويتر» ويبدون آراءهم، ويتحول الخبر إلى قضية رأي عام. الجهة المسؤولة إما تغرد بتوضيح أو تتجاهل المسألة ويبقى الأمر غامضاً. المتابع يضيع…
الأربعاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٨
السياسة العامة التي تقرّها الحكومة، أو الجهات والدوائر المحلية، هي عبارة عن ترجمة أولويات الحكومة ومبادئها إلى سلسلة من الأعمال لتنفيذ التغييرات المنشودة، وتالياً فإن إعداد السياسة العامة ما هو إلا تحديد أفضل تشكيلة من الأنشطة والمشروعات والبرامج، لبلوغ الغاية أو الهدف الاستراتيجي. وكقاعدة عامة، فإن أفضل السياسات الحكومية هي التي تمتاز بوضوح الأهداف، وترتيب الأولويات حسب أهميتها النسبية، وموازنة الاعتبارات والتبديل في ما بينها، والاهتمام بالمتعاملين من خلال التركيز على تلبية احتياجات المستهلكين وما يلائمهم - وليس على ما يلائم مقدمي الخدمة - في مجال الخدمات العامة، إضافة إلى «الجهود المشتركة»، أي الأخذ بالحسبان السياسات والأهداف الأخرى ذات الصلة، لتجنب التكرار أو التناقض بين أذرع الحكومة المختلفة. من هنا علينا أن نؤمن ونقرّ بأنه لا توجد سياسة عامة، أو قرارات أو قوانين صالحة لكل زمان ومكان، وكما أن لكثير من المنتجات مدة صلاحية، فالقرارات الحكومية والسياسات العامة للوزارات والدوائر ليست استثناء، وهي تصل في أحيان كثيرة إلى مرحلة انتهاء…
الأربعاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٨
الإمارات ذهبت إلى المستقبل في التعليم، وفي رؤيتها أن الاستعداد للقادم لابدّ أن يرافقه تخطيط يتوجه إلى العلوم والابتكار، وقد بتنا نحتاج إلى علماء إماراتيين، يُديرون دفة المشروعات الوطنية الكبرى، تحديداً في برامج الفضاء، والتكنولوجيا الذكية، التي غيّرت مفهوم السرعة، فتكيفنا معها بتسارع قوي ومدروس. كذلك، فإن شواهد التطور واضحة في جذب الجامعات العالمية إلى المناخ الأكاديمي في الإمارات، وإنشاء مزيد من المعاهد العلمية المتقدمة، ما يعني أن التعليم يتصدر أولويات الدولة، وتُوليه القيادة جهداً واهتماماً ومتابعةً، وأسست له «مجلس التعليم والموارد البشرية» تأكيداً على أهمية تنظيمه، وضرورته لأي عملية تنموية طموحة في بلادنا. ولأننا اخترنا التعليم النوعي الذي يُنتج المبتكرين والعلماء والخبراء، فمن المهم أن ندرس احتياجاتنا الأساسية، ثم الفرص في السوق الأكاديمية لدينا، ومن حولنا، لنصل إلى الرقم الدقيق في عدد الجامعات المفتوحة في الإمارات، خصوصاً أن لدينا «الإمارات» و«السوربون أبوظبي» و«نيويورك أبوظبي» و«الأميركيتين» في دبي والشارقة، و«خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث»، وهذه مجرد أمثلة عن عشرات الجامعات العالمية…
الأربعاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٨
لم يفرح الناس من قبل باليوم الوطني كفرحتهم هذا العام، فكل الأدوات المقدمة والآليات المعمول بها في الاحتفاء بهذه المناسبة هذا العام هي أبواب مفتوحة على مصراعيها لتأسيس ثقافة السعادة، وهذا ليس في اليوم الوطني فحسب، بل هي في التغيير القائم والذي يهتم بالإنسان من الداخل والخارج، في محو ثقافة الموت والعويل واستبدالها بالحياة والفرح. نعم، إننا نفرح وكل يوم تكبر فرحتنا، كما هي فرحتنا باليوم الوطني هذا العام أكبر من فرحتنا السابقة، والقادم يكبر بالفرح والسعادة لأنها الثقافة البديلة لتأسيس مشاعر وجدانية تنظر للحياة بصورة مختلفة، تحمل النظرة إلى الانفتاح نحو السعادة بعد تأسيس كافة محفزاتها بعيداً عن الانغلاق بكل معانيه وأشكاله وأحزانه. البيئة السعودية الآن تحمل معاني إنسانية خضراء منبسطة برؤية بعيدة جداً إلى الحياة، بلا محددات تعوق الإنسان السعودي من الداخل، لأن السعادة هي بوابة الإنجازات والعطاءات المتنوعة لبناء المجتمع. أنظر من حولي لهذا التغيير الذي يحمل صناعة مفاهيم جديدة في المجتمع لم نكن نعرفها من قبل،…